قد يبدو الإنسان في عاديات حياته على سوية يظن فيها أن ما يعيشه من أحوال الصحة والعافية أمرًا عاديًا، أي فعل يبدو له كما لو أنه له فيه إرادة مطلقة، لشدة ما يجد في نفسه من السلاسة التي يجرب بها أفعال الحياة في لحظة العافية.
لكن حين يعاين الإنسان تجربة المرض، التي هي جزء من أحوال الحياة، لأول مرة، ويختبر عجزه عن فعل الأفعال السهلة لوضع العافية، عندها يتذكر فكرة العجز الذاتي التي هي من أخص خصائصه الإنسانية.
إن قيمة المرض تكمن في أنه تذكير بالعجز، والحاجة، ثم إن تكرار أحوال المرض مرات عديدة في حياة الإنسان هي جزء من التذكير الدائم بذلك العجز.
الصحة والمرض تجربتان إنسانيتان تضطرب فيهما أحوال البشر على نحو دائم لكي يدركوا معنى العجز ولكي يدركوا أيضا حاجاتهم الأساسية لمواجهة ذلك العجز بالتعاون فبدون التعاون كقيمة أخلاقية للبشر لا يمكن أن تستمر حياتهم.
وربما التجربة التي يمر بها عالمنا اليوم مع متحور مرض كورونا، منذ أن بدأ هذا المرض قبل سنتين عم فيهما العالم، كوباء جديد (بعد أن ظنت البشرية أنها فارقت أزمنة الأوبئة) تعتبر اليوم الأخطر عالميا في تحديات أحوال البشرية بإزاء الصحة والمرض.
لقد بدا مرض كورونا ليس فقط مجرد مرض عادي يمكن أن يحتمله الفرد في أوضاعه الخاصة وأحواله الذاتية، وإنما كذلك أصبح مرضا يتحدى البشرية جمعاء، من ناحية، في كافة أحوالها وأطوارها، بمعنى أن هذا المرض وهو يتحدى البشر في أرقى أحوال التواصل البشري التي تعكسها وسائل العولمة بدا كما لو أنه بلاء يرسل رسالة للعقل البشري بأن قدرة هذا العقل على تجاوز أوهامه ما زال يكتنفها عجز أصلي، إنه تذكير بأن هناك مفاجآت كيانية تهدد التفوق البشري في العلوم والمعرفة من داخل أحوال الذات البشرية كالمرض مثلًا؟.
لقد ظلت قدرة البشر على تحدي أحوال الحياة في العصر الحديث قدرةً فائقة بما لا يقاس مع أي زمن آخر، حتى لقد بدا للبعض أن ثمة قطيعة بشرية مع أزمنة وأحوال عاشها البشر في الماضي، كأزمنة الأوبئة التي كان يعيشها الإنسان عبر ترجمة لأحوال عجزه بطرق بدائية كإقامة الحصون في المدن للاحتراز من مرض الطاعون، مثلًا.
إن أمثولة كورونا اليوم إذ تعيد لنا تذكيرًا بصميم العجز الإنساني فلكي تؤكد للبشر أن ثمة حقيقة أساسية للإنسان، رغم قدراته العظيمة، وهذه الحقيقة هي عجزه الذاتي الذي هو جزء من صميم تكوينه كإنسان. كما أن هذه الأمثولة تذكر البشر بمقتضى ذلك العجز، أي بالاعتراف أن ذلك العجز لا يمكن تداركه إلا بالتعاون العابر للحدود والأعراق والأحوال التي يتوهم فيها بعض البشر امتيازًا ينسيهم تذكر ذلك العجز بما ظلوا يحققون من تفوق وتقدم مذهل.
وإذ لا يزال مرض كورونا عبر متحوراته الخطيرة يمثل تهديدًا يفاجئ البشر بمتحور جديد في كل منعطف فإن معالجة أحواله وتحدياته ستظل تذكيرًا البشر أيضا بحاجتهم إلى التعاون الذي يقتضي تجردًا لا تفرضه تلك النظرة المشفقة التي تعكسها فكرة المشاركة الوجدانية والتعاطف، وإنما تعكسها أيضًا إرادة النجاة جميعا، بحيث يدرك البشر في دولهم الغنية أن واجب تصدير اللقاح إلى الدول الفقيرة هو فرض عين عليهم لا منةً منهم ولا تفضلًا!.
يواجه البشر اليوم متحورا جديدا من مرض كورونا يدعى «أوميكرون» ولقد بلغت أكبر معدلات الإصابة به في الولايات المتحدة يوم أمس الأربعاء 5 يناير 2022 حد المليون إصابة في يوم واحد، وهو رقم خطير لم يسبق لدولة أن بلغت ذلك الرقم من قبل منذ أن بدأ انتشار الوباء قبل سنتين!.
سيظل العالم يعاني من تداعيات هذا الوباء العجيب، ليس فقط عبر أحوال الصحة الذاتية للبشر، بل كذلك عبر أحوالهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
لا يختبر مرض كورونا اليوم عبر متحوراته المتعددة، قدرة العالم الإنساني على الاستجابة للتحدي الذي يفرضه فحسب، بل كذلك يختبر قدرة العقل البشري على التأمل في قضايا كثيرة تتصل بقدرة الإنسان وأحواله في العصر الحديث، لا سيما فكرة الإنسان «السوبرمان» التي طالما بشر بها الفيلسوف الألماني «نيتشه» من قبل!.
لكن حين يعاين الإنسان تجربة المرض، التي هي جزء من أحوال الحياة، لأول مرة، ويختبر عجزه عن فعل الأفعال السهلة لوضع العافية، عندها يتذكر فكرة العجز الذاتي التي هي من أخص خصائصه الإنسانية.
إن قيمة المرض تكمن في أنه تذكير بالعجز، والحاجة، ثم إن تكرار أحوال المرض مرات عديدة في حياة الإنسان هي جزء من التذكير الدائم بذلك العجز.
الصحة والمرض تجربتان إنسانيتان تضطرب فيهما أحوال البشر على نحو دائم لكي يدركوا معنى العجز ولكي يدركوا أيضا حاجاتهم الأساسية لمواجهة ذلك العجز بالتعاون فبدون التعاون كقيمة أخلاقية للبشر لا يمكن أن تستمر حياتهم.
وربما التجربة التي يمر بها عالمنا اليوم مع متحور مرض كورونا، منذ أن بدأ هذا المرض قبل سنتين عم فيهما العالم، كوباء جديد (بعد أن ظنت البشرية أنها فارقت أزمنة الأوبئة) تعتبر اليوم الأخطر عالميا في تحديات أحوال البشرية بإزاء الصحة والمرض.
لقد بدا مرض كورونا ليس فقط مجرد مرض عادي يمكن أن يحتمله الفرد في أوضاعه الخاصة وأحواله الذاتية، وإنما كذلك أصبح مرضا يتحدى البشرية جمعاء، من ناحية، في كافة أحوالها وأطوارها، بمعنى أن هذا المرض وهو يتحدى البشر في أرقى أحوال التواصل البشري التي تعكسها وسائل العولمة بدا كما لو أنه بلاء يرسل رسالة للعقل البشري بأن قدرة هذا العقل على تجاوز أوهامه ما زال يكتنفها عجز أصلي، إنه تذكير بأن هناك مفاجآت كيانية تهدد التفوق البشري في العلوم والمعرفة من داخل أحوال الذات البشرية كالمرض مثلًا؟.
لقد ظلت قدرة البشر على تحدي أحوال الحياة في العصر الحديث قدرةً فائقة بما لا يقاس مع أي زمن آخر، حتى لقد بدا للبعض أن ثمة قطيعة بشرية مع أزمنة وأحوال عاشها البشر في الماضي، كأزمنة الأوبئة التي كان يعيشها الإنسان عبر ترجمة لأحوال عجزه بطرق بدائية كإقامة الحصون في المدن للاحتراز من مرض الطاعون، مثلًا.
إن أمثولة كورونا اليوم إذ تعيد لنا تذكيرًا بصميم العجز الإنساني فلكي تؤكد للبشر أن ثمة حقيقة أساسية للإنسان، رغم قدراته العظيمة، وهذه الحقيقة هي عجزه الذاتي الذي هو جزء من صميم تكوينه كإنسان. كما أن هذه الأمثولة تذكر البشر بمقتضى ذلك العجز، أي بالاعتراف أن ذلك العجز لا يمكن تداركه إلا بالتعاون العابر للحدود والأعراق والأحوال التي يتوهم فيها بعض البشر امتيازًا ينسيهم تذكر ذلك العجز بما ظلوا يحققون من تفوق وتقدم مذهل.
وإذ لا يزال مرض كورونا عبر متحوراته الخطيرة يمثل تهديدًا يفاجئ البشر بمتحور جديد في كل منعطف فإن معالجة أحواله وتحدياته ستظل تذكيرًا البشر أيضا بحاجتهم إلى التعاون الذي يقتضي تجردًا لا تفرضه تلك النظرة المشفقة التي تعكسها فكرة المشاركة الوجدانية والتعاطف، وإنما تعكسها أيضًا إرادة النجاة جميعا، بحيث يدرك البشر في دولهم الغنية أن واجب تصدير اللقاح إلى الدول الفقيرة هو فرض عين عليهم لا منةً منهم ولا تفضلًا!.
يواجه البشر اليوم متحورا جديدا من مرض كورونا يدعى «أوميكرون» ولقد بلغت أكبر معدلات الإصابة به في الولايات المتحدة يوم أمس الأربعاء 5 يناير 2022 حد المليون إصابة في يوم واحد، وهو رقم خطير لم يسبق لدولة أن بلغت ذلك الرقم من قبل منذ أن بدأ انتشار الوباء قبل سنتين!.
سيظل العالم يعاني من تداعيات هذا الوباء العجيب، ليس فقط عبر أحوال الصحة الذاتية للبشر، بل كذلك عبر أحوالهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
لا يختبر مرض كورونا اليوم عبر متحوراته المتعددة، قدرة العالم الإنساني على الاستجابة للتحدي الذي يفرضه فحسب، بل كذلك يختبر قدرة العقل البشري على التأمل في قضايا كثيرة تتصل بقدرة الإنسان وأحواله في العصر الحديث، لا سيما فكرة الإنسان «السوبرمان» التي طالما بشر بها الفيلسوف الألماني «نيتشه» من قبل!.