تتواصل فعاليات مهرجان أجيال السينمائي لليوم السادس على التوالي حيث عرض أمس الأول برنامج صنع في قطر بحضور الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الدوحة للأفلام، حيث عرض البرنامج تجارب المواهب المحلية في قطر، كما حضر الحفل نخبة من كبار الضيوف، من بينهم أعضاء لجنة تحكيم مهرجان هذا العام شيلا فاند وأحمد الباكر وفرح نابلسي.

وفي هذا الحدث قالت فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام ومدير المهرجان: "عاماً بعد عام، تظهر مواهبُ متميزة من قطر، تروي لنا - من خلال أفلامها - قصصاً مؤثِّرة عن بلادنا، ويحجزون لنا مقعداً على الساحة العالمية. لقد رافقنا العديدَ من المواهب الجديدة الواعدة، وهي تسجل ظهورها الأول في عالم السينما، وتابعنا مسيرة نموها وتطورها حتى صاروا صنَّاع أفلام واثقين ومتمكنين من أدواتهم، ولهم أعمال فريدة يتردد صداها في جميع أنحاء العالم. تعكس هذه الأفلام التنوع الذي تزخر به دولتنا ومنطقتنا، وتسلّط الضوء على ثراء ثقافتنا وعاداتنا، وتُبرز التطور الذي تشهده بلادنا للوصول إلى المكانة التي تستحقها على الساحة الدولية".

وعلى هامش الافتتاح عُقِد لقاء إعلامي مع مخرجي أفلام البرنامج أظهروا فيه فهمهم العميق للسينما وشغفهم القوي بها وإيمانهم بأهمية تقديم قصص تسلط الضوء على طيف واسع من التجارب الثقافية الفريدة. كما تحدث صنّاع الأفلام العشرة عن الدوافع التي جعلتهم يختارون مجال صناعة الأفلام وعن تطلعاتهم وطموحاتهم والسبب الذي يجعل صناعة السينما الناشئة في قطر منصة قوية للشباب لاستكشاف آفاق جديدة في صناعة الأفلام.

كوستا برافا

وكان قد أقيم مؤتمر صحفي شارك فيه أبطال فيلم كوستا برافا، لبنان (لبنان، فرنسا، إسبانيا، السويد، الدنمارك، النرويج، قطر/2021) للمخرجة منيه عقل، يدور الفيلم، الذي يُعرَض للمرة الأولى في الشرق الأوسط، حول عائلة البدري التي عُرِفت بروحها الحرة، حيث تنتقل العائلة إلى بيتها الجبلي المثالي، الذي بنته هربا من التلوث السام الذي فتك بمدينة بيروت. ولكنها تُصدم ذات يوم بقرار حكومي ينص على بناء مكب نفايات غير قانوني بجوار سور منزلهم، وكأن كل نفايات لبنان وفسادها الذي هربوا منه قد حلَّ ضيفاً ثقيلاً عند بابهم.

وقالت المخرجة منية عقل: إن عنوان الفيلم يمثل تناقضاً صارخاً في حد ذاته، إذ إن كوستا برافا تشير إلى منطقة ساحلية خلّابة في أسبانيا، بينما استُعيرَ هذا الاسم ليطلق على منطقة نفايات في لبنان. وأوضحت أن الفيلم يبعث رسالة أمل، وهي شخصياً تهوى الأفلام التي "تخلق شعوراً بأن تغييراً ما قادم. كوستا برافا، لبنان رسالة حب لمدينتي، وأشعر فيه ببارقة أمل".

وعلى خلاف فيلمها السابق "غواصة" الذي نال إشادة كبيرة وقدَّم رؤية مأساوية للمستقبل، أوضحت عقل أنه في أثناء تصوير كوستا برافا، لبنان، سيطر عليها شعور قوى بأن واقعاً مقلقاً على وشك الحدوث، قائلة: "في فيلم غواصة، كنت أستعرض كيف تتحول أسوأ كوابيسي إلى واقع وأتخيل أسوأ السيناريوهات".

وتابعت أنه بحلول 2020 تحوّلت العديد من الصور التي تخيلتها إلى حقيقة، ومنها الوباء، وكمامات الوجه التي صارت جزءًا من حياة الناس، والانهيار الاقتصادي، فـ"عندما بدأت التحضير للعمل، أدركت أن واقع اليوم أسوأ من الرؤية المأساوية التي قدمتها".

كما أشارت المخرجة منية عقل إلى أن طاقم عمل الفيلم تعاون مع عدد من المنظمات غير الحكومية لوضع بروتوكلات خضراء وصديقة للبيئة، وأوضحت: " كانت معظم مشاهد الفيلم متعلقة بالنفايات. بدأنا التصوير بجبل أخضر وبعدها مكب نفايات في لبنان، ثم ربطنا بينهما بالتأثيرات البصرية".