• د.مها العاني: تحقيق الحاجات النفسية وتنمية القدرات الاجتماعية للوصول إلى توافق نفسي


  • د.أحمد المعشني: الاتزان في حياة الإنسان يوجد من خلال التأمل في معية الله


  • د. أحمد بيت عامر: 43% من البالغين يعانون من التأثيرات الصحية السلبية للضغط النفسي


  • د.حمد السناوي: التكيف مع الضغوطات بالنظر إلى المشكلة بطريقة إيجابية وأكثر شمولية


  • بروفيسور طارق الحبيب: العماني لم يتكلف التعايش بل عاشه وقدم للعرب والعالم كيف يكون التعايش


  • البروفيسور محمود إمام: أهمية إشراك الأسرة في التدخل المبكر ومراجعة البرامج المجتمعية




عقدت وزارة التنمية الاجتماعية عبر الاتصال المرئي أمس مؤتمرا للاحتفاء باليوم العالمي للصحة النفسية، جاء تحت شعار "جودة الحياة" تحدث في المؤتمر مجموعة من الاستشاريين وأخصائيي الطب النفسي والسلوكي من داخل وخارج السلطنة، اشتمل المؤتمر على 6 أوراق عمل تناولت مفهوم جودة الحياة في الصحة النفسية، وكيفية اكتساب مهارات الحياة المتزنة، وسمات شخصية الإنسان العماني، وضرورة تأصيل السياسات المؤسسية وتجويد الممارسات المجتمعية للحفاظ على جودة الحياة لأسر الأطفال ذوي الإعاقة، كما تحدث المؤتمر حول ضرورة توظيف تقنيات التأمل في العلاج النفسي، وتطوير تلك التقنيات بما يتناسب مع ثقافات ومعتقدات المجتمع العماني لإعادة التوازن النفسي وتقوية الوعي الحقيقي والاتصال مع الذات وتأصيل العلاج والبناء النفسي للمجتمع.


  • جودة الحياة




أوضحت الدكتورة مها عبدالمجيد العاني، متخصصة في علم النفس الإرشادي ورئيسة مركز الإرشاد الطلابي بجامعة السلطان قابوس، مفهوم جودة الحياة المتمثل في شعور الفرد بالرضا والسعادة وقدرته على إشباع حاجاته من خلال ثراء البيئة ورقي الخدمات المقدمة له في المجالات الصحية والاجتماعية والتعليمية والنفسية مع حسن إدارته للوقت والاستفادة منه، حيث أوضحت أن جودة السلوك الإنساني تسهم بدرجة كبيرة في تحقيق جودة الحياة، وأن جودة الحياة تدل على حسن صحة الإنسان الجسدية والنفسية، وتتمثل في عدة جوانب أبرزها جودة الصحة النفسية، وجودة العواطف أو الجانب الوجداني، وجودة التعليم وجودة الحياة الأسرية والاجتماعية وجودة الصحة العامة، وشرحت أهمية التعرف على علاقة جودة الحياة بالصحة النفسية، وهي تتمثل في تحقيق الحاجات النفسية وتنمية القدرات الاجتماعية للوصول إلى توافق نفسي، والقدرة على تمثيل الأدوار الاجتماعية والاتجاهات والعادات السلوكية السليمة، ووجود جيل سليم قادر على استغلال قدراته بأفضل استغلال، وأكدت خلال ورقتها على أهم النقاط التي يجب اتباعها للوصول إلى صحة نفسية سليمة تدعم جودة الحياة للفرد، وهي وضع الأهداف، والتفاؤل، والتنفيس، والتفاعل والتواصل العاطفي، ومعرفة وفهم دور الفرد، وتنظيم الوقت، والدعم الكافي، والتعامل مع الضغوط بطرق سليمة، وصنع السعادة والإنجازات الحقيقية، وتطوير وتنمية الذات.

أكد الدكتور أحمد بن علي المعشني، أستاذ مساعد للإرشاد النفسي بجامعة ظفار، أهمية الاتزان في حياة الإنسان من جميع النواحي العقلية والنفسية والجسدية والروحية، وضرورة إيجادها من خلال التأمل في معية الله، وقال: إن هناك جوانب تعرقل عملية الاتزان أهمها البعد عن الله، والاستعجال، والأنانية، والتعلق، والإفراط، والشك، والاستهلاك، وأن هناك مجالات يجب أن تتمتع بصفة الاتزان هي المجالات الشخصية، والأسرية، والصحية، والمالية، والإنسانية.


  • تقنية التأمل




أوصى الدكتور أحمد بن سعيد بيت عامر، استشاري أول الطب السلوكي بمستشفى جامعة السلطان قابوس، بضرورة توظيف تقنيات التأمل في العلاج النفسي، وتطوير تقنيات التأمل بما يتناسب مع ثقافات ومعتقدات المجتمع العماني لإعادة التوازن النفسي وتقوية الوعي الحقيقي والاتصال مع الذات وتأصيل العلاج والبناء النفسي للمجتمع، حيث شرح في ورقته فوائد التأمل وأبعاده المتعددة ودور تطبيقات التأمل في الصحة النفسية، وأهمية التأمل في إزالة المتراكمات السلبية والتخلص من الانقباض والحصر النفسي، وبالتالي التخلص من شعور النفس بعدم الاتزان والتوتر والضغط النفسي، حيث أشار إلى أن الأبحاث والمسوحات في العقدين الماضيين أظهرت أن ما يقارب من 43% من البالغين يعانون من التأثيرات الصحية السلبية للضغط النفسي، وأن 75-90% من الزيارات للرعاية الصحية الأولية لها علاقة بالتوتر والضغط النفسي (الضغط النفسي السلبي المرتبط بجميع الأمراض المؤدية إلى الوفاة).

شرح الدكتور حمد بن ناصر السناوي، استشاري أول الطب السلوكي بمستشفى جامعة السلطان قابوس، طرق عديدة لتحسين جودة الحياة في ورقته "جودة الحياة الشخصية من منظور نفسي"، أهمها الحد من التعرض للتوتر وتجنب قضاء الوقت مع الأشخاص الذين يزيدون من التوتر، وتوفير البيئة المناسبة ومعرفة المسؤوليات وتحديد الوقت المناسب للرفض والقبول، ومحاولة إيجاد توازن بين جوانب الحياة المختلفة، والتكيف مع الضغوطات بالنظر إلى المشكلة بطريقة إيجابية وأكثر شمولية، ووضع معايير منطقية ومقبولة للذات والابتعاد عن المعايير المثالية، وتقبل الأمور التي لا يمكن تغييرها والنظر إلى التحديات على أنها فرصة للنضوج، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قدر كافٍ من النوم، وممارسة الهوايات وتعلم مهارات جديدة وتجنب العادات السيئة والتطوع ومساعدة الآخرين، وأوضح أن هناك عوامل تحدد جودة الحياة النفسية أهمها الفرص المتاحة للفرد، وجودة المجتمع ذاته، والوظيفة الاجتماعية للفرد داخل المجتمع، والمقومات الشخصية للفرد، والأحداث التي تحدث في حياة الفرد، والتقييم الذاتي للفرد.


  • شخصية متفردة




وأشار بروفيسور طارق الحبيب، استشاري الطب النفسي والأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العرب، إلى طبيعة سيكولوجية الإنسان العماني وضرورة دراستها، وتصدير تلك الدراسات للخارج، مما يساهم في نشر الفائدة للبشرية جمعاء، حيث أوضح أن تلك الشخصية يجب أن تصبح مرجعية لسلوك الأبناء، وأن طبيعة شخصيته المطمئنة تتأثر إيجابيا بدرجة عالية أكثر من تأثرها بالصفات السلبية، وتحدث عن التصالح الذي يتميز به العماني بينه وبين ذاته ووطنه، وأشار إلى تعاضد وتكاتف العمانيين في الأنواء المناخية التي مرت مؤخرا على السلطنة وغيرها من الأحداث، وكيف تعاون أبناء البلد الواحد لنجدة المتضررين، وأكد على أن هذا النموذج المتفرد لشخصية الإنسان العماني يجب أن تتم دراسته ونقله للعالم، حيث أن العماني لم يتكلف التعايش بل عاشه وقدم للعرب والعالم كيف يكون التعايش.


  • مبادئ ونواتج




تحدث البروفيسور محمود محمد إمام، رئيس قسم علم النفس بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس، في ورقته التي حملت عنوان "جودة الحياة لأسر الأطفال ذوي الإعاقة بسلطنة عُمان: نحو تأصيل السياسات المؤسسية وتجويد الممارسات المجتمعية" عن أهداف منظمة الصحة العالمية للأفراد ذوي الإعاقة وأسرهم المتعلقة بتحسين جودة الحياة من خلال تحسين الوصول إلى خدمات الصحة النفسية ودعم حقوق الإنسان للأفراد ذوي الاضطرابات العقلية والمعرفية والاجتماعية والنفسية وذوي الإعاقة، وأشار إلى أن مفهوم جودة الحياة يؤكد على الجوانب الهامة التي تساعد الفرد على السعادة الشخصية، كما أشار إلى أن منظمة الصحة العالمية قامت بإدراج مفهوم الصحة في جودة الحياة لأن جودة الحياة تتأثر بصحة الفرد وحالته الانفعالية الوجدانية واستقلاليته وعلاقته الاجتماعية ومعتقداته الشخصية، وأن قياس الصحة العامة للفرد والمجتمع لا تكتمل من خلال قياس الأمراض ومستوى الرعاية الصحية فقط بل يلزم قياس جودة الحياة والشعور بالسعادة على مستوى الفرد والمجتمع، وقال: إن جودة الحياة لأسر الأطفال ذوي الإعاقة تعتمد على 3 محاور أولها الاقتصاد، حيث إن السياسة الاقتصادية الجيدة تقود لسياسة مجتمعية جيدة نحو الأسرة بوجه عام وأسر الأفراد ذوي الإعاقة بشكل خاص، وثانيها هو تحديد الأولويات، حيث إن السياسة يجب أن تنظر في النقاط التي تثير الجدل المجتمعي على سبيل المثال: من الأولى بالرعاية؟

الأفراد ذوي الإعاقة المتوسطة أم ذوي الإعاقة الشديدة، والمحور الثالث هو التثقيف، حيث أن تعليم أسر الأطفال ذوي الإعاقة على السياسات المجتمعية تسهم في تحسين جودة الحياة لدى الأسرة، كما تحدث عن أهمية إشراك الأسرة في التدخل المبكر، وأهمية مراجعة البرامج المجتمعية وتأثيرها على الأسرة، وقال: إن هناك مبادئ متمركزة حول الأسرة وتضمينها يقود إلى تحسين نواتج الأسرة أو جودة الحياة، تتمثل تلك المبادئ في الفلسفة المشتركة، واعتبار الأسرة كشريك، والتركيز على جوانب القوة واختبار الأسرة للأهداف والخدمات، والتنسيق والتعاون مع مقدمي الخدمات، والتواصل الفعال والمرونة والجهود المجتمعية، وقال: إن تلك المبادئ يمكن تطبيقها من خلال أنشطة وبرامج أهمها إجراءات الإحالة والتشخيص، وتحديد الأهلية للخدمات، وتقييم الطفل وتقييم الأسرة وتقديم الخدمات وتنسيقها، والممارسات الوالدية والدعم المجتمعي، وأكد أن تلك المبادئ تؤدي إلى تحقيق نواتج للأسرة تتمثل في فهم قدرات الطفل واحتياجاته، ومعرفة الحقوق والدفاع عنها، ومساعدة الطفل على النمو والتعلم والحصول على أنظمة الدعم، والوصول إلى المجتمع وخدماته.