نفط عمان يرتفع إلى 77 دولار.. وبرنت عند 79 دولارًا للبرميل قبل اجتماع أوبك -
عواصم- (وكالات): تمسكت أوبك وحلفاؤها باتفاقهم الحالي بإضافة 400 ألف برميل يوميًا من النفط إلى السوق في نوفمبر القادم، وذلك رغم ضغوط مستهلكين لتهدئة سوق تشهد إقبالًا شديدًا على النفط.
اجتمع وزراء منظمة البلدان المصدرة للنفط وروسيا وحلفائهما، في إطار مجموعة أوبك+، عن بعد. وسبق الاجتماع اجتماع آخر للجنة المراقبة الوزارية المشتركة بأوبك+ التي تراقب تطورات السوق.
وصعد نفط عمان الاثنين تسليم شهر ديسمبر القادم إلى (13ر77) دولار أمريكي، حيث شهد ارتفاعًا بلغ (63ر1) دولار أمريكي مقارنة بسعر يوم الجمعة الماضي والبالغ (50ر75).
وكان سعر خام القياس برنت، الذي ارتفاع 50 % منذ بداية العام، قد تجاوز مستوى 80 دولارًا الشهر الماضي، وجرى تداوله قرب تلك المستويات المرتفعة يوم الاجتماع عند حوالي 79 دولارًا، مدفوعة باضطرابات على صعيد الإمدادات وزيادة الطلب مع تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة كوفيد-19. كما صعدت العقود الآجلة للخام الأمريكي لأعلى مستوياتها منذ نوفمبر 2014 .
وقال متحدث باسم الكرملين: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يجر أي مناقشات عبر الهاتف في الآونة الأخيرة بشأن اتفاق إنتاج النفط العالمي الذي تتبناه مجموعة أوبك+ لكبار المنتجين. وقال المتحدث دميتري بيسكوف أيضًا: إن الكرملين لا يريد استباق نتائج اجتماع أوبك+، وامتنع عن الخوض في تفاصيل النتائج المحتملة له.
وكانت المجموعة قد اتفقت في يوليو على زيادة الإنتاج 400 ألف برميل يوميًا كل شهر حتى أبريل 2022 على الأقل للتخلص تدريجيًا من تخفيضات تبلغ 5.8 مليون برميل يوميًا تنفذها حاليًا المجموعة التي قلصت الإنتاج في 2020 عندما بددت الجائحة الطلب.
وقال أحد المصادر لرويترز ردًا على سؤال بشأن المتوقع أن يقرره الوزراء "الأكثر منطقية هو إضافة 400 ألف برميل يوميًا لا أكثر". وقال مصدر آخر أيضًا: إن هذه هي النتيجة الأكثر ترجيحًا، لكنه لم يستبعد زيادة محتملة.
قالت مصادر في أوبك+ الأسبوع الماضي: إن المنتجين يفكرون في إضافة أكثر مما ينطوي عليه الاتفاق، لكن لم يقدم أي منها تفاصيل عن الكمية الإضافية أو أي توقيت مقترح.
وقال وزير النفط العراقي إحسان عبدالجبار الأحد: إن أسعار النفط عند 100 دولار للبرميل لن تكون مستدامة وقال: إن أوبك تريد أسواقا مستقرة.
والتقى مساعد كبير للرئيس الأمريكي جو بايدن مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في السعودية الأسبوع الماضي لمناقشة الحرب في اليمن، لكنه قال: إن النفط "مثار قلق" أيضًا. وكانت الهند، وهي مستهلك كبير آخر للنفط، تضغط من أجل زيادة الإمدادات.
وفي مذكرة نشرت الجمعة، قال محللون من جيه.بي مورجان: "بالنظر إلى انخفاض عمليات تشغيل المصافي وضعف مؤشرات السوق في الصين، لا نرى حافزًا لأن يرفع تحالف أوبك+ إنتاج النفط بما يتجاوز 400 ألف برميل يوميًا الملتزم بها حاليًا".
وبلغ ارتفاع أسعار النفط أعلى مستوى في ثلاث سنوات بسبب زيادة أكبر في أسعار الغاز، والتي قفزت 300 بالمائة ووصلت إلى ما يعادل 200 دولار للبرميل بسبب نقص الإمدادات وانخفاض إنتاج أنواع الوقود الأخرى.
ويبقى ارتفاع سعر النفط مغر للموارد المالية، لكنه يغذي التضخم ويهدد تعافي الاقتصادات التي تمر بمرحلة نقاهة هشة وهو ما يمثل خطرًا جديًا على الطلب على النفط على الأمد المتوسط.
وليست تلك هي النتيجة العكسية الوحيدة التي يواجهها المنتجون. فالأسعار المرتفعة تجذب منافسين جددًا إلى الآبار التي أصبحت فجأة مربحة، وتشجع المشترين على التحول إلى مصادر أخرى للطاقة، قد تكون أنظف.
إعادة نظر في البرنامج
يعتقد محللون في مجموعة مورغان ستانلي أن عتبة 80 دولارا للبرميل تشكل مدخلا إلى منطقة "تدمير للطلب".
وكان وزير النفط العراقي إحسان إسماعيل قد تحدث في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الحكومية في سبتمبر عن سعر يشكل هدفا يتراوح حول سبعين دولارًا. لكن مجموعة جولدمان ساكس تتوقع ارتفاع سعر برميل برنت إلى تسعين دولارًا بحلول نهاية العام.
لذلك، يمكن أن يفكر الكارتل الذي اختار حتى الآن زيادة حذرة في الإنتاج الإجمالي بمقدار 400 ألف برميل يوميا، في زيادة أكبر في الإنتاج.
وحاليًا، تترك دول "اوبك+" نحو خمسة ملايين برميل من النفط الخام تحت الأرض يوميًا.
وعلى كل حال، هذه هي الدعوة التي أطلقتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ أغسطس، عندما أوضح مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان أن التحالف لا يبذل جهدًا "كافيًا".
وترى حليمة كروفت المحللة في مجموعة "رويال بنك أوف كندا" (آر بي سي) أن "ضغوط واشنطن تتزايد" لاستخراج مزيد من النفط من الأرض. وقالت: "مع أزمة طاقة تشهدها أوروبا والصين، يزداد احتمال تراجع المنتجين عن برنامجهم الأولي".
وقال بيارن شيلدروب المحلل في مجموعة "اس اي بي" إنه في الوضع الحالي للسوق "لم يعد بإمكان أوبك+ الادعاء بأنها تعمل على استقرار سوق النفط العالمية". وأضاف: "لا يمكن تجاهل الفوضى الحالية في الأسواق العالمية للفحم والغاز الطبيعي"، مؤكدا أن "كبح إمدادات النفط الآن يفاقم جروح المستهلكين العالميين".
بين الإرادة وإمكان تحقيقها
يرى الأمين العام لأوبك محمد باركيندو أن الاستراتيجية الحالية ملائمة، معتبرًا أنها تساعد على "تلبية الارتفاع التدريجي للطلب" من دون الوقوع في "فائض العرض". وأوضح في الوقت نفسه أن سياسة "أوبك+" قد "ساهمت في إزالة المخزونات الفائضة في السوق"، ما يوحي بأنه تم تحقيق الهدف وأن مرحلة جديدة يمكن أن تبدأ. لكن حتى إذا رغبوا في ذلك، هل هم قادرون جميعا على رفع الوتيرة؟
وقالت كروفت إن نيجيريا وأنغولا وليبيا "ما زالت تواجه مشاكلها الدائمة في بنيتها الأساسية واستثماراتها وأمنها".
من جهته، رأى تاماس فارغا المحلل في "بي في ام أويل أسوشييتس" أن "التأخير في أعمال الصيانة ونقص الاستثمار، بسبب الأزمة الصحية جزئيا وبسبب الانتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقات المتجددة جزئيا" يؤثران على إنتاج بعض الأعضاء.
وقبل ساعات من القمة تشهد الأسواق هدوءًا. واقترب سعر خام برنت قرابة الساعة 09:35 ت غ، من سعره الجمعة أي أقل بقليل من ثمانين دولارًا.
عواصم- (وكالات): تمسكت أوبك وحلفاؤها باتفاقهم الحالي بإضافة 400 ألف برميل يوميًا من النفط إلى السوق في نوفمبر القادم، وذلك رغم ضغوط مستهلكين لتهدئة سوق تشهد إقبالًا شديدًا على النفط.
اجتمع وزراء منظمة البلدان المصدرة للنفط وروسيا وحلفائهما، في إطار مجموعة أوبك+، عن بعد. وسبق الاجتماع اجتماع آخر للجنة المراقبة الوزارية المشتركة بأوبك+ التي تراقب تطورات السوق.
وصعد نفط عمان الاثنين تسليم شهر ديسمبر القادم إلى (13ر77) دولار أمريكي، حيث شهد ارتفاعًا بلغ (63ر1) دولار أمريكي مقارنة بسعر يوم الجمعة الماضي والبالغ (50ر75).
وكان سعر خام القياس برنت، الذي ارتفاع 50 % منذ بداية العام، قد تجاوز مستوى 80 دولارًا الشهر الماضي، وجرى تداوله قرب تلك المستويات المرتفعة يوم الاجتماع عند حوالي 79 دولارًا، مدفوعة باضطرابات على صعيد الإمدادات وزيادة الطلب مع تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة كوفيد-19. كما صعدت العقود الآجلة للخام الأمريكي لأعلى مستوياتها منذ نوفمبر 2014 .
وقال متحدث باسم الكرملين: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يجر أي مناقشات عبر الهاتف في الآونة الأخيرة بشأن اتفاق إنتاج النفط العالمي الذي تتبناه مجموعة أوبك+ لكبار المنتجين. وقال المتحدث دميتري بيسكوف أيضًا: إن الكرملين لا يريد استباق نتائج اجتماع أوبك+، وامتنع عن الخوض في تفاصيل النتائج المحتملة له.
وكانت المجموعة قد اتفقت في يوليو على زيادة الإنتاج 400 ألف برميل يوميًا كل شهر حتى أبريل 2022 على الأقل للتخلص تدريجيًا من تخفيضات تبلغ 5.8 مليون برميل يوميًا تنفذها حاليًا المجموعة التي قلصت الإنتاج في 2020 عندما بددت الجائحة الطلب.
وقال أحد المصادر لرويترز ردًا على سؤال بشأن المتوقع أن يقرره الوزراء "الأكثر منطقية هو إضافة 400 ألف برميل يوميًا لا أكثر". وقال مصدر آخر أيضًا: إن هذه هي النتيجة الأكثر ترجيحًا، لكنه لم يستبعد زيادة محتملة.
قالت مصادر في أوبك+ الأسبوع الماضي: إن المنتجين يفكرون في إضافة أكثر مما ينطوي عليه الاتفاق، لكن لم يقدم أي منها تفاصيل عن الكمية الإضافية أو أي توقيت مقترح.
وقال وزير النفط العراقي إحسان عبدالجبار الأحد: إن أسعار النفط عند 100 دولار للبرميل لن تكون مستدامة وقال: إن أوبك تريد أسواقا مستقرة.
والتقى مساعد كبير للرئيس الأمريكي جو بايدن مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في السعودية الأسبوع الماضي لمناقشة الحرب في اليمن، لكنه قال: إن النفط "مثار قلق" أيضًا. وكانت الهند، وهي مستهلك كبير آخر للنفط، تضغط من أجل زيادة الإمدادات.
وفي مذكرة نشرت الجمعة، قال محللون من جيه.بي مورجان: "بالنظر إلى انخفاض عمليات تشغيل المصافي وضعف مؤشرات السوق في الصين، لا نرى حافزًا لأن يرفع تحالف أوبك+ إنتاج النفط بما يتجاوز 400 ألف برميل يوميًا الملتزم بها حاليًا".
وبلغ ارتفاع أسعار النفط أعلى مستوى في ثلاث سنوات بسبب زيادة أكبر في أسعار الغاز، والتي قفزت 300 بالمائة ووصلت إلى ما يعادل 200 دولار للبرميل بسبب نقص الإمدادات وانخفاض إنتاج أنواع الوقود الأخرى.
ويبقى ارتفاع سعر النفط مغر للموارد المالية، لكنه يغذي التضخم ويهدد تعافي الاقتصادات التي تمر بمرحلة نقاهة هشة وهو ما يمثل خطرًا جديًا على الطلب على النفط على الأمد المتوسط.
وليست تلك هي النتيجة العكسية الوحيدة التي يواجهها المنتجون. فالأسعار المرتفعة تجذب منافسين جددًا إلى الآبار التي أصبحت فجأة مربحة، وتشجع المشترين على التحول إلى مصادر أخرى للطاقة، قد تكون أنظف.
إعادة نظر في البرنامج
يعتقد محللون في مجموعة مورغان ستانلي أن عتبة 80 دولارا للبرميل تشكل مدخلا إلى منطقة "تدمير للطلب".
وكان وزير النفط العراقي إحسان إسماعيل قد تحدث في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الحكومية في سبتمبر عن سعر يشكل هدفا يتراوح حول سبعين دولارًا. لكن مجموعة جولدمان ساكس تتوقع ارتفاع سعر برميل برنت إلى تسعين دولارًا بحلول نهاية العام.
لذلك، يمكن أن يفكر الكارتل الذي اختار حتى الآن زيادة حذرة في الإنتاج الإجمالي بمقدار 400 ألف برميل يوميا، في زيادة أكبر في الإنتاج.
وحاليًا، تترك دول "اوبك+" نحو خمسة ملايين برميل من النفط الخام تحت الأرض يوميًا.
وعلى كل حال، هذه هي الدعوة التي أطلقتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ أغسطس، عندما أوضح مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان أن التحالف لا يبذل جهدًا "كافيًا".
وترى حليمة كروفت المحللة في مجموعة "رويال بنك أوف كندا" (آر بي سي) أن "ضغوط واشنطن تتزايد" لاستخراج مزيد من النفط من الأرض. وقالت: "مع أزمة طاقة تشهدها أوروبا والصين، يزداد احتمال تراجع المنتجين عن برنامجهم الأولي".
وقال بيارن شيلدروب المحلل في مجموعة "اس اي بي" إنه في الوضع الحالي للسوق "لم يعد بإمكان أوبك+ الادعاء بأنها تعمل على استقرار سوق النفط العالمية". وأضاف: "لا يمكن تجاهل الفوضى الحالية في الأسواق العالمية للفحم والغاز الطبيعي"، مؤكدا أن "كبح إمدادات النفط الآن يفاقم جروح المستهلكين العالميين".
بين الإرادة وإمكان تحقيقها
يرى الأمين العام لأوبك محمد باركيندو أن الاستراتيجية الحالية ملائمة، معتبرًا أنها تساعد على "تلبية الارتفاع التدريجي للطلب" من دون الوقوع في "فائض العرض". وأوضح في الوقت نفسه أن سياسة "أوبك+" قد "ساهمت في إزالة المخزونات الفائضة في السوق"، ما يوحي بأنه تم تحقيق الهدف وأن مرحلة جديدة يمكن أن تبدأ. لكن حتى إذا رغبوا في ذلك، هل هم قادرون جميعا على رفع الوتيرة؟
وقالت كروفت إن نيجيريا وأنغولا وليبيا "ما زالت تواجه مشاكلها الدائمة في بنيتها الأساسية واستثماراتها وأمنها".
من جهته، رأى تاماس فارغا المحلل في "بي في ام أويل أسوشييتس" أن "التأخير في أعمال الصيانة ونقص الاستثمار، بسبب الأزمة الصحية جزئيا وبسبب الانتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقات المتجددة جزئيا" يؤثران على إنتاج بعض الأعضاء.
وقبل ساعات من القمة تشهد الأسواق هدوءًا. واقترب سعر خام برنت قرابة الساعة 09:35 ت غ، من سعره الجمعة أي أقل بقليل من ثمانين دولارًا.