الرستاق - سعيد السلماني - احتضنت حفرة الحصان أكبر تجمع للشواء بولاية الرستاق، وتعرف باسم «شواء الحصان»، حيث يبلغ عمقها سبعة أمتار وقطرها قرابة ٤ أمتار، وتتسع لعدد كبير من حقائب الشواء «الخصفة»، وعادة ما تقوم كل حارة بتجميع شوائها بمعدل ٧ بيوت، ووضعها في شبك حديدي يعرف باسم القاف، وبلغ عدد القافات هذا العام ٣٥ قافا يضم كل واحد منها ٧ خصفات أي بمجموع يعادل ٢٤٥ خصفة شواء ونظرًا لكثرة المشتركين فإن عملية ضبط كمية الجمر وآلية توزيع القافات وترتيبها تتطلب خبرة عالية ومهارة فريدة؛ لضمان نضج اللحم واستوائه، ويعود هذا الشواء لما يزيد على ٥٠ عامًا. حيث يعتبر الشواء من العادات العمانية المميزة في الأعياد، حيث يتم دفن اللحم في حفرة تحت الأرض بعد تبهيره بخلطة من البهارات المميزة ووضعه في حقيبة من السعفيات مصنوعة من الخوص، ويحشى بورق الموز أو ورق الشخاخ، ويمكن تحضير هذه الوجبة بشكل فردي أو جماعي حيث اعتاد أهالي حارة المحاضر بالرستاق، ومن حولها على التجمع لدفن الشواء في حفرة تعد هي الأكبر بولاية الرستاق. وقال إبراهيم بن صالح الصخبوري: «إن هناك العديد من التقاليد التي ترافق عملية دفن الشواء وإخراجه، ويتم وضع بعض التشكيلات من الخشب وتلبيسها ملابس الرجال، وهو ما يعرف بالوعار، وذلك لإبعاد الحيوانات المفترسة كالكلاب والذئاب حتى لا تحفر الشواء أثناء فترات النوم، كما يقوم عادة شخصان بالنزول لاستخراج الخصفات وربط الحبال بها، ويعمل الأهالي على جرها لاستخراج القافات وتوزيعها على أصحابها ليهنأ كل شخص بشوائه.