يونكر يستبعد انضمام تركيا للأوروبي قريبا -
أنقرة- ستراسبورج- (وكالات): أوضح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس موقف بلاده فيما يتعلق بشراء نظام الدفاع الصاروخي من طراز إس - 400 روسي الصنع، وذلك بعد يوم واحد من إعلان الولايات المتحدة، شريك تركيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) عن قلقها إزاء الصفقة.
وأكد الكرملين أمس الأول أن روسيا وتركيا وقعتا اتفاقا تشتري أنقرة بموجبه النظام الروسي بعدما نقلت وسائل إعلام محلية في وقت سابق أمس عن أردوغان قوله إن بلاده دفعت بالفعل مقدما لروسيا لحساب شراء أنظمة الصواريخ.
وقال أردوغان في اجتماع أمس في أنقرة ألقى فيه خطابا أمام رؤساء البلديات التابعين لحزب العدالة والتنمية الحاكم،: «لقد جن جنونهم لأننا وقعنا اتفاقا بشأن إس400- هناك.
ماذا في ذلك؟ هل سننتظركم». وأضاف: «سنتولى أمورنا بأنفسنا». تأتي تصريحات أردوغان بعد بيان للخارجية الأمريكية أمس أعربت فيه عن قلقها إزاء شراء أنقرة النظام الروسي. وتشير تقارير إخبارية إلى أن قيمة الصفقة تصل إلى 5ر2 مليار دولار.
وكانت مساع تركية سابقة لشراء نظام دفاع صاروخي صيني لم تكلل بالنجاح لأسباب من بينها خلافات حول نقل الخبرة الفنية.
وقالت قناة (إن. تي. في) إن السلطات التركية أصدرت أوامر أمس باعتقال 79 موظفا سابقا في مدارس على خلفية صلات مزعومة بمحاولة الانقلاب العام الماضي. ويشتبه بأن هؤلاء الموظفين السابقين استخدموا تطبيق (بايلوك) للرسائل النصية المشفرة الذي تقول الحكومة إن شبكة رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن تستخدمه.
وتتهم أنقرة شبكة كولن بتدبير الانقلاب الفاشل في يوليو 2016 لكن كولن ينفي أي صلة له بالأمر.
وكان المشتبه بهم يعملون في مدارس خاصة ومراكز تعليمية تجهز الطلاب لامتحانات القبول بالجامعات ويدير أنصار كولن الكثير منها.
وأقيل نحو 150 ألف شخص أو صدرت أوامر بإيقافهم عن العمل في القطاعين العام والخاص منذ محاولة الانقلاب ومن بينهم بعض الأشخاص الذين عملوا في مدارس أسسها أنصار لكولن، كما اعتقل أكثر من 50 ألفا بسبب صلاتهم المزعومة بها.
وأثارت الحملة قلق جماعات حقوقية وحلفاء لتركيا في الغرب يخشون أن تتخذ الحكومة من الانقلاب الفاشل ذريعة لسحق المعارضة.
لكن الحكومة تقول: إن شبكة كولن متغلغلة بشدة في المؤسسات التركية والجيش والمدارس والقضاء، وإنه لا يمكن تحييد الخطر إلا بعملية تطهير واسعة النطاق. على صعيد آخر قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أمس: إنه لا يرى أي فرصة لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي «في المستقبل المنظور»، وزاد انتقاد الاتحاد الأوروبي لمساعي تركيا منذ عقود لنيل العضوية بعد أن أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حملة كبيرة ضد منتقديه وبينهم صحفيون وأكاديميون إثر محاولة انقلاب في 2016. وقال يونكر في خطابه السنوي للبرلمان الأوروبي بشأن وضع الاتحاد «قطعت تركيا شوطا طويلا في الابتعاد عن الاتحاد الأوروبي منذ بعض الوقت»، وأضاف «يتعين أن تكون سيادة القانون والعدالة والحقوق الأساسية على رأس أولويات المرشحين للانضمام.
وبذلك يستبعد انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي في المستقبل المنظور»، وأشار يونكر إلى حرب كلامية بين برلين وأنقرة اتهم فيها أردوغان ألمانيا باستخدام «أساليب تشبه النازية» الأمر الذي دفع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للدعوة لإنهاء محادثات انضمام تركيا رغم أن أنقرة شريك مهم في حلف شمال الأطلسي. وقال يونكر:الصحفيون مكانهم صالات التحرير لا السجون. مكانهم هو حيث تسود حرية التعبير. كفوا عن إهانة الدول الأعضاء بمقارنة زعمائها بالفاشيين والنازيين». ويتطلب إنهاء مفاوضات انضمام تركيا رسميا إجماعا من كل دول الاتحاد الأوروبي، وهو أمر غير متوفر لكن دعم الأغلبية قد يكون كافيا لتعليق هذه المفاوضات.
وسيبحث زعماء الاتحاد الأوروبي موضوع تركيا في قمة تستضيفها بروكسل خلال أكتوبر لكن لن يصدر أي قرارا رسميا قبل الربيع المقبل. وال جميل إرتيم كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مقابلة مع رويترز: إن العلاقات مع ألمانيا ستتحسن بالتوازي مع تحسن عام في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في أوائل العام المقبل؛ مما يعزز فرص تنامي حركة التصدير والسياحة التركية. وقال إرتيم في المقابلة التي جرت أمس الأول: «أتوقع هدوءا أكبر مع ألمانيا بعد الانتخابات (الألمانية) في 24 سبتمبر، وأتوقع انحسار التوتر». وتعرضت العلاقات التركية-الألمانية إلى ضغوط منذ الحملة التي أطلقها أردوغان في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في العام الماضي.
وانتقدت ألمانيا الاعتقالات الجماعية ورفضت تسليم تركيا أشخاصا لجأوا إليها وتتهمهم أنقرة بالتورط في محاولة الانقلاب الفاشلة. كما طالبت برلين بالإفراج عن نحو 12 مواطنا ألمانيا اعتقلوا في الأشهر القليلة الماضية.
وقال إرتيم: «سيجري إصلاح علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي بسرعة اعتبارا من الربع الأول من عام 2018. أعتقد أن صادرات تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ستزيد». وأشار إلى أن التحسن في العلاقات مع أوروبا سينتج عنه «سنة جيدة جدا» للسياحة عام 2018.
وتراجع عدد السياح الأوروبيين الذين يقصدون تركيا على خلفية المخاوف الأمنية في السنوات القليلة الماضية.
وأشار إرتيم إلى أن الاقتصاد سينمو بين 5.5 وستة في المائة هذا العام وبين خمسة وسبعة في المائة العام المقبل.