اعتاد الناس على التعامل، أكثر، مع السياق اللغوي للنص، فهذا نص مفهوم لأن سياقه اللغوي يؤدي معاني محددة ومعروفة، سواء هذه المعاني مرتبطة بجغرافية معيّنة، أو حضارة معيّنة، أو ثقافة معيّنة، أو ما هو متعارف عليه لدى وسط اجتماعي معيّن، فقد يُفهم المعنى أحيانا من سياقه اللغوي، ولكن الأمر؛ يبدو أن الحياة على اتساعها تشمل الكثير من السياقات التي تنظم معارفها المختلفة، فكل ما يمكن أن نفكر فيه، أو نستحضره كمفهوم يخضع لسياق معيّن، ومن خلال هذا السياق يمكن فهمه وتصنيفه، وإعطائه صفة اعتبارية تحدد ماهيته، ومجموعة العوامل التي يمكن أن تدفع به إلى المكاسب، أو تخذله فتراجع عن دوره، مع النظر أن ليس جل المفاهيم مرتبطة بأخرى، فتؤثر فيها، وتتأثر بها، سواء أكان هذا التأثير سلبا أو إيجابا. وعندما يتم الحديث عن السياقات، فإن هذا الحديث يذهب إلى مفهوم "الأنماط" لأن هذه السياقات تحمل معاني عديدة، منها، على سبيل المثال، السياقات التاريخية، وأثرها في تشكُّل التاريخ، والشخوص الفاعلة فيه، ومُجمل الأحداث التي تكون في فترة تاريخية معيّنة، وكيف يمكن النظر إلى مجموعة التفاعلات التي تحدث في فترة تاريخية معيّنة، ومدى ترابط تفاعلاتها، أو تضادها، أو تشابهها، أو نسبية القسوة التي تحملها أو مجموعة المهادنات، والاتفاقات بين شخوصها، أو عوامل انبعاثها أو تهدئتها، ومنها السياقات العلمية التي تتماثل في شأن معيّن من شؤون العلوم، ومنها السياقات الاجتماعية، والتي تتوافق فيها مجموعة من العوامل مثل: اللغة، والعادات والقيم، في بقعة جغرافية معيّنة، وتحمل خصوصيتها أينما حلّت، واستقرت.
يعد السياق الزمني، من أشمل السياقات التي تحتوي كل التفاعلات البشرية، أو مُجمل الكائنات الحية على هذه البسيطة، فليس هناك كائن حي يمكن أن يتجاوزه السياق الزمني، مكسبا أو خسارة، وأقلها تراكم العمر، منذ الثانية الأولى للحظة الميلاد، وصولا إلى عشرات السنين، وفي الاستثناء ما يزيد على المائة عام، وليس هناك حدث يمكن أن يكون خارج دائرة الزمن، وبقدر هذه الشمولية، ينظر إلى السياق الزمني على أنه من أعقد السياقات التي يعيها الناس، لهذه الشمولية من ناحية، ولهذا التداخل والتوغل في الأحداث، وفي المسببات، وفي النتائج، وفي المآلات التي يمكن أن تؤرخ للأحداث القادمة وفق سياقات زمنية قادمة أيضا من ناحية أخرى، ولهذا السبب يبقى الزمن هو المتربع على عرش كل مشروعات الحياة، وسياقاته حاضرة في كل صغيرة وكبيرة، وبالتالي: هل تتوافق المفاهيم مع مدلولات الزمن، وحيويته، وديناميكيته، أم أن هناك من لا يستطيع أن يتواكب مع الزمن فيؤرخ لنفسه عمرا محددا، ويبقى عند نقطة ما؟ وما يمكن فهمه أن امتداد الزمن هو إعطاء الحياة صورة جديدة في كل مرحلة زمنية، وكل صورة من هذه الصور لها خصوصيتها، وشروطها الحضارية، فالتاريخ لا يكرر نفسه، بقدر ما يكون ولّادا لصور أخرى تتناسب والسياق الزمني الحاضر، ومعنى ذلك أن مجموعة الصور المتجسدة في الأحداث التي أصبحت جزءا من التاريخ تبقى مرصودة بسياقات زمنها الذي ولدت فيه، ولا يمكن قبول تكرارها بنفس ماهياتها في زمن متأخر "فليس الفتى من يقول كان أبي، بل الفتى من يقول ها أنا ذا" فالأب مرحلة زمنية ولَّتْ، والفتى الحاضر هو من يصنع نفسه بما يتاح له من زمن يتّسقُ معه أو يتقاطع.
ومن ذلك أيضا يمكن القول: إن السياقات المعرفية تتوازى طرديا مع السياقات الزمنية، حيث يظل الزمن هو الدافع لكسب مزيد من المعرفة، ولذلك نرى أن المكاسب المعرفية تتطور يوما بعد يوم، بفعل استغلال الزمن، الذي يتيح للباحث عن المعرفة مساحة مشرعة من التنوع، ولذلك قيل: "العلم من المهد إلى اللحد" فهذا التطواف الزمني هو الذي يعيشه الفرد، المنتبه لنفسه، يبقى زمنا مربحا، وخصبا إلى حد كبير، وفي المقابل، يبقى خسارة كبيرة للذي لا يعي أهمية أن يكون هناك زمن مقتطع من عمره، ومن حياته التي يتمتع بها طوال سنوات العمر التي قد تمتد إلى عشرات السنين في الغالب، وما ينطبق على الفرد ينطبق على المجموع، وخسارة الفرد تظل أقل كلفة من خسارة المجموع، كما هو معلوم بالضرورة.
السؤال هنا أيضا: هل تتوافق السياسات المعيارية مع السياقات الزمنية، وأيهما يخدم الآخر في حالة التوافق؛ إن حصلت؟ يمكن النظر في هذه الحالة إلى مجريات الواقع، وأحداثه، فالزمن لا يتيح الفرصة أصلا للسياسات المعيارية أن تستفيق من صدماتها المستمرة والمتدافعة، لتتيح الفرصة للقياس والمقارنة، لكثرة الأحداث وتداخلها، وعدم استطاعة البشر استنشاق النفس المراد من أثر هذا التدفق، فما أن يخرج الناس من شرنقة حدث مؤلم، إلا ويدخلون في حدث أكثر إيلاما، إذن هناك علاقة عكسية، بين الطرفين، فالسياسات المعيارية تحتاج إلى كثير من الزمن للوقوف عند أسبابها، ونتائجها، على الأقل لأخذ العبرة، من ناحية، والأخذ بالأسباب لعدم تكرارها -إن كانت سيئة النتائج- من ناحية ثانية، بينما السياقات الزمنية -كما تقدم أعلاه- تعيش حالة التتابع السريع، فما أن ينقضي زمن اليوم، حتى تدخل الأحداث في اليوم الذي يليه، في حالة من الإرباك لعدم الاستيعاب لما حدث، في أغلب الأحيان، ولأن العلاقة عكسية بين السياسات المعيارية وبين السياقات الزمنية، فلا يمكن أن يخدم أحدهما الآخر، إلا في اللحظة الزمنية الفارقة، وهي اللحظة التي يصنع فيها الحدث، ومن هنا تأتي أهمية استغلال الزمن، استغلالا رشيدا، قدر الإمكان، لاستحالة تعويضه في حالة الخسارة، مع أن الخسارة حاصلة في كل السياقات الزمنية، عبر مراحل المناوبة بين عمليتي الليل والنهار، والتي لا تترك فرصة كبيرة للمراجعة، فما بين الليل والنهار مسافة زمنية لا نكاد نستوعبها في خضم حالة الغرق التي نعيشها كبشر، تتنازعنا الكثير من التجاذبات.
يحضر مفهوم الصدمة -وهو مفهوم حديث من حيث التسمية، وليس من حيث الممارسة والتنفيذ- كأحد الخيارات المطبَّقة في الفكر الليبرالي الجديد لتركيع الشعوب، وهو لا يتناسب مع السياق الزمني الحديث الذي يسعى المنظرون فيه إلى تعزيز الديمقراطية في كل استحقاقاتها، فبعد أن يستولي القادة الديكتاتوريون على السلطة، غالبا، كما توثقه الأحداث العالمية، يبدأون في الانحياز نحو تضييق المفهوم من خلال ممارسات عديدة؛ يأتي منها: بيع الأصول الحكومية، الاستعانة بخبراء (عملاء لأنظمتهم السياسية المتسلطة)، فض البرلمان والتنكيل بأعضائه، الاستيلاء على المؤسسات الدستورية (خنق الديمقراطية) والتنفيذية (الانفراد بالقرار).
هذا المسلسل يفترض أن يكون خارج السياق الزمني الحاضر، لأن مجموعة الحلول المُستعان بها لحلحلة الأزمات السياسية والاقتصادية التي يمكن أن تعالج شيئا من المشكلات قبل عقدين أو عقد من الزمان، لا يمكن أن تصلح لأن تكون قادرة في زمن متأخر، لأن الأدوات غير الأدوات، والنفوس غير النفوس، والأفكار غير الأفكار، ففي السياقات الزمنية الحاضرة ينظر إلى المشروعات الفكرية الراديكالية على أنها خارج هذه السياقات وأنها تختط لنفسها سياقات استثنائية -غالبا- ما تواجه بالكثير من الرفض لأنها تتعارض مع حيوية السياقات الزمنية الحاضرة والذاهبة نحو تأصيل الفعل الإنساني المتوافق مع الكثير من هذا الحاضر الذي تصنعه الأجيال لتأصيل هويتها وانتمائها لزمنها الذي تعيشه والمعبّر عن حقيقة تفاعلها مع أدواته، ولذلك شاهدنا الهجوم الذي شنّه مناصرو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق (ترامب) على الكونجرس، والذي لم يلقَ ذلك القبول، سواء من داخل الولايات المتحدة الأمريكية، أو من خارجها، وعُدَّ ذلك الهجوم جرحا نازفا لوأد الديمقراطية التي يروج لها الأمريكيون على امتداد حضارتهم، بينما قبل ذات الفعل في أواخر القرن العشرين عندما أحرق يلتسين -الرئيس الروسي السابق- البيت الأبيض "البرلمان" في تسعينيات القرن العشرين المنصرم (أكتوبر/1993م)، وبمباركة من الأمريكان أنفسهم، حيث قال "وارن كريستوفر" وزير الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي بيل كلينتون: "الولايات المتحدة لا تدعم بسهولة حل البرلمانات، لكن الظروف اليوم هي استثنائية" -وفقا لكتاب، عقيدة الصدمة، لنعومي كلاين- وهذا يعكس أنه ما كان مقبولا بالأمس لن يكون مقبولا اليوم، والأمس واليوم هما سياقان زمنيان يخضعان الأحداث وفق تراتبيتهما الزمنية، واستحقاقاتها من الأحداث والتفاعلات، خاصة تلك التي من صنع البشر، لأن البشر هم أكثر الكائنات معنية بالأزمنة، وإرهاصاتها، وتفاعلاتها.
• أحمد الفلاحي كاتب وصحفي عماني
يعد السياق الزمني، من أشمل السياقات التي تحتوي كل التفاعلات البشرية، أو مُجمل الكائنات الحية على هذه البسيطة، فليس هناك كائن حي يمكن أن يتجاوزه السياق الزمني، مكسبا أو خسارة، وأقلها تراكم العمر، منذ الثانية الأولى للحظة الميلاد، وصولا إلى عشرات السنين، وفي الاستثناء ما يزيد على المائة عام، وليس هناك حدث يمكن أن يكون خارج دائرة الزمن، وبقدر هذه الشمولية، ينظر إلى السياق الزمني على أنه من أعقد السياقات التي يعيها الناس، لهذه الشمولية من ناحية، ولهذا التداخل والتوغل في الأحداث، وفي المسببات، وفي النتائج، وفي المآلات التي يمكن أن تؤرخ للأحداث القادمة وفق سياقات زمنية قادمة أيضا من ناحية أخرى، ولهذا السبب يبقى الزمن هو المتربع على عرش كل مشروعات الحياة، وسياقاته حاضرة في كل صغيرة وكبيرة، وبالتالي: هل تتوافق المفاهيم مع مدلولات الزمن، وحيويته، وديناميكيته، أم أن هناك من لا يستطيع أن يتواكب مع الزمن فيؤرخ لنفسه عمرا محددا، ويبقى عند نقطة ما؟ وما يمكن فهمه أن امتداد الزمن هو إعطاء الحياة صورة جديدة في كل مرحلة زمنية، وكل صورة من هذه الصور لها خصوصيتها، وشروطها الحضارية، فالتاريخ لا يكرر نفسه، بقدر ما يكون ولّادا لصور أخرى تتناسب والسياق الزمني الحاضر، ومعنى ذلك أن مجموعة الصور المتجسدة في الأحداث التي أصبحت جزءا من التاريخ تبقى مرصودة بسياقات زمنها الذي ولدت فيه، ولا يمكن قبول تكرارها بنفس ماهياتها في زمن متأخر "فليس الفتى من يقول كان أبي، بل الفتى من يقول ها أنا ذا" فالأب مرحلة زمنية ولَّتْ، والفتى الحاضر هو من يصنع نفسه بما يتاح له من زمن يتّسقُ معه أو يتقاطع.
ومن ذلك أيضا يمكن القول: إن السياقات المعرفية تتوازى طرديا مع السياقات الزمنية، حيث يظل الزمن هو الدافع لكسب مزيد من المعرفة، ولذلك نرى أن المكاسب المعرفية تتطور يوما بعد يوم، بفعل استغلال الزمن، الذي يتيح للباحث عن المعرفة مساحة مشرعة من التنوع، ولذلك قيل: "العلم من المهد إلى اللحد" فهذا التطواف الزمني هو الذي يعيشه الفرد، المنتبه لنفسه، يبقى زمنا مربحا، وخصبا إلى حد كبير، وفي المقابل، يبقى خسارة كبيرة للذي لا يعي أهمية أن يكون هناك زمن مقتطع من عمره، ومن حياته التي يتمتع بها طوال سنوات العمر التي قد تمتد إلى عشرات السنين في الغالب، وما ينطبق على الفرد ينطبق على المجموع، وخسارة الفرد تظل أقل كلفة من خسارة المجموع، كما هو معلوم بالضرورة.
السؤال هنا أيضا: هل تتوافق السياسات المعيارية مع السياقات الزمنية، وأيهما يخدم الآخر في حالة التوافق؛ إن حصلت؟ يمكن النظر في هذه الحالة إلى مجريات الواقع، وأحداثه، فالزمن لا يتيح الفرصة أصلا للسياسات المعيارية أن تستفيق من صدماتها المستمرة والمتدافعة، لتتيح الفرصة للقياس والمقارنة، لكثرة الأحداث وتداخلها، وعدم استطاعة البشر استنشاق النفس المراد من أثر هذا التدفق، فما أن يخرج الناس من شرنقة حدث مؤلم، إلا ويدخلون في حدث أكثر إيلاما، إذن هناك علاقة عكسية، بين الطرفين، فالسياسات المعيارية تحتاج إلى كثير من الزمن للوقوف عند أسبابها، ونتائجها، على الأقل لأخذ العبرة، من ناحية، والأخذ بالأسباب لعدم تكرارها -إن كانت سيئة النتائج- من ناحية ثانية، بينما السياقات الزمنية -كما تقدم أعلاه- تعيش حالة التتابع السريع، فما أن ينقضي زمن اليوم، حتى تدخل الأحداث في اليوم الذي يليه، في حالة من الإرباك لعدم الاستيعاب لما حدث، في أغلب الأحيان، ولأن العلاقة عكسية بين السياسات المعيارية وبين السياقات الزمنية، فلا يمكن أن يخدم أحدهما الآخر، إلا في اللحظة الزمنية الفارقة، وهي اللحظة التي يصنع فيها الحدث، ومن هنا تأتي أهمية استغلال الزمن، استغلالا رشيدا، قدر الإمكان، لاستحالة تعويضه في حالة الخسارة، مع أن الخسارة حاصلة في كل السياقات الزمنية، عبر مراحل المناوبة بين عمليتي الليل والنهار، والتي لا تترك فرصة كبيرة للمراجعة، فما بين الليل والنهار مسافة زمنية لا نكاد نستوعبها في خضم حالة الغرق التي نعيشها كبشر، تتنازعنا الكثير من التجاذبات.
يحضر مفهوم الصدمة -وهو مفهوم حديث من حيث التسمية، وليس من حيث الممارسة والتنفيذ- كأحد الخيارات المطبَّقة في الفكر الليبرالي الجديد لتركيع الشعوب، وهو لا يتناسب مع السياق الزمني الحديث الذي يسعى المنظرون فيه إلى تعزيز الديمقراطية في كل استحقاقاتها، فبعد أن يستولي القادة الديكتاتوريون على السلطة، غالبا، كما توثقه الأحداث العالمية، يبدأون في الانحياز نحو تضييق المفهوم من خلال ممارسات عديدة؛ يأتي منها: بيع الأصول الحكومية، الاستعانة بخبراء (عملاء لأنظمتهم السياسية المتسلطة)، فض البرلمان والتنكيل بأعضائه، الاستيلاء على المؤسسات الدستورية (خنق الديمقراطية) والتنفيذية (الانفراد بالقرار).
هذا المسلسل يفترض أن يكون خارج السياق الزمني الحاضر، لأن مجموعة الحلول المُستعان بها لحلحلة الأزمات السياسية والاقتصادية التي يمكن أن تعالج شيئا من المشكلات قبل عقدين أو عقد من الزمان، لا يمكن أن تصلح لأن تكون قادرة في زمن متأخر، لأن الأدوات غير الأدوات، والنفوس غير النفوس، والأفكار غير الأفكار، ففي السياقات الزمنية الحاضرة ينظر إلى المشروعات الفكرية الراديكالية على أنها خارج هذه السياقات وأنها تختط لنفسها سياقات استثنائية -غالبا- ما تواجه بالكثير من الرفض لأنها تتعارض مع حيوية السياقات الزمنية الحاضرة والذاهبة نحو تأصيل الفعل الإنساني المتوافق مع الكثير من هذا الحاضر الذي تصنعه الأجيال لتأصيل هويتها وانتمائها لزمنها الذي تعيشه والمعبّر عن حقيقة تفاعلها مع أدواته، ولذلك شاهدنا الهجوم الذي شنّه مناصرو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق (ترامب) على الكونجرس، والذي لم يلقَ ذلك القبول، سواء من داخل الولايات المتحدة الأمريكية، أو من خارجها، وعُدَّ ذلك الهجوم جرحا نازفا لوأد الديمقراطية التي يروج لها الأمريكيون على امتداد حضارتهم، بينما قبل ذات الفعل في أواخر القرن العشرين عندما أحرق يلتسين -الرئيس الروسي السابق- البيت الأبيض "البرلمان" في تسعينيات القرن العشرين المنصرم (أكتوبر/1993م)، وبمباركة من الأمريكان أنفسهم، حيث قال "وارن كريستوفر" وزير الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي بيل كلينتون: "الولايات المتحدة لا تدعم بسهولة حل البرلمانات، لكن الظروف اليوم هي استثنائية" -وفقا لكتاب، عقيدة الصدمة، لنعومي كلاين- وهذا يعكس أنه ما كان مقبولا بالأمس لن يكون مقبولا اليوم، والأمس واليوم هما سياقان زمنيان يخضعان الأحداث وفق تراتبيتهما الزمنية، واستحقاقاتها من الأحداث والتفاعلات، خاصة تلك التي من صنع البشر، لأن البشر هم أكثر الكائنات معنية بالأزمنة، وإرهاصاتها، وتفاعلاتها.
• أحمد الفلاحي كاتب وصحفي عماني