مدريد- (أ ف ب) - لامس ريال مدريد حامل اللقب الخط الأحمر قبل السفر لملاقاة ديبورتيفو الافيس، بينما سيسعى برشلونة الى مواصلة سلسلته الناجحة وتحقيق فوزه السادس تواليا على حساب مضيفه جيرونا اليوم في المرحلة السادسة من الدوري الإسباني لكرة القدم. نظريا، تبدو مهمة الغريمين الأزليين الفريق الملكي والعملاق الكاتالوني سهلة على حساب خصمين لا يملكان مقومات المنافسة، فالافيس يهبط ويعود، وكان الموسم الماضي من الأفضل له، حيث حل تاسعا في الدوري ووصيفا في مسابقة الكأس. وباستثناء 2005-2006، أمضى الافيس 12 موسما متنقلا بين الدرجتين الثانية والثالثة، وتلقى خمس هزائم متتالية في بداية موسمه الثاني بين النخبة في أول خمس مباريات أدت الى إقالة المدرب لويس زوبيلديا. من جانبه، لم يصل جيرونا الى الدرجة الثالثة إلا عام 1970 أي بعد 40 عاما على تأسيسه، وهو يخوض حاليا أول موسم بين الكبار. وبعد فوز ريال مدريد الكاسح بنتيجتي الذهاب والإياب في الكأس السوبر على غريمه التقليدي (5-1)، اعتقد الجميع لا سيما أنصاره بأن الفريق الملكي سيحتفظ باللقب بكل سهولة، لكن مشوار رجال المدرب الفرنسي زين الدين زيدان لا يشي بذلك وبات الخطأ ممنوعا عليهم.
نقاط سوداء في سجل زيدان
ويحتل ريال مدريد بعد خمس مراحل المركز الثامن برصيد 8 نقاط بفارق 7 نقاط عن برشلونة من فوزين خارج ارضه وتعادلين وخسارة في عرينه، فضلا عن فشله في كسر الرقم القياسي الذي يتشاركه مع سانتوس البرازيلي، ووقفت سلسلته عند 73 مباراة متتالية يسجل فيها هدفا على الأقل. وفضلا عن تعادله مع فالنسيا (2-2) وليفانتي (1-1)، راكم ريال بيتيس النقاط السوداء في سجل زيدان في أول مباراة بعد عودة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، افضل لاعب في العالم في العامين الماضيين، من إيقاف لخمس مباريات نتيجة تصرف اهوج بدفعه حكم المباراة في ذهاب الكأس السوبر ضد برشلونة. وكان زيدان حقق نجاحا خارقا قل نظيره تمثل بالحصول على سبعة ألقاب في موسم ونصف الموسم، عندما اصبح ثالث فريق يهزم ريال مدريد في عقر داره خلال ست سنوات ونصف السنة بعد برشلونة واتلتيكو مدريد.
لكن زيدان يرى ان المشوار لا يزال طويلا، وقال في هذا الصدد: «خسرنا سبع نقاط في عدد قليل من المباريات، لكن لا يزال هناك طريق طويل ولن نفرط بكل ما حققناه حتى الآن». وأضاف: «اعرف ان هناك كثيرين سعداء برؤية ما يحصل لنا من أمور سيئة، لكن علينا ان نتقبل ذلك وان نبقى هادئين».
وختم: «الدوري طويل جدا وعلينا ان نكون هادئين داخل المجموعة لأننا سنتجاوز هذه الأشياء ونحن على ثقة بأن الأيام المقبل ستكون افضل».
وخلافا لمبارياته البيتية التي فاز في واحدة منها فقط على ابويل نيقوسيا القبرصي (3-صفر) في بداية حملة الدفاع عن لقبه في دوري أبطال أوروبا، حقق ريال مدريد أربعة انتصارات خارج ارضه ففاز في الدوري على ديبورتيفو لاكورونيا (3-صفر) وريال سوسييداد (3-1)، وعلى برشلونة في الكأس السوبر (3-1) ومانشستر يونايتد الإنجليزي في الكأس السوبر الأوروبي (2-1). وعلق قائد ريال مدريد سيرخيو راموس على نتائج فريقه قائلا:«نحن بحاجة لطي الصفحة والتفكير بالمباراة المقبلة. لقد سبق ان عوضنا نقاطا كثيرة واحرزنا اللقب. يجب ان نبقى هادئين لأن هناك مزيدا من المباريات والنقاط». وقد يكون الوضع مثيرا في حال اشرك الافيس لاعب وسطه انزو زيدان فرنانديز، الابن البكر لقائد المنتخب الفرنسي السابق، والذي كان احتياطيا الأربعاء في المباراة ضد ديبورتيفو لاكورونيا (صفر-1)، في أول مواجهة في حياته مع والده بعد ان انضم الى صفوفه بموجب عقد لثلاث سنوات قادما من ريال مدريد. ولعب انزو زيدان تحت إشراف والده مع فريق الاحتياط في الدرجة الثالثة (2014-2016)، وبدأ مسيرته مع الفريق الأول في نوفمبر 2016 في كأس إسبانيا على ملعب سانتياغو برنابيو وسجل يومها هدفا. وستبلغ الإثارة ذروتها إذا اشرك زيدان ابنه الثاني لوكا (19 عاما)، الحارس الثالث في الفريق الملكي، لتتحول المباراة الى لقاء عائلي.
الصراع السياسي في كاتالونيا
يخوض برشلونة، صاحب البداية المثالية، أول ديربي تاريخي مع جاره ومضيفه جيرونا وسط تصعيد سياسي وتوتر يجتاح مقاطعة كاتالونيا التي يعتزم الانفصاليون فيها إجراء استفتاء حول استقلالها عن إسبانيا في الأول من أكتوبر. وندد برشلونة مؤخرا في بيان بالتوتر الحاصل جراء مداهمات الشرطة للمتهمين بالتحريض على الانفصال وادت الى اعتقال 14 عضوا في حكومة المقاطعة، داعيا في الوقت نفسه الى احترام «الديمقراطية وحرية التعبير وحق تقرير المصير». ويبدو برشلونة مرشحا لتحقيق فوزه السابع على التوالي في مختلف المسابقات (فاز على يوفنتوس الإيطالي وصيف بطل أوروبا 3-صفر في الجولة الأولى)، لكنه يخشى في الوقت ذاته قيام تظاهرت من قبل أنصاره وأنصار خصمه وأعمال شغب على ملعب مونتيليفي احتجاجا على ما يجري في المنطقة. وسيكون الملعب الجديد لاتلتيكو مدريد «واندا متروبوليتانو» مسرحا لقمة المرحلة التي تجمع اليوم أيضا قطب العاصمة الثاني وصاحب المركز الثالث (11 نقطة) مع إشبيلية الثاني (13 نقطة).
وتنفس اتلتيكو الصعداء باستعادة مهاجمه السابق دييغو كوستا الذي قاده الى احراز اللقب في موسم 2013-2014، من تشلسي الانجليزي مقابل مبلغ يتراوح بين 55 و60 مليون يورو، رغم ان الأخير لا يستطيع اللعب مع فريقه القديم-الجديد إلا اعتبارا من يناير. وفي المباريات الأخرى، يلعب اليوم ملقة مع اتلتيك بلباو، وغدا الأحد اسبانيول مع ديبورتيفو لاكورونيا، وخيتافي مع فياريال، وايبار مع سلتا فيغو، ولاس بالماس مع ليغانيس، وريال سوسييداد مع فالنسيا. وتختتم المرحلة الاثنين بلقاء ريال بيتيس مع ليفانتي.