العلاج بالخارج وفق الاحتياجات والقوانين -
كتبت - عهود الجيلانية -
شهد القطاع الصحي في السلطنة تحقيق انجازات جليلة من خلال تقديم خدمات صحية شاملة للسكان باعتبار الرعاية الصحية الأولية الدعامة الرئيسية لتلك الخدمات، وتسعى وزارة الصحة إلى تحقيق مبدأ العدالة في توزيع الخدمات الصحية وكذلك عدالة في المساهمات المالية بين مختلف الفئات السكانية بما يتماشى مع احتياجاتهم الصحية، وإشراك المجتمع في تخطيط وتنفيذ الرعاية الصحية، والاستجابة للاحتياجات الصحية وغير الصحية لمختلف فئات المجتمع، والتعاون بين القطاعات الأخرى ذات الصلة بالصحة من أجل ضمان الأثر الإيجابي على صحة المجتمع.
وقامت الوزارة بإنجاز مجموعة من التوسعات المختلفة ؛ لدعم الخدمات الصحية المقدمة، حيث بلغ عددها للفترة من 2010 إلى 2016 أكثر من (30) مشروعاً، أهمها: إنشاء وحدة الحوادث والطوارئ في كل من مستشفى السلطان قابوس بصلالة، ومستشفى خصب، ومستشفى دبا، ووحدة غسيل الكلى في كل من مستشفى الرستاق ومجمع شناص الصحي.
كذلك فإن الوزارة تقوم حالياً بالانتهاء من إجراءات عدد من مشاريع التوسعات الأخرى وهي في مرحلة التناقص الاستشاري أو الإنشائي، وفي عام 2016م، تم اعتماد الخطة الخمسية التاسعة للتنمية الصحية (2016-2020) والتي جاءت هي الأخرى بمنهجية جديدة تتماشى مع التغير الديموغرافي والسكاني والتطور الصحي والتقني الذي يشهده العالم حيث جاءت هذه الخطة بالمدرسة المعتمدة على أسلوب التخطيط المبني على تحقيق النتائج، كما
قامت وزارة الصحة باستحداث وتطوير عدد من الخدمات والرعاية الصحية التخصصية في مختلف محافظات السلطنة إلا انه ما زالت توجد بعض التخصصات النادرة بحاجة إلى علاج خارج السلطنة فتوفد وزارة الصحة مجموعة من المرضى سواء للتشخيص أو العلاج في الأمراض المستعصية والنادرة.
وأوضح مصدر مسؤول بوزارة الصحة في تصريح لـ«عمان»: أن الابتعاث للعلاج في الخارج لا يكون إلا لضرورة قصوى في بعض الحالات المرضية وبعض الأمراض المستعصية التي لا يمكن معالجتها داخل السلطنة، إما بسبب نقص الكادر البشري المتخصص، أو بسبب نقص المستلزمات المطلوبة للتشخيص أو العلاج أو المتابعة.
وذلك أمر طبيعي ولا ينتقص من الجهود والإمكانيات الكبيرة التي خصصت للقطاع الصحي وإنشاء المستشفيات الحديثة في كل أنحاء السلطنة.
وقال: تتولى وزارة الصحة القيام بكافة إجراءات ابتعاث المواطنين المرضى المستحقين للعلاج في الخارج من خلال عقد اتفاقيات وتفاهمات مع المستشفيات والمراكز الطبية العالمية المتخصصة طبقاً لأنظمة الدول التي توجد بها، وتقديم التسهيلات اللازمة لسرعة حصول المريض ومرافقه على تأشيرة علاج للبلد المقصود، كما يتم التواصل مع المكاتب الصحية بالخارج والتي تتولى حجز المواعيد للمرضى بالمراكز العلاجية والإشراف على علاجهم أثناء تواجدهم بالخارج، ثم متابعة الحالة بعد العودة إلى البلاد.
وتتحمل وزارة الصحة كل تلك النفقات بالإضافة إلى مصاريف علاج المريض، تمشياً مع توجيهات جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - القاضية بتوفير أفضل رعاية صحية ممكنة للمواطنين بالداخل والخارج.
وتخضع جميع الحالات التي تتطلب إرسالها للعلاج في الخارج لدراسة من قبل لجنة طبية متخصصة تعمل بشكل مستقل، وضمن لوائح وإجراءات تنظم عملها.
واللجنة مشكلة من عدد من كبار الأطباء العاملين بعدد من المستشفيات المرجعية بوزارة الصحة، وذلك يجعلها على معرفة تامة بجميع الإمكانيات المتوفرة بالمستشفيات التخصصية في السلطنة، قبل أن تقرر حاجة المريض للعلاج في الخارج، وإمكانية استفادته من ذلك العلاج.
وحول عملية الابتعاث الى الخارج، أشار المصدر: تتطلب آلية إرسال الحالات للعلاج في الخارج دراستها أولاً عن طريق اللجنة الطبية المتخصصة، والتي تعمل وفق منهجية واضحة ومنظمة، وبأسلوب علمي وعملي عادل لجميع الحالات على حد سواء، وبدون أي اعتبارات أخرى للوصول للقرار الأمثل في كل حالة.
ويقوم أعضاء اللجنة بالإطلاع على تقارير من الأطباء المعالجين داخل السلطنة والتواصل معهم لمناقشة الحالات المعروضة على اللجنة باستفاضة وموضوعية، وكذلك قراءة نتائج الفحوصات المعملية والعينات الباثولوجية، وفحص صور الأشعة وغيرها، بهدف الوصول إلى القرار الرشيد.
وتتضمن الإجراءات أيضاً التأكد من الحصول على قبول من المستشفى أو المركز الطبي الخارجي لعلاج المريض وعلى الخطة العلاجية المقترحة في أسرع وقت، حيث إن مثل هذه الحالات تتطلب السرعة في اتخاذ القرار وتنفيذه.
وبالتالي، فعندما تصدر وزارة الصحة قرارها بعلاج المريض بالخارج على نفقتها، فإنها تضع نصب أعينها تلبية الاحتياجات الطبية له في المقام الأول، مع مراعاة الالتزام بالنظم والقوانين بما يضمن تحقيق العدالة بين كافة المواطنين.
وأكد المصدر على تنوع حالات المرضى المبتعثين إلى الخارج، إذ شملت مجموعة الأمراض التي كانوا يعانون منها بالإضافة إلى ما ذكر سابقا، أمراض المخ والأعصاب وأمراض الكلى والمسالك البولية وأمراض الدم وأمراض الجهاز الهضمي وجدار البطن، وأمراض الأنف والأذن والحنجرة، وأمراض الكبد، والأمراض الجلدية، والصدرية، وأمراض الغدد الصماء، وجراحات التصحيح، والجراحات العامة، وأمراض التمثيل الغذائي، بالإضافة إلى ابتعاث أعداد أخرى من المواطنين لعمل فحوصات طبية محددة بخلاف التصوير المقطعي المحوسب، وابتعاثات الرسم السطحي.
وفي هذا الجانب تسعى الوزراة إلى تأهيل وتدريب الكوادر الطبية في التخصصات النادرة والاستفادة من خبرات الدول المتقدمة في علاج الامراض النادرة والمستعصية والعمل على نقل الخبرات إلى المؤسسات الصحية داخل السلطنة لتقليل الحاجة في سفر المرضى للخارج وتقديم العلاج داخل السلطنة وآخر الانجازات قدرة المستشفى السلطاني من تحقيق إنجازاً نوعياً يعد الأول من نوعه في مسيرة الرعاية الصحية بالسلطنة، يتمثل في زراعة كبد لمريضة وهو نتاج لجهود بذلت على مدار عامين متواصلين تمثلت في ابتعاث طاقم طبي من المستشفى للتدريب في احدى أرقى مؤسسات زراعة الكبد على مستوى العالم، وتوفير أحدث المعدات والأجهزة الطبية المستخدمة في هذا المجال، فضلاً عن استقبال بيوت الخبرة العالمية للاطلاع على استعدادات المستشفى السلطاني لتدشين عمليات زراعة الكبد، كما يسعى المستشفى نحو توسعة وتطوير هذه الخدمة العلاجية بالمستشفى السلطاني ؛ لتشمل تدشين عمليات زراعة الكبد للأطفال في العام القادم.
وتؤكد الوزارة أن الحالات المرضية التي لا تتطلب حالتها الصحية السفر للعلاج خارج السلطنة، ومع ذلك تسافر على نفقتها الخاصة، فإنها لا تَتحمل التبعات التي من الممكن أن تحدث لها، سواء من ناحية المضاعفات أو عدم الحصول على العلاج الناجع، وبالرغم من ذلك فإن الوزارة لا تتوانَ في العمل على مساعدتهم في متابعة علاجهم بأرض الوطن.
تخصصات فرعية
إلا أنه في ضوء التحول الوبائي الذي تشهده البلاد إلى الأمراض غير المعدية والتي تتطلب تدخلات متخصصة وأن بعض التخصصات في مستشفيات الرعاية الثالثية الموجودة حالياً تعاني من الازدحام، وعدم تمكنها من استيعاب التوسع في التخصصات الفرعية الموجودة أو إضافة تخصصات فرعية فائقة التخصص أو إضافة خدمات جديدة، فقد تبين أنه يلزم التوسع في توفير الرعاية الثالثية على مستوى عالمي في المستشفيات ذات جودة عالية.
ولذا شملت النظرة المستقبلية رؤى لبناء مدينة طبية لتقديم الرعاية الثالثية.
وسيؤدي بناء المدينة الطبية بين محافظتي مسقط وجنوب الباطنة إلى الاستمرار في ضمان كفاءة خدمات الرعاية الثالثية وإتاحتها لمعظم الناس في سلطنة عُمان، كما ستؤدي المدينة الطبية أيضاً إلى تسهيل التدريب والتعليم للمهنيين في الرعاية الصحية مما يقلل من تكاليف التدريب خارج البلاد ويحقق الاكتفاء الذاتي في المستويات الرفيعة من التدريب ومن التعليم المتواصل للمهنيين في الرعاية الصحية.
وأما فيما يتعلق بتشغيل المؤسسات الصحية، فقد تم تشغيل (46) مؤسسة صحية موزعة على جميع محافظات السلطنة ما بين عام 2010 إلى 2016م، وفي عام 2016م تم افتتاح مبنى جديد للعيادات الخارجية بمستشفى خولة، كما تم تشغيل وحدة جهاز التصوير المقطعي للانبعاث البزيتروني والمعجل النووي (PET SCAN)، وبالنسبة لوحدات غسيل الكلى فقد تم افتتاح ثلاث وحدات في الولايات التالية: شناص ومصيرة والسيب، كما تم افتتاح المباني الجديدة لمستشفى مدينة الحق ومستشفى طوي أعتير في محافظة ظفار، وكذلك تم افتتاح مركز صرفيت الصحي بولاية ضلكوت.
وشهد العام الماضي في إطار الاهتمام بتعزيز الرعاية الصحية الأولية ارتفاعا في عدد المراكز والمجمعات الصحية التابعة لوزارة الصحة لتصل إلى 206 مقارنة مع 176 في بداية الخطة الثامنة للتنمية الصحي بزيادة قدرها 17.0% وكما ارتفعت أعداد أسرة المستشفيات إلى 5034 سريرا بزيادة قدرها 7.3% في نفس الفترة.
كما قامت وزارة الصحة باستحداث وتطوير عدد من الخدمات والرعاية الصحية التخصصية في مختلف محافظات السلطنة خلال الخطة الخمسية الثامنة (2010-2015)، ففي محافظة مسقط تم افتتاح مستشفى المسرة كمستشفى مرجعي لتقديم الرعاية الصحية الثالثية للأمراض النفسية بسعة استيعابية تبلغ 245 سريراً، يقدم المستشفى خدمات العلاج النفسي للأمراض النفسية العامة، الأمراض النفسية لكبار السن، الأمراض النفسية للأطفال والمراهقين، والطب النفسي الجنائي.
كما يقدم المستشفى العلاج لمرضى إدمان المخدرات والكحول، وخدمات علم النفس، والخدمة الاجتماعية، والتأهيل كالعلاج الطبيعي، والعلاج المهني، وعلاج النطق.
كما تمت إضافة واستحــداث خدمــة التصــوير المقطعــي في المستشفى.
وفي المستشفى السلطاني تمت توسعة العناية المركزة، استحداث وحدة الإقامة المؤقتة، وحدة آلام الصدر، ووحدة الجلطة الدماغية (والتي تم نقلها إلى مستشفى خولة) وخدمة عمليات السمنة والتوسع في خدمة الأشعة التداخلية، كما تم استحداث وحدة التصوير الجزيئي، وأما في مستشفى خولة فقد تم استحداث قسم جراحة اليد، والتوسع في خدمة علاج الأطراف الصناعية، واستحداث خدمة الأشعة التداخلية للأوعية الدماغية، وافتتاح قسم الطوارئ، وأما على مستوى المجمعات فقد تم استحداث خدمة التصوير بالموجات فوق الصوتية في مجمع بوشر الصحي، واستحداث عيادات القلب التخصصية في مجمع بوشر الصحي.
وفي محافظة ظفار تم استحداث خدمة علاج الأطراف الصناعية واستحداث وحدة العناية ما بعد المركزة بمستشفى السلطان قابوس بصلالة.
وفي محافظة الداخلية تم إدخال خدمة عمليات استبدال المفاصل واستحداث جراحة الأطفال واستحداث خدمة علاج الأطراف الصناعية في مستشفى نزوى، كما تم استحداث قسم العظام و استحداث خدمة التصوير بالموجات فوق الصوتية بمستشفى سمائل، وفي محافظة مسندم تم إعادة تأهيل وصيانة مستشفى خصب، واستحـــداث خدمـــة التصـــوير المقطعـــي، وفي محافظة البريمي تم إدخال خدمة عمليات استبدال المفاصل ويجري العمل على إنشاء وحدة عناية القلب في مستشفى البريمي.
وفي محافظتي شمال وجنوب الشرقية، فقد تم استحداث وحدة العناية القلبية للكبار والعناية الحرجة للأطفال و إدخال خدمة عمليات استبدال المفاصل بمستشفى صور، كما تم استحــداث خدمــة التصــوير المقطعــي في مستشفى مصيرة، واستحداث خدمة فحص اللياقة الطبية (العمالة الوافدة) في جعلان بني بو علي، وتم استحداث خدمة جراحة العظام بالمنظار و إدخال خدمة عمليات استبدال المفاصل وادخال خدمة التنظير للجهاز الهضمي في مستشفى إبراء المرجعي، وانشاء عيادات خارجية بمستشفى سناو الصحي.
وفي محافظتي جنوب وشمال الباطنة، فقد تم صيانة وتوسيع وحدة العناية الفائقة والنهارية وإنشاء وحدات لغسيل الكلى بسعة 16 سريرا وإدخال خدمة عمليات استبدال المفاصل وتوسعة قسم الطوارئ في مستشفى الرستاق، وتم استحداث خدمة فحص اللياقة الطبية (العمالة الوافدة) في بركاء، وتم إدخال خدمة طوارئ الأطفال واستحداث جراحة الأطفال وإدخال خدمة عمليات استبدال المفاصل والتوسع في خدمة علاج الأطراف الصناعية واستحداث جراحة المخ والأعصاب وجراحة الوجه والفكين وجراحة الأوعية الدموية والجراحة التصحيحية بمستشفى صحار.
وأما في محافظة الوسطى فقد تم استحداث خدمة فحص اللياقة الطبية (العمالة الوافدة) في ولاية الدقم، ورفع كفاءة مستشفى الدقم من 8 أسرة إلى 14 سريرا، وادخال خدمة رعاية المسنين في المستشفى، وفي مستشفى هيما فقد تم تجهيز ثلاثة مواقع لتقييم الحالات المرضية، واستحداث عيادة أطفال، كما تمت إضافة خدمات الأسنان بمركز العجايز الصحي، وتجهيز غرفة عزل وغرفة لما بعد الولادة بمركز الجازر الصحي، وفي محافظة الظاهرة فقد تم استبدال العديد من الأجهزة والمعدات الطبية في مستشفى عبري، وانشاء منظار الجهاز التنفسي ومنظار الركبة وعمليات الرباط الصليبي، وجهاز الأشعة المقطعية الجديد ومبنى بنك الدم بالمحافظة.
وتقوم الوزارة بابتعاث الأطباء وذلك لاستكمال الدراسات العليا في مختلف التخصصات خارج السلطنة، وقد بلغ عددهم في عام 2010م (100) طبيب مقارنة بـ (154) طبيبا في عام 2016م، والجدير بالذكر أن عدد الأطباء المبتعثين في ازدياد وفي كل عام، فمثلا بلغ عددهم في عام 2014م (133) طبيبا وفي عام 2015م (148) طبيبا، كما تقوم الوزارة بابتعاث الموظفين خارج السلطنة وذلك لاستكمال دراستهم الجامعية وكذلك الدراسات العليا في مختلف التخصصات، وقد بلغ عددهم في عام 2010م (166) موظفا مقارنة بـ (384) موظفا في عام 2015م.