هناك وسوسة قائمة بين الإنسان وذاته، وبين الإنسان والإنسان الآخر، هذه الوسوسة، بقدر أيذيتها، إلا أن هناك من يستعذبها، لأنها تحقق له شيئا من المعرفة، أو شيئا من الفضول، أو شيئا مما يمكن أن تعزز به الثقة حيال موضوع ما يخص فلان من الناس، لأن الإنسان، سبحان الله، جُبل على النظر إلى الناس، أكثر من النظر إلى نفسه، هو مشغول بالآخر لدرجة قد تصل نسبتها أكثر من (90%) لتتبع أحوال فلان وعلان، وتبقى الـ(10%) فقط هي لـ"الأنا" مع أن الـ"أنا" هي لحالها مؤذية ومهلكة، ولولا مصدات قوة الإيمان، والخوف من الله لما استطاع أحدنا أن يكبح جماحها، ويعيش فترة من الهدوء. (شيء غريب حقا!).
(بيني وبينك .. !) هي الأخرى ثمة فاصلة، أو ثمة أسرار، أو ثمة تفاهمات، أو ثمة تفاهات، ومع ذلك فهي ليست سلوكا اعتياديا، وتكرارا نمطيا، وإلا لتم الاستغناء عنها، وعن خدماتها، وإنما سلوك، أغلبه مفتعلا، لأنه ليس بالضرورة أن تسّار بشيء إلى الآخر من حولك، أو هو يسارك في أمر ما كذلك، وتبدو المسألة أن هناك سعي حثيث لمعرفة (ما بيني وبينك .. !) أو لمعرفة ما (ما بيني وبين الآخرين .. !) أو ما (ما بين الآخرين وبينك .. !) وإذا نظر إلى المسألة على أنها نوع من السرية لأمر ما، فإن هذه السرية اليوم مهدرة دماؤها على الرصيف، وعلى قول المثل: "اللي ما يشتري يتفرج" فزيارتي لفلان من الناس، ليست بالضرورة أن تصل الأنباء بها إلى مشارق الأرض ومغاربها لأنها يفترض في حدود (ما بيني وبينك .. !) وحفلة عيد الميلاد لأحد الأطفال في الأسرة حيث الجميع في بساط أحمدي، من الانبساط، يبدو فيها ما لا يجب أن يراه الآخرون، كان الأولى بها أن تكون في حدود هذه الثيمة: (ما بيني وبينك .. !) والذي يحدث في المجالس العامة، من رفع الصوت من قبل أحد الجلاس لينبئ الآخرين أنه يتحدث، وأنه يعرف، وأنه يقف على مفارق الطرق، لم تكن ثمة ضرورة ليسمعها من يجلس في أقصى المجلس، وكان يكفيها أن تكون في حدود (ما بيني وبينك .. !) .
تنتقد النرجسية، وتنتقد الاستعلائية، وتنتقد الـ "شوفونية" وينضم إليها الخيلاء، والبطر والتكبر، لأنها تعيش حالتها الذاتية أكثر، فهي أقل سعيا في الذهاب إلى (ما بيني وبينك .. !) فهي تعيش في برجها العاجي، ويكفيها هذا المستوى العلاقات من الـ"علائقية" – التبسط في علاقتها بالآخر – ربما مشكلتها الوحيدة، أنها إذا وقعت في مستنقع الـ (ما بيني وبينك .. !) تكون قاسية، وفاسقة، وهذا ما لا يمكن تحمله، ولذلك هي تنتقد، ولا يكون لها وسطا متسعا بين مجموعة المتحاورين، أو مجموعة العلاقات المتعددة.
(ما بيني وبينك .. !) لا تسعى إلى ملء الجزء الفارغ من الكأس، بقدر ما تسعى معرفة مكونات الجزء الممتلئ من الكأس، فذلك ما يهمها أكثر، فقد تذهب إلى إضافة لون مغاير، وعندها تختلط الألوان، فلا يعرف الثابت من المتغير، ولا الأصل من النقل، ومع تغير الألوان تصبح المسألة مثار تساؤلات وشكوك، وتفسيرات تحررها من خصوصيات الأصل، حيث استباحة مالا يجوز إباحته.
(بيني وبينك .. !) هي الأخرى ثمة فاصلة، أو ثمة أسرار، أو ثمة تفاهمات، أو ثمة تفاهات، ومع ذلك فهي ليست سلوكا اعتياديا، وتكرارا نمطيا، وإلا لتم الاستغناء عنها، وعن خدماتها، وإنما سلوك، أغلبه مفتعلا، لأنه ليس بالضرورة أن تسّار بشيء إلى الآخر من حولك، أو هو يسارك في أمر ما كذلك، وتبدو المسألة أن هناك سعي حثيث لمعرفة (ما بيني وبينك .. !) أو لمعرفة ما (ما بيني وبين الآخرين .. !) أو ما (ما بين الآخرين وبينك .. !) وإذا نظر إلى المسألة على أنها نوع من السرية لأمر ما، فإن هذه السرية اليوم مهدرة دماؤها على الرصيف، وعلى قول المثل: "اللي ما يشتري يتفرج" فزيارتي لفلان من الناس، ليست بالضرورة أن تصل الأنباء بها إلى مشارق الأرض ومغاربها لأنها يفترض في حدود (ما بيني وبينك .. !) وحفلة عيد الميلاد لأحد الأطفال في الأسرة حيث الجميع في بساط أحمدي، من الانبساط، يبدو فيها ما لا يجب أن يراه الآخرون، كان الأولى بها أن تكون في حدود هذه الثيمة: (ما بيني وبينك .. !) والذي يحدث في المجالس العامة، من رفع الصوت من قبل أحد الجلاس لينبئ الآخرين أنه يتحدث، وأنه يعرف، وأنه يقف على مفارق الطرق، لم تكن ثمة ضرورة ليسمعها من يجلس في أقصى المجلس، وكان يكفيها أن تكون في حدود (ما بيني وبينك .. !) .
تنتقد النرجسية، وتنتقد الاستعلائية، وتنتقد الـ "شوفونية" وينضم إليها الخيلاء، والبطر والتكبر، لأنها تعيش حالتها الذاتية أكثر، فهي أقل سعيا في الذهاب إلى (ما بيني وبينك .. !) فهي تعيش في برجها العاجي، ويكفيها هذا المستوى العلاقات من الـ"علائقية" – التبسط في علاقتها بالآخر – ربما مشكلتها الوحيدة، أنها إذا وقعت في مستنقع الـ (ما بيني وبينك .. !) تكون قاسية، وفاسقة، وهذا ما لا يمكن تحمله، ولذلك هي تنتقد، ولا يكون لها وسطا متسعا بين مجموعة المتحاورين، أو مجموعة العلاقات المتعددة.
(ما بيني وبينك .. !) لا تسعى إلى ملء الجزء الفارغ من الكأس، بقدر ما تسعى معرفة مكونات الجزء الممتلئ من الكأس، فذلك ما يهمها أكثر، فقد تذهب إلى إضافة لون مغاير، وعندها تختلط الألوان، فلا يعرف الثابت من المتغير، ولا الأصل من النقل، ومع تغير الألوان تصبح المسألة مثار تساؤلات وشكوك، وتفسيرات تحررها من خصوصيات الأصل، حيث استباحة مالا يجوز إباحته.