كشفت الدكتورة عذراء بنت هلال بن ناصر المعولية رئيسة المسح الوطني للأمراض غير المعدية بوزارة الصحة عن نتائج المسح الوطني للأمراض غير المعدية وعوامل خطورتها، والتي تعد أكبر دراسة وطنية صحية شاملة في سلطنة عمان أجريت على ٩٠٥٣ أسرة عمانية ومقيمة من جميع محافظات سلطنة عمان، هدفت إلى تقديم بيانات أساسية قائمة على الأدلة ومحدثة وشاملة وموثوقة حول عوامل الخطر السلوكية والبيولوجية للأمراض غير المعدية.

وقالت الباحثة الرئيسية: إن النتائج التي أسفرت عنها الدراسة التي تم إجراؤها ضمن فريق من وزارة الصحة أكدت على أن معدل انتشار عوامل الخطر السلوكية مثل تعاطي التبغ بكافة أنواعه تشكل 9٪، وتعاطي الكحول 2٪، وعدم كفاية تناول الفاكهة أو الخضار شكل ما نسبته 61٪، فيما أوضحت الدراسة أن عدم كفاية النشاط البدني يمثل 39٪. وأشارت الدراسة إلى أن ثلثي المواطنين العمانيين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة بنسبة 66٪. وما يقارب ثلث المواطنين يعاني من ارتفاع ضغط الدم بنسبة 33٪ وتصدرت مسقط القائمة في ارتفاع الضغط، كما بينت الدراسة أن ما يقارب من ربع العمانيين يعانون من ارتفاع سكر الدم بنسبة 16٪، كما أن أكثر من ثلث العمانيين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم بنسبة 36٪. وأشارت الدراسة إلى أن 5% فقط من العمانيين لا يحملون أي عامل من عوامل الخطر المرتبطة بالأمراض غير المعدية.

عوامل الخطر

ومن بين أهم نتائج الدراسة أوضحت المعولية أن الدراسة حددت انتشار عوامل الخطر المتعددة حيث وجد أن 95٪ من السكان لديهم أكثر من عامل خطر واحد، وأن ما يقارب ثلث العمانيين يعانون من وجود ثلاثة عوامل خطر أو أكثر 33٪ من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عامًا وما فوق و45٪ من السكان الذين تبلغ أعمارهم 45 عامًا وما فوق. وقالت الباحثة: إن الأمراض غير المعدية أو أمراض العصر تمثل مشكلة صحية عامة ورئيسية حيث تودي الأمراض غير المعدية بحياة نحو 41 مليون شخص سنوياً، بما يعادل 71% من إجمالي جميع الوفيات في العالم. وتسبب حاليًا 185.75 حالة وفاة لكل 100.000 من السكان في سلطنة عمان، كما تتسبب الأمراض الأربعة وهي أمراض القلب الوعائية والسكري ًوالسرطانات والأمراض التنفسية في حدوث نحو 80% من مجموع الوفيات الناجمة عن أمراض العصر. وأكدت المعولية أن تعاطي التبغ والخمول البدني وتعاطي الكحول والنظم الغذائية غير الصحية تعد من أهم الأسباب التي تزيد من خطر الوفاة بسبب الأمراض غير المعدية، موضحة أن الكشف عن الأمراض غير المعدية مبكرا وفحص المصابين بها وعلاجهم، علاوةً على الرعاية الصحية المتقدمة والمتابعة المستمرة بات أمرا في غاية في الأهمية.

منهجية الدراسة

وحول المنهجية العلمية المتبعة في الدراسة أوضحت الدكتورة عذراء المعولية أنه تم إجراء أكبر دراسة مسحية في سلطنة عمان شملت جميع المحافظات لتكون ممثلة على المستوى الوطني لسلطنة عمان بناءً على منهجية علمية من منظمة الصحة العالمية المتبعة في المسوح وشملت الدراسة 9053 أسرة (مواطنين عمانيين وغير عمانيين مقيمين)، حيث تم اختيار مجموعات متساوية عشوائية من كل محافظة بواقع 823 أسرة، وتم اختيار شخص بالغ مؤهل من كل أسرة بشكل عشوائي وشملت الدراسة 6582 مشاركًا وافق على المشاركة في الدراسة، وتم خلال المسح استخدام استبيانات المعلومات الديموغرافية والسلوكية جنباً إلى جنب مع القياسات الفيزيائية والكيميائية الحيوية بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 سنة وما فوق.

خلاصة

أكدت الدكتورة عذراء المعولية رئيسة المسح الوطني للأمراض غير المعدية بوزارة الصحة أن الدراسة خلصت إلى وجود معدل انتشار عال للعديد من عوامل الخطر المرتبطة بالأمراض غير المعدية التي يجب معالجتها والوقاية منها من خلال تعزيز الصحة العامة والتعليم والتوعية بأهمية ممارسة الرياضة والغذاء الصحي وتعزيز الرعاية الصحية المقدمة. وهذه النتائج مهمة جدا لدعم صياغة وتنفيذ السياسات وخطط العمل المتعلقة بالأمراض غير المعدية التي تعمل على تحسين الحالة الصحية ومنع الوفيات بسبب الأمراض غير المعدية في سلطنة عمان.

توصيات

وقد أوصت الدراسة بضرورة إعطاء الأولوية للوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها على مستوى المحافظات والمستوى الوطني وذلك بإشراف القطاعات والوزارات المختلفة والتوعية المجتمعية لأن هذه الأمراض تعتبر تهديدا للتنمية الصحية والاجتماعية والاقتصادية، كما أوصت الدراسة بضرورة استمرار حملات التوعية العامة والتدخلات للحد من عوامل الخطورة السلوكية القابلة للتغيير للأمراض غير المعدية كاستخدام التبغ والنظام الغذائي غير الصحي والخمول البدني واستخدام الكحول.

كما أوصت الدراسة بتأهيل وتدريب وبناء القوى العاملة الصحية في هذا المجال مع ضمان توافر الأدوية الآمنة والفاعلة والتكنولوجيات الأساسية للكشف المبكر والتشخيص والعلاج ومتابعة الأمراض غير المعدية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري في الرعاية الأولية. وأوصت الدراسة بضرورة تقوية نظم المعلومات الصحية لضمان وجودة بيانات موثوقة ودقيقة وشاملة ومتجددة للأمراض غير المعدية للمساهمة في التخطيط المبني على الأدلة والبراهين واتخاذ القرارات الأزمة للوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها.

كما أوصت الدراسة بضرورة إنشاء عيادات صحية في كافة المحافظات لتشجيع الكشف المبكر عن الأمراض غير المعدية مثل السكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم وبعض السرطانات كسرطان الثدي وعنق الرحم وغيرها، وذلك للوقاية منها و تعزيز الصحة.

وتضمنت التوصيات تعزيز وتطبيق بنود الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ من خلال تنفيذ أحكام قانون مكافحة التبغ على كافة المستويات. وتعزيز وتنفيذ السياسة الوطنية للسلطنة في النظام الغذائي والنشاط البدني والصحة العامة وضمان التواصل المستمر مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه لتعزيز الأنظمة والعادات الغذائية الصحية وإدخال تشريعات على إنتاج وتعبئة وتسويق الأغذية والمشروبات غير الصحية للحد من استهلاكها وتبني أنماط حياة نشطة وتشجيع النشاط البدني على كافة الأصعدة وتضمين مؤشرات الأمراض غير المعدية وعوامل خطورتها في المسوحات والخطط الصحية الوطنية المستقبلية بهدف التنبؤ بالأمراض غير المعدية والتخطيط للوقاية والحد منها.

توصيات -

ضرورة إعطاء الأولوية للوقاية من الأمراض غير المعدية ومكافحتها على المستوى الوطني

استمرار حملات التوعية العامة والتدخلات للحد من عوامل الخطورة السلوكية القابلة للتغيير

تأهيل وبناء الكوادر الصحية وضمان توافر الأدوية الآمنة والفاعلة وتقنيات الكشف المبكر

تقوية نظم المعلومات الصحية لضمان وجود بيانات موثوقة ودقيقة وشاملة ومتجددة

إنشاء عيادات في كافة المحافظات لتشجيع الكشف المبكر عن السكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم وبعض السرطانات

تعزيز وتطبيق بنود الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ

تنفيذ السياسة الوطنية للسلطنة في النظام الغذائي والنشاط البدني والصحة العامة