(عمان) ــــ ( رويترز) : ظلت أسعار النفط مرتفعة مع افتتاح السوق الأمريكية أمس لتعوض جزءا من خسائرها التي تكبدتها بالأمس، مع اقتراب إعصار هارفي من ضرب خليج المكسيك بالولايات المتحدة الذي يضم أكبر مراكز وإنتاج النفط في الولايات المتحدة، وأكدت اللجنة الوزارية المكلفة بمراقبة اتفاق خفض الإنتاج العالمي على احتمال تمديد الاتفاق لما بعد مارس 2018، ويترقب المتعاملون منصات الحفر والتنقيب في الولايات المتحدة.
وصعد خام برنت إلى مستوى 52.45 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 52.15 دولار، وسجل أعلى مستوى 52.56 دولار، وأدنى مستوى 52.11 دولار. وارتفع الخام الأمريكي إلى مستوى 47.80 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 47.60 دولار، وسجل أعلى مستوى 47.86 دولار، وأدنى مستوى 47.53 دولار.
أنهي النفط الخام الأمريكي تعاملات أمس الأول منخفضا بنسبة 1.6 بالمائة، في ثالث خسارة خلال أربعة أيام،وتراجعت عقود برنت «عقود أكتوبر» بنسبة 0.7 بالمائة، مع اقتراب الإنتاج الأمريكي من مستوياته القياسية.
تشتد قوة العاصفة المدارية «هارفي» صوب ولاية تكساس الأمريكية التي تضم أكبر مراكز إنتاج وتكرير النفط فى الولايات المتحدة، وقد تتحول إلى أكبر عاصفة تضرب منطقة خليج المكسيك منذ إعصار ويلما عام 2005. وفى مسار الإعصار تقع مصافي تنتج ما يقرب من 5 ملايين برميل يوميا من النفط، وبالفعل تم وقف إنتاج مصافي التكرير في كوربوس كريستي وهي تنتج نحو 500 ألف برميل يوميا.
قالت اللجنة الوزارية المكلفة بمراقبة تطبيق اتفاق خفض الإنتاج العالمي أمس الأول إن السوق يتحرك في الاتجاه الصحيح وإن جميع الخيارات مطروحة لتحقيق التوازن بما في ذلك تمديد الاتفاق لما بعد مارس 2018. وأكدت اللجنة على أن اجتماعها التالي سيعقد في فيينا يوم 22 سبتمبر، وسوف يتم توجيه الدعوة إلى دول ليبيا ونيجيريا المعفيتين من الاتفاق لحضور الاجتماع على المستوى الفني والوزاري.
وتصدرشركة «بيكر هيوز» للخدمات النفطية عدد منصات الحفر والتنقيب العاملة بمناطق حقول النفط الصخري في الولايات المتحدة، وانخفضت المنصات الأسبوع الماضي بمقدار 5 منصات، بأكبر انخفاض أسبوعي منذ الأسبوع المنتهي 13 يناير الماضي، لينزل إجمالي المنصات العاملة إلى 763 منصة. وعلى حسب التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية الصادر الأربعاء الماضي ارتفع إنتاج النفط الأمريكي بمقدار 26 ألف برميل للأسبوع المنتهي 18 أغسطس، وهو أعلى مستوى منذ يوليو 2015، ليقترب الإنتاج من مستوياته القياسية البالغة 9.61 مليون برميل يوميا المسجل في يونيو 2015.
■ وفي التعاملات المبكرة ارتفعت أسعار النفط امس في ظل استعداد قطاع النفط الأمريكي لتعطل محتمل للإنتاج مع اتجاه الإعصار هارفي إلى مركز قطاع النفط في الولايات المتحدة في خليج المكسيك. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 33 سنتا أو 0.7 بالمائة عن التسوية السابقة ليصل إلى 47.76 دولار للبرميل.
وزاد خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 38 سنتا أو 0.7 بالمائة عن الإغلاق السابق ليصل إلى 52.42 دولار للبرميل.
وارتفعت الأسعار مع إغلاق منشآت الإنتاج في المنطقة المتأثرة استعدادا للإعصار، وفي ظل توقعات بأن عمليات الإغلاق قد تستمر إذا سببت العاصفة أضرارا واسعة. وبعيدا عن التأثير المحتمل للعاصفة على قطاع النفط، لا تزال سوق الخام تشهد وفرة في المعروض العالمي رغم الجهود التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) لخفض الإنتاج من أجل تعزيز الأسعار. وتعهدت أوبك وبعض المنتجين خارجها من بينهم روسيا بخفض الإنتاج نحو 1.8 مليون برميل يوميا هذا العام وحتى نهاية الربع الأول من 2018 .غير أن المنتجين ليسوا جميعا ملتزمين بتعهداتهم، وتظل مستويات الإمدادات عالية، مما أدى إلى استمرار تدني الأسعار.
وقالت لجنة مراقبة وزارية مشتركة بين أوبك والمنتجين المستقلين أمس الأول إن من الممكن تمديد اتفاق خفض الإنتاج بعد مارس، لكن لم يتم اتخاذ قرار بعد. ويرجع ارتفاع تخمة معروض الخام إلى أسباب من بينها الإنتاج الأمريكي الذي قفز 13 بالمائة منذ منتصف 2016 إلى 9.53 مليون برميل يوميا، مقتربا من مستواه القياسي البالغ 9.61 مليون برميل يوميا المسجل في يونيو 2015.
إغلاق أمس الأول
■ وهبطت أسعار الخام الأمريكي اثنين بالمائة أمس الأول في الوقت الذي يهدد فيه الإعصار هارفي العمليات النفطية في مركز الطاقة على ساحل خليج المكسيك، إذ من المتوقع أن يصل الإعصار في صورة أقوى عاصفة تضرب البر الرئيسي الأمريكي في 12 عاما. ونزل الخام الأمريكي في العقود الآجلة 98 سنتا ليبلغ عند التسوية 47.43 دولار للبرميل. وأغلق خام القياس العالمي مزيج برنت منخفضا 53 سنتا أو واحدا بالمائة عند 52.04 دولار للبرميل. وتأثرت سوق النفط سلبا أيضا بارتفاع الدولار قليلا، بما يزيد تكلفة الخام المقوم بالعملة الأمريكية على مشتريه بالعملات الأخرى، مع ترقب المستثمرين لاجتماع مسؤولي البنوك المركزية في جاكسون هول بولاية وايومنج.