- ميساء البلوشية: نظرة المجتمع تلعب دورا مهما للمريض النفسي وتعوق جهوده للتعافي
- الأمراض النفسية لها تبعات سلبية وإذا لم تعالج منذ البداية تتحول إلى مرض عضوي
أم فاطمة تحكي قصة ابنتها فاطمة ذات 20 عاما عندما بدت عليها أعراض غريبة بين خيالات أن أخوانها يتآمرون عليها لقتلها وبين هلوسة أن أحدا يطاردها، استمرت حالتها نحو الأسبوعين متأملين الشفاء ولكن دون جدوى، مضت الأيام على أم فاطمة كئيبة مظلمة لما آلت إليه صحة ابنتها الوحيدة وبين كلام الناس مفسرين حالاتها بين الجنون وبين المس.
هنا بدأت رحلتها في البحث عن تشخيص لحالة ابنتها مترددة بين المستشفيات وتم تشخيص حالتها باكتئاب مزمن وتم إحالتها إلى القسم النفسي لكن الأم رفضت تصديق الأمر وأكدت أن ابنتها بخير وسوف تتحسن عما قريب خوفا من أن يقال أنها مجنونة ونظرة الشفقة من المجتمع، الآن فاطمة منعزلة اجتماعيا ولا تخرج من البيت إطلاقا، حالة فاطمة هي حالة ضمن حالات عديدة تعاني من رهاب نظرة المجتمع السلبية، ويؤكد ذلك مختصون وأطباء نفسيون، حيث أن أبرز الصعوبات التي تواجه عمل الطبيب أو المعالج النفسي تمكن في هروب وعزوف المرضى عن العلاج بسبب نظرة المجتمع حيث يخجل المريض وأسرته من المرض النفسي وكأنه وصمة عار عليهم.
ولمزيد من الضوء على مثل هذه الحالات، تحاورت "عمان" مع الأخصائية النفسية ميساء بنت بطي البلوشية أخصائية نفسية للحديث عن الخجل في علاج الحالات النفسية وعزوف البعض بسبب المجتمع. وجاءت أسئلتنا كالتالي:-
* ما مفهوم الصحة النفسية والمرض النفسي وأكثر أنواع الأمراض النفسية شيوعا؟
الصحة النفسية هي حالة من العافية يكون فيها الفرد متوافقا نفسيا ويشعر بالسعادة والطمأنينة والاستقرار النفسي، قادر على تحقيق ذاته واستغلال قدراته وطاقاته الكامنة ومواجهة التحديات والتغلب على العوائق التي تواجهه وليست مجرد عدم وجود الأمراض، وبالنسبة للمرض النفسي هو الاضطراب العقلي الذي يؤثر على طريقة التفكير، والشعور والسلوك وبالتالي يؤثر على قدرة الشخص على التعامل مع الآخرين وقدرته على أداء مهامه اليومية. ومن أكثر الأمراض النفسية شيوعا: اضطرابات القلق، الوسواس القهري، الاكتئاب وانفصام في الشخصية.
* يبدأ المرء المصاب باكتئاب بسيط، ولكنه قد يزداد في حال لم يتوفر الدعم الكافي .. ما رأيك؟
لأن الاكتئاب يظهر بأشكال مختلفة من شخص إلى آخر لذلك إذا لم يتم معالجة الشخص المكتئب بطريقة سريعة بالتالي يؤدي إلى زيادة صعوبات في التركيز، عصبية، إحساس بقلة القيمة، التعب واضطرابات النوم. والشخص الذي يعاني من اضطراب في حالته الصحية السلوكية يواجه مشاكل عدة مثل الفوبيا، الإجهاد، مشاكل في علاقاته مع الآخرين، الحزن، صعوبات التعلم واضطراب المزاج. فجلسات الحوار ضرورية في هذه المرحلة لتفادي سوء الحالة مستقبلا. الأمراض النفسية لها تبعات سلبية متمثلة في إيذاء النفس والآخرين، فقدان الإنتاجية، والمشاكل الأسرية وما يترتب عليها من إرباك مجتمعي. وأنصح بضرورة الاهتمام بالصحة النفسية وتثقيف الناس أن التوجه للطبيب النفسي لأخذ استشارة شأنها شأن أي زيارة أخرى لطبيب آخر للاطمئنان وأخذ نبذة عن الصحة النفسية.
* ما زالت مجتمعاتنا في غالبيتها تنظر إلى المريض النفسي على أنه مختل عقليا.. كأخصائية نفسية ما هي وجهة نظرك؟
نظرة المجتمع تلعب دورا مهما للمريض النفسي بسبب تداول الأفكار السلبية بين الأجيال السابقة والأجيال الجديدة مما يسبب خوفا لدى المريض من التحدث عن إصابته وما يعوق جهوده للتعافي. للأسف الشديد أضحى من يعاني من مشكلة نفسية أو اضطراب معين ويود زيارة الطبيب النفسي يعتبر مجنونا في نظر المجتمع ويبتعدون عنه ويتفادون الكلام معه. وقد أصبح ذلك جليا أن من يريد أن يذهب للطبيب النفسي يضطر إلى السفر للخارج كل هذا خوفا من أن يعلم أحد بأمر ذهابه للطبيب أو تحدثه مع أخصائي نفسي.
* غالبية الأفراد لا يستطيعون التفريق بين حالات الاختلال العقلي والجنون وبين المشكلات النفسية البسيطة.. حدثينا عن هذا الأمر؟
بالنسبة للاختلال العقلي هو مجموعة من الأمراض التي تعيق عمل الدماغ ويصبح شخصا غير قادر على تمييز الشيء الحقيقي من غيره، وأما بالنسبة للمشكلات النفسية فتحتاج إلى جلسات فردية مع الأخصائي النفسي لبناء العلاقة بين المرشد والمسترشد وتعرف على ما يعاني منه المسترشد وكيفية التأقلم لحل المشكلة.
* ما هي الأسباب التي تدفع إلى الخجل من التحدث إلى الأخصائي النفسي؟
هناك مجموعة من الأسباب تدفع إلى الخجل من التعبير والشرح الكافي للأخصائي النفسي منها الإحساس بعدم الراحة وعدم الثقة لأنه شخص غريب ولا يستطيع البوح له عن أمور خاصة وشخصية وأيضا عدم الرغبة في مشاركة معلومات شخصية لشخص لم يعرف عنه خلفية سابقة، حيث إن الأمراض النفسية إذا لم تعالج من البداية فقد تتفاقم المشكلة وتزيد وتتحول إلى مرض عضوي جسدي، فعزوف الأفراد عن الطب النفسي جعل الأمراض النفسية تتراكم وتتكاثر بين الكثير من الناس.
* ما هي نصائحك كأخصائية نفسية لتشجيع الأفراد على لعلاج وعدم الخجل من المجتمع؟
طريقة فهم الناس للصحة النفسية تعتبر الحل الأمثل للعلاج في حال أصيبوا بأي من أعراض الحالات النفسية ويجب توضيح ذلك من خلال التكلم بأهمية الصحة النفسية للإنسان وأنها تساعد على تقليل الصراعات الداخلية في حياتهم وتحقيق السعادة والطمأنينة، تزيد من قدراتهم على مواجهة الأزمات والعوائق التي يمرون بها، مساعدتهم في زيادة النشاط والقدرة على الإنتاج، تنمية قدراتهم في اتخاذ القرارات وتبعدهم عن التناقضات في السلوك. الصحة النفسية عامل مهم في تحقيق التكيف النفسي والاجتماعي للأفراد حيث التلاحم الأسري الواضح بينهم، ودعم احتياجات الآخرين، وتساهم بشكل إيجابي في الحياة الاجتماعية بشتى جوانبها كالصحة والتعليم والاقتصاد، فكلما كان العاملون في هذه المجالات متمتعين بصحة نفسية جيدة ومستقرين نفسيا كان الأداء والتميز إيجابيا. وأخيرا أتمنى من كل فرد أن يتمتع بصحة نفسية جيدة بعيدة عن كل التفسيرات المغلوطة عن المرض النفسي من المجتمع المحيط به وأن يواجهه الحياة بروح مرحة وإيجابية بعيدا عن الضغوطات النفسية.
- الأمراض النفسية لها تبعات سلبية وإذا لم تعالج منذ البداية تتحول إلى مرض عضوي
أم فاطمة تحكي قصة ابنتها فاطمة ذات 20 عاما عندما بدت عليها أعراض غريبة بين خيالات أن أخوانها يتآمرون عليها لقتلها وبين هلوسة أن أحدا يطاردها، استمرت حالتها نحو الأسبوعين متأملين الشفاء ولكن دون جدوى، مضت الأيام على أم فاطمة كئيبة مظلمة لما آلت إليه صحة ابنتها الوحيدة وبين كلام الناس مفسرين حالاتها بين الجنون وبين المس.
هنا بدأت رحلتها في البحث عن تشخيص لحالة ابنتها مترددة بين المستشفيات وتم تشخيص حالتها باكتئاب مزمن وتم إحالتها إلى القسم النفسي لكن الأم رفضت تصديق الأمر وأكدت أن ابنتها بخير وسوف تتحسن عما قريب خوفا من أن يقال أنها مجنونة ونظرة الشفقة من المجتمع، الآن فاطمة منعزلة اجتماعيا ولا تخرج من البيت إطلاقا، حالة فاطمة هي حالة ضمن حالات عديدة تعاني من رهاب نظرة المجتمع السلبية، ويؤكد ذلك مختصون وأطباء نفسيون، حيث أن أبرز الصعوبات التي تواجه عمل الطبيب أو المعالج النفسي تمكن في هروب وعزوف المرضى عن العلاج بسبب نظرة المجتمع حيث يخجل المريض وأسرته من المرض النفسي وكأنه وصمة عار عليهم.
ولمزيد من الضوء على مثل هذه الحالات، تحاورت "عمان" مع الأخصائية النفسية ميساء بنت بطي البلوشية أخصائية نفسية للحديث عن الخجل في علاج الحالات النفسية وعزوف البعض بسبب المجتمع. وجاءت أسئلتنا كالتالي:-
* ما مفهوم الصحة النفسية والمرض النفسي وأكثر أنواع الأمراض النفسية شيوعا؟
الصحة النفسية هي حالة من العافية يكون فيها الفرد متوافقا نفسيا ويشعر بالسعادة والطمأنينة والاستقرار النفسي، قادر على تحقيق ذاته واستغلال قدراته وطاقاته الكامنة ومواجهة التحديات والتغلب على العوائق التي تواجهه وليست مجرد عدم وجود الأمراض، وبالنسبة للمرض النفسي هو الاضطراب العقلي الذي يؤثر على طريقة التفكير، والشعور والسلوك وبالتالي يؤثر على قدرة الشخص على التعامل مع الآخرين وقدرته على أداء مهامه اليومية. ومن أكثر الأمراض النفسية شيوعا: اضطرابات القلق، الوسواس القهري، الاكتئاب وانفصام في الشخصية.
* يبدأ المرء المصاب باكتئاب بسيط، ولكنه قد يزداد في حال لم يتوفر الدعم الكافي .. ما رأيك؟
لأن الاكتئاب يظهر بأشكال مختلفة من شخص إلى آخر لذلك إذا لم يتم معالجة الشخص المكتئب بطريقة سريعة بالتالي يؤدي إلى زيادة صعوبات في التركيز، عصبية، إحساس بقلة القيمة، التعب واضطرابات النوم. والشخص الذي يعاني من اضطراب في حالته الصحية السلوكية يواجه مشاكل عدة مثل الفوبيا، الإجهاد، مشاكل في علاقاته مع الآخرين، الحزن، صعوبات التعلم واضطراب المزاج. فجلسات الحوار ضرورية في هذه المرحلة لتفادي سوء الحالة مستقبلا. الأمراض النفسية لها تبعات سلبية متمثلة في إيذاء النفس والآخرين، فقدان الإنتاجية، والمشاكل الأسرية وما يترتب عليها من إرباك مجتمعي. وأنصح بضرورة الاهتمام بالصحة النفسية وتثقيف الناس أن التوجه للطبيب النفسي لأخذ استشارة شأنها شأن أي زيارة أخرى لطبيب آخر للاطمئنان وأخذ نبذة عن الصحة النفسية.
* ما زالت مجتمعاتنا في غالبيتها تنظر إلى المريض النفسي على أنه مختل عقليا.. كأخصائية نفسية ما هي وجهة نظرك؟
نظرة المجتمع تلعب دورا مهما للمريض النفسي بسبب تداول الأفكار السلبية بين الأجيال السابقة والأجيال الجديدة مما يسبب خوفا لدى المريض من التحدث عن إصابته وما يعوق جهوده للتعافي. للأسف الشديد أضحى من يعاني من مشكلة نفسية أو اضطراب معين ويود زيارة الطبيب النفسي يعتبر مجنونا في نظر المجتمع ويبتعدون عنه ويتفادون الكلام معه. وقد أصبح ذلك جليا أن من يريد أن يذهب للطبيب النفسي يضطر إلى السفر للخارج كل هذا خوفا من أن يعلم أحد بأمر ذهابه للطبيب أو تحدثه مع أخصائي نفسي.
* غالبية الأفراد لا يستطيعون التفريق بين حالات الاختلال العقلي والجنون وبين المشكلات النفسية البسيطة.. حدثينا عن هذا الأمر؟
بالنسبة للاختلال العقلي هو مجموعة من الأمراض التي تعيق عمل الدماغ ويصبح شخصا غير قادر على تمييز الشيء الحقيقي من غيره، وأما بالنسبة للمشكلات النفسية فتحتاج إلى جلسات فردية مع الأخصائي النفسي لبناء العلاقة بين المرشد والمسترشد وتعرف على ما يعاني منه المسترشد وكيفية التأقلم لحل المشكلة.
* ما هي الأسباب التي تدفع إلى الخجل من التحدث إلى الأخصائي النفسي؟
هناك مجموعة من الأسباب تدفع إلى الخجل من التعبير والشرح الكافي للأخصائي النفسي منها الإحساس بعدم الراحة وعدم الثقة لأنه شخص غريب ولا يستطيع البوح له عن أمور خاصة وشخصية وأيضا عدم الرغبة في مشاركة معلومات شخصية لشخص لم يعرف عنه خلفية سابقة، حيث إن الأمراض النفسية إذا لم تعالج من البداية فقد تتفاقم المشكلة وتزيد وتتحول إلى مرض عضوي جسدي، فعزوف الأفراد عن الطب النفسي جعل الأمراض النفسية تتراكم وتتكاثر بين الكثير من الناس.
* ما هي نصائحك كأخصائية نفسية لتشجيع الأفراد على لعلاج وعدم الخجل من المجتمع؟
طريقة فهم الناس للصحة النفسية تعتبر الحل الأمثل للعلاج في حال أصيبوا بأي من أعراض الحالات النفسية ويجب توضيح ذلك من خلال التكلم بأهمية الصحة النفسية للإنسان وأنها تساعد على تقليل الصراعات الداخلية في حياتهم وتحقيق السعادة والطمأنينة، تزيد من قدراتهم على مواجهة الأزمات والعوائق التي يمرون بها، مساعدتهم في زيادة النشاط والقدرة على الإنتاج، تنمية قدراتهم في اتخاذ القرارات وتبعدهم عن التناقضات في السلوك. الصحة النفسية عامل مهم في تحقيق التكيف النفسي والاجتماعي للأفراد حيث التلاحم الأسري الواضح بينهم، ودعم احتياجات الآخرين، وتساهم بشكل إيجابي في الحياة الاجتماعية بشتى جوانبها كالصحة والتعليم والاقتصاد، فكلما كان العاملون في هذه المجالات متمتعين بصحة نفسية جيدة ومستقرين نفسيا كان الأداء والتميز إيجابيا. وأخيرا أتمنى من كل فرد أن يتمتع بصحة نفسية جيدة بعيدة عن كل التفسيرات المغلوطة عن المرض النفسي من المجتمع المحيط به وأن يواجهه الحياة بروح مرحة وإيجابية بعيدا عن الضغوطات النفسية.