عبدالله العليان
بعد تراجع العالمين العربي والإسلامي وتخلفهما، مع صعود الغرب علميًا وصناعيًا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، تطلعت الكتلة الغربية القوة لأن تستعمر هذا العالم غير الأوروبي، من دول الشرق ومنه العالم العربي، لاعتبارات سياسية واقتصادية وثقافية، وهم يدركون أهمية هذا الشرق ومكانته الدينية والتراثية، والذي ظهرت منه الديانات السماوية الثلاث، ومكانته التاريخية وثروته وموقعه وجغرافيته المهمة، بين الشرق الآسيوي والغرب الأوروبي، بغض النظر عن سابقيه الحروب الصليبية التي كانت أهدافها دينية والاستفادة من المكانة الحضارية لعرب إبان ازدهارهم، إنما التدخل المعاصر بالاحتلال والسيطرة والهيمنة، قد حدث بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى كونها من دول المحور الآخر الأوروبي المنهزم، وتبع ذلك قيام احتلال دول عربية من قبل المملكة المتحدة وفرنسا، بعد تقاسمهما النفوذ عليهما، لكن هذا الاحتلال، لم يكن اقتصاديا فقط -مع أنه كان الهاجس الأكبر في البداية- لكن تحّول إلى هاجس استيطاني وثقافي بهدف الاستتباع له ولفكره وسياساته.
وحصل تسابق بينهما من يستطيع أن يفرض ثقافته وفكره وتهميش الثقافات المحلية عليها، بوسائل الترغيب والترهيب، وهذا ما جرى في دول عربية في المشرق العربي ومغربه وفي دول آسيوية أخرى.
وعندما غادر الاستعمار بعد مواجهته وإرغامه على الخروج من الأرض المحتلة من شعوب هذه الدول بالقوة المضادة له، أو كما يقول بعض المفكرين العرب -حمل عصاه ورحل- لكنه ترك في هذه البلاد أنصارًا ومؤيدين وعملاء لتأدية مخططه في تغريب الأفكار والمؤسسات والأفراد، أو كما قال الدكتور أنور عبدالملك ترك في هذه الدول «عملاء حضاريين» ليستكملوا دوره فيما خطط له في مجال الفكر والثقافة للتهميش والانصهار، وأهم هذه الأدوار تخريب الفكر وتطبيق اللغة الوافدة، لتحل محل الثقافة الوطنية اللصيقة بفكر هذه الشعوب وقيمها ورؤيتها العامة كما توارثوها عبر قرون مضت، صحيح أن رجالًا من علماء ومفكرين ومناضلين، تصدوا لهذه المخطط التغريبي، وواجهوه مواجهة باسلة بقدر استطاعتهم، خاصة في المغرب العربي، الذي كان شرسًا وقاسيًا في تطبيق ما يراه حقًا لصهر وتخريب ثقافتهم وإقصائها، خاصة الاستعمار الفرنسي، الذي كان مجوسًا وخطط قبل حتى أن يعمد إلى الاحتلال بصورة دائمة لتلك الشعوب، واعتبر بعض دول المغرب العربي (الجزائر مثلًا -جزءًا لا يتجزأ من فرنسا ومشروعها الاستعماري الاستيطاني)، واستعمل كل الوسائل لإبقاء هذه الدول مع فرنسا تابعة، لكن هذه الشعب قدمت التضحيات الأليمة والكبيرة للحفاظ على استقلالها وثقافتها وهويتها الوطنية، وهذا ما تحقق في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي في المشرق العربي، وكذلك بقية دول المغرب العربي.
لكن الاستعمار لم يتخل عن خطته التي رسمها منذ أن فكر في احتلال هذه المناطق واستباحتها، وهو تثبيت الاستعمار الثقافي، وتغريب الشعوب، من خلال لغته وفكره، ومن هذه الخطط: التعليم باللغة الفرنسية، تحت دعاوى كثيرة -ليست هي مجال حديثنا في هذا المقال- لكنه شجع في تأسيس منظمة عالمية سميت بـ(الفرانكفونية)، والتي تطلق على الناطقين بهذه اللغة، والهدف الأساسي من إنشاء هذه المنظمة هو ترويج وتشجيع انتشار هذه اللغة، مع أن فرنسا لم تشارك في تأسيسها من خلال فرنسيين في هذه المنظمة، ربما لتعطي الأهمية لها أن الرغبة لم تأت من فرنسا في قيامها، وإنما من المحبين للفرانكفونية من خارجها، مع أن الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران، قال: إنه لا يعتبر تعليم اللغة الفرنسية نهاية المطاف إن لم تحقق أهدافها، فيقول: (الفرانكفونية ليست اللغة الفرنسية وحسب.. إذا لم نتوصل إلى الاقتناع بأن الانتماء إلى العالم الفرانكفوني سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا، يمثل إضافة، فإننا سنكون قد فشلنا في العمل الذي بدأناه منذ سنوات).
ولا شك أن الأهداف أكبر مما قيل عنها، لانتشار اللغة الفرنسية في الشعوب الأخرى، خاصة في القارة الإفريقية والمغرب العربي، وقد عملت فرنسا لإقامة مسميات ونشاطات في تشجيع المنظمة الفرانكفونية، ومنها تم تأسيس العديد من الطرق التي تدفع في تشجيعها مثل قيام: الفيدرالية العالمية للثقافة وانتشار الفرنسية، الجمعية العالمية للكتاب باللغة الفرنسية، الاتحاد العالمي للصحفيين والصحافة باللغة الفرنسية، وغيرها من النشاطات، لتعميم هذه اللغة وانتشارها عالميًا، ومنها محاولة إحلالها محل اللغات والثقافات الأخرى، وهذا ما تم فرضه إبان فترة الاستعمار في بلاد المغرب العربي، ويقول الدكتور بنسالم حمّيش في مناقشة قضية الفرانكفونية: إن الاستعمار الفرنسي وضع مشروعًا لهذا الغرض و«الساعي إلى فرض اللغة الفرنسية، كلغة أم، على ألسنة المستعمرين»، وذلك انطلاقًا من عقائد الأيديولوجيا الاستعمارية المترسخة والقائمة في نوع من القياس تقدمه ضروري تاريخيًا وصحيح منطقيًا، وهو أن العرب قوم غزاة متسلطون «وبلاد البربر جبلت على الخضوع والتبعية» فإذن لا محيد عن الاحتلال الفرنسي ذي الرسالة الإنقاذية التثقيفية، «وبالتالي لا محيد عن فرنسة المجتمع المدني والمرافق الحيوية».
لكن اللغة الأنجلوسكسونية، تفوقت في العديد من الدول على اللغة الفرانكفونية، من حيث الانتشار، في كل العالم، بما فيها المناطق التي انتشرت فيها اللغة الفرنسية وتعتبر مجالها الحيوي في انتشار لغتها، وقبل عقود عدة، بدأت اللغة الإنجليزية، تغزو حتى المغرب العربي، وبعض البلاد الإفريقية، خاصة في الجزائر والمغرب، وكأنه من جزء من الصراع الثقافي القائم بين دول الغرب لانتشار اللغة، والإشكالية، أن الثقافة الأنجلوسكسونية، لم تكن بتلك الحدة في فرض اللغة الإنجليزية، مثلما عملت فرنسا في المغرب العربي وبعض الدول الإفريقية، فكانت أكثر نعومة في طرح غيار اللغة الأنجلوسكسونية بطريقة الترغيب، وهذا ما يراه البعض أنه حقق نتائج إيجابية، وعزز الأمر تحرك الولايات المتحدة في هذا الجانب، أو ما يسميه البعض الاختراق الثقافي «لأنجلو أمريكي» من حيث نشر الثقافة الأنجلوسكسونية، ومن يتبعها من مغريات كبيرة لصناعتها وبرامجها وفنونها، وهذا ما تقف ضده فرنسا منذ عدة عقود، ولاقى انتقادات من سياسيين ومفكرين وغيرهم.
فالمفكر الفرنسي المعروف «ريجيسي دوبريه» قال بالحرف الواحد، قبل عدة سنوات: «إن القمع الثقافي لثلاثة أرباع البشرية سيوجد في القرن الحادي والعشرين متمردين أكثر حزمًا وعددًا مما كانت عليه البروليتاريا الاقتصادية في القرن التاسع عشر».
الشاعر الفرنسي البارز (اندريه فيلتير) قال في هذا الصدد: «إن أي ثقافة أو لغة تتعرض للانقراض أو تهدد بالزوال هي خسارة للبشرية وللإرث البشري ذلك - وأن وعي البشر يتشكل من خلال المعطيات اللغوية أولا، من هنا اختلف الوعي البشري وتنوعه الذي هو مصدر غني للبشرية».
والشيء المستغرب أن فرنسا تمارس الوسيلة نفسها ضد شعوب أخرى، في الوقت الذي تهاجم ما تسميه الغزو الثقافي، وأحيانًا تتم تسميته بـ(القمع الثقافي)، مع أن الممارسة الفرنسية لثقافة الشعوب التي استعمرتها أشد وأنكى مما تقوم به الثقافة الأمريكية في انتشارها الحر دون فرضها على الشعوب الأخرى! ولا شك أن محاولة انتشار اللغات الأجنبية، لتحل محل اللغات الوطنية، له أهداف عديدة، منها الاقتصادي ومنها السياسية، وحتى الفكري والثقافي، وهذا لم يعد خافيًا على المتابع، ومنهم من درس في الغرب، وعاش فيها ردحًا من الزمن، ومع ذلك فإن محاولات فرض اللغة غير الوطنية، لم تحقق النتائج التي خُطط له من بعض هذه الدول.
وللحديث بقية.
بعد تراجع العالمين العربي والإسلامي وتخلفهما، مع صعود الغرب علميًا وصناعيًا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، تطلعت الكتلة الغربية القوة لأن تستعمر هذا العالم غير الأوروبي، من دول الشرق ومنه العالم العربي، لاعتبارات سياسية واقتصادية وثقافية، وهم يدركون أهمية هذا الشرق ومكانته الدينية والتراثية، والذي ظهرت منه الديانات السماوية الثلاث، ومكانته التاريخية وثروته وموقعه وجغرافيته المهمة، بين الشرق الآسيوي والغرب الأوروبي، بغض النظر عن سابقيه الحروب الصليبية التي كانت أهدافها دينية والاستفادة من المكانة الحضارية لعرب إبان ازدهارهم، إنما التدخل المعاصر بالاحتلال والسيطرة والهيمنة، قد حدث بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى كونها من دول المحور الآخر الأوروبي المنهزم، وتبع ذلك قيام احتلال دول عربية من قبل المملكة المتحدة وفرنسا، بعد تقاسمهما النفوذ عليهما، لكن هذا الاحتلال، لم يكن اقتصاديا فقط -مع أنه كان الهاجس الأكبر في البداية- لكن تحّول إلى هاجس استيطاني وثقافي بهدف الاستتباع له ولفكره وسياساته.
وحصل تسابق بينهما من يستطيع أن يفرض ثقافته وفكره وتهميش الثقافات المحلية عليها، بوسائل الترغيب والترهيب، وهذا ما جرى في دول عربية في المشرق العربي ومغربه وفي دول آسيوية أخرى.
وعندما غادر الاستعمار بعد مواجهته وإرغامه على الخروج من الأرض المحتلة من شعوب هذه الدول بالقوة المضادة له، أو كما يقول بعض المفكرين العرب -حمل عصاه ورحل- لكنه ترك في هذه البلاد أنصارًا ومؤيدين وعملاء لتأدية مخططه في تغريب الأفكار والمؤسسات والأفراد، أو كما قال الدكتور أنور عبدالملك ترك في هذه الدول «عملاء حضاريين» ليستكملوا دوره فيما خطط له في مجال الفكر والثقافة للتهميش والانصهار، وأهم هذه الأدوار تخريب الفكر وتطبيق اللغة الوافدة، لتحل محل الثقافة الوطنية اللصيقة بفكر هذه الشعوب وقيمها ورؤيتها العامة كما توارثوها عبر قرون مضت، صحيح أن رجالًا من علماء ومفكرين ومناضلين، تصدوا لهذه المخطط التغريبي، وواجهوه مواجهة باسلة بقدر استطاعتهم، خاصة في المغرب العربي، الذي كان شرسًا وقاسيًا في تطبيق ما يراه حقًا لصهر وتخريب ثقافتهم وإقصائها، خاصة الاستعمار الفرنسي، الذي كان مجوسًا وخطط قبل حتى أن يعمد إلى الاحتلال بصورة دائمة لتلك الشعوب، واعتبر بعض دول المغرب العربي (الجزائر مثلًا -جزءًا لا يتجزأ من فرنسا ومشروعها الاستعماري الاستيطاني)، واستعمل كل الوسائل لإبقاء هذه الدول مع فرنسا تابعة، لكن هذه الشعب قدمت التضحيات الأليمة والكبيرة للحفاظ على استقلالها وثقافتها وهويتها الوطنية، وهذا ما تحقق في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي في المشرق العربي، وكذلك بقية دول المغرب العربي.
لكن الاستعمار لم يتخل عن خطته التي رسمها منذ أن فكر في احتلال هذه المناطق واستباحتها، وهو تثبيت الاستعمار الثقافي، وتغريب الشعوب، من خلال لغته وفكره، ومن هذه الخطط: التعليم باللغة الفرنسية، تحت دعاوى كثيرة -ليست هي مجال حديثنا في هذا المقال- لكنه شجع في تأسيس منظمة عالمية سميت بـ(الفرانكفونية)، والتي تطلق على الناطقين بهذه اللغة، والهدف الأساسي من إنشاء هذه المنظمة هو ترويج وتشجيع انتشار هذه اللغة، مع أن فرنسا لم تشارك في تأسيسها من خلال فرنسيين في هذه المنظمة، ربما لتعطي الأهمية لها أن الرغبة لم تأت من فرنسا في قيامها، وإنما من المحبين للفرانكفونية من خارجها، مع أن الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران، قال: إنه لا يعتبر تعليم اللغة الفرنسية نهاية المطاف إن لم تحقق أهدافها، فيقول: (الفرانكفونية ليست اللغة الفرنسية وحسب.. إذا لم نتوصل إلى الاقتناع بأن الانتماء إلى العالم الفرانكفوني سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا، يمثل إضافة، فإننا سنكون قد فشلنا في العمل الذي بدأناه منذ سنوات).
ولا شك أن الأهداف أكبر مما قيل عنها، لانتشار اللغة الفرنسية في الشعوب الأخرى، خاصة في القارة الإفريقية والمغرب العربي، وقد عملت فرنسا لإقامة مسميات ونشاطات في تشجيع المنظمة الفرانكفونية، ومنها تم تأسيس العديد من الطرق التي تدفع في تشجيعها مثل قيام: الفيدرالية العالمية للثقافة وانتشار الفرنسية، الجمعية العالمية للكتاب باللغة الفرنسية، الاتحاد العالمي للصحفيين والصحافة باللغة الفرنسية، وغيرها من النشاطات، لتعميم هذه اللغة وانتشارها عالميًا، ومنها محاولة إحلالها محل اللغات والثقافات الأخرى، وهذا ما تم فرضه إبان فترة الاستعمار في بلاد المغرب العربي، ويقول الدكتور بنسالم حمّيش في مناقشة قضية الفرانكفونية: إن الاستعمار الفرنسي وضع مشروعًا لهذا الغرض و«الساعي إلى فرض اللغة الفرنسية، كلغة أم، على ألسنة المستعمرين»، وذلك انطلاقًا من عقائد الأيديولوجيا الاستعمارية المترسخة والقائمة في نوع من القياس تقدمه ضروري تاريخيًا وصحيح منطقيًا، وهو أن العرب قوم غزاة متسلطون «وبلاد البربر جبلت على الخضوع والتبعية» فإذن لا محيد عن الاحتلال الفرنسي ذي الرسالة الإنقاذية التثقيفية، «وبالتالي لا محيد عن فرنسة المجتمع المدني والمرافق الحيوية».
لكن اللغة الأنجلوسكسونية، تفوقت في العديد من الدول على اللغة الفرانكفونية، من حيث الانتشار، في كل العالم، بما فيها المناطق التي انتشرت فيها اللغة الفرنسية وتعتبر مجالها الحيوي في انتشار لغتها، وقبل عقود عدة، بدأت اللغة الإنجليزية، تغزو حتى المغرب العربي، وبعض البلاد الإفريقية، خاصة في الجزائر والمغرب، وكأنه من جزء من الصراع الثقافي القائم بين دول الغرب لانتشار اللغة، والإشكالية، أن الثقافة الأنجلوسكسونية، لم تكن بتلك الحدة في فرض اللغة الإنجليزية، مثلما عملت فرنسا في المغرب العربي وبعض الدول الإفريقية، فكانت أكثر نعومة في طرح غيار اللغة الأنجلوسكسونية بطريقة الترغيب، وهذا ما يراه البعض أنه حقق نتائج إيجابية، وعزز الأمر تحرك الولايات المتحدة في هذا الجانب، أو ما يسميه البعض الاختراق الثقافي «لأنجلو أمريكي» من حيث نشر الثقافة الأنجلوسكسونية، ومن يتبعها من مغريات كبيرة لصناعتها وبرامجها وفنونها، وهذا ما تقف ضده فرنسا منذ عدة عقود، ولاقى انتقادات من سياسيين ومفكرين وغيرهم.
فالمفكر الفرنسي المعروف «ريجيسي دوبريه» قال بالحرف الواحد، قبل عدة سنوات: «إن القمع الثقافي لثلاثة أرباع البشرية سيوجد في القرن الحادي والعشرين متمردين أكثر حزمًا وعددًا مما كانت عليه البروليتاريا الاقتصادية في القرن التاسع عشر».
الشاعر الفرنسي البارز (اندريه فيلتير) قال في هذا الصدد: «إن أي ثقافة أو لغة تتعرض للانقراض أو تهدد بالزوال هي خسارة للبشرية وللإرث البشري ذلك - وأن وعي البشر يتشكل من خلال المعطيات اللغوية أولا، من هنا اختلف الوعي البشري وتنوعه الذي هو مصدر غني للبشرية».
والشيء المستغرب أن فرنسا تمارس الوسيلة نفسها ضد شعوب أخرى، في الوقت الذي تهاجم ما تسميه الغزو الثقافي، وأحيانًا تتم تسميته بـ(القمع الثقافي)، مع أن الممارسة الفرنسية لثقافة الشعوب التي استعمرتها أشد وأنكى مما تقوم به الثقافة الأمريكية في انتشارها الحر دون فرضها على الشعوب الأخرى! ولا شك أن محاولة انتشار اللغات الأجنبية، لتحل محل اللغات الوطنية، له أهداف عديدة، منها الاقتصادي ومنها السياسية، وحتى الفكري والثقافي، وهذا لم يعد خافيًا على المتابع، ومنهم من درس في الغرب، وعاش فيها ردحًا من الزمن، ومع ذلك فإن محاولات فرض اللغة غير الوطنية، لم تحقق النتائج التي خُطط له من بعض هذه الدول.
وللحديث بقية.