روسيا تحمِّل أمريكا مسؤولية تخريب العملية السلمية في سوريا - دمشق -عمان - بسام جميدة - وكالات - واصل مجلس الرقة المدني أمس إجراء «محادثات» لضمان ممر آمن للمدنيين العالقين في جيوب ما زالت تحت سيطرة تنظيم «داعش» في مدينة الرقة، التي تقترب قوات سوريا الديمقراطية من تحريرها بدعم من واشنطن. من جهة أخرى، أقدم ثلاثة انتحاريين على تفجير انفسهم قرب مركز قيادة شرطة دمشق، في اعتداء هو الثاني من نوعه على مقر أمني في العاصمة في أقل من اسبوعين. وأعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن الداعم لقوات سوريا الديمقراطية في بيان الليلة قبل الماضية أن «مجلس الرقة المدني يقود محادثات لتحديد افضل طريقة لتمكين المدنيين المحاصرين من قبل «داعش» من الخروج من المدينة، حيث يحتجز المسلحون مدنيين كدروع بشرية» وقتل شخصان وأصيب ستة بينهم طفلان، بجروح بعدما أقدم ثلاثة انتحاريين على تفجير انفسهم قرب المقر الرئيسي لقيادة شرطة دمشق في وسط العاصمة، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي السوري. ونقل الإعلام الرسمي عن وزارة الداخلية أن «مسلحين» حاولا اقتحام مقر الشرطة في شارع خالد بن الوليد، إلا انه حصل اشتباك معهما ما اضطرهما «إلى تفجير نفسيهما» قبل دخول المقر. وتمكنت الشرطة، بحسب الوزارة، من «محاصرة مسلح ثالث خلف مبنى قيادة الشرطة ما اضطره لتفجير نفسه» أيضاً. وأفاد مراسل فرانس برس في دمشق بفرض قوات الأمن طوق مشدد حول المكان المستهدف في شارع عادة ما يشهد اكتظاظاً. وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن التفجيرات الانتحارية التي شهدتها العاصمة السورية دمشق أمس،عبر وكالة أنباء «أعماق» التابعة له. من جانبها قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس إن الجانب الأمريكي لم يقدم أي تفسير عن تساؤلاتنا بخصوص تسلل مسلحي داعش من نقطة مراقبة أمريكية قرب قاعدة التنف، التي ينتشر فيها جنود أمريكيون، فيما أشارت إلى أن مسؤولية تخريب العملية السلمية في سوريا سيتحملها الطرف الأمريكي فقط. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيفور كوناشنكوف، في بيان، إن الجانب الروسي نبه الزملاء الأمريكيين، إلى أن تحويل قاعدة التنف الواقعة على الحدود السورية الأردنية، إلى «ثقب أسود»، أمر مخالف للقانون. وأكد كوناشنكوف أن نحو 600 مسلح خرجوا على متن سيارات رباعية الدفع، أمام أعين العسكريين الأمريكيين، من منطقة التنف باتجاه غرب سوريا. كما طالب المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجانب الأمريكي بتقديم تفسير للتجاهل المقصود للمسلحين، الذين ينشطون أمام أعين العسكريين الأمريكيين، مشيرا إلى «وزارة الدفاع الروسية تكنّ احتراما للأخلاق الحربية، وتمتنع عن نشر الصور الجديدة لقاعدة التنف التي تتواجد فيها سيارات رباعية الدفع بمدافع ورشاشات، وتلك ليست من عادة الجيش الأمريكي استخدامها». وأوضح المتحدث الروسي أن وزارة الدفاع تتوقع محاولة إفشال الهدنة في منطقة خفض التصعيد الجنوبية في سوريا بعد انتقال 600 مسلح إليها وقافلتي معدات طبية. مضيفا انه «مع الأخذ بعين الاعتبار جدية هذا الدعم، بمباركة الولايات المتحدة..ليس من الضروري أن تكون خبيرا لتتوقع محاولة إفشال الهدنة، هذه المرة في منطقة خفض التصعيد الجنوبية». وحذرت وزارة الدفاع الروسية من أن مسؤولية تخريب العملية السلمية في سوريا سيتحملها الطرف الأمريكي فقط. ميدانيا: أفاد مصدر عسكري عن سيطرت وحدات من الجيش الحكومي السوري على عدد من النقاط المهمة شرق نهر الفرات ومحيط مدينة الميادين وذلك خلال عملياتها المتواصلة لاجتثاث تنظيم «داعش» من دير الزور، حيث نفذت وحدات من الجيش عمليات نوعية على مواقع «داعش» على اتجاه قرية الطيبة الملاصقة لمدينة الميادين وسيطرت على عدد من هذه المواقع بعد القضاء على عدد كبير من المسلحين وتدمير عربة مفخخة وآليات مزودة برشاشات ثقيلة. وفي شرق نهر الفرات حققت وحدات الجيش العاملة على محور حطلة تقدماً ملحوظاً بسيطرتها على نقاط مهمة باتجاه جسر السياسية لتطويق «داعش» في أحياء مدينة دير الزور. وتم إسقاط طائرتي استطلاع لداعش في حيي القصور والصناعة. وفي سياق آخر ألقت مروحيات الجيش الحكومي السوري منشورات ورقية على كامل قرى ريف دير الزور الشرقي دعت من خلالها المدنيين للابتعاد عن مقرات تنظيم «داعش». وبسط الجيش الحكومي السوري سيطرته على كامل التلال والمرتفعات والنقاط الحدودية ضمن ريف دمشق الجنوبي الشرقي والسويداء الشرقي مع الأردن، مستعيداً مساحة تقدر بـ12 ألف كم مربع ونقلت وكالة (سانا) عن قائد ميداني في الجيش قوله، ان «الجيش السوري بالتعاون مع القوات الحليفة، استعاد السيطرة على نقاط المخافر الحدودية مع الأردن ضمن محافظة السويداء، والتي تمتد من النقطة 128 وصولا إلى النقطة 154 وهي عبارة عن نقاط حدودية تتوزع بشكل متتال على الحدود بينما يضم ريف دمشق الجنوبي الشرقي المخافر من 155 وصولا إلى النقطة 197». و«تم إعلان محافظة السويداء خالية من المجموعات المسلحة المعارضة إثر عملية عسكرية بدأها الجيش منذ منتصف مايو الماضي وحتى نهاية أغسطس الماضيين، على حد قول المصدر. وأكد رئيس وزراء الحكومة المؤقتة المعارضة جواد أبو حطب أن حكومته استلمت إدارة معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، بشكل كامل، من فصائل في «الجيش الحر» في خطوة هي الاولى من نوعها بشأن المعابر. ونقلت وكالة (الأناضول) التركية، عن أبو حطب قوله أن «استلام إدارة المعبر جاء بعد مفاوضات مع فصائل الجيش الحر»، مشيراً إلى أن «الاتفاق تم بدعم تركي وتعاون الفصائل مع الحكومة». وأوضح ابو حطب أن «استلام إدارة المعبر من قبل الحكومة المؤقتة سيكون له أثر اقتصادي إيجابي على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وينعشها»، مؤكداً أن «الحكومة المؤقتة ستدير المعبر وفقا للمواصفات والمقاييس العالمية». وأشار رئيس وزراء الحكومة المؤقتة إلى أن«حكومته تهدف لاستلام كافة معابر سوريا، وخاصة في الشمال السوري». بدوره قال مدير المكتب السياسي لجماعة الجبهة الشامية خالد أبا إنه بتسليم معبر باب السلامة على الحدود التركية تهدف الجبهة إلى تعزيز حكومة المعارضة والمساعدة في وضع حد للخلافات بين الفصائل. وقال أبا وهو عضو في وفد المعارضة لمحادثات السلام في جنيف «الحكومة المؤقتة هي الحل للمناطق المحررة لوضع حد للإرهاب وحالة الفصائلية وحالة الشرذمية في المناطق المحررة».