بينما كنت أبحث في مكتبتنا المنزلية عن كتاب لغرض أكاديمي وجدتني أمسك في يدي مجموعة "مصباح كفيف" الشعرية للشاعرة اللبنانية سوزان عليوان الذي كانت قد أهدتني إياه "سعدية مفرح" ذات يوم في الكويت، لصعوبة الحصول على مجاميع عليوان ورقيا لأنها تطبع نسخا محدودة.
تتبعت الإشارة التي وصلتني؛ فأن تمسك في يدك بديوان سوزان عليوان يعني أن تقبض على الطفولة في بيت شعر، وعلى الحياة في قصيدة، وتجد نفسك محاصرا بالألم الجميل، والحزن العذب، بأوجاع الوعي وآلام المعرفة والسبر الوجودي العميق والباهظ الثمن لمن اختار ذلك الطريق أو اختاره هو ولا فرق.
تعرفت على تجربة سوزان عليوان منذ وقت مبكر، ومنذ ذلك الوقت وأنا بين الفينة والأخرى أدخل بيتها الأثيري وعالمها الشعري، لأتلصص على ما أضافت من نصوص وكتابات ورسومات مدهشة في موقعها الشعري الذي يعد من أقدم المواقع الشعرية وأجملها على شبكة الإنترنت، الموقع* الذي عليك أن تدخله بهدوء، وبقدمين حافيتين؛ كي لا توقظ كائناتها النائمة في عين الوجود وقلبه .
دلتني الإشارة أن أذهب مباشرة لموقع سوزان عليوان الذي أعرف، والذي لن يخرج أي محب للشعر من ذلك البيت -المصنوع من الورد والحلوى والدمع - خالي الوفاض بل ستُملأ جيوبه وروحه بالهدايا والجمال، وربما تاه هناك واستعذبت روحه ذلك التيه العظيم وظل فيه لساعات وربما لأيام وخرج منه وهو لم يرتوِ بعد.
تمتد تجربة سوزان عليوان لأكثر من عشرين ديوانا بين المنشور والمخطوط، مع الكثير من الرسومات المدهشة، لتخط لنفسها طريقا خاصا ومتفردا بين الشعر والرسم، طريقا ليس معبدا بالورد بل بالشظايا والبارود والدمع، فقارئ سوزان عليوان عليه أن يكون قارئا نوعيا عميقا عاشقا، يقرأ الجمال عبر الحب والحزن معا، قارئ يقف على أرض الوعي والفن، فلا يبحث عن متعة سريعة، ولا صورة جاهزة، بل عليه أن يلتذ بما تكتب وترسم في عالمها الأرجواني الممتزج بين القسوة والهشاشة؛ كالدم وكالورد معا.
وفي مجموعتها "مصباح كفيف" التي صدرت في بيروت، 2002، تبدو المفارقة واضحة بين النور والحلكة، وربما لن يستطيع القارئ من عتبة غلاف النص إلا أن يستحضر رواية العمى لجوزيه ساراماجو، فالبشر يهرعون لما لا يعرفون، وثمة من يحمل طائرة ورقية لتكون هي نوره المتصل بالداخل حيث أصل المصباح والنور ولكنه سيصاب بالصدمة أو بالدوار حين يقرأ أن لوحة الغلاف (بريشة هند محمّد أحمد، 8 سنوات، طفلة مصابة بالسرطان معهد الأورام القوميّ، القاهرة) وسترتبك قراءته للنص والعتبات معا، حيث سيدرك أن الظلام هو الأصل، ولا يبالي بنشر عتمته حتى على قلوب الأطفال، وأن النور مؤقت ولا ضمان له حتى في المصباح.
تقول سوزان في هذه المجموعة
"بلادُ الله ما عادت واسعة
الأرواحُ أيضًا ضاقت
كأحذيةٍ قديمة
القارَّاتُ
القُرى
القلوبُ
.قبائلُ من القتلةِ والقتلى
الشمسُ جارحةٌ
.والليلُ، خُفَّاشًا، ينهشُ لحمَ النجوم
الجثثُ هنا أكثر من الزهور
وساقيةُ الدم
لا تكُفُّ عن الدوران"
إن قصائد سوزان عليوان في هذه المجموعة هي معزوفة حزن وألم مغلفة بورق هدايا أحيانا، وسافرة الألم أحيانا أخرى، فهي لا تريد أكثر من الشعر، ولا تريد من الشعر أكثر من البوح بكل شيء، بما يعتري روحها من وجع مجيد ولذة فنية محضة.
إن وعي سوزان الشعري الفارق يجعل نصها فارقا في كل شيء من البلاغة والصورة الفنية حتى مضمون الألم، وأنا في هذه المساحة لا أريد أن أفقأ عين النص وأمثل بجثثه نقديا، ولا أريد أن أفتش في جيوبه الممتلئة عن ثمار البلاغة، أو شبهة الانحراف، ولا أريد أن أتتبع صوره ومجازاته واستعاراته فكله مجاز، وبلاغته طافحة طافية، بل أن كل ما أريد وأطمح أن ألفت نظر القارئ لها، وأدعوه أن يتعرف عليها إن لم يفعل بعد، وأن يذهب إلى بيتها بخفة إن لم يكن قد دلف إليه قبل الآن، فهذه فقط غايتي كقارئة للجمال أن تدل عليه.
"في داخلي جدرانٌ
وأجنحةٌ قاتمةٌ تتخبَّطُ
.لعلَّها تُغادِرُ جثثَ الطيورِ في عيني
مصباحٌ عاجزٌ
في أقصى العتمةِ، يرتجفُ
زجاجًا رهيفًا من جلدِ القمرِ
.صفيحًا صدِئَ في تجاعيدِهِ النور
أغفو
طينًا مالحًا
تعبَ مدينةٍ تؤرجِحُها الرياحُ
بينَ جُرْحِ جبلٍ
وبحرٍ غريق
بصوتٍ بمذاقِ السكَّرِ، أحلُمُ
بشجرةِ تُفَّاحٍ
يُقَبِّلُ المحرومونَ من فاكهةِ الفرحِ خدودَها
ظلاًّ لمصباحي، أنطفئُ
:أنينًا مخنوقًا يصرخُ
لا تُغْمِضي"
أيَّتُها المرآةُ، أيَّتُها المرأةُ العاريةُ في مَسامِ الحجر
أريدُ أن أسمعَ الشمسَ
ترقصُ في عينيكِ"
الحبّ في ليلة باردة
ما الذي بوِسْعِ ملاكٍ
أن يفعلَهُ
في ليلةٍ باردةٍ
كهذه؟
بإمكانِهِ
استخدامَ هالتِهِ
مدفأةً
هو الذي لا يملكُ من جسدِهِ
إلاَّ القليل
عيناهُ الصغيرتانِ
حبَّتا كستناء
(لكَ الأحلى، لي الدمعة)
جراحُهُ
سُكَّرٌ محروقٌ
لأجلِ أطفالٍ يتوسَّدونَ آثارَ المارَّةِ
يلتحفونَ السماء
تحتَ المطرِ
ترتعشُ أحلامُهُمْ والعظام
يستطيعُ أيضًا
أن يخبطَ جناحيهِ
نورًا ونارًا
وكأنَّهُ يهمُّ بالتحليقِ
بعيدًا عن هذا الجحيم
كلُّ جناحٍ عاشقٌ
كلُّ خبطةٍ قُبلةٌ
توحِّدُ وحدتيْنا
ناثرةً نجومها
ضحكات وحبَّات كستناء
لأصابع تمتدُّ صوبَ عناقِنا
شموعًا
دكّان الورد
دُكَّانٌ في شارعٍ مهجور
قرميدُهُ ناياتُ ريحٍ
أقدامُهُ ملحٌ ذائبٌ في المطر
خلفَ الزجاج المُغَبَّش
أوانٍ فارغةٌ
شرائطُ غادرتْها الفراشاتُ
مقصٌّ ملطَّخٌ بدمِ زهرة
وردةٌ معلَّقةٌ على البابِ
تختصِرُ عناءَ الكلمات
."كُنَّا نبيعُ الوردَ، هُنا"
رغم المفاتيح المتناسخة
لا تتلامسُ أصابعُنا
والعيونُ من زجاجٍ، لا ترى
فقط تحلم
الهياكلُ العظميّة
.................................
*موقع سوزان عليوان - (suzanne-alaywan.com)
سوزان عليوان ، شاعرة لبنانية من مواليد 1974، بيروت (لبنان)، خرّيجة الجامعة الأمريكيّة في القاهرة (مصر)، قسم الصحافة والإعلام
صدر لها (المجموعات الشعريّة) في طبعات خاصّة و محدودة
- عصفور المقهى 1994
- مخبأ الملائكة 1995
- لا أشبه أحدًا 1996
- شمس مؤقّتة 1998
- ما من يد 1999
- كائن اسمه الحبّ 2001
- مصباح كفيف 2002
- لنتخيّل المشهد 2004
- كراكيب الكلام 2006
- كلّ الطرق تؤدّي إلى صلاح سالم 2008
- ما يفوق الوصف 2010
- رشق الغزال 2011
- معطف علّق حياته عليك 2012
- الحبّ جالس في مقهى الماضي 2014
ومختارات: بيت من سكّر (سلسلة "آفاق عربيّة" / الهيئة العامة لقصور الثقافة) 2007
ومخطوطات دواوين منقولة عن دفاترَ خاصّة وقُصاصات متفرّقة
- شارع نصف القمر 2015
- الجافية 2016
- مرثية ندفة الثلج 2017
- نسيان بألوان ألاسكا في الليل 2017
- قمصان واسعة على وحدتي 2018
- بريد باريس 2018
- ملاك بكيمونو وقبّعة صيد 2020
- حزن بزرقة السنافر 2020
تتبعت الإشارة التي وصلتني؛ فأن تمسك في يدك بديوان سوزان عليوان يعني أن تقبض على الطفولة في بيت شعر، وعلى الحياة في قصيدة، وتجد نفسك محاصرا بالألم الجميل، والحزن العذب، بأوجاع الوعي وآلام المعرفة والسبر الوجودي العميق والباهظ الثمن لمن اختار ذلك الطريق أو اختاره هو ولا فرق.
تعرفت على تجربة سوزان عليوان منذ وقت مبكر، ومنذ ذلك الوقت وأنا بين الفينة والأخرى أدخل بيتها الأثيري وعالمها الشعري، لأتلصص على ما أضافت من نصوص وكتابات ورسومات مدهشة في موقعها الشعري الذي يعد من أقدم المواقع الشعرية وأجملها على شبكة الإنترنت، الموقع* الذي عليك أن تدخله بهدوء، وبقدمين حافيتين؛ كي لا توقظ كائناتها النائمة في عين الوجود وقلبه .
دلتني الإشارة أن أذهب مباشرة لموقع سوزان عليوان الذي أعرف، والذي لن يخرج أي محب للشعر من ذلك البيت -المصنوع من الورد والحلوى والدمع - خالي الوفاض بل ستُملأ جيوبه وروحه بالهدايا والجمال، وربما تاه هناك واستعذبت روحه ذلك التيه العظيم وظل فيه لساعات وربما لأيام وخرج منه وهو لم يرتوِ بعد.
تمتد تجربة سوزان عليوان لأكثر من عشرين ديوانا بين المنشور والمخطوط، مع الكثير من الرسومات المدهشة، لتخط لنفسها طريقا خاصا ومتفردا بين الشعر والرسم، طريقا ليس معبدا بالورد بل بالشظايا والبارود والدمع، فقارئ سوزان عليوان عليه أن يكون قارئا نوعيا عميقا عاشقا، يقرأ الجمال عبر الحب والحزن معا، قارئ يقف على أرض الوعي والفن، فلا يبحث عن متعة سريعة، ولا صورة جاهزة، بل عليه أن يلتذ بما تكتب وترسم في عالمها الأرجواني الممتزج بين القسوة والهشاشة؛ كالدم وكالورد معا.
وفي مجموعتها "مصباح كفيف" التي صدرت في بيروت، 2002، تبدو المفارقة واضحة بين النور والحلكة، وربما لن يستطيع القارئ من عتبة غلاف النص إلا أن يستحضر رواية العمى لجوزيه ساراماجو، فالبشر يهرعون لما لا يعرفون، وثمة من يحمل طائرة ورقية لتكون هي نوره المتصل بالداخل حيث أصل المصباح والنور ولكنه سيصاب بالصدمة أو بالدوار حين يقرأ أن لوحة الغلاف (بريشة هند محمّد أحمد، 8 سنوات، طفلة مصابة بالسرطان معهد الأورام القوميّ، القاهرة) وسترتبك قراءته للنص والعتبات معا، حيث سيدرك أن الظلام هو الأصل، ولا يبالي بنشر عتمته حتى على قلوب الأطفال، وأن النور مؤقت ولا ضمان له حتى في المصباح.
تقول سوزان في هذه المجموعة
"بلادُ الله ما عادت واسعة
الأرواحُ أيضًا ضاقت
كأحذيةٍ قديمة
القارَّاتُ
القُرى
القلوبُ
.قبائلُ من القتلةِ والقتلى
الشمسُ جارحةٌ
.والليلُ، خُفَّاشًا، ينهشُ لحمَ النجوم
الجثثُ هنا أكثر من الزهور
وساقيةُ الدم
لا تكُفُّ عن الدوران"
إن قصائد سوزان عليوان في هذه المجموعة هي معزوفة حزن وألم مغلفة بورق هدايا أحيانا، وسافرة الألم أحيانا أخرى، فهي لا تريد أكثر من الشعر، ولا تريد من الشعر أكثر من البوح بكل شيء، بما يعتري روحها من وجع مجيد ولذة فنية محضة.
إن وعي سوزان الشعري الفارق يجعل نصها فارقا في كل شيء من البلاغة والصورة الفنية حتى مضمون الألم، وأنا في هذه المساحة لا أريد أن أفقأ عين النص وأمثل بجثثه نقديا، ولا أريد أن أفتش في جيوبه الممتلئة عن ثمار البلاغة، أو شبهة الانحراف، ولا أريد أن أتتبع صوره ومجازاته واستعاراته فكله مجاز، وبلاغته طافحة طافية، بل أن كل ما أريد وأطمح أن ألفت نظر القارئ لها، وأدعوه أن يتعرف عليها إن لم يفعل بعد، وأن يذهب إلى بيتها بخفة إن لم يكن قد دلف إليه قبل الآن، فهذه فقط غايتي كقارئة للجمال أن تدل عليه.
"في داخلي جدرانٌ
وأجنحةٌ قاتمةٌ تتخبَّطُ
.لعلَّها تُغادِرُ جثثَ الطيورِ في عيني
مصباحٌ عاجزٌ
في أقصى العتمةِ، يرتجفُ
زجاجًا رهيفًا من جلدِ القمرِ
.صفيحًا صدِئَ في تجاعيدِهِ النور
أغفو
طينًا مالحًا
تعبَ مدينةٍ تؤرجِحُها الرياحُ
بينَ جُرْحِ جبلٍ
وبحرٍ غريق
بصوتٍ بمذاقِ السكَّرِ، أحلُمُ
بشجرةِ تُفَّاحٍ
يُقَبِّلُ المحرومونَ من فاكهةِ الفرحِ خدودَها
ظلاًّ لمصباحي، أنطفئُ
:أنينًا مخنوقًا يصرخُ
لا تُغْمِضي"
أيَّتُها المرآةُ، أيَّتُها المرأةُ العاريةُ في مَسامِ الحجر
أريدُ أن أسمعَ الشمسَ
ترقصُ في عينيكِ"
الحبّ في ليلة باردة
ما الذي بوِسْعِ ملاكٍ
أن يفعلَهُ
في ليلةٍ باردةٍ
كهذه؟
بإمكانِهِ
استخدامَ هالتِهِ
مدفأةً
هو الذي لا يملكُ من جسدِهِ
إلاَّ القليل
عيناهُ الصغيرتانِ
حبَّتا كستناء
(لكَ الأحلى، لي الدمعة)
جراحُهُ
سُكَّرٌ محروقٌ
لأجلِ أطفالٍ يتوسَّدونَ آثارَ المارَّةِ
يلتحفونَ السماء
تحتَ المطرِ
ترتعشُ أحلامُهُمْ والعظام
يستطيعُ أيضًا
أن يخبطَ جناحيهِ
نورًا ونارًا
وكأنَّهُ يهمُّ بالتحليقِ
بعيدًا عن هذا الجحيم
كلُّ جناحٍ عاشقٌ
كلُّ خبطةٍ قُبلةٌ
توحِّدُ وحدتيْنا
ناثرةً نجومها
ضحكات وحبَّات كستناء
لأصابع تمتدُّ صوبَ عناقِنا
شموعًا
دكّان الورد
دُكَّانٌ في شارعٍ مهجور
قرميدُهُ ناياتُ ريحٍ
أقدامُهُ ملحٌ ذائبٌ في المطر
خلفَ الزجاج المُغَبَّش
أوانٍ فارغةٌ
شرائطُ غادرتْها الفراشاتُ
مقصٌّ ملطَّخٌ بدمِ زهرة
وردةٌ معلَّقةٌ على البابِ
تختصِرُ عناءَ الكلمات
."كُنَّا نبيعُ الوردَ، هُنا"
رغم المفاتيح المتناسخة
لا تتلامسُ أصابعُنا
والعيونُ من زجاجٍ، لا ترى
فقط تحلم
الهياكلُ العظميّة
.................................
*موقع سوزان عليوان - (suzanne-alaywan.com)
سوزان عليوان ، شاعرة لبنانية من مواليد 1974، بيروت (لبنان)، خرّيجة الجامعة الأمريكيّة في القاهرة (مصر)، قسم الصحافة والإعلام
صدر لها (المجموعات الشعريّة) في طبعات خاصّة و محدودة
- عصفور المقهى 1994
- مخبأ الملائكة 1995
- لا أشبه أحدًا 1996
- شمس مؤقّتة 1998
- ما من يد 1999
- كائن اسمه الحبّ 2001
- مصباح كفيف 2002
- لنتخيّل المشهد 2004
- كراكيب الكلام 2006
- كلّ الطرق تؤدّي إلى صلاح سالم 2008
- ما يفوق الوصف 2010
- رشق الغزال 2011
- معطف علّق حياته عليك 2012
- الحبّ جالس في مقهى الماضي 2014
ومختارات: بيت من سكّر (سلسلة "آفاق عربيّة" / الهيئة العامة لقصور الثقافة) 2007
ومخطوطات دواوين منقولة عن دفاترَ خاصّة وقُصاصات متفرّقة
- شارع نصف القمر 2015
- الجافية 2016
- مرثية ندفة الثلج 2017
- نسيان بألوان ألاسكا في الليل 2017
- قمصان واسعة على وحدتي 2018
- بريد باريس 2018
- ملاك بكيمونو وقبّعة صيد 2020
- حزن بزرقة السنافر 2020