يصادف 2 صفر القادم الذكرى الـ96 لوفاته - كتبت – مُــزنـة الفـهديـة - «أبو مسلم البهلاني».. عالم الشعراء وشاعر العلماء استهوى كتب الفقه والأدب وبزغ نجمه واشتهر أمره قاضيًا نبيهًا وعالمًا فقيهًا وأديبًا لامعًا، وكان له منزلة رفيعة ومرتبة عالية عند الحكام وصرف همته في التأليف وإحياء آثار السلف الصالح وإنشاد الأذكار، ومن هذا المنطلق قام فريق عمل شركة Short Arch Films بعمل تصميم ثلاثي الأبعاد لشخصية «أبو مسلم البهلاني». وأكدّ نصر بن درويش العبري مُنتج أفلام ورئيس إدارة فريق عمل شركة Short Arch Films العمانية أن التصميم ثلاثي الأبعاد الواقعي للشخصيات يعتبر أكثر دقة، واستهلاكًا للوقت، والجهد، مقارنة بالرسم ثلاثي الأبعاد العادي، حيث يتميز هذا النوع من التصميم بدمج التقنيات الحديثة، بهدف إنتاج تصميم قريب من الواقع بنسبة كبيرة، موضحًا أن هذا النوع من الرسم يتيح تقريب الصورة للأذهان بجودة عالية، وتفاصيل مثيرة بديلًا عن الصور القديمة، التي غالبا تم تصويرها بكاميرات غير ملونة، أو تلك المرسومة بالطرق التقليدية، التي تفتقر إلى التفاصيل الدقيقة. وقال العبري: «إن رسم صورة الشيخ «أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم البهلاني الرواحي» يعتبر عملا بارزا يبرز وجها من وجوه تاريخ الشعر العماني وقامة من قامات عمان لها علاقة بزنجبار، حيث لقبه الشيخ نور الدين السالمي بشاعر العرب. «مشيرا إلى وفاة الشيخ «أبو مسلم» يوم 2 صفر 1339 للهجرة حسب ما تذكر المراجع التاريخية، ويوافق يوم 2 صفر من السنة الهجرية الجارية الذكرى الـ96 لوفاته. وأوضح العبري أن خلال رسم صورة الشاعر «أبو مسلم»، وظفنا جميع قدراتنا بالتعاون مع فريق من الباحثين التاريخيين بهدف إظهار رسم ثلاثي الأبعاد دقيق جدًا، بحيث لا يمكن التمييز بينه وبين الواقع، وهذا ما أنجزناه خلال شهر كامل تقريبًا من البحث، والتصميم، والتعديل المستمر. مرحلة البحث وأضاف العبري: «قبل البدء في التصميم لجأنا للصور الشخصية الموجودة في الشبكة العنكبوتية، وتحديد المرحلة العمرية التي نسعى لتصميمها للشخصية، وهي بداية العقد الثلاثيني، وتم اعتماد صورة محددة كمرجع أساسي للرسم «الصورة المرجعية الأساسية»، والبحث في المصادر التي تتحدث عن وصف الشيخ، والرجوع إلى المؤرخين، والعارفين بشخصية الشاعر، أو بتلك الفترة الزمنية. وساهمت عدد من المؤسسات في تقديم المعلومات منها: هيئة الوثائق والمخطوطات الوطنية، والمتحف الوطني». المرحلة الأساسية للنحت وكشف العبري أن في مرحلة النحت المبدئي قمنا باستخدام رأس رجل في برنامج zbrush الذي نستخدمه غالبًا في معظم المشاريع، حيث قمنا من خلال الرأس إظهار ونحت التفاصيل الخاصة بالشخصية التي نسعى لتصميمها كإظهار شكل العينين، والشفتين، والجبهة، والفم، والأنف، وما شابه ذلك. المرحلة المتقدمة للنحت وأفاد العبري بأنه في هذه المرحلة وبعد محاولة إظهار التفاصيل من المرحلة الأولى، فإننا عملنا على التدقيق في تفاصيل الوجه بشكل أكبر بناء على الصور والأوصاف المتاحة، وانتقلنا إلى مرحلة متقدمة وهي إضافة شعر اللحية والحواجب وكذلك العمامة بشكل مبدئي. إضافة خامات «مرحلة مبدئية» وقال العبري: «في هذه المرحلة قمنا بإضافة الألوان والظلال لجعل الشخصية مفعمة بالحياة، بحيث تعطينا تصورًا مبدئيًا أكثر دقة للمرحلة التي وصلنا إليها، كما تظهر هذه المرحلة التعديلات التي سنحتاجها لتطوير الرسم، كل هذه المراحل تمت باللجوء والتنقل من برنامج لآخر». تعديل العمامة وتصميم اللبس وأضاف العبري في هذه المرحلة قمنا بتعديل العمامة بشكل أكبر وتصميم شكل مبدئي للدشداشة والبِشت. تعديل نهائي للباس وأوضح العبري في مرحلة تعديل اللباس تمت على مراحل مختلفة لندرة المعلومات المتاحة، حيث إن البشت لتلك الفترة الزمنية يختلف في تطريزه وشكله عن البشت الحالي. المعالجة النهائية وأشار العبري إلى أن في هذه المرحلة تمت المعالجة النهائية للباس، والخامات المستخدمة للجلد، كما تم التركيز على مطابقة مستوى اللحية للصور المرجعية التي استندنا إليها، وإعطاء لمسة جمالية جديدة من خلال إضفاء بُعد آخر في التصميم والتحكم بتسليط الإضاءة للجسم. وقال العبري: «سيعمل فريق العمل المكون من سبعة أشخاص في تخصصات مختلفة على توصيل طريقة إنجاز الشخصيات الثلاثية الأبعاد الواقعية من خلال المراحل المختلفة التي يمر بها الرسم، وقد تم إنجاز هذا العمل باللجوء إلى مجموعة من البرامج المتخصصة في هذا المجال كبرنامج Maya، وبرنامج Zbrush، و برنامج Mudbox، وبرنامج photoshop». الجدير بالذكر، يعتبر تجسيد الشخصيات التاريخية من خلال الرسم الواقعي ثلاثي الأبعاد هو أحد استخدامات هذا النوع من الرسم، وذلك بعد دراستها جيدًا والرجوع للصور الخاصة بتلك الشخصية. ويعد هذا النوع من التصميم الواقعي أداة عرض قوية جدًا للمتاحف، والمعارض التي تهتم بإبراز تاريخ شخصيات محددة بعينها، كما هو الحال في معارض السلطنة، التي تسعى لإبراز ملامح سلاطين عمان، وزنجبار، والأئمة، والعلماء العمانيين، كما أنه بالإمكان استخدام هذه التصاميم الواقعية لتحريكها ببرامج خاصة، واستغلالها في مجال إنتاج الأفلام التاريخية، أو الوثائقية، كما يمكن استخدامها من خلال الوسائل التعليمية لبناء الأجيال وتعريفهم بتاريخهم العريق. تكوّن فريق العمل من نصر العبري (إدارة الفريق)، وحفصة الناعبية (باحثة تاريخية)، وعبدالهادي العبري (رؤية فنية)، ومحمود محمد (رسام ثلاثي الأبعاد)، وسالم الحجري (مصمم جرافيكي)، وثريا الخيارية (خطاطة)، وصالح الرزيقي (مصور فوتوغرافي).