صحم – يواصل الصيادون والبائعون حركتهم النشطة اليومية في سوق الأسماك بميناء صحم، والذي يعد مصدرًا جيدًا للأسماك الطازجة التي يتم تحميلها مباشرة من قوارب الصيادين في كل صباح، وبالرغم من محدودية الوقت المخصص للبيع في السوق إلا أن سوق الأسماك بميناء صحم يسجل حضورًا لافتًا يوميًا، حيث تتنوع الأسماك المعروضة بأصناف وأسعار مختلفة وتلاقي ازدحامًا كبيرًا خلال ساعات النهار الأولى، مما يتطلب زيادة العرض وكثرة المشترين رغبة في زيادة عدد ساعات العرض لسوق الأسماك، بحيث تمدد من الساعة الـ 10 صباحا إلى وقت الظهيرة، وذلك نظرًا لأسباب عدة لعل أبرزها تأخر بعض الصيادين في الوصول إلى السوق لبُعد المكان عن موقع القوارب من ناحية فسح المجال للمواطنين وعدم حصرهم بوقت محدد أول الصباح وغيرها من الأسباب التي يتحدث عنها مرتادو السوق والمستهلكون والبائعون والصيادون.

وقد بلغت كميات الإنزال صباح أمس الأول 4500 كلجم بأنواع مختلفة من أسماك السهوة والصال والشعري والكوفر والسين والخياط وسلطان إبراهيم والحبس وغيرها، فيما تباينت أسعار الأسماك فبلغ سعر كيلو الجيذر المقطع 3.500 ريال، والسهوة بالحبة 2.800 ريال، والصال 2.000 ريال والخياط المقطع 4.000 ريال فيما كانت أسعار السهوة ذات الحجم الصغير ريالا واحدا.

رغبة في زيادة ساعات سوق السمك

ويرغب عدد من الصيادين والبائعين والمستهلكين في زيادة عدد ساعات البيع، وأوضحوا أن سوق الأسماك في ميناء الصيد البحري بولاية صحم يعد أحد أهم تلك الأسواق التي تضمّ عددًا كبيرًا من الفئة المشغلة، ويستقبل الكثير من مستهلكي المنتج السمكي في الولاية التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 120 ألف نسمة، ويُعدُّ من الأسواق النشطة على مدار العام إذ يقصده المستهلك من مناطق بعيدة كون الولاية مترامية الأطراف وصولا إلى محافظة الظاهرة من جهة الغرب، إلا أنَّ هناك عائقًا يقف وراء تحقيق الهدف المرجو من هذا السوق كما خطط له وهو ضيق الوقت المخصص لتشغيله في تداول الأسماك إذ لم يعد كسابق عهده، فقد حددت فترة العمل بالسوق لتكون من الساعة السادسة إلى الساعة العاشرة صباحا، وهو وقت ضيق تضرر منه أهالي الولاية، وشكَّل مأزقًا في قيام السوق بالمهمة التي أُنْشِئَ من أجلها، والسرد القادم يوضح الأضرار التي سبَّبها ضيق الوقت المخصص لتداول الأسماك في سوق الأسماك بميناء الصيد البحري: حيث يعد الصياد الرافد الأول للأسماك في السوق، والمزود الذي يتمتع باستمرارية وقبول أكثر من غيره في السوق كونه يزود السوق يوميًا بالأسماك الطازجة، ومن المعلوم أن بعض رحلات الصيد تأخذ وقتًا يصل إلى الساعة التاسعة والعاشرة صباحًا، وفي هذا الوقت يكون السوق قد أغلق أبوابه مما يضطر ذلك الصياد للبحث عن وجهات أخرى لتسويق أسماكه.

أمَّا بالنسبة للمستهلك هو الآخر قد ينتقل من أماكن بعيدة إلى السوق بقصد التزود من المنتج السمكي والبحث عن أنواع مختلفة وطازجة، وهنا تحول ضيق الفترة المسموح بها لتداول الأسماك في السوق دون حصوله على ما يرغب به من السوق.

ولا ننسى الفئة المشغلة للسوق التي تُعيل خلفها أسرًا تعتمد في دخلها اليومي على العمل في السوق، وضيق الوقت يُمثِّلُ لها تحديا كبيرا في الحصول على ما قسمه الله لها؛ كون السوق يتم تشغيله نصف الفترة الصباحية فقط.

إضافة إلى إحجام بعض تجار الأسماك الذين يمتلكون البرادات من داخل الولاية وخارجها عن تسويق منتجاتهم السمكية بحجة عدم كفاية وقت تشغيل سوق الأسماك في ميناء الصيد البحري في الولاية.

وهذا كله يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأسماك وشُحّها في بعض الأيام، فجميع مَنْ في السوق يعاني من ضيق الفترة المحددة لتداول الأسماك، ومن خلال المعطيات السابقة يجب أن يعامل سوق الأسماك في ميناء الصيد البحري بولاية صحم أسوة بباقي أسواق الأسماك في ولايات ومحافظات السلطنة، وأن تمتد فترة تشغيل السوق في الفترة الصباحية كاملة (من الساعة السادسة صباحا إلى الساعة الواحدة ظهرا) فذلك يحقق الهدف الذي من أجله أنشئ سوق الأسماك، ويؤدي إلى توفر كميات كبيرة ومتنوعة منها الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض أسعار الأسماك والحصول على خدمات جيدة وعائد مادي مربح للجميع.

من جانبه قال علي الفارسي عضو لجنة سنن البحر بالولاية: تعد الحركة الشرائية بسوق الأسماك بميناء الصيد البحري بصحم جيدة، وهناك إقبال من أبناء الولاية وخارجها لشراء الأسماك الطازجة بشكل يومي والتي يوفرها الصياد بكميات لا بأس بها وتتنوع الأسماك من الصال والشعري والجيذر والخباط وغيرها من الأسماك.

وأضاف الفارسي: تتوفر في سوق الميناء بصحم جميع الخدمات التي يحتاجها الصياد والمستهلك فهناك مصنع للثلج ومحلات لشوي الأسماك ومحطة وقود ومحلات لبيع مستلزمات صيد الأسماك ومصلى ودورات للمياه وغيرها من المشاريع، والتي يديرها شباب عمانيون، كما توفر دائرة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بصحم صناديق لحفظ الأسماك وأدوات التقطيع للمقطعين إضافة لوجود نقاط إنزال داخل الميناء بالنسبة للصيادين، ويناشد الجميع بضرورة زيادة وقت تشغيل السوق حتى وقت الظهيرة.