متابعة - أحمد البريكي

اختتمت أمس فعاليات برنامج الدعم النفسي للمعنيين بالأطفال المتضررين بإعصار شاهين بشمال الباطنة تحت شعار (لنتخطاها سوياً)، وذلك تحت رعاية صاحبة السمو السيدة د. منى بنت فهد آل سعيد مساعد رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي ورئيسة جمعية الأطفال أولاً وبحضور الدكتور عبدالرحمن بن سليمان الشحي مدير عام المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظتي شمال وجنوب الباطنة ومديري العموم للمؤسسات الحكومية والخاصة وعدد من الأكاديميين بجامعة السلطان قابوس وجامعة صحار والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين وأعضاء الفرق الخيرية والتطوعية، وبمشاركة 80 أخصائيا وأخصائية

هدف البرنامج إلى تقديم الدعم الفني للمعنيين بالأطفال المتضررين من الإعصار وتدريب الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين من مختلف الجهات لتقديم الدعم النفسي للأفراد واكتساب الأخصائيين مهارات التعامل مع المتضررين نفسياً من الأنواء المناخية من خلال تعزيز الصلابة النفسية لدى الأفراد والمجتمعات في تقبل الواقع والتعايش معه ومساعدة المتضررين على تجاوز المشكلة بثبات نفسي عال والتخفيف من المعاناة الجسدية والعاطفية مثل الخوف والحزن والهلع التي قد تصيب الأفراد والمجتمعات وبث روح الأمل والدافع النفسي والمجتمعي وتلبية احتياجات الأشخاص والمجتمع النفسية الأساسية أثناء الأزمات.

وتضمن برنامج الختام وهو اليوم الثالث على التوالي محاضرات في كيفية تقديم الخطط الإسعافية لعلاج القلق المرتبط بالأزمات لدى الأطفال واضطراب ما بعد الصدمة وإدارة الضغوطات النفسية وتطبيقات تقديم الدعم النفسي للأطفال - الإرشاد والاستماع، واختتمت الفعاليات بتكريم المشاركين في برنامج الدعم النفسي للمعنيين بالأطفال المتضررين من العاصفة المدارية شاهين والداعمين وتكريم الجهات المنظمة والمتمثلة بدائرة التنمية الأسرية بشمال الباطنة وجمعية الأطفال أولاً وتكريم الجهات الداعمة جامعة صحار وتقديم هدية تذكارية لراعية المناسبة.

وقال أحمد بن سالم البريكي مدير دائرة التنمية الأسرية بمحافظتي شمال وجنوب الباطنة: إننا نؤمن إيمانا عميقا صادقا بالدور الكبير الذي يقدمه الأخصائي الاجتماعي والنفسي وأخصائي الإرشاد الأسري في بحث وعلاج المشكلات النفسية والاجتماعية بمختلف أنواعها، لذا لابد من تهيئة الأخصائيين وإكسابهم المعرفة والخبرة اللازمة ليكونوا كالنور الذي يضيء عتمة الظلمات ونتمنى أن نكون وفقنا في انتقاء أوراق العمل التي تم طرحها في البرنامج، ونحن على ثقة تامة أن الأخصائي يستطيع بخبرته وبأسلوبه أن يترجم كافة المعلومات والمهارات التي اكتسبها من البرنامج للعمل بها في الميدان.

وقال الدكتور سالم الكحالي محاضر في البرنامج، هدفت المحاضرة إلى تأطير المفاهيم العلمية المعززة لتطبيق الدعم النفسي للأطفال، كما تناولت الورقة نموذج (PFa) الإسعافات الأولية النفسية ويتضمن خمس خطوات أساسية هي: (الاستماع، الحماية، التواصل، النمذجة، التعليم). وناقشت الورقة الإجراءات العملية لتنفيذ هذه الخطوات في تقديم الدعم النفسي للمتضررين من الأزمات والكوارث الطبيعية. وعرضت الورقة دليل الدعم النفسي للعاملين ميدانيا كتجربة من تجارب منظمة الأمم المتحدة للاسترشاد به في الأنشطة التطبيقية المستقبلية.

وقال الدكتور خالد العمري من جامعة السلطان قابوس: تناولت المحاضرة مفهوم الصدمة أو الأزمة النفسية ومراحل تطورها كما تعرضت لاستجابات الأفراد النفسية وأنماط تفاعلهم مع الأزمات النفسية بأشكالها الفردية والمجتمعية والطبيعية كما تم خلال المحاضرة توضيح من يمكنه تقديم الدعم النفسي عموما ومن يقوم بتقديم الدعم النفسي التخصصي وتطرقت لأشكال الاضطرابات النفسية المرتبطة بالأزمات النفسية وتشخيصها وبعض الأساليب العلاجية النفسية وفي النهاية تم اقتراح بعض الاجراءات والأفكار المستدامة المتعلقة بإدارة الأزمات النفسية على مستوى الأفراد والمجتمع.

وأضاف: كما تم الإشارة إلى الدور المؤثر للأسرة من خلال نمط التنشئة الأسرية للأطفال في تنمية مهارات حياتية وتوافقية تساعدهم وتدعم نموهم النفسي وتكسبهم القدرة على مواجهة الإحباط الناتج عن الصدمات والقدرة على مواجهة التحديات من خلال ممارسات نفسية وتربوية سليمة كضرورة توفير جو أسري آمن ومحفز على التعبير والتنفيس الانفعالي والنأي بالأطفال عن أي صراعات أسرية والاهتمام بجميع جوانب شخصية الطفل بالإضافة إلى تقبلهم وتفهم مخاوفهم والسماح لهم بإظهار المشاعر والأفكار وعدم كبتها والتأني في التعامل معهم وعدم التسرع والضغط عليهم لتخطي المرحلة أو الموقف الضاغط حتى تمر الصدمة بشكل آمن وتنحسر تأثيراتها تدريجيا وأخيرا ضرورة التواصل مع المؤسسات التربوية والأسر لا سيما التواصل بين المدرسة والأسرة.

وألقت عهود بنت سعيد البلوشية نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال أولاً، أعربت من خلالها على نجاح البرنامج التدريبي "الدعم النفسي للأخصائيين النفسيين والاجتماعيين"، الذي نظمته جمعية الأطفال أولا بالتعاون مع المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بشمال الباطنة؛ وذلك بعد الأنواء المناخية الأخيرة التي تأثرت بها البلاد، مما نجم عنه الحاجة للتعامل الممنهج والدعم النفسي للأطفال وطلبة التعليم المدرسي.

وأضافت البلوشية: لقد كان للجهود الكبيرة التي بُذلت أثناء كارثة الأنواء المناخية من التلاحم والتضافر دور كبير في تقليل الخسائر، حيث قامت الجهات والأفراد كل بحسب اختصاصه ومجاله بمساندة المتضررين من الأسر، وأنتم اليوم كذلك أسهمتم من خلال هذا البرنامج الذي امتد لمدة ثلاثة أيام متتالية من تاريخ (2-4) نوفمبر 2021م، في تبادل المعارف والخبرات في المجالات النفسية للوقوف مع أبنائنا طلبة المدارس بعد ما مرّوا به خلال الأسابيع الماضية.

وقالت ندى بنت إبراهيم بن حسن المطوع أخصائية اجتماعية بمدرسه أم سليم: إن الأضرار التي خلفها الإعصار لم تكن مادية فحسب بل تعدت الجوانب النفسية والاجتماعية لذلك كان لابد من تأهيل الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي بعد الصدمة وهذا من أهم أهداف دائرة التنمية الأسرية الذي جاء من بعد توفير الاحتياجات الأساسية المعيشية والطبية المختلفة، وجاء هذا البرنامج داعمًا ومكملاً لجهود لجنة حماية الطفل بمحافظتي شمال وجنوب الباطنة.