الأميرة ديانا «الغائبة الحاضرة»، فبالرغم من غيابها بسبب مصرعها في حادث في باريس قبل عشرين عاما، غير أنها لا تزال تشغل وسائل الإعلام بجدل دائم لا يبدو انه سينتهي في وقت قريب. فقد عادت «أميرة الشعب» ديانا لتحتل الصدارة في الصحف ووسائل الإعلام التي تنافست فيما بينها على بث البرامج والأفلام الوثائقية ونشر الملفات والتقارير حول أسرار جديدة عن حياتها. صحيفتا «الصن» و«ديلي ميل» نشرتا على صفحاتهما الأولى صورا للأميرين وليام وهاري خارج أبواب قصر كنسينغتون في عام 1997، مع صور اخرى لهما وهما يقفان في نفس المكان عام 2017 بعد مرور عشرين عاما من حادث وفاة والدتهما. وأبرزت صحيفة «ديلي ميرور» زيارة الأميرين لبوابة قصر كينسنجتون لتفقد الورود التي وضعها البريطانيون والسياح أمام بوابة القصر، ومعهما دوقة كمبريدج، كيت زوجة ويليام. واقتبست «ديلي تلغراف» قول الأمير هاري «كل واحد منا فقد شخصا ما في ذلك اليوم» عنوانا رئيسيا لها. افتتاحية صحيفة «التايمز» كتبت تحت عنوان «اميرة الشعب» تقول إن موت ديانا احدث تغييرا جذريا في بنية العائلة المالكة، وان الأميرين ويليام وهاري اليوم هما الوجه الجديد للعائلة المالكة. وأضافت إن البلاد شاهدت جنازة «أميرة القلوب» ديانا قبل عشرين عاما، حيث كان مشهد الأميرين الصغيرين وهما يسيران خلف نعش والدتهما مشهدا مؤثرا جدا. وفسر البعض مشاركة الأميرين في جنازة أمهما على انه شجاعة منهما ونالا إعجاب الكثيرين من أبناء الشعب. وتابعت الصحيفة بالقول إن «المسافة بين الشعب والعائلة المالكة أضحت أكثر قرباً من السابق. ورغم أن موت الأميرة ديانا سبب ألماً كبيراً لعائلتها وللبلاد بأكملها، إلا أن مرور الوقت عالج هذا الألم، ورغم أن هاري ووليام عانيا بشكل أكبر جراء فراق أمهما وهما في سن صغير إلا أنها بلا شك فخورة بهما وبشجاعتهما». أما عن الأناقة والموضة فقد كتبت سارة موير في صحيفة «ديلي ميل» تقول «لسنوات كثيرة كانت أميرة ويلز ديانا هي الشغل الشاغل الوحيد لأوساط الموضة وتربعت على عرش الأناقة. وقد حققت ذلك بنفسها». وقد تم نسخ أسلوبها الذي لا يزال مصدر وحي على منصات العرض وفي صفوف المصممين إلى الآن. هكذا رحلت الأميرة ديانا تاركة إرثا كبيرا من الأعمال الخيرية التي كرست نفسها لها قبل رحيلها. وقام الأميران ويليام وهاري عشية حلول الذكرى العشرين لوفاة والدتهما بالاجتماع في قصر كينجستون مع ممثلي جمعيات خيرية عديدة كانت الأميرة الراحلة قد دعمتها، ومن بينها مستشفى «غريت اورموند ستريت» للأطفال، والصندوق الوطني للمساعدات وغيرها. وما زالت ذكرى الأميرة ديانا حية في قلوب الكثيرين، حيث توافد العديد من البريطانيين والسياح على قصر كينسنجتون غرب لندن الذي كانت الأميرة تعيش فيه منذ زواجها، لوضع الورود والتذكارات لإحياء الذكرى العشرين لوفاتها. ولخص العنوان الرئيسي لصحيفة «مترو» المشهد في جملة واحدة تقول: «ديانا .. دائما في قلوبنا». وقاما الأميران ويليام وهاري ومعهما دوقة كمبريدج، كيت زوجة ويليام بجولة حول حديقة (Sunken Garden) احدى حدائق كينسنغتون العامة التي أعيدت زراعتها وخصصت لذكرى الراحلة ديانا واطلق عليها لقب ( White Garden) اي الحديقة البيضاء لأنها تجمع النباتات المفضلة للأميرة وبالأسلوب الذي كانت تحبه. وتم افتتاحها في ربيع هذا العام، وهي تجمع ورود الجوري البيضاء والزنبق والسوسن وغيرها. وستبقى الحديقة موجودة حتى نهاية شهر سبتمبر المقبل. وتواصل تأثير ديانا على العائلة المالكة حتى بعد وفاتها. وكانت الملكة إليزابيث الثانية تعرضت لانتقادات شديدة إذ اعتبر البعض أنها لم تبد تأثرا بوفاة زوجة نجلها السابقة ولم تأبه لحزن مواطنيها. واضطرت العائلة المالكة إلى اعتناق الحداثة ما أدى إلى تعزيز صورتها. وتحظى الملكة حاليا باحترام اكثر من أي وقت مضى. اما الجيل الجديد ومن بينهم الأمير وليام وزوجته كايت وطفلاهما، فقد أضفوا نضارة على العائلة المالكة. وتزوج ولي العهد الأمير تشارلز الذي طلق ديانا عام 1996، من عشيقته كاميلا ويستعد لاعتلاء العرش يوما ما.