كرّمت جمعية الرحمة لرعاية الأمومة والطفولة وضمن برنامج احتفائها بمجهودات المرأة العمانية المتميزة من فئة الأسر المنتجة ضمن مشروعاتها لعام 2017م، عددا من صاحبات الأعمال المنزلية بمختلف مجالات المشروعات المنزلية التي ترعاها الجمعية، حيث حضر حفل التكريم للمُجيدات عدد من أعضاء مجلس الإدارة وعلى رأسهم رئيس مجلس إدارة الجمعية رحيمة بنت حبيب المسافر وذلك بمقر الجمعية بالخوض. قسم الأسر المنتجة والذي يعد من أهم أقسام ومشروعات الجمعية يرعى (78) أسرة منتجة على مستوى ولاية السيب بمشروعات منزلية تتميز بالتنوع وفق المهارات التي اكتسبتها العمانية لإيجاد فرص دخل ثابت لها ولأسرتها. مشروع الأسر المنتجة بجمعية الرحمة هو مشروع اجتماعي ذو صبغة اقتصادية يهدف إلى نشر وتعزيز ثقافة العمل الحر واستثمار مهارات وإمكانيات الأسر محدودة الدخل التي تقوم برعايتها جمعية الرحمة لرعاية الأمومة والطفولة من مختلف الفئات ضمن برامجها الخيرية التطوعية منذ تأسيسها، حيث تسعى من خلاله ووفق رؤيتها نحو تمكين هذه الأسر اقتصاديا ومعرفيا واجتماعيا لتحويلها إلى وحدات إنتاجية تعينها على زيادة دخلها وتحسين ظروفهم المعيشية من خلال التركيز على برامج التنمية الشاملة لهم وتشغيل طاقات الأفراد غير العاملين فيها من خلال الاستفادة من الموارد المتاحة. منصات تسويقية التكريم الذي يسعى لتحفيز الأسر المنتجة على التميز في المشروعات وفق معايير إنتاجية تم تحديدها من قبل إدارة الجمعية بالتعاون مع قسم الأسر المنتجة هو الهدف الأسمى لإيجاد قاعدة من المشروعات المتميزة، لإيجاد منصة تسويقية لها تتكفل بها الجمعية حسب المتاح من العروض، كما أن تقديم الدعم الفني والمادي والتأهيلي لصاحبات المشروعات المنزلية لتطوير أنفسهن ومنتجاتهن لتتماشى مع متطلبات السوق التنافسية بالتعاون والشراكة مع مختلف الجهات المختصة والأفراد هو الهدف المنشود. واشتمل برنامج التكريم على عدد من الفقرات ومن أهمها: كلمة قسم الأسر المنتجة التي ركزت على أهمية إيجاد السبل التطويرية للمنتج لتحقيق النجاح المطلوب وسط المنافسة في السوق، وأهم الحلول التي المقترحة لاستدامة هذه المشروعات بالتعاون مع ذوي الاختصاص والخبرة من خلال فتح باب التباحث ومناقشة الأفكار. كما تضمن البرنامج عرض تجارب المكرمات وأهم التحديات التي واجهنها خلال مشوارهن. الجدير بالذكر أن مشروعات الأسر المنتجة تتنوع لتشمل صناعة البخور والعطور، المخمريات والطبخ بأبوابه المختلفة (البوفيهات)، بيع أدوات التجميل، الماكياج والأكسسوارات النسائية وحضانة الأطفال، توصيل الطلبيات، تغليف الهدايا للمناسبات، المشغولات اليدوية كالكروشيه، صناعة مواد غذائية مثل المخللات وزيوت عشبية لاستخدامات الطب الشعبي. مشروعات متنوعة حول المشروعات وأهمية تنوعها تقول حفصة الهاشمية: يقوم مشروعي بتوفير وجبات الغداء في نطاق منطقة المعبيلة بالسيب، وهي فكرة تتميز بالتركيز في نطاق معين وهذا يجعل المشروع متميزا بعدد محدود من الزبائن لضمان الجودة لخدمة أفضل. وتقول عائشة العلوية: المشروعات المتنوعة في أي ولاية توجد نوعا من التنافس الجميل والفرص المتاحة للنجاح، ولذلك ومن هذا المنطلق فمشروعي متخصص في البخور والعطور والمخمريات التي تجد إقبالا من قبل ربات البيوت بسبب تركيزي في الفترة الحالية عليهن لضمان استقطاب الزبائن. في مجال فن الطبخ علقت عايدة المعشرية قائلة: مشروعي متخصص في إعداد الأطعمة العربية والعالمية وأعد البوفيهات والطلبيات الصغيرة والكبيرة، وبدأت كل ذلك عن طريق المعارف والعلاقات التي اكتسبتها من العمل في المدارس، علما أن العمل المتقن دائما يجذب انتباه المستهلك لذلك سعيت بكل جهد أن أبذل ما يمكن في سبيل تقديم أفضل المأكولات طعما وطريقة التقديم وأسعى الآن للحصول على تدريب في مجال الحلويات عن طريق إحدى الجهات المتخصصة. أما نظيرة الحراصية فتقول: المنافسة على منتج مشابه دائما يحتاج للتميز عن المنافسين الآخرين، ولهذا فحتى أدخل المنافسة على صناعة البخور والعطور والمخمريات درست السوق جيدًا لصناعة مختلفة وغير مكررة، بخاصة وأنا أستند على خلفية جيدة اكتسبتها من والدتي. ميا الهديفية تميزت بطبخ الأطعمة الشعبية في مجال صناعة الزيوت المستخدمة في العلاجات الشعبية والمستخلصة من الأعشاب الطبيعية وهو مجال يلبي احتياج مختلف الفئات. وتسرد عادلة البدرية وهي خريجة جامعية قائلة: لم أحظ بفرصة وظيفية تتناسب ومؤهلي وتخصصي، ولذلك آثرت الاستفادة من فترة انتظار الوظيفة بالعمل الحر في مجالات مختلفة كبيع الأكسسوارات والملابس الجاهزة والأقمشة وبذلت جهدا في الاعتماد على الذات، وبعد التخرج من الجامعة افتتحت متجرا صغيرا وهذه ثمرة اجتهادي. كما تضمن برنامج التكريم جلسة للتحاور ومناقشة بعض الأمور المتعلقة بخطة العمل المعدة لتأهيل وتدريب الأسر المشاركة ببرامج المشروع وطرق تطوير منتجاتها لتصل للجودة العالية التي تضمن استحسان الزبائن وطرق تسويق وترويج المنتجات والوسائل المتاحة لاستخدامها والاستفادة منها. علما أن التكريم للمجيدات تم من بين 65 صاحبة مشروع أو منتج منزلي من بين أسر الجمعية المنتجة اللاتي تم تسجيلهن في المشروع من إجمالي أكثر من 1730 أسرة ترعاها جمعية الرحمة من مختلف الفئات المستهدفة.