تحوي موقع مدينة أوبار التاريخية - صلالة – عامر الرواس - ثمريت هي من أهم الولايات العمانية في محافظة ظفار بعد مدينة صلالة؛ وذلك لمكانتها الاستراتيجية بالنسبة للمحافظة، فهي تقع في الجهة الشمالية لمدينة صلالة، وتبعد عنها حوالي 80 كم فهي تعتبر الولاية الرئيسية لمنطقة نجد ظفار البادية ومساهمة في صناعات استخراج النفط والزراعة واستخراج اللبان النجدي ومقصد السياح الأجانب. وتضم ولاية ثمريت عددا من النيابات التابعة لها التي تقع ضمن نطاق نجد ظفار (( البادية )) وتعتبر كذلك البوابة الرئيسية لمدينة صلالة فمن خلال ولاية ثمريت يدخل زائر مدينة صلالة إليها . وفي عهد حكومة جلالة السلطان قابوس حفظه الله ورعاه ازدهرت ولاية ثمريت كغيرها من الولايات العمانية ، فحظيت باهتمام كبير؛ لاعتبارها المنفذ الرئيسي لمحافظة ظفار، وذلك من خلال اللمسات التطويرية والمنشآت العمرانية الحديثة لتواكب العصر جنبا إلى جنب مع الولايات العمانية الأخرى، وقد أخذت الحكومة الرشيدة على عاتقها تطوير هذه الولاية وتحسين منظرها باعتبارها الواجهة الرئيسية التي تعكس تطور مدن وولايات محافظة ظفار، وذلك من خلال إنشاء الطرق الحديثة بها وإنشاء المباني والفلل العصرية والقرى السياحية لتلبي احتياجات المواطنين والسياح، كما قامت بمد الشوارع الرئيسية والفرعية فيها وإنارتها ومد الحدائق والمناظر الجميلة في أطرافها وتحسينها وإنشاء الفنادق السياحية ذات الطابع الخمس نجوم في سلسلة من الخطط الحكومية المستقبلية التي بالفعل دأبت عليها الحكومة في الوقت الحالي. ومن أهم الطرق الرئيسية التي أنشئت فيها ازدواجية طريق صلالة ثمريت الذي يربط الولاية بمدينة صلالة ممتدا بطول 80 كم يحتوي على كل المنشآت الحديثة والمستلزمات الحديثة من رصف وإنارة وتعشيب مما يلفت منظرها الجمالي بالإضافة إلى الاستراحات والمطاعم الفخمة ومحطات البترول العصرية. وتتسم ثمريت بـمناخ صحراوي حار (تصنيف كوپن للمناخ BWh) حيث يكون الصيف شديد الحرارة والشتاء دافئا. وهطول الأمطار قليلا جدا؛ وقد تشهد بعض الأمطار من فبراير إلى أبريل، وكذلك من يونيو إلى أغسطس بسبب المنسون وسكان ولاية ثمريت هم من البدو الذين استوطنوا بادية ظفار من قبل عام 976 ق.م. ويتسم طابع سكان ولاية ثمريت بالطابع العربي الكريم الشهم كما هو معهود لدى كل البدو في الخليج العربي، ونظرا لما تتمتع به من موقع استراتيجي مهم؛ حيث ملتقى كل الطرق الرئيسية المهمة - فإنها مقبلة على نهضة تجارية وسياحية مهمة. أوبار أكبر أسرار الشرق الأوسط الأثرية ظلت قصة مدينة أوبار المفقودة طوال قرون أكبر أسرار الشرق الأوسط الأثرية الغامضة التي كانت حكاية لا تنتهي يتناقلها عرب الصحراء، وأتى ذكرها في كثير من الكتب القديمة، كما أسماها لورانس العرب «أطلنطس الرمال». ويرجع الباحثون تاريخ بناء هذه المدينة إلى ما قبل 5 آلاف عام، وقد لعبت دورا بارزا في الماضي. وطوال قرون خلت استحوذ لغز أوبار على أذهان المستكشفين وعلماء الآثار، وهناك عدة حملات خرجت بحثا عن المدينة منذ ثلاثينيات القرن الماضي، واستمر البحث والتنقيب حتى أواخر عام 1991، وقد تمت الاستعانة بوكالة الفضاء الأمريكية للتصوير عبر الأقمار الاصطناعية حيث تم اكتشاف مدينة كاملة دفنت تحت الرمال، وقد تصدر هذا الخبر الصفحات الأولى حول العالم وسمي لاحقا أحد أهم عشرة اكتشافات في العالم من قبل العديد من المطبوعات الدولية مثل ديسكفري وتايمز ونيوزويك. ووجد الباحثون آثارا يعود تاريخها إلى ألف سنة قبل الميلاد، ويبدو أن المدينة كانت محاطة بمخازن لحفظ هذه السلعة الثمينة فيها. وتبين للعلماء أن أسوار القلعة قد بنيت فوق كهف ضخم من الحجر الكلسي. وقد أدى انهيار الكهف إلى دفن المدينة تحت الرمال. بالنسبة لعلماء الآثار تمثل الفترة اللاحقة لأوبار فهما جديدا للماضي القديم في المنطقة العربية . واكتشاف المدينة أعقبته ثلاث سنوات من أعمال التنقيب استطاع خلالها العلماء تحديد عدد من المواقع التي كانت لها صله بازدهار أوبار وتجارة اللبان . وأحد الاكتشافات الرئيسية كانت مدينة سفارا على الساحل العماني التي ذكرتها الخرائط الرومانية القديمة. وكان توفر مصادر المياه في هذا الموقع هو السبب في جذب الاستيطان البشري لهذه البقعة منذ وقت بعيد يزيد على سبعة آلاف سنة، ومع اكتشاف الموقع الأثري بدأ برنامج للتنقيب في الموقع للتحقق من هويته وملامحه المعمارية والمواد الأثرية فيه، وتم الكشف عن أعمدة ضخمة وأبراج وقطع أثرية من معادن وفخار ونقود وأشياء أخرى، كما عثر على مكتشفات أثرية تعود إلى فترات مختلفة من العصر الإسلامي. يقع هذا الموقع التاريخي الهام بنيابة شصر إحدى نيابات ولاية ثمريت، وتبعد (شصر) عن ولاية صلالة بـ170 كيلومترا شمالا ويعتبر واحدا من مواقع اللبان المسجلة في قائمة التراث العالمي. وتؤكد الحفريات الأخيرة أنها كانت مركزا تجاريا مهما لتجميع اللبان والتجارة في البادية. كما تعد واحة (هانون) إحدى مواقع تجميع اللبان في العصور القديمة. بالإضافة إلى الآثار الإسلامية - من قباب وأضرحة - في نيابة (مضي) وعين ماء (مشديد) في نفس النيابة حيث تشتهر هذه العين بعمقها وانحناءاتها المدهشة. الحرف التقليدية يوجد في هذه الولاية العديد من الحرف والمهن التقليدية: كتربية الإبل سواء أكانت الإبل الحلوب، أو إبل الركوب والسباقات، بالإضافة إلى الصناعات الحرفية التقليدية كصناعة أدوات الحياة اليومية من السعفيات خاصة من أغصان شجرة صغيرة تشبه النخلة في شكلها، وتسمى السعف. هذا إلى جانب الصناعات التقليدية الأخرى كالجلود وغيرها. ويربي معظم أهالي الولاية الأغنام وخاصة في مناطق النجد والسهول القريبة من الجبال من ناحية الجنوب والجنوب الغربي. في ثمريت توجد العديد من المحميات الطبيعية التي تكثر فيها أنواع متعددة من الحيوانات البرية الغزلان والوعول والأرانب والضب والطيور بأنواعها. الفنون التقليدية تشتهر ولاية ثمريت شأنها شأن مناطق البادية العمانية بالعديد من الفنون التقليدية المرتبطة بحياة البدوي، كالتغرود وحداء الإبل، وما يعرف محليا بالهبوت، وهي أقرب إلى فن همبل البوش في بادية شرق وشمال عمان. أما عن الفنون النسائية فهناك فن مشترك يؤديه الرجال والنساء ويسمى في ثمريت فن المهيد.