تشارك سلطنة عمان دول العالم في الاحتفال باليوم العالمي للإيدز الذي يصادف الأول من ديسمبر من كل عام تحت شعار «القضاء على أوجه عدم المساواة وسيلة للقضاء على الإيدز» ويأتي شعار هذا العام من أجل مواجهة أوجه عدم المساواة التي تزيد من حالات الإيدز والوصول إلى الأشخاص الذين لا يتلقون حاليًا الخدمات الأساسية المتعلقة بفيروس العوز المناعي البشري ويجب المساهمة في الجهود الرامية إلى القضاء على الإيدز وجعل العالم مكانًا أكثر صحة.

وتكثف وزارة الصحة جهودها الرامية إلى الحد من انتشار عدوى فيروس الإيدز والأمراض المنقولة تناسليا في المجتمع عامة والفئات الأكثر عرضة خاصة، والعمل على تحسين الأوضاع الصحية والبدنية والنفسية والاجتماعية للمصابين بفيروس الإيدز والحد من مضاعفات المرض وخفض نسبة الوفيات بسبب الأمراض الانتهازية المصاحبة للإيدز وعلاج المصابين بأمراض منقولة جنسيًا، والعمل على تشجيع ودعم جهود المنظمات الأهلية العاملة في ميدان مكافحة السلوكيات المؤدية إلى الصابة بفيروس الإيدز والمهتمة بالمصابين والمتضررين منهم.

وتشير إحصائيات وزارة الصحة أنه خلال عام 2020 بلغ عدد الحالات المسجلة لفيروس العوز المناعي المكتسب «الأيدز» لدى العمانيين 147 حالة بانخفاض بلغ 15.5% بالمقارنة مع عام 2019م الذي بلغت نسبته 80% بين المصابين من الذكور حيث تركزت الإصابات في الفئة العمرية 25-49 سنة، وتشير الإحصائيات إلى ارتفاع عدد الحالات المسجلة للعمانيين من 135 حالة في عام 2016م إلى 147 حالة العام في الماضي وترجع الزيادة في عدد الحالات المبلغ عنها خلال الأعوام الماضية إلى بدء الانحسار التدريجي في مفهوم الوصمة المحيطة بالمرض والمرتبطة به، وتطبيق البروتوكولات المتعلقة بسرية الفحوصات الطبية، وتوفر الأدوية اللازمة للعلاج وتأخير تدهور الحالات مما شجع المرضى على التردد على المؤسسات الصحية طلبًا للفحص والعلاج، واكتشاف بعض الحالات أثناء فحص الحوامل وبعض المخالطين لهن، وبسبب استمرار الممارسات الخطرة في المجتمع.

وعن وفيات المرض فقد سجل 24 وفاة خلال عام 2020م منها 17 حالة وفاة مسجلة مسبقًا خلال السنوات السابقة، و7 وفيات اكتشفت إصابتهم في عام 2020م.

ويوضح الوضع الوبائي للإيدز في سلطنة عمان حتى نهاية عام 2020م أن عدد المتعايشين مع المرض 1826 حالة، كما أن هناك 1454 حالة تحت العلاج منها 1000 حالة ذكور، ويمثل 79% منهم الذكور المتعايشون مع المرض، و454 حالة مصابة من الإناث تمثل 80% من المتعايشات مع فيروس الإيدز في نهاية عام 2020م.

ولقد أحرز العالم تقدمًا كبيرًا للوصول إلى الأهداف العالمية الجديدة المقترحة التي وضعها برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، ولكن لا يزال فيروس العوز المناعي البشري قضية رئيسية في مجال الصحة العامة على الصعيد العالمي لذا تعمل منظمة الصحة العالمية على تكثيف جهودها التوعوية والداعمة، حيث يستهدف فيروس العوز المناعي البشري (الفيروس) جهاز مناعة الفرد، ويضعف دفاعه ضد العديد من حالات العدوى وبعض أنواع السرطان التي يمكن للأفراد المتمتعين بجهاز مناعة سليم أن يتصدوا لها. وبعد أن يدمّر الفيروس وظيفة الخلايا المناعية ويعطلها، تتناقص المناعة تدريجيًا عند الأفراد المصابين بعدوى الفيروس. وتتمثل المرحلة الأكثر تقدمًا للإصابة بعدوى الفيروس في متلازمة العوز المناعي المكتسب (الأيدز) التي يمكن أن يستغرق تطورها عدة سنوات حسب كل فرد، إن لم تُعالج ويُعرّف الإيدز بظهور أنواع معينة من السرطان أو العدوى أو سائر المظاهر السريرية الوخيمة المزمنة.‏ وتختلف أعراض الفيروس باختلاف مرحلة العدوى. ورغم أن قدرة المتعايشين مع الفيروس على نقل العدوى غالبا تكون على أشدها في الأشهر القليلة الأولى اللاحقة للإصابة بالعدوى، فإن الكثيرين منهم لا يدركون إصابتهم بالعدوى حتى مراحل متأخرة. وقد لا تظهر في الأسابيع القليلة الأولى اللاحقة للإصابة بعدوى الفيروس الأولية أي أعراض على المصاب أو قد تظهر عليه أعراض مشابهة للإنفلونزا، ومنها الحمى أو الصداع أو الطفح الجلدي أو التهاب الحلق. ونظرًا إلى أن عدوى الفيروس تضعف جهاز المناعة تدريجيًا، فقد تظهر على المصابين علامات وأعراض أخرى، مثل تورم الغدد اللمفاوية وفقدان الوزن والحمى والإسهال والسعال. ومن دون علاج، قد تظهر عليهم أيضًا أمراض وخيمة مثل السل، والتهاب السحايا بالمستخفيات، والالتهابات البكتيرية الوخيمة، وبعض أنواع السرطان مثل: الأورام اللمفاوية وساركومة كابوزي.

ويمكن أن ينتقل الفيروس عن طريق سوائل جسم الشخص المصاب، مثل: الدم وحليب الأم والمني والإفرازات المهبلية. ويمكن أن ينتقل الفيروس من الأم إلى طفلها أثناء الحمل والولادة. ولا تنتقل العدوى بالمخالطة اليومية الاعتيادية، مثل التقبيل أو العناق أو المصافحة أو تقاسم الأدوات الشخصية أو الطعام أو الماء. وجدير بالذكر أن المصابين بعدوى الفيروس الذين يحصلون على علاج مضاد للفيروسات القهقرية والذين يكبت الفيروس لديهم لا ينقلون عدواه إلى شركائهم الجنسيين. ولذلك فإن الحصول المبكر على العلاج المضاد للفيروسات القهقرية، وعلى الدعم لمواصلة العلاج ينطوي على أهمية حاسمة، لا لتحسين صحة المصابين بالفيروس فحسب، بل لمنع نقله إلى الآخرين أيضًا.