تعد تربية النحل وإنتاج العسل من المهن التي حرص على مزاولتها كثير من العمانيين في ولايات ومحافظات السلطنة، حيث تبدأ بشراء خلية نحل جاهزة تحتوي على إطارات بداخلها أقراص عسل، ومن ثم يزداد عددها تدريجيا.

في محافظة ظفار يعد النحال محمد بن سعيد بيت سعيد أشهر منتج لعسل النحل على مستوى المحافظة.

وقامت جريدة عمان الاقتصادي بزيارة لموقع المنحل للتعرف على تجربة محمد بيت سعيد الذي قال: بدأت في مشروع النحل منذ عام ١٩٩٧م وكان بحوالي ٣ إلى ٤ خلايا، وبعدها قمت بتطوير الفكرة إلى مشروع أكبر إلى أن وصل عدد الخلايا حاليا ما يقارب ٨٠٠ خلية نحل، وتقدر كمية الإنتاج سنويا من هذه الخلايا أكثر من خمس أطنان من مختلف أنواع العسل، أما عن عملية التسويق كمية الإنتاج من العسل فأكد على تسويقه داخل السلطنة وخارجها، موضحا أنه يوجد لديه عسل الربيع الذي يطلق عليه (الصرب)، وعسل السدر والصمغ العربي وعسل اللبان والسمر.

وأشار في حديثه إلى أهمية قيام وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بتحسين السلالة العمانية، واختيار وشراء الملكات المحلية ذات الصفات الإنتاجية والسلوكية العالية، والعمل على تحسينها ونشرها من خلال مشروع يُعنى بهذا الأمر.


  • التحديات




كما تطرق إلى التحديات التي تواجه قطاع النحل، فقال بأن من ضمن التحديات والصعوبات عدم توفير طرق تسويقية خارجية تتناسب مع حجم قطاع النحل الحالي حيث إن القطاع قد نما خلال الأعوام السابقة نتج عنه إنتاج كميات كبيرة من العسل تزامنت مع ضعف التسويق بسبب أزمة كورونا، مما أدى إلى خسائر كبيرة لمربى النحل وتدني في الأسعار، لذلك نتمنى وجود مختبر في محافظة ظفار يستطيع من خلاله المختصون فحص النحل وتشخيص الأمراض. كذلك المختبر يكون قادرا على فحص جودة العسل. كما نتمنى كذلك من الجهات المختصة تقديم الدعم المناسب في تسويق وبيع العسل محليا ودوليا. وكذلك تنظيم دخول النحل إلى المحافظة في فترة الخريف بحيث لا يؤثر على النحل والنحال في ولايات محافظة ظفار.

وأشار إلى أن وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، كانت توفر ملكات عذارى للمربين في فترة النشاط ومن ثم توقفت، لذلك من الأهمية بمكان قيام الوزارة مرة أخرى بتقديم مثل هذه الملكات لمربي النحل . أيضا كانت الوزارة تقدم دعما لشراء مستلزمات تربية العسل ومن ثم توقفت في السنوات الأخيرة، وعليه نتمنى أن ترجع في دعم النحالين في ذلك، ليستطيع النحالون التغلب على الصعوبات التي تواجههم في هذا المجال.

وأكد النحال محمد بيت سعيد على أهميّة تعزيز التعاون بين النحالين، وألا يغلب أحدهم مصلحته الشخصية على مصالح النحالين الآخرين، وذلك من خلال عدم التزاحم على المواقع الرعوية. وقال إنّه من المفترض أن يكون مكافحة بعض اﻷمراض الخاصة بالنحل متفق عليها في وقت واحد، حتى يستفيد الجميع وبالتالي يحقق للنحال القدر الأكبر من الاستفادة.

وأضاف محمد بيت سعيد إنّه يأمل إشهار الجمعيّة العمانية للنحالين خلال الفترة القريبة المقبلة، لكي تقوم بدورها المساند والداعم لجهود وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه من أجل الحفاظ على هذا القطاع الحيوي، وبالتالي يتحقق مشروع مادي مستدام لهذا النحال العماني على أرض السلطنة.

وأوضح إنّ تربية النحل من المشاريع الواعدة في السلطنة، بفضل ما تقدمه النحلة من إنتاج جيد ووفير من العسل، علاوة على ما تقدّمه من خدمات غير مباشرة لزيادة الإنتاج الزراعي والحفاظ على البيئة. ولفت إلى أنّ تربية النحل من الأنشطة الاقتصادية التي تواجهها تحديات كثيرة ومعوقات تؤثر سلبًا على هذه المشاريع؛ حيث إنّ النحل العماني له صفات ومميزات، ويعد من أقوى سلالات النحل عالميًا، كما أنّ صغر حجم النحل العماني وقوة بنيانه يساعده علي الطيران لمسافات طويلة عن المنحل، بجانب القدرة العالية في جمع العسل وحبوب اللقاح وصمغ النحل وسرعة التكاثر وإنتاج الطرود. وبين أنّ السلالة العمانية تتميز بمقاومتها للأمراض والطفيليات، وعدم ميل النحل إلى التطريد العشوائي، كما أنّها سلالة هادئة وغير شرسة.