• نحالون لـ «عمان الاقتصادي»: لا يوجد داع لاستيراد الأعسال بكميات كبيرة مع تفوق جودة المحلي


  • ناصر السعيدي: «رُب ضارة نافعة».. النحل ينتعش مع الأضرار التي خلفها «شاهين»


  • علي المعمري: ضعف تصدير منتجات النحل من أهم تحديات المرحلة الحالية




أكد مربو النحل في سلطنة عُمان أن نحل العسل يشهد حاليا نشاطا كبيرا، مع ارتفاع عدد إطارات «براويز» الحضنة في الخلية الواحدة إلى ستة إطارات، ويتزامن النشاط مع تزهير أشجار السدر، متوقعين أن إنتاج عسل السدر في موسم العام الحالي سيكون ضئيلا، مقارنة بالعام الماضي.

وفي نوفمبر من العام الجاري يخالف النحل في سلطنة عُمان عاداته، حيث جرت العادة في كل عام أن يبدأ نشاط النحل في أنحاء سلطنة عُمان مع بداية شهر فبراير من كل عام، ويستمر حتى نهاية شهر مايو

وقالوا: إن خلايا النحل تسهتلك العسل في تغذية الحضنة الجديدة، مما يؤكد تراجع إنتاج عسل السدر خلال الموسم الحالي، موضحين أن الحالة المدارية «شاهين» التي تعرضت لها سلطنة عُمان بشكل عام مؤخرا، ومحافظة شمال الباطنة بشكل خاص، كان لها الأثر الكبير في هطول كميات هائلة من الأمطار، مما نتج عنه نمو النباتات في السهول والجبال، ومع تزهير هذه النباتات ارتفع نشاط النحل بشكل ملموس.

وقال النحال ناصر بن راشد بن خميس السعيدي من محافظة شمال الباطنة: إن الخلايا النحل في محافظة شمال الباطنة تشهد نشاطا ملحوظا خلال الفترة الحالية، حيث ارتفع عدد إطارات الحضنة إطار واحد في بعض الخلايا إلى خمسة إطارات، والبعض الآخر بلغت عدد إطارات الحضنة في الخلية الواحدة إلى ستة إطارات.

وعن أسباب النشاط في نوفمبر بسلطنة عُمان تزامنا مع موسم تزهير أشجار السدر التي تعد من المواسم المهمة والرئيسية لمربي خلايا النحل، أوضح ناصر السعيدي أن نمو وتزهير عدد كبير من الأشجار البرية التي تتواجد بكثرة في السهول والجبال أدت إلى توفر المراعي الطبيعة للنحل، من حبوب لقاح ورحيق، مشيرا إلى أن الحالة المدارية «شاهين» التي تعرضت لها سلطنة عُمان مؤخرا كان لها الدور الأبرز في تزهير عدد هائل من الأشجار البرية.

وأشار السعيدي أن الخلايا النحل شهدت خلال الفترة الماضية تراجعا في عدد إطارات الحضنة في الخلية الواحدة، حيث بلغت إطار أو إطارين في كل خلية، مرجعا السبب في ذلك إلى وجود خلايا النحل قرب المزارع مما تأثر ت بالمبيدات الحشرية، وبعد الحالة المدارية «شاهين» قام بنقل الخلايا إلى السهول مع ظهور أزهار كثيرة في المحافظة، وعليه ارتفع نشاط النحل نظرا لتوفر المراعي الطبيعية التي تضم كما هائلا من حبوب اللقاح والرحيق، متوقعا تراجع منسوب إنتاج عسل السدر نظرا إلى أن النحل اتجه إلى التحضين مما قد يستهلك العسل في تغذية الحضنة الجديدة.

وتشهد فترة الربيع التي تستمر 3 أشهر من فبراير وحتى نهاية مايو، توفر مراعي طبيعية متعددة كطلع النخيل «النبات» وتزهير أشجار السرح والشوع وغيرها من النباتات البرية، بعدها يبدأ موسم السمر مع بداية شهر أبريل ويمتد إلى قرابة أربعة أسابيع حيث ينشط النحل بشكل ملحوظ.

وعمدت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه على إصدار لائحة تنفيذية لتنظيم عملية نقل خلايا النحل من محافظة إلى أخرى داخل أراضي السلطنة، حيث يعتمد بقاء النحل ونشاطه على المراعي الطبيعية المتوفرة، لذلك يقوم النحالون بنقل الخلايا من محافظة إلى أخرى بحثا على المراعي الطبيعية، فعلى سبيل المثال في فصل الصيف من كل عام، ومع ارتفاع درجات الحرارة، يتجه مربو النحل إلى جنوب سلطنة عُمان بالتحديد محافظة ظفار، لما تشهده المحافظة من أجواء موسمية استثنائية، تعتدل فيها درجات الحرارة وتكتسي الأرض بالثوب الأخضر، ويتجه البعض الآخر إلى سلسلة جبال الحجر الغربي، حيث تتميز بدرجات حرارة معتدلة في فصل الصيف مع تزهير أشجار الطلح ونباتات برية أخرى.


  • العسل المستورد




وقال محمد بن علي المعمري مربي نحل: إن أسعار العسل في سلطنة عُمان تراجعت بشكل ملحوظ، نظرا إلى دخول كميات هائلة من الأعسال المستوردة إلى السوق المحلي، مردفا أن بعض النحالين قد يشرعون في إغلاق مشاريعهم في تربية النحل نظرا لتراجع الجدوى الاقتصادية مع وجود منافسة من الأعسال المستوردة، وضعف القوة الشرائية بسبب جائحة كوفيد 19 مع كثرة العرض، وضعف تصدير منتجات النحل إلى خارج السلطنة، رغم تفوق جودة العسل العُماني.

وأشار إلى أن سلطنة عُمان تعد من المناطق الجافة قليلة الأمطار، رغم ذلك استطاع النحال العُماني إكثار الخلايا إلى أعداد كبيرة جدا في الوقت الراهن، حيث يجوب النحالون محافظات السلطنة بحثا عن المراعي الطبيعية، وصولا إلى صحراء الربع الخالي، حيث يقضي فيها النحال وقتا طويلا يستمر حتى الأشهر.

وقال أحمد الكيومي مربي نحل: إن العسل المستورد له تأثير سلبي على مبيعات العسل المحلي العُماني، مشيرا إلى عملية استيراد العسل من خارج سلطنة عُمان يسمح لضعاف النفوس بالتدليس وبيع العسل المستورد على أساس أنه عسل محلي.

وأوضح الكيومي أنه مع توفر كميات كبيرة من العسل المحلي وأسعاره في متناول الجميع، كما أن جودة العسل المحلي تفوق الأعسال المستوردة حسبما أثبتت الدراسات والجهات المعنية، فلا يوجد داع في استيراد العسل بكميات كبيرة.


  • تغذية وتكاثر النحل




وفي حالة شح المراعي الطبيعية يلجأ مربو النحل إلى تغذية النحل للحفاظ عليه من الهلاك أو الضعف، تتمثل التغذية في المحاليل السكرية التي تحتوي على السكر الأبيض مع إضافة بعض المقادير من عصارة الليمون أو إضافة القرفة والشيح التي يقبل عليها النحل بشكل واسع، كما تتمثل التغذية في العجينة التي تحتوي على بروتينات والسكر والعسل وحبوب اللقاح.

تجرى عملية التقسيم في أوائل الربيع الذي يصادف شهر فبراير من كل عام ويستمر حتى نهاية موسم السمر، ولكن لا ينصح بإجراء التقسيم في منتصف موسم الفيض حتى لا يتعطل النحل عن إنتاج العسل، ومن أشهر الطرق في ذلك اختيار خلية منتخبة للتطريد، وإخراج ثلاثة براويز منها تضم برواز حضنة مغلقة وآخر برواز حضنة مفتوحة وأيضا إطار عسل وحبوب لقاح ووضعها في صندوق منفصل عن الخلية المنتخبة، وبعد يوم تتم زراعة ملكة عذراء أو ملقحة.