ـ يمتاز أهلها بإكرام الضيف.. ويبرعون في الصناعات الحرفية التقليدية

صحار - حمد بن عبدالله العيسائي:

بمزارعها التي تتشكل على هيئة هلال مكتمل، تطل " قرية الخان" إحدى قرى وادي الجزي بولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة، تحمل بين زواياها تضاريس تجمع بين اللون الأخضر الذي يحيط بأفلاجها، وبين جبالها التي يحرسها برجان شاهدان على تاريخها التليد، ومساكن أهل القرية الممتزجة بالحداثة.

فقرية الخان تتفرد بهندسة طبيعية أبدع الخالق في تشكيلها، إذ يستبشر أهلها بالخير الوفير من محاصيلها الزراعية ومياه أفلاجها العذبة.

"عُمان" اقتربت من أهل قرية الخان ليصفوها بقلوبهم المحبة، ويروون تفاصيل حياتهم فيها على اختلاف أعمارهم.

و يقول الرشيد إبراهيم بن أحمد بن سيف الشبلي مسؤول القرية: تقع قرية الخان بين أحضان الجبال الممتدة على الطريق العام الذي يربط ولاية صحار بمحافظة البريمي، بمسافة ٥٠ كيلومترا عن مركز الولاية، ويضيف: لقد حظيت القرية بالعديد من الخدمات التي تقدمها الحكومة منها الطرق والاتصالات والكهرباء، فهي قرية حديثة بخدماتها تليدة بمقوماتها التاريخية، فالحصن والبرجان الحارسان للقرية، خير شاهد على ذلك، فحصن الفلج يحرس مياه القرية بموقعه في أعلى الفلج و هو مطل على الوادي من جهة الغرب، أما حصن الحارة فهو الحارس الأمين على منازل المواطنين فهو يقع أعلى "حارة الزجي" إحدى حارات القرية، أما برج الشقيري فيقع شرق "حارة الجل" أعلى الوادي يرحب بالقادمين للقرية عند الطريق العام، وهناك في القرية العديد من الحصون والأبراج القديمة التي اندثرت، لكن الباقي منها الباقية في حاجة إلى صيانة وترميم، ونوجه النداء والمناشدة لوزارة التراث والسياحة لصيانتها خوفا من اندثارها هي الأخرى.

ويتحدث علي بن سعيد بن محمد الشبلي أحد ساكن قرية الخان عن حزامها الأخضر قائلاً: إن هذا الحزام يشكل هلالا، تكسوه الأشجار وتتوسطه حقول الخضار و تشتهر قرية الخان بزراعة العديد من أصناف النخيل وكذلك المزروعات الأخرى كالليمون والمانجو والسفرجل ومن الخضروات الخس والملفوف والفندال والثوم والبصل، ومنها أيضا أعلاف الحيوانات مثل البرسيم والشعير وأصناف متنوعة أخرى من الحشائش السائدة حاليا والمستخدمة في تغذية الحيوانات، فهي واحة خضراء تنهل من مياه الأفلاج العذبة التي ترتشف عذوبتها من الوادي. ويضيف: يعتمد نظام الري على الأفلاج وتوجد بالقرية ثلاثة أفلاج هي فلج الخان وفلج حيل القبور وفلج الجل وما زالت تقسيمات الماء السابقة التي كان آباؤنا وأجدادنا يوزعون بها الماء بين مزارع المواطنين كما هي لم تتغير طرقها.

أما سعيد بن راشد الشبلي من أهل قرية الخان فيتحدث عن امتزاج الحداثة بجمالية الطبيعة للقرية ويقول: أوجدت الحكومة طريقا فرعيا منحدرا من الشارع العام وحتى بداية القرية وزود بأعمدة إنارة تظفي رونقاً وجمالاً رائعاً، كما أن شلالات المياه المنسابة من الفلج تشكل واجهة سياحية لمحبي السياحة والتخييم في الأجواء المعتدلة، ويضيف: ما زال أهالي القرية متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم كغيرهم في القرى الأخرى حيث إن إكرام الضيف من أهم عاداتهم وكذلك تبادل الزيارات والقهاوي فيما بينهم خاصة أيام المناسبات في الأعياد والمناسبات الأخرى كما أن الأهالي قاموا مؤخرا ببناء مجلس عام يعتبر معلما من معالم النهضة المباركة، إضافة إلى الصناعات الحرفية التقليدية التي اشتهر بها أهل القرية في صناعة الفخار ليستخدمونها، إلى جانب الخزفيات بأنواعها وأيضا صناعة الجلود.