قالت الدكتورة نيفين بن إبراهيم الكلبانية رئيسة قسم زراعة الأعضاء بالمستشفى السلطاني، وعضوة اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء والأنسجة لـ«عمان»: إن أعداد المسجلين في تطبيق وزارة الصحة «شفاء» للتبرع بالأعضاء بعد الوفاة في ازدياد مستمر منذ تدشين التطبيق في ديسمبر 2021، حيث تمت 17 عملية زراعة أعضاء (كلى) من متبرعين متوفين دماغيًا بين مستشفى السلطاني ومستشفى جامعة السلطان قابوس، و300 زراعة (كلى) تم التبرع لهم من الأقرباء الأحياء، و13 زراعة كبد من متبرعين أحياء في سلطنة عمان حتى الآن، وفي تاريخ 24 أكتوبر من العام الماضي أجريت أول عملية زراعة كبد ناجحة لطفل يبلغ من العمر 5 سنوات في المستشفى السلطاني، ويسعى البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء والأنسجة إلى وضع الأسس التنظيمية والإدارية حسب معايير طبية وأخلاقية عالمية.

وذكرت الدكتورة أن التبرع بالأعضاء بعد الوفاة شهد إقبالًا كبيرًا من المجتمع العماني وفي تزايد مستمر للتسجيل في الموقع المخصص «شفاء»، وهناك رغبة دائمة لمواكبة الطلب المتزايد، حيث تأسست الرابطة العمانية لزراعة الأعضاء في 23 يونيو 2021 تحت مظلة الجمعية الطبية العمانية التي تهدف إلى تنفيذ حملات توعوية وتثقيفية لمختلف فئات المجتمع عن أهمية التبرع بالأعضاء، وتنظيم اللقاءات والندوات والمؤتمرات العلمية للكوادر الطبية والطبية المساعدة لاطلاعهم على آخر المستجدات في مجال زراعة الأعضاء، بالإضافة إلى التعاون مع وزارة الصحة ومختلف الجهات ذات العلاقة لدعم البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء، ودعم الأشخاص المتبرعين بأعضائهم والمرضى الذين أجريت لهم عملية زراعة عضو بديل وعائلاتهم، وعن كيفية التسجيل في التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، أوضحت الدكتورة في الوقت الحالي يمكن للراغب بالتبرع بالأعضاء بعد الوفاة أن يسجل عن طريق تطبيق وزارة الصحة «شفاء» في باب التبرع بالأعضاء، أولا يتم اختيار الأعضاء التي يرغب الموصي التبرع بها، ثم إكمال بيانات شخص من العائلة تم إعلامه بهذه الرغبة، وأخيرًا إكمال بيانات وتوقيع شاهدين، وبهذا تدخل البيانات في قائمة وطنية للمتبرعين بالأعضاء بعد الوفاة، كما أنه بإمكان المسجل تغيير رغبته التبرع بالأعضاء في أي وقت شاء.

كما أشارت إلى أنه يمكن للراغب التبرع بالأعضاء ترك وصية رسمية، ولكن يصعب العلم بها ومتابعتها من قبل وزارة الصحة، ولذلك يعمل البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء والأنسجة في المستقبل على ربط الرغبة بالتبرع بالأعضاء بعد الوفاة بالبطاقات المدنية ورخص قيادة المركبات وإصدار بطاقات خاصة بذلك، وفي حال عدم توفر الوصية يتم سؤال ذوي المتوفى بعد إعلان الوفاة، كما أكدت أنه لا تقع على أهل المتبرع تكاليف فحوصات التبرع ولا عملية التبرع بالأعضاء بعد الوفاة.

الفئة المتبرعة

وأفادت الدكتورة أن الجميع يستطيع إبداء الرغبة والتوصية بالتبرع بالأعضاء بعد الوفاة ولا يقصر على فئة معينة، ويتم تقييم الأعضاء من قبل الفريق الطبي بعد إعلان الوفاة للتأكد من جودتها وعدم وجود موانع كالتهابات أو خلايا غير طبيعية، تتم الزراعة في حالة توفر شرطين أساسيين هما جودة العضو المتبرع به وتوفر المريض المناسب طبيا.

الحاجة للتبرع

وبيّنت الدكتورة أن الحاجة الماسة للمتبرعين يأتي بسبب تزايد عدد المرضى الذين يعانون من فشل مزمن في وظائف أعضاء حيوية سواء محليًا وعالميًا، وتتعدد الأسباب منها أمراض العصر من ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة في الكبار ومنها الأسباب الوراثية والتشوهات الخلقية، علاوة على ذلك أن نسبة كبيرة من زواج الأقارب لا يزال موجودًا في مجتمعنا، على الرغم من كل التطورات الملحوظة في مجال العلوم والتكنولوجيا إلا أن العلاج الأمثل لمرضى الفشل العضوي هو زراعة عضو سليم بدل من العضو المتأثر، والمصدر الوحيد لهذه الأعضاء البشرية هو الإنسان، والحاجة للأعضاء أكثر من العرض، فعلى سبيل المثال يوجد حاليًا ما يقارب 2500 مريض على الغسيل الدموي بسلطنة عمان، و200 مريض على الغسيل البروتوني، و50 طفلًا على الغسيل الكلوي بنوعيه، كما أنه للأسباب وراثية قد يوجد أكثر من مريض في العائلة الواحدة، ناهيك عن وجود بعض الأعضاء التي لا يمكن التبرع بها إلا بعد الوفاة كالقلب والبنكرياس، والأمعاء الدقيقة، وأنسجة القرنية، والشرايين.

وأشادت الدكتورة قائلةً: إن المجتمع العماني مجتمع مسلم، مساند ومتكاتف بطبيعته، لا يتوانى عن مساعدة من يحتاجون من أفراده، فمرضى الفشل العضوي يعانون بصمت هم وذويهم، والزراعة تمنحهم فرصة جديدة لممارسة حياتهم بشكل طبيعي بحيث يتمتع الطفل بحقه في النمو والتعلم ويتمتع البالغ بالعائلة وفرصة العطاء في المجتمع، وهناك خطة مستقبلية لحملة توعوية أكبر حول هذا الموضوع.