في جلسة حوارية عقدتها مكتبة «بيجز» ضمن أنشطة معرض مسقط الدولي للكتاب دارت حول المسرح النسائي في سلطنة عمان، وهو مصطلح دخل القاموس المسرحي قبل سنوات، ولم يزل يثير جدلًا في الأوساط الفنية، أقول: في تلك الجلسة كان اسم الفنانة شمعة محمد التي غادرت عالمنا أمس، حاضرا بقوّة، فهي تنتمي لجيل من الممثّلات وقف بصلابة بمواجهة نظرة قاصرة، في وقت لم يكن وقوف المرأة على خشبة المسرح متقبلا من الناحية الاجتماعية، لكنها تحدت تلك النظرة، وأكدت لأصحابها أن المسرح رسالة تنويرية وتثقيفية، وواجهة حضارية، ولكي تثبت ذلك اشتركت بأعمال حملت تلك الرسائل، التي سرعان ما وصلت إلى الجمهور العريض، فأحبها وتابعها، وصارت نجمة من نجمات الدراما العمانية، وامتدّ صيتها إلى خارج سلطنة عُمان.
وفي حديث لي مع الفنانة فخرية خميس ذكرت أنها عرفت الفنانة الراحلة في عام 1976 بعد أن أرسي الرعيل الأول من المسرحيين العمانيين في 1976م، عندما قدمت من الكويت التي شهدت بداياتها الأولى من خلال عروض اشتركت بها في المسرح المدرسي، ومن بينها مسرحية باللغة الإنجليزية، ومع بداية انضمامها كشفت عن موهبة فذّة، وحماس كبير للعمل المسرحي، فاشتركت معها بأعمال تلفزيونية جنبا إلى جنب، مع الفنانة أمينة عبد الرسول، في وقت احتاج المسرح والتلفزيون الذي بدأ يعرض أعمالًا درامية إلى وجوه نسوية شابة، فدخلت المجال الفني بروح واثقة مليئة بالحماس، فوقفت على خشبة المسرح، ومثلت في مسرحية «المهر» التي شكّلت لها انطلاقة موفقة، وتوالت عليها الأدوار وأدّت مختلف الشخصيات، وبرعت بأدوار الأم في مشاركاتها بمسلسلات تلفزيونية وإذاعيّة، ليست فقط على المستوى المحلي، بل تعدت ذلك إلى الخليجي، فانضمت إلى كوكبة نجوم الدراما العمانية التي أثبتت حضورها في الدراما الخليجية التي تقف الفنانة فخرية خميس في مقدمتها إلى جانب الفنان إبراهيم الزدجالي وآخرين.
ورغم انشغالاتها بالعمل في الدراما التلفزيونيّة إلا أنّها لم تنس المسرح، وأذكر أنها حلت محل ممثلة فقدت حياتها في حادث سير قبل انطلاق فعاليات مهرجان المسرح العماني الأول، فحفظت الدور بوقت قصير جدا، مدفوعة بحبها للمسرح، ودعمها للفرق المسرحية، وأنقذت العرض، مسجلة علامة بارزة في تاريخ حافل بعلامات مضيئة.
أما على المستوى الإنساني، فلم تفارق الابتسامة وجهها، وكانت تغمر المكان الذي تحل به بما تكنه للحضور من محبة، وجمال يلامس شغاف القلب فور لقائها، وهنا أستحضر أول اتصال لي بها، وكنت شارد الذهن، فحين ردت علي سألتها: هل معي الشمعة نجمة؟ بدلا من«النجمة شمعة»، وبقينا نضحك كثيرا لتلك الزلة اللسانية، التي كانت مفتاحًا لمعرفة امتدت سنوات نتجت عن أحاديث في شجون المسرح وشؤونه.
وكنت كثيرًا ما ألتقي بها في فعاليات مسرحية، فقد كانت تحرص على حضور العروض المسرحية، والندوات، وكل ما يمت للمسرح بصلة، حريصة على تطوير نفسها، وأدواتها الفنية، تُشعر المقابل أنها تتعلم منه، وتتقبل ملاحظاته بكل رحابة صدر، لم تنقطع عن أعمالها الفنية إلى آخر رمق، ويكفي أنها بقيت تواصل التمثيل حتى رحيلها المفاجئ في المملكة العربية السعودية، قبل أن تكمل دورها في مسلسل خليجي رمضاني، أحبها الجميع، مثلما أحبته، واليوم وهي تلتحق بسعود الدرمكي، وسالم بهوان وفنانين آخرين سبقوها إلى دار الخلد، ستظل شمعة مضيئة في ذاكرة المسرح والدراما العمانية، ومحبيها.
وفي حديث لي مع الفنانة فخرية خميس ذكرت أنها عرفت الفنانة الراحلة في عام 1976 بعد أن أرسي الرعيل الأول من المسرحيين العمانيين في 1976م، عندما قدمت من الكويت التي شهدت بداياتها الأولى من خلال عروض اشتركت بها في المسرح المدرسي، ومن بينها مسرحية باللغة الإنجليزية، ومع بداية انضمامها كشفت عن موهبة فذّة، وحماس كبير للعمل المسرحي، فاشتركت معها بأعمال تلفزيونية جنبا إلى جنب، مع الفنانة أمينة عبد الرسول، في وقت احتاج المسرح والتلفزيون الذي بدأ يعرض أعمالًا درامية إلى وجوه نسوية شابة، فدخلت المجال الفني بروح واثقة مليئة بالحماس، فوقفت على خشبة المسرح، ومثلت في مسرحية «المهر» التي شكّلت لها انطلاقة موفقة، وتوالت عليها الأدوار وأدّت مختلف الشخصيات، وبرعت بأدوار الأم في مشاركاتها بمسلسلات تلفزيونية وإذاعيّة، ليست فقط على المستوى المحلي، بل تعدت ذلك إلى الخليجي، فانضمت إلى كوكبة نجوم الدراما العمانية التي أثبتت حضورها في الدراما الخليجية التي تقف الفنانة فخرية خميس في مقدمتها إلى جانب الفنان إبراهيم الزدجالي وآخرين.
ورغم انشغالاتها بالعمل في الدراما التلفزيونيّة إلا أنّها لم تنس المسرح، وأذكر أنها حلت محل ممثلة فقدت حياتها في حادث سير قبل انطلاق فعاليات مهرجان المسرح العماني الأول، فحفظت الدور بوقت قصير جدا، مدفوعة بحبها للمسرح، ودعمها للفرق المسرحية، وأنقذت العرض، مسجلة علامة بارزة في تاريخ حافل بعلامات مضيئة.
أما على المستوى الإنساني، فلم تفارق الابتسامة وجهها، وكانت تغمر المكان الذي تحل به بما تكنه للحضور من محبة، وجمال يلامس شغاف القلب فور لقائها، وهنا أستحضر أول اتصال لي بها، وكنت شارد الذهن، فحين ردت علي سألتها: هل معي الشمعة نجمة؟ بدلا من«النجمة شمعة»، وبقينا نضحك كثيرا لتلك الزلة اللسانية، التي كانت مفتاحًا لمعرفة امتدت سنوات نتجت عن أحاديث في شجون المسرح وشؤونه.
وكنت كثيرًا ما ألتقي بها في فعاليات مسرحية، فقد كانت تحرص على حضور العروض المسرحية، والندوات، وكل ما يمت للمسرح بصلة، حريصة على تطوير نفسها، وأدواتها الفنية، تُشعر المقابل أنها تتعلم منه، وتتقبل ملاحظاته بكل رحابة صدر، لم تنقطع عن أعمالها الفنية إلى آخر رمق، ويكفي أنها بقيت تواصل التمثيل حتى رحيلها المفاجئ في المملكة العربية السعودية، قبل أن تكمل دورها في مسلسل خليجي رمضاني، أحبها الجميع، مثلما أحبته، واليوم وهي تلتحق بسعود الدرمكي، وسالم بهوان وفنانين آخرين سبقوها إلى دار الخلد، ستظل شمعة مضيئة في ذاكرة المسرح والدراما العمانية، ومحبيها.