• د. زيد الهنائي:




"أوميكرون" سينتشر بسرعة في الأسابيع القادمة والجرعة "الثالثة" ضرورية


  • د. سعود الحارثي:




معظم حالات كوفيد-19 من الذكور والوافدين وأقل من 20% احتاجوا إلى العناية المركزة

أعلنت وزارة الصحة اليوم الأحد عن تسجيل 35 حالة إصابة بكوفيد-19 خلال الأيام الثلاثة الماضية إذ سجل يوم الخميس المنصرم أعلى معدل إصابات بـ13 إصابة بينما سجل يومي الجمعة 11 إصابة وبالمثل يوم السبت، وتراجع الإصابات إلى دون الـ20 إصابة يومية بعدما سجلت سلطنة عمان إصابات بلغت 23 إصابة يوم الثلاثاء و25 إصابة يوم الأربعاء.

وأشارت إحصائيات وزارة الصحة إلى تسجيل 30 حالة تعافٍ من فيروس كورونا خلال الأيام الثلاثة المنصرمة بينما استمر عدم تسجيل حالات وفاة لليوم الـ34 على التوالي إذ تم آخر وفاة في 8 من نوفمبر الماضي، ولا تزال نسبة الشفاء تراوح مكانها عند 98.5%.. مشيرة الإحصائيات إلى أن الحالات المرقدة خلال الأيام الثلاثة بلغت 3 حالات ليصل إجمالي الحالات المرقدة في المستشفيات إلى 6 حالات بينها حالتان في العناية المركزة.


  • المناعة المسبقة




وقال الدكتور زيد بن الخطاب الهنائي، أستاذ مساعد واستشاري الأمراض المعدية لدى الأطفال بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس لـ"عمان": بدأت تظهر بعض ملامح المتحور أوميكرون، وإن كنا ما زلنا نحتاج لمعرفة المزيد، ما نعرفه حتى الآن من حيث الانتشار فهو ينتشر بسرعة، وبالتالي المتوقع هو أنه سينتشر بسرعة حول العالم في الأسابيع القادمة، أما من حيث تفادي المناعة فهو يتفادى المناعة المسبقة أكثر من غيره من المتحورات، فوجد أن الكثير من الإصابات حصلت في أشخاص كانوا مصابين من قبل وتعافوا، بالتالي لم تكفي مناعتهم لمنع الإصابة، إلا أن المناعة المسبقة ربما تخفف من حدة الإصابة، ونحتاج إلى نتائج المزيد من الدراسات للتحقق من ذلك، وبالنسبة للتطعيم، الدراسات أظهرت أن جرعتين من التطعيم لا تعطي أجسام مضادة كافية للحماية من سلالة أوميكرون، لكن أظهرت الدراسات أن هناك حالتين تكون فيها الأجسام المضادة كافية لتحييد الفيروس الذي تعافى من الإصابة ثم أخذ التطعيم، فالتطعيم يكون قد عزز المناعة لديه إلى درجة عالية، والذي أخذ ثلاث جرعات من التطعيم.


  • الإصابات الحادة




وأشار إلى أنه بالنسبة لحدة الإصابات، بالطبع هناك إصابات حادة وحالات استدعت العناية المركزة، لكن المعلومات الأولية هو أن نسبة الإصابات الحادة لهذا المتحور أقل من ما رصد في السابق، وعلى الأغلب نتوقع أن السبب في انخفاض نسبة الإصابات الحادة يعود إلى المناعة، فالمناعة المسبقة إن لم تكن كافية لمنع الإصابة، فعادة تستطيع على الأقل أن تقلل من حدة أو خطورة الإصابة، وهذا مؤشر مطمئن، لكنه لا يدعو إلى التهاون مع هذا الفيروس .. مشيرًا إلى أن الخطوات الاستباقية تكمن في ثلاثة خطوات وهي تشديد الفحوصات للقادمين عبر المنافذ الحدودية، وهذا يمنع أو يقلل من دخول المتحورات إلى البلاد، وتعزيز المناعة في المجتمع وهذا يتم بزيادة عدد المطعمين، تطعيم الأطفال، والتوسع في إعطاء الجرعة الثالثة، بالإضافة إلى التأكيد على الاحترازات لبس الكمام، التباعد، نظافة اليدين، تجنب التجمعات خصوصًا في الأماكن المغلقة، وتهوية الأماكن المغلقة.


  • الجرعة المعززة




وأضاف: بالنسبة للجرعة المعززة (الثالثة) أنصح بأخذها لمن يستطيع ذلك إذا مرت 6 أشهر من جرعته الثانية، ولا أنصح بانتظار لقاحات جديدة؛ لأن ذلك سيستغرق وقت، وسلالة أوميكرون لن تنتظر.. مضيفًا: أن تقديرات أولية لحماية اللقاحات من الإصابة بسلالة أوميكرون أظهرت أن جرعتين من فايزر توفر مناعة بنسبة 35% ـ 40%، أما 3 جرعات من فايزر توفر 70% ـ 75% وهذه التقديرات من الصحة البريطانية ومبنية على دراسة لـ581 فردًا، وقد تتغير مع ازدياد الأعداد، إذ المقصود هنا هو أن الحماية من أي إصابة، ونتوقع أن تكون الحماية أعلى من ذلك ضد الإصابة الشديدة.


  • مشروع بحثي




موّلت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار مشروعًا بحثيًا ضمن البرنامج البحثي الاستراتيجي لمواجهة جائحة كوفيد-19 بعنوان "الخصائص السريرية للحالات المؤكدة لكوفيد-19 التي تم إدخالها إلى مستشفى النهضة من لحظة دخولها للمستشفى حتى لحظة الخروج منه أو نقل الحالات الحرجة إلى مستشفى آخر لتلقي عناية طبية مكثفة" وذلك بقيادة الباحث الرئيسي الدكتور سعود بن محمد الحارثي أخصائي أمراض السكري والغدد الصماء بقسم الأمراض الباطنية بمستشفى النهضة وفريقه البحثي.

وقال الباحث الرئيسي عن هذه الدراسة: نظرًا لأن النطاق السريري الدقيق للمرضى المقيمين في مستشفى النهضة المصابين بـكوفيد-19 في سلطنة عُمان غير واضح، فقد قمنا بإجراء هذه الدراسة البحثية والتي هدفت إلى وصف الخصائص الاجتماعية والديموغرافية والسريرية والمختبرية والإشعاعية، فضلاً عن العلاج والنتائج السريرية للحالات المؤكدة لكوفيد-19 في مستشفى النهضة بالإضافة إلى تحديد العوامل المرتبطة بخطورة المرض.

وأضاف: قمنا بمراجعة سجلات المرضى من تاريخ 3 مارس إلى 9 من مايو عام 2020، حيث شملت الدراسة 102 حالة، وذلك من خلال نظام المعلومات الصحية الإلكتروني .. مشيرًا إلى أن المعلومات المسجلة تضمنت معايير مختلفة مثل البيانات الديموغرافية (العمر والجنس والجنسية والعمل والمؤسسة المحول منها) وكذلك عوامل الخطر مثل تاريخ السفر والتدخين واستهلاك الكحول والسمنة والتاريخ الطبي للأمراض المصاحبة كمرض السكري وارتفاع ضغط الدم ومرض الشريان التاجي والربو وأمراض الكلى المزمنة وفشل القلب وأية أمراض مزمنة أخرى.. كما تضمنت تدابير العلاج التي تم فحصها مجال المضادات الحيوية والعلاج المضاد للفيروسات والعلاج بالكورتيكو ستيرويد ودعم الجهاز التنفسي وغيرها من العلاجات الداعمة وفقًا للبروتوكول العلاجي المتبع والصادر من اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا.


  • نتائج الدراسة




وتطرق الدكتور سعود الحارثي إلى نتائج الدراسة البحثية، قائلا: إن معظم المرضى الذين يمثلون نسبة 84.3% من إجمالي العينة، ليس لديهم تاريخ سفر إلى الدول التي تفشى فيها مرض كوفيد-19.. مضيفًا: لقد بلغت نسبة المرضى غير المدخنين 85.3% ونسبة غير المستهلكين للكحول 87.3% بينما بلغت نسبة المصابين بداء السمنة فقط 15.7% من بينهم 2% فقط مصابين بداء السكري.

وأشار إلى إن معظم الحالات المؤكدة لـكوفيد-19 في عينة هذه الدراسة كانت من الذكور والوافدين، وإن أقل من نسبة 20% ممن شملتهم هذه الدراسة من السكان احتاجوا إلى العناية المركزة نظرًا لتقدم حالتهم المرضية.. مشيرًا إلى أن مرض السكري كان مؤشرًا مهمًا على الحاجة إلى العناية المركزة، فعلى الرغم من بعض الاختلافات في الأعراض الأولية إلا أن معظم مرضى كوفيد-19 عانوا كثيرًا من مشاكل في الجهاز التنفسي اعتمادًا على شدة المرض بهم، وبأن العلاج تضمن مضادات الحيوية والأدوية المضادة للفيروسات والهيبارين وغير ذلك من الأدوية المعتمدة في وزارة الصحة.