بالتعاون مع وزارة السياحة و«مواصلات» - وادي المعاول - سامي بن خلفان البحري - استضاف متحف بيت الغشام الأثري بولاية وادي المعاول بمحافظة جنوب الباطنة فعاليات رحلة السياحة الداخلية التي نظمتها وزارة السياحة بالتعاون مع شركة النقل الوطنية العمانية (مواصلات) وجمعية المرأة العمانية بولاية وادي المعاول ومتحف بيت الغشام، بمشاركة عدد من المواطنين والسياح وطلبة من جامعة السلطان قابوس والجامعة الألمانية وكلية عمان للسياحة. انطلقت الرحلة من وزارة السياحة وصولًا إلى ولاية وادي المعاول حيث قدم المختصون بمتحف بيت الغشام عرضًا تاريخيًا عن المتحف ثم تجول الزوار في أروقة المتحف واطلعوا على مقتنياته التاريخية التي تحكى قصة البيوت العمانية التقليدية وكيفية بنائها وتأثيثها، كما شاهدوا عددًا من النساء يقمن بالأعمال المنزلية المختلفة كالطبخ وإعداد القهوة العمانية وطحن الحبوب والحناء وكذلك دور النساء في تعليم القرآن الكريم وتزيين الأطفال بالطيب العماني التقليدي كالورس والمحلب وغيرها، مما كان له الدور الكبير في بث الحياة للمكان تصويرًا للبيئة المحلية بكل عفوية. وقال سعيد بن خلفان النعماني مدير المتحف: إن هذه الزيارة جاءت ضمن الفعاليات المصاحبة لاحتفال السلطنة باليوم العالمي للسياحة الذي يحمل هذا العام شعار (السياحة المستدامة أداة من أجل التنمية)، حيث شارك المتحف في الحفل الذي أقيم بوزارة السياحة في الخوير وتضمن تدشين كتاب السياحة الجيولوجية لوزارة السياحة، وتدشين فيلم من تصوير فريق (سكاي عمان) بالإضافة إلى معرض فني تشكيلي لفريق (أداتي) لذوي الإعاقة، ومعرض الصور السياحية لمواهب عمانية مُتميّزة في مجال التصوير، وذلك إيمانًا بأهمية مشاركة الجهات المختلفة والمعنية وذات الصلة بالقطاع السياحي في رفد الحركة السياحية بمختلف جوانبها بالسلطنة، وإبراز دورهم الفاعل لتحقيق التنمية المستدامة في القطاع. وأضاف النعماني: تحرص وزارة السياحة على تنظيم هذه الفعالية بهدف تعريف الجمهور باليوم العالمي للسياحة، حيث تعد السياحة من القطاعات التي تُسهم في الخطة الوطنية للتنويع الاقتصادي ورافدًا وطنيًا مهمًا لاستقطاب الاستثمارات وتنمية المجتمعات الحاضنة للمقاصد السياحية، فضلا عن كونه من القطاعات التي تشهد نموًا مستمرًا، كما أن الهدف من هذه الاحتفالية السنوية هو زيادة الوعي في المجتمع الدولي بأهمية السياحة وقيمها الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية. والتطرق للتحديات الدولية المحددة في أهداف الأمم المتحدة، وكذلك إبراز ما يمكن لقطاع السياحة أن يقدمه من إسهام في تحقيق هذه الأهداف. وتجدر الإشارة إلى أن متحف بيت الغشام دخل إلى قائمة المتاحف العمانية بعد سنوات من الترميم والصيانة وجهود البحث عن التحف والمقتنيات الأثرية القيمة، ويعد أحد المعالم الأثرية وتحفة معمارية بولاية وادي المعاول في قرية الشلّي ببلدة أفي وهو منزل السيد محمد بن أحمد بن ناصر الغشّام البوسعيدي، وسُمّي البيت بالغشام نسبة إلى صاحبه محمد الذي كان يُعرف بهذا اللقب، وهو أحد وزراء السلطان تيمور بن فيصل وواليه على مطرح، وقد كان يسكن هو وعائلته في هذا المنزل، ثم صار البيت للسيد أحمد بن هلال بن علي البوسعيدي والد المرداس بن أحمد وقد كان سكنه الدائم، وسكن فيه أيضًا صاحب السمو السيد أسعد بن طارق بن تيمور، وصاحب السمو السيد طلال بن طارق بن تيمور وأسرتهم، وذلك عندما كانوا يأتون لقضاء الإجازة مع جدهم السيد أحمد بن هلال، ثم صار البيت ملكا للسيد المرداس بن أحمد البوسعيدي ثم اشتراه السيد علي بن حمود بن علي البوسعيدي بهدف ترميمه وتحويله إلى متحف،حيث إن البيت مصمم على الطراز والفن المعماري العماني القديم ويحوي العديد من الغرف، بالإضافة إلى الصباح والسبلة وبعض الغرف المحصنة وواحدة للاختباء، وأبراج المراقبة والحوش الكبير والبئر وأماكن تخزين التمور. يتكون البيت من دورين، وفي القصبة هناك سبع غرف علوية وبعض الأبواب للمداخل والأدراج التي تؤدي إليها، أما الدور الأرضي للقصبة فيتكون من مخازن التمور وبعض غرف الخدمات، وهناك بعض الغرف الأخرى في الجهة الشرقية مرتبطة بالقصبة، وأيضا يحتوي على مجلس للرجال، بالإضافة إلى المدخل الرئيسي وما يميز هذا البيت وجود مدخل آخر للنساء، بالإضافة إلى وجود مصلى بداخله خاص بالنساء. وأثناء الترميم تم استخدام نفس المواد التقليدية القديمة المستخدمة سابقا وهي الطين والصاروج العماني، والجص العماني والحجارة الجبلية المسطحة، وقد أعيد تسقيفه بنفس الآلية السابقة، حيث استخدمت أخشاب الكندل والدعون والبامبو، وقد روعي في أعمال الترميم أسلوب المحافظة على بعض النقوش الجصية الموجودة سابقا، بالإضافة إلى ترميم الأبواب القديمة وبالأخص الباب الرئيس، كما تم إدخال نظام التكييف والكهرباء مع مراعاة الخصوصية في أثرية البيت. ويعد متحف بيت الغشام مزارًا سياحيًا وثقافيًا، ويستقطب الأدباء والباحثين في مختلف المجالات لإبراز المقومات الحضارية للسلطنة كون المتحف أحد مكونات مؤسسة بيت الغشام بأقسامها المختلفة كدار النشر ومجلة التكوين، حيث تؤدي هذه المؤسسة دورًا بارزًا في نشر الثقافة والحفاظ على التراث وهو نذر يسير مما يجب أداؤه للوطن. وقد استطاع بيت الغشام أن يصمد فترة طويلة من الزمن، ولم تؤثر عليه عوامل التعرية بشكل كامل وهو الذي مكّن من إعادة صيانته وترميمه آخذا من تشكيلة البيت الباقية للغرف والسور وبقية المرافق.