افتتح بولاية صور مركز فتح الخير التراثي التابع لوزارة التراث والسياحة وذلك بالتزامن مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني المجيد، وتحت رعاية سعادة الدكتور يحيى بن بدر بن مالك المعولي -محافظ جنوب الشرقية- وبحضور سعادة إبراهيم بن سعيد الخروصي -وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث والدكتور عامر بن ناصر المطاعني الرئيس التنفيذي للمؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال.

ويأتي تمويل هذا المشروع من قبل الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال الذي بلغ نحو ٤٥٠ ألف ريال عماني.

وقال سعادة إبراهيم بن سعيد الخروصي -وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث- : إن مشروع مركز فتح الخير يعزز جوانب المواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية، واستثمار التراث الثقافي استثمارا مستداما، وأشار سعادته إلى أن افتتاح هذا المركز في ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية يمثل حصيلة للشراكة المجتمعية وتعزيزا لقطاع التراث في النشاط الاقتصادي؛ من حيث القيمة المضافة وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وزيادة مصادر الجذب السياحي والموارد المالية. وأضاف: كما أن مركز فتح الخير الزاهي بسفينته التاريخية التي جابت عباب البحار أحد الشواهد الحيّة على النتاج الهندسي الإبداعي والحرفي العماني.


  • مركز متعدد الاستخدامات




ويعد المركز الثقافي متعدد الاستخدام لولاية صور التي تشتهر بتراثها البحري الغني مع تقاليد عريقة في بناء السفن والتجارة البحرية؛ مما مكنها بأن تكون لها دور مشهود في التجارة عبر بحار المحيط الهندي وبحر العرب وبحر عمان، وشكلت جسرا تجاريا وثقافيًا بين شبه الجزيرة العربية والهند وجنوب شرق آسيا وأفريقيا ومن هذا المنطلق تم اختيار ولاية صور لتكون حاضنة لمشروع مركز فتح الخير.

وأشار محمد بن جمعة المخيني- نائب الرئيس التنفيذي للاتصالات وشؤون المجتمع بالمؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال- إلى أن افتتاح هذا الصرح يعد التزاما بالشراكة الاستراتيجية مع وزارة التراث والسياحة وثمرة تعاون متواصل لجهود مثرية بين الوزارة والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال للحفاظ على التراث البحري العريق الذي تزخر به السلطنة وتنفرد به ولاية صور على وجه الخصوص.


  • مقتنيات المركز




وقد تم ترميم أكثر من 400 قطعة متنوعة تختص بتراث ولاية صور والتي تم إعارتها من نادي العروبة ومن أهالي الولاية وهي مقتنيات تتمثل في أدوات صناعة السفن، وأدوات الملاحة، وصور فوتوغرافية، وكتب ورسائل ومطبوعات، وأدوات منزلية، وملابس، حلي، وأدوات ومواد حرفية وغيرها.

ويعود سبب تسمية المركز بهذا الاسم "فتح الخير" إلى آخر سفينة غنجة باقية في سلطنة عمان والمعروفة باسم سفينة "فتح الخير" والتي تم تخصيص قاعة عرض خاصة بها في المركز تتحدث عن تاريخ السفينة منذ صناعتها في عام 1951م، وقصة إعادتها إلى ولاية صور في عام 1993م وتفاصيلها الجمالية وأهم ما يميزها.

وقال أحمد بن مسلم العلوي -أحد المساهمين في رفد المركز بالمقتنيات: المركز فخر لمدينة صور وهو إحياء للتراث البحري الصوري؛ من أجل تعريف الأجيال كيف خاض أجدادهم البحار. وأضاف: قدمت للمركز آلة الكمال التي كان يستخدمها والدي في سفره وكذلك عددا من الخرائط المخطوطات البحرية.

ويضم المركز في مجمله نحو ٥ قاعات، تتمثل الأولى في مقدمة عن ولاية صور، حيث تركز هذه القاعة على إعطاء الزائر مقدمة عن ولاية صور من خلال عرض صور قديمة للمواقع الأثرية، القلاع، الحصون، الأبراج، وغيرها من المواقع التراثية.

فيما سميت القاعة الثانية بالإرث البحري الذي اشتهرت به ولاية صور قديماً ولا تزال بصناعة السفن التقليدية، حيث إن هذه القاعة تسلط الضوء على صناعة السفن التقليدية من خلال عرض أدوات صناعة السفن، أدوات وأجزاء من السفينة، نماذج السفن التقليدية، وأدوات الملاحة.

كما خصصت قاعة ( آخر غنجة في عمان) لعرض تاريخ سفينة فتح الخير (منذ صناعتها في عام 1951م إلى قصة إعادتها إلى ولاية صور عام 1993م) وتفاصيلها الجمالية ونبذة عامة عن سفينة الغنجة، ويشمل العرض صورا للسفينة وأهم ما يميزها، وعرض مجسم لسفينة الغنجة.

وتعرض قاعة (ثقافة مستمرة) مجموعة من المقتنيات التي تميز البيت الصوري والتاريخ غير المادي وكل ماله علاقة بثقافة أهالي ولاية صور من خلال عرض الأدوات المنزلية، والأزياء الصورية، وصور متنوعة، مع مشاهدة مادة فلمية في غرفة العرض المرئي.

وجاءت قاعة (مغامرات سندباد) لتقديم برامج التعلم للأطفال والتي من خلالها يتعلم الطفل العديد من المهارات من خلال الورش التعليمية، وعرض مواد فلمية، وبعض النماذج المصغرة لمقتنيات المركز حيث يمكن للأطفال التفاعل معها من خلال اللمس وإعادة تركيبها.