يواصل النادي الثقافي عرض الأعمال الفنية المشاركة في الدورة الرابعة لمعرض الفنون التشكيلية «أبعاد تشكيلية» والذي تعتبر دورته الجارية هي الأخيرة المقررة لهذا المشروع الذي انطلقت دورته الأولى في السادس من سبتمبر من العام الماضي بقاعة رواق الفنون بالنادي الثقافي، وشارك في كل نسخة (45) فنانًا وفنانةً عرضت أعمالهم لمدة شهر كامل، وتأتي هذه النسخة الأخيرة لتستكمل سلسلة العروض حيث أتيحت المشاركة لأكثر من 45 فنانا وبمشاركات أكثر تميزا بأداء فني عالي المستوى، وحملت في طياتها الجمال والإبهار الفني في مجالات الفنون التجريدية والواقعية والنحتية والفن الرقمي والفن الحروفي وغيرها من مجالات الفن.

افتتحت الدورة الجارية دون حضور جماهيري نظرا لمتطلبات إجراءات السلامة التي فرضتها الجائحة لكن المعرض متاح للزوار وفق الاشتراطات الصحية خلال فترة المعرض التي تستمر حتى 24 فبراير المقبل على فترتين صباحية ومسائية بقاعة رواق الفنون التابعة للنادي الثقافي.

ويشارك ضمن هذا المعرض الفنان رضوان بن عامر الهاشمي الذي يقدم عمله «من عمان» يسرد فيه تفاصيل طفلة عمانية متوشحة باللباس التقليدي العماني.. يستحضر فيه «الهاشمي» روح البيئة والتراث العماني المليء بالحلي والملابس التقليدية المتميزة ذات الألوان البراقة إضافة إلى الإطلالة الطفولية عبر لوحته.

ولأن التشكيلي عبدالله بن عامر بن علي الحجري يهوى الخيل فإنه يقدم عمله «حصان عربي» بتفاصيل الأبيض والأسود، بينما يرسم أحمد بن عامر بن سالم الحجري بورتريه منفذ بالألوان الزيتية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-. ويضم المعرض في جنباته الكثير من الأعمال الإبداعية المتنوعة ومنها لوحة «قُدس» التي جسدت فيها ريشة التشكيلية هبة بنت حمد اليحمدية جانبا من ملامح المسجد الأقصى بقبته وزخارفه الخارجية والألوان الزاهية التي تتميز بها الكتابات والجدران.

في حين يحكي عمل «وشاح أمي» لجُمان بنت علي الحبسية قصة فتاة يتيمة ترتدي وشاح والدتها المتوفاة وتعكس عيناها مشاعر التضحية والتوجس من المستقبل المجهول.. حيث ترتدي وشاح أمها كرمز يحمّلها المسؤولية التي ألقيت على عاتقها بعد وفاة أمها.

أما الفنان عبدالله العامري فيقدم طقما من ثلاث لوحات خطية بنفس الحجم حملت الأولى عنوان «فادخلي في عبادي وادخلي جنتي»، بينما حملت الثانية عنوان «فروح وريحان وجنت نعيم»، أما الثالثة فحملت عنوان «فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره» حيث تتجلى الآيات القرآنية التي خطها «العامري» في لوحاته المختلفة وبأسلوبه المتميز.

من جانبها شاركت الفنانة ابتهال بنت ياسر الهنائية بأربعة أعمال حمل الأول عنوان «متى ناوي تفكنا؟» وهي رسمة بلمسة عُمانية، تمثل أحاسيسنا ومشاعرنا التي نحملها تجاه فيروس كورونا، حيث يصّور العمل استطاعتنا القبض عليه عبر «المخمة» وإبعاده عن محيطنا في إشارة رمزية إلى الاحتياطات والإجراءات المتبعة للحماية من الفيروس.

وحمل العمل الثاني لابتهال الهنائية عنوان «الكميم العمانية» وهي رسمة لأيدٍ عُمانية تخيط كميمًا بنقشة راقية وبتشكيلات مُميزة بِكل حُب، في حين حمل العمل الثالث عنوان «لحظة» وهي رسمة تمثل لحظة من لحظات العيد السعيد التي تتجمع فيها نساء المنزل لتصوير وتوثيق زينة العيد، أما العمل الرابع فحمل عنوان «ساحرة» وهي رسمة تمثل قطرة من الجمال الهندي، في إشارة لسحر الجمال في عيون المرأة وتفاصيل الملامح الهندية المميزة.

وحول «المرأة من الحضارات للحاضر» تقدم التشكيلية سناء بنت سيف بن سلطان الهنائية عملها الفني بأسلوبها الخاص وهو عبارة عن لوحتين مزدوجتين مترابطتين وهما مزيج يوضح فرق أعمال المرأة بين عبق الماضي وتفتح الحاضر والتوسع واختلاف العمل في الوقت الحاضر عن الوقت السابق، حيث رسمت زاوية اللوحة الأولى من اليسار وزاوية اللوحة الثانية من اليمين حركة الانشقاق للتعمق في اللوحات ولتوضيح بعض من أعمال المرأة في الماضي، في حين حمل وسط العمل الفني جزءا من وجه المرأة وأخفى رسم العيون برسم الأشرطة في إشارة من الفنانة لتوضيح معنى الحُلم أو حرية التفكير في مستقبلها.

تجدر الإشارة إلى معرض «أبعاد تشكيلية» يأتي حرصًا من النادي الثقافي على اكتشاف المواهب الفنية وتقديم إبداعاتها في شتى فروع الفنون ومجالاتها، حيث تمثل هذه المعارض محطة مهمة في مسيرة الفنان التشكيلي وتقرّبه من نظرائه الممارسين للمجال الفني ذاته الذي يعمل عليه، ويحصل من خلالها على تغذية راجعة تساهم في الارتقاء بمستواه الفني وتمكنه أيضًا من تقييم مستواه وتدفعه إلى مراحل نمو صاعدة في موهبته، وهي تمثل للجمهور المتذوق للفنون بعدًا مهمًا لحالتهم النفسية والمزاجية وتطويرًا لذاتهم الجمالية.