أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة ومنطقة نزوى الصناعية.. أبرز معالمها الحديثة
حارث الحراصي: تاريخ القرية موغل في القدم ويرجع إلى ما قبل قيام دولة اليعاربة
د. جمال الحراصي: أنجبت الكثير من العلماء والأدباء والشعراء
نزوى - أحمد الكندي:
تتفرد الكثير من القرى العمانية بمفردات متنوعة اكتسبتها من موقعها الجغرافي أو من حرفة نادرة أو مهنة قديمة ما زالت قائمة أو من خلال مفردات أخرى تتميز بها؛ وجولتنا اليوم في إحدى القرى الجميلة بولاية نزوى وهي قرية طيمساء التي تقع جنوب غرب الولاية وتتميز بمزارعها الجميلة وواحاتها الفسيحة وموقعها الجميل بين أحضان الجبال، الأمر الذي وفر لها بيئة جاذبة وأوجد فيها مساحات كبيرة للتعمير والبنيان إضافة إلى حفاظها على بساتينها الجميلة وواحاتها الخضراء ومزارعها الفسيحة؛ وتشتهر حالياً بمعلمين مُهمّين جعلا اسمها على كل لسان ففيها شُيّدت أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة التي افتتحها السلطان الراحل - طيب الله ثراه - في العام 1980 وفيها تم إنشاء منطقة نزوى الصناعية التي تحوي الكثير من المصانع وترفد الاقتصاد والسوق العماني بالكثير من المنتجات.
تاريخ ومعالم !
نتحدّث اليوم عن القرية من زوايا مختلفة «تاريخها - طبيعتها - أهم مآثرها - وأهم علمائها وأدبائها» حيث يبدأ الحوار الشيخ حارث بن ناصر الحراصي فيقول: إن القرية قديمة وتاريخها كما ذُكرت في كتب التاريخ العماني كتحفة الأعيان بأنها ممر القوافل بين نزوى والظاهرة ويرجع تاريخها إلى ما قبل قيام دولة اليعاربة وتعتبر محطة مهمة في مسيرة القوافل بين نزوى وجبرين وبُهلا وعبري؛ وقال: إن القرية قديماً كانت تُسمّى عملاء وتشير الروايات إلى أن أحد الأئمة خرج من نزوى قاصداً جبرين وكان قد خطط للراحة والمبيت في قرية عملاء ونظراً لكون القرية محاطة بجبال الحلاة فإن ركب الإمام لم ينتبه لها وواصل مسيره حتى لاحت له جبرين فاستغرب من عدم رؤيته لقرية عملاء فأخبروه بأنها محاطة بالجبال ولم ينتبه الركب لها فقال: إذاً هي منطمسة فأطلق عليها طيمساء منذ ذلك الوقت؛ وقال تأكدت أهمية مسار القرية حديثا بعمل الطريق السريع الذي يربط ولاية نزوى بمحافظة الظاهرة مروراً بولاية بهلا حيث يشق القرية حالياً ويقع في الممر القديم نفسه وكانت قديما تتبعها قرى المعتمر والمضيبي وخميلة حيث هذه القرى كانت قديما مزارع خارج حدود القرية الأم ولا يسكنها أحد وإنما كان أصحاب المزارع يخرجون من القرية لممارسة أعمالهم ويعودون مساءً قبل أن تشهد القرى تجمّعات سكنية ويستقر بها السكان حالياً.
مكان طبيعي
يضيف الشيخ حارث الحراصي أن القرية تتفرّد بمقومات طبيعية فبها أودية جميلة وأماكن للاستجمام خصوصا في فصل الشتاء وبها ثلاثة أفلاج هي فلج الصغيّر وفلج القربصي وفلج المر وتغذي مزارع القرية المترامية وهناك أماكن جميلة سياحية منها وادي الخيل ووادي الزريب ووادي المعالف؛ كما تشتهر بجودة تمر الفرض وجودة السمن؛ حيث ذكر لنا الشيخ أنه عند افتتاح مصنع التمور بنزوى أوائل النهضة الحديثة في بداية عام 1974 أن تمر الفرض الذي يُجلب من طيمساء يصنّف كدرجة أولى نظراً لجودته حيث يتم عزله عن باقي تمور الفرض التي تُجلب من قرية المعمور ببهلا وولاية سمائل.
وعن أهم العلماء والأدباء الذين أنجبتهم القرية فيقول الشيخ حارث الحراصي أما العلماء فأبرزهم الشيخ مسعود بن سعيد الحراصي وولده الشيخ القاضي ناصر بن مسعود الذي اشتغل في سلك القضاء بداية حكم السلطان قابوس طيب الله ثراه وتولى القضاء في ولايات أدم ومنح وإزكي وقد اشتهرا أيضاً ببراعتهما في علم الفلك والمواريث وتدريس النحو، وهي مكان مولد الشيخ ناصر بن عبد الله الحراصي ولكنه انتقل عنها إلى فرق في طفولته وأقام فيها لحد الآن ومن المعاصرين هناك البروفيسور أحمد بن سليمان الحراصي؛ أما الشعراء فمنهم محمد بن حمود الحراصي الذي له العديد من القصائد المكتوبة جمع أولاده بعضاً منها في ديوان «نسيم القوافي» ومن المعاصرين حمد بن حارث الحراصي ومحمود بن علي بن محمد الحراصي.
ويشارك الحديث سعود بن حارث الحراصي قائلاً: في السابق كان أهل القرية يعتمدون في معيشتهم وحياتهم اليومية على ما تجود به الأرض من مزروعات وما يربونه من إبل وأبقار وماشية وطيور حيث يسوّقونها في مركز مدينة نزوى ولكن كانت تواجههم صعوبات عدم وجود طرق مُهيّأة فكما يذكر لنا آباؤنا وأجدادنا أن المسافة تستغرق قرابة الساعتين للوصول إلى سوق نزوى الأمر الذي شكّل تحدياً للأهالي للاستمرار في حياتهم وبيئتهم الزراعية قبل أن تبدأ المساحات الزراعية بالتقلّص مع امتداد العمران وبدء بناء المخططات الحديثة التي طغت على الجانب الطبيعي ومع ذلك تبقى هناك الكثير من الواحات متنفّساً للسكان والزائرين للقرية.
تكييف الموارد والإمكانيات
وتابع سعود الحراصي قائلاً: في السابق أيضاً كان للمسجد والمجلس العام «السبلة» دور في الحياة العامة حيث يتبادل الأهالي فيهما هموم الحياة وهي ملاذ من منغّصات الحياة ومكان لتصفية النفوس وحل النزاعات والخلافات التي قد تحدث كما أنها فرصة لتبادل الأحاديث في الدين والفقه والأدب، مشيراً إلى أن غالبية هذه المظاهر قد اختفت وتلاشت نظراً للمشاغل وإقبال الناس على الارتباط بالأعمال الدائمة وهي التي تسببت كذلك في الابتعاد عن الاهتمام بالزراعة. ويشاركنا الحديث الباحث الدكتور جمال بن زهران الحراصي حيث يتحدّث عن تحديات الزمن السابق وجهود الآباء في تكييف الموارد والإمكانيات فيقول: عبقرية الإنسان العماني نجدها تتمثل في هندسة قنوات مياه الفلجين في القرية، فبساتين القرية لها سواق تنقل مياه الفلج إليها، بطريقة رائعة لا تداخل فيها ولا تعارض، ونجد العبقرية كذلك في إيجاد طرق واسعة داخل القرية تخدم أهلها وتساعدهم في قضاء حوائجهم، وثمة جانب آخر لإبداع المواطن العماني يجب علينا أن لا نغفل عنه، فقد أبدع أجدادنا في إيجاد مسميات للأراضي الزراعية في البلدة، فبعضها ينسب لأشخاص سابقين كانوا ملّاكا لها من الرجال والنساء، وبعضها كانت تسميته بسبب علامة مميزة له ( كجلبة الزيتونة ومال الإنباه، ومال الشجار، وعابية البرشيّ )، وبعضها سمّيت مراعاة لطبيعة أرضها أو تربتها ( كالحزازة والرملة والراكدة والشرجة )، وبعضها سمّيت مراعاة لأمر حدث فيها ( كالنّطالة والمذبحة والمجدّرة ومال عزّان )؛ على أن المسميات لا تقتصر على ما يوجد داخل القرية فقط، بل شملت ما حول قرية طيمساء من أودية وهضاب وتلال وجبال، ولا شكّ أنهم كانوا يخرجون إليها فيقضون مآربهم كالقنص والاحتطاب وجني العسل وجمع ثمار السدر وجني ثمار النباتات الطبيعية كالشوع والقفص وغيرها لصناعة الزيوت منها، فمن تسمياتهم للأودية والشعاب الخشبة ومعالف والزريب والزريقاء ووديّ الخيل ووادي السيداف، ومن تسمياتهم للهضاب والتلال الحيالة وقرين الشكلة، ومن تسمياتهم للجبال قرن المزرع وجبل بالضباع وقرن وديّ الخيل وجبل الشيبة، فهذه التسميات تدلّ على حالة من الودّ والتعايش بين الإنسان والطبيعة، وهي أيضا تعكس حاجة ملحّة لاستعمال تلك المسميات بين أهل القرية في حواراتهم ولقضاء مصالحم، ونلحظ استعمالهم لظاهرة التصغير في مسمياتهم (ومثالها وديّ الخيل وقرين الشكلة والمصيلبة).
ومن أبرز الأودية فيها الشويعيّ أو وديّ الخيل كما يحلو لمحبّيه وعشّاقه أن يسمّوه، وادٍ ظليل رمليّ جميل، سرّ من جملة أسرار البلد الذي يحتضنه، تعلّقت القلوب به مذ كنّا صغارًا، فكان طموح كلّ طفل أن يصل إليه سيرًا على الأقدام، سواءً أسلك الطريق الشماليّ، أو الجنوبيّ، أو اكتشف طريقًا جديدًا ليصل إلى عشقه؛ ويعلو ذكر محاسنه في مجالسنا.
حارث الحراصي: تاريخ القرية موغل في القدم ويرجع إلى ما قبل قيام دولة اليعاربة
د. جمال الحراصي: أنجبت الكثير من العلماء والأدباء والشعراء
نزوى - أحمد الكندي:
تتفرد الكثير من القرى العمانية بمفردات متنوعة اكتسبتها من موقعها الجغرافي أو من حرفة نادرة أو مهنة قديمة ما زالت قائمة أو من خلال مفردات أخرى تتميز بها؛ وجولتنا اليوم في إحدى القرى الجميلة بولاية نزوى وهي قرية طيمساء التي تقع جنوب غرب الولاية وتتميز بمزارعها الجميلة وواحاتها الفسيحة وموقعها الجميل بين أحضان الجبال، الأمر الذي وفر لها بيئة جاذبة وأوجد فيها مساحات كبيرة للتعمير والبنيان إضافة إلى حفاظها على بساتينها الجميلة وواحاتها الخضراء ومزارعها الفسيحة؛ وتشتهر حالياً بمعلمين مُهمّين جعلا اسمها على كل لسان ففيها شُيّدت أكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة التي افتتحها السلطان الراحل - طيب الله ثراه - في العام 1980 وفيها تم إنشاء منطقة نزوى الصناعية التي تحوي الكثير من المصانع وترفد الاقتصاد والسوق العماني بالكثير من المنتجات.
تاريخ ومعالم !
نتحدّث اليوم عن القرية من زوايا مختلفة «تاريخها - طبيعتها - أهم مآثرها - وأهم علمائها وأدبائها» حيث يبدأ الحوار الشيخ حارث بن ناصر الحراصي فيقول: إن القرية قديمة وتاريخها كما ذُكرت في كتب التاريخ العماني كتحفة الأعيان بأنها ممر القوافل بين نزوى والظاهرة ويرجع تاريخها إلى ما قبل قيام دولة اليعاربة وتعتبر محطة مهمة في مسيرة القوافل بين نزوى وجبرين وبُهلا وعبري؛ وقال: إن القرية قديماً كانت تُسمّى عملاء وتشير الروايات إلى أن أحد الأئمة خرج من نزوى قاصداً جبرين وكان قد خطط للراحة والمبيت في قرية عملاء ونظراً لكون القرية محاطة بجبال الحلاة فإن ركب الإمام لم ينتبه لها وواصل مسيره حتى لاحت له جبرين فاستغرب من عدم رؤيته لقرية عملاء فأخبروه بأنها محاطة بالجبال ولم ينتبه الركب لها فقال: إذاً هي منطمسة فأطلق عليها طيمساء منذ ذلك الوقت؛ وقال تأكدت أهمية مسار القرية حديثا بعمل الطريق السريع الذي يربط ولاية نزوى بمحافظة الظاهرة مروراً بولاية بهلا حيث يشق القرية حالياً ويقع في الممر القديم نفسه وكانت قديما تتبعها قرى المعتمر والمضيبي وخميلة حيث هذه القرى كانت قديما مزارع خارج حدود القرية الأم ولا يسكنها أحد وإنما كان أصحاب المزارع يخرجون من القرية لممارسة أعمالهم ويعودون مساءً قبل أن تشهد القرى تجمّعات سكنية ويستقر بها السكان حالياً.
مكان طبيعي
يضيف الشيخ حارث الحراصي أن القرية تتفرّد بمقومات طبيعية فبها أودية جميلة وأماكن للاستجمام خصوصا في فصل الشتاء وبها ثلاثة أفلاج هي فلج الصغيّر وفلج القربصي وفلج المر وتغذي مزارع القرية المترامية وهناك أماكن جميلة سياحية منها وادي الخيل ووادي الزريب ووادي المعالف؛ كما تشتهر بجودة تمر الفرض وجودة السمن؛ حيث ذكر لنا الشيخ أنه عند افتتاح مصنع التمور بنزوى أوائل النهضة الحديثة في بداية عام 1974 أن تمر الفرض الذي يُجلب من طيمساء يصنّف كدرجة أولى نظراً لجودته حيث يتم عزله عن باقي تمور الفرض التي تُجلب من قرية المعمور ببهلا وولاية سمائل.
وعن أهم العلماء والأدباء الذين أنجبتهم القرية فيقول الشيخ حارث الحراصي أما العلماء فأبرزهم الشيخ مسعود بن سعيد الحراصي وولده الشيخ القاضي ناصر بن مسعود الذي اشتغل في سلك القضاء بداية حكم السلطان قابوس طيب الله ثراه وتولى القضاء في ولايات أدم ومنح وإزكي وقد اشتهرا أيضاً ببراعتهما في علم الفلك والمواريث وتدريس النحو، وهي مكان مولد الشيخ ناصر بن عبد الله الحراصي ولكنه انتقل عنها إلى فرق في طفولته وأقام فيها لحد الآن ومن المعاصرين هناك البروفيسور أحمد بن سليمان الحراصي؛ أما الشعراء فمنهم محمد بن حمود الحراصي الذي له العديد من القصائد المكتوبة جمع أولاده بعضاً منها في ديوان «نسيم القوافي» ومن المعاصرين حمد بن حارث الحراصي ومحمود بن علي بن محمد الحراصي.
ويشارك الحديث سعود بن حارث الحراصي قائلاً: في السابق كان أهل القرية يعتمدون في معيشتهم وحياتهم اليومية على ما تجود به الأرض من مزروعات وما يربونه من إبل وأبقار وماشية وطيور حيث يسوّقونها في مركز مدينة نزوى ولكن كانت تواجههم صعوبات عدم وجود طرق مُهيّأة فكما يذكر لنا آباؤنا وأجدادنا أن المسافة تستغرق قرابة الساعتين للوصول إلى سوق نزوى الأمر الذي شكّل تحدياً للأهالي للاستمرار في حياتهم وبيئتهم الزراعية قبل أن تبدأ المساحات الزراعية بالتقلّص مع امتداد العمران وبدء بناء المخططات الحديثة التي طغت على الجانب الطبيعي ومع ذلك تبقى هناك الكثير من الواحات متنفّساً للسكان والزائرين للقرية.
تكييف الموارد والإمكانيات
وتابع سعود الحراصي قائلاً: في السابق أيضاً كان للمسجد والمجلس العام «السبلة» دور في الحياة العامة حيث يتبادل الأهالي فيهما هموم الحياة وهي ملاذ من منغّصات الحياة ومكان لتصفية النفوس وحل النزاعات والخلافات التي قد تحدث كما أنها فرصة لتبادل الأحاديث في الدين والفقه والأدب، مشيراً إلى أن غالبية هذه المظاهر قد اختفت وتلاشت نظراً للمشاغل وإقبال الناس على الارتباط بالأعمال الدائمة وهي التي تسببت كذلك في الابتعاد عن الاهتمام بالزراعة. ويشاركنا الحديث الباحث الدكتور جمال بن زهران الحراصي حيث يتحدّث عن تحديات الزمن السابق وجهود الآباء في تكييف الموارد والإمكانيات فيقول: عبقرية الإنسان العماني نجدها تتمثل في هندسة قنوات مياه الفلجين في القرية، فبساتين القرية لها سواق تنقل مياه الفلج إليها، بطريقة رائعة لا تداخل فيها ولا تعارض، ونجد العبقرية كذلك في إيجاد طرق واسعة داخل القرية تخدم أهلها وتساعدهم في قضاء حوائجهم، وثمة جانب آخر لإبداع المواطن العماني يجب علينا أن لا نغفل عنه، فقد أبدع أجدادنا في إيجاد مسميات للأراضي الزراعية في البلدة، فبعضها ينسب لأشخاص سابقين كانوا ملّاكا لها من الرجال والنساء، وبعضها كانت تسميته بسبب علامة مميزة له ( كجلبة الزيتونة ومال الإنباه، ومال الشجار، وعابية البرشيّ )، وبعضها سمّيت مراعاة لطبيعة أرضها أو تربتها ( كالحزازة والرملة والراكدة والشرجة )، وبعضها سمّيت مراعاة لأمر حدث فيها ( كالنّطالة والمذبحة والمجدّرة ومال عزّان )؛ على أن المسميات لا تقتصر على ما يوجد داخل القرية فقط، بل شملت ما حول قرية طيمساء من أودية وهضاب وتلال وجبال، ولا شكّ أنهم كانوا يخرجون إليها فيقضون مآربهم كالقنص والاحتطاب وجني العسل وجمع ثمار السدر وجني ثمار النباتات الطبيعية كالشوع والقفص وغيرها لصناعة الزيوت منها، فمن تسمياتهم للأودية والشعاب الخشبة ومعالف والزريب والزريقاء ووديّ الخيل ووادي السيداف، ومن تسمياتهم للهضاب والتلال الحيالة وقرين الشكلة، ومن تسمياتهم للجبال قرن المزرع وجبل بالضباع وقرن وديّ الخيل وجبل الشيبة، فهذه التسميات تدلّ على حالة من الودّ والتعايش بين الإنسان والطبيعة، وهي أيضا تعكس حاجة ملحّة لاستعمال تلك المسميات بين أهل القرية في حواراتهم ولقضاء مصالحم، ونلحظ استعمالهم لظاهرة التصغير في مسمياتهم (ومثالها وديّ الخيل وقرين الشكلة والمصيلبة).
ومن أبرز الأودية فيها الشويعيّ أو وديّ الخيل كما يحلو لمحبّيه وعشّاقه أن يسمّوه، وادٍ ظليل رمليّ جميل، سرّ من جملة أسرار البلد الذي يحتضنه، تعلّقت القلوب به مذ كنّا صغارًا، فكان طموح كلّ طفل أن يصل إليه سيرًا على الأقدام، سواءً أسلك الطريق الشماليّ، أو الجنوبيّ، أو اكتشف طريقًا جديدًا ليصل إلى عشقه؛ ويعلو ذكر محاسنه في مجالسنا.