- 1 -
كان لزامًا بعد أن تحدثنا في مقال الأسبوع الماضي عن أبرز المختارات القصصية العالمية للآباء المؤسسين لفن القصة القصيرة في الأدب العالمي (الروسي تشيخوف، والأمريكي إدجار آلن بو، والفرنسي جي دي موباسان) وترجماتها إلى العربية وأهميتها الفنية في تعريف محبي هذا الفن بأشكال كتابته وتطوره وتنوع تقنياته كما رسخها كبار كتابه ورواده في العالم.
وعلى حداثة فن القصيرة في الأدب العربي مقارنة بنظائره في الآداب العالمية؛ فإن ثمة مجموعات مختارة منتقاة بعناية فائقة لأبرز وأهم القصص القصيرة في أدبنا العربي الحديث والمعاصر، منذ بداياته الأولى على يد المدرسة الحديثة في مصر (1925-1950) مرورًا بازدهار القصة وتوهجها الكبير في الأربعينيات وما تلاها وحتى الثمانينيات وصولًا إلى الأشكال الأكثر جدة وحداثة وتجريبًا طوال الأعوام الثلاثين الماضية.
وسأتوقف أمام ثلاثة نماذج من كتب هذه المختارات نلقي الضوء عليها، وعلى ما تضمنته من نماذج قصصية ممتازة، وأسباب اختيارها لهذه النماذج، ومنهج الاختيار.. إلخ. هذه المحاولات بالترتيب؛ هي:
عن الدهشة والألم (50 قصة عربية بأقلام عربية)؛ وصدرت عن سلسلة كتاب العربي الشهيرة، (وزارة الإعلام الكويتية، مجلة (العربي)، سلسلة كتاب (العربي)، العدد (68)، أبريل 2007). ثم «المختار من روائع القصة العربية الحديثة» الصادر عن مكتبة الأسرة المصرية (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2000). وأخيرًا المجموعة الضخمة المختارة تحت عنوان «من عيون القصة المصرية» التي صدرت عن المجلس الأعلى للثقافة في ثلاثة أجزاء كبار؛ (من إعداد وتحرير د.حسين حمودة، تقديم خيري شلبي، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2009).
- 2 -
وسأبدأ بهذه المجموعة الممتازة «المختار من روائع القصة العربية الحديثة»، مكتبة الأسرة (سلسلة الروائع)، تضم هذه المجموعة الممتازة من المختارات 20 قصة قصيرة من روائع الإبداع القصصي العربي خلال الفترة من 1925 وهي السنة التي ظهرت فيها المدرسة الحديثة في مصر على يد محمود طاهر لاشين وأقرانه، وحتى ثمانينيات القرن الماضي؛ أي أن هذه المختارات تغطي مساحة زمنية تقارب ثلاثة أرباع القرن تطورت فيها القصة تطورًا مذهلًا منذ نشأتها وظهورها في الأدب المصري في الربع الأول من القرن العشرين (محمود طاهر لاشين، ومحمود تيمور)، مرورًا بريادة كتاب الثلاثينيات والأربعينيات (حسين هيكل، وطه حسين، وإبراهيم المازني، وتوفيق الحكيم)، ثم مرحلة ازدهارها الكبير في الخمسينيات والستينيات (يحيى حقي، محمود البدوي، شكري عياد، سهير القلماوي، وعبد الحميد جودة السحار، وإحسان عبد القدوس، ويوسف السباعي، وعبد الرحمن الشرقاوي، ونجيب محفوظ، ويوسف إدريس)، ووصولا إلى آفاق القصة الحداثية والتجريبية، ومغامرات الشكل والبحث عن لغة قصصية جديدة وفريدة في السبعينيات والثمانينيات (لطيفة الزيات، ورشاد رشدي، ولطفي الخولي، ويحيى الطاهر عبد الله).
عشرون قصة رائعة اختارها معدّ هذه المختارات ومحررها بعناية (المترجم البارع والمثقف القدير الدكتور محمد عناني)؛ واضعًا نصب عينيه هدفًا واضحًا محددًا «الهدف من تقديم هذه الروائع من القصص العربية، هو إمتاع القارئ العربي بما أثمرته قرائح الكتاب الذين لمعوا وأضاءوا سماء القرن العشرين، وأصبح لهم تراث منوع بالغ الثراء، سواء أكان ذلك في المادة القصصية نفسها التي تفاوتت تفاوتًا شاسعًا من كاتبٍ لكاتب، ومن مرحلة زمنية إلى مرحلة أخرى على امتداد القرن العشرين، أم في الأسلوب والصنعة الأدبية بوجه عام، في البناء والنسج والنغمة، بحيث يستطيع القارئ أن يجد شتى الألوان التي زخر بها مجال القصة العربية حتى نهاية القرن».
- 3 -
وسوف يجد القارئ في هذه المجموعة جهود رواد القصة واضحة، أولئك الذين طوعوا اللغة العربية لمقتضيات فن القصة العربية، إلى جانب جهود الجيل أو الأجيال التالية لهم، ممن طوروا تلك اللغة فمزجوها إما بالعامية المصرية أو باللغة الشاعرة أو اللغة الرامزة الحافلة بالإيحاء والدلالة، ومن ثم سيجد القارئ أن المعاصرين من عباقرة كتاب القصة قد وجدوا الطريق معبدًا إلى حد ما، وإذا كان بعضهم قد تفوق على الرواد فلا نستطيع مطلقًا إنكار فضل هؤلاء الرواد وإذا كان بعضهم قد تفرد بصوره الخاصة، ورؤيته الخاصة، وأسلوبه المميز له، فإنه يمثل في الواقع امتدادًا لا ينكر للحركة الأدبية الزاخرة التي لم تتوقف يومًا على امتداد قرن كامل.
وبالإضافة إلى تمثيل الشكل الفني وتنوعاته، واللغة القصصية وتبايناتها؛ على أهميتها، سيجد قارئ هذه المختارات صورًا متفاوتة للحياة في مصر تنبض أيضًا بالتنوع والثراء؛ فالقرون العشرون هو قرن عودة الروح، وقرن التحرر الوطني والأحلام الغالية، وهو كذلك قرن التأمل واستكشاف الذات واستنطاقها بحثًا عن الجوهري، وتمييزًا له عن العارض. ولقد أثبت رواد القصة الأوائل أنهم كانوا شديدي الوعي بذلك التيار الوطني الذي كان يتجلى أحيانًا في الاتكاء على الخصوصية، واستلهام كل ما هو مصري صميم، ولذلك كانت الخيوط الفكرية أو التيمات المبثوثة في ثنايا هذه المجموعة تجتمع وتشتبك لتنسج نسيجًا متجانسًا، مهما يكن من تعدد ألوانه والنقوش الظاهرة فيه.
وإذا كان فن القصة القصيرة؛ بصورتها المحددة، فنًّا حديثًا لم ينشأ في أوروبا إلا في القرن التاسع عشر، فإن الفن القصصي العربي له صوره المتعددة الضاربة التي تضرب في أعماق تاريخنا الحافل، والصورة الحديثة للقصص العربي قد تكون متأثرة بالفن القصصي العالمي، ولكنها قد بدأت تنزع إلى الاستقلال والتميز، والفضل يعود إلى امتزاج جهود رواد القصة بجهود الأجيال التي تبعتهم، وطوَّرت من طرائقهم للتعبير عن رؤاها الخاصة، وهذا ما سوف يجده القارئ في شتى قصص هذه المجموعة من المختارات.
- 4 -
بعد تسع سنوات من صدور هذه المختارات التمثيلية لمسيرة القصة القصيرة في الأدب العربي، جاءت مجموعة المختارات القصصية الجامعة «من عيون القصة ـ مختارات قصصية»، من إعداد وتحرير وتقديم الناقد الدكتور حسين حمودة. المختارات التي توزعت عبر أجزاء ثلاثة (متوسط الجزء الواحد منها قرابة الـ 650 صفحة)، ضمّت حوالى 200 قصة قصيرة للعدد نفسه من الأدباء وكتاب القصة المصرية، بدءاً من محمد تيمور، الذي يُنسب إليه افتتاح ذلك الفنّ الأدبي في مصر، وصولًا إلى الأدباء الشبان من الأجيال الجديدة. هكذا، تُقدِّم المجلدات الثلاثة -عبر مجموع صفحات يقترب من الألفين- مشهدًا تاريخيًا للقصة القصيرة العربية عبر قرن من الزمن، تتجاور فيه أسماء؛ نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وإبراهيم أصلان، إلى جانب الأسماء الحديثة؛ مثل: طارق إمام، ومحمد صلاح العزب، ومحمد عبد النبي، وكاتبات رائدات؛ مثل لطيفة الزيات، وجاذبية صدقي، بجوار شابات؛ منهن مي خالد، ومنصورة عز الدين، ونجلاء علام.
كلاسيكيون إلى جانب تجريبيّين، حكواتيون إلى جوار ذهنيين، أجيال وتيارات وأزمنة تتسابق وتتقافز من هنا إلى هناك، لا تتحرك بانسيابيةٍ بل حركة متوترة تصعد وتهبط خلال الصفحات. عن هذا العمل الموسوعي الكبير، يقول الكاتب والقاص القدير أحمد الخميسي: «يحاول الكتاب بابتكارٍ وجهد واضح بذله د.حسين حمودة أن يقدم لنا جدارية رائعة من أبدع ما يمكن لفن القصة القصيرة المصرية؛ في تجلياته وتطوراته الفنية والتاريخية، منذ ظهوره، وحتى اللحظة التي جمعت فيها المختارات».
أهمية الكتاب، كما يقول الخميسي: ليست في أنه الأول من نوعه فحسب، لكن أيضًا في أنه بعث تاريخ ذلك الفن السردي، وأحياه، ووضعه كاملًا تقريبًا، متأججًا بأرواح كتابه، عبر أزمنة مختلفة، في جدارية فريدة مشعة وغير مسبوقة.
كان لزامًا بعد أن تحدثنا في مقال الأسبوع الماضي عن أبرز المختارات القصصية العالمية للآباء المؤسسين لفن القصة القصيرة في الأدب العالمي (الروسي تشيخوف، والأمريكي إدجار آلن بو، والفرنسي جي دي موباسان) وترجماتها إلى العربية وأهميتها الفنية في تعريف محبي هذا الفن بأشكال كتابته وتطوره وتنوع تقنياته كما رسخها كبار كتابه ورواده في العالم.
وعلى حداثة فن القصيرة في الأدب العربي مقارنة بنظائره في الآداب العالمية؛ فإن ثمة مجموعات مختارة منتقاة بعناية فائقة لأبرز وأهم القصص القصيرة في أدبنا العربي الحديث والمعاصر، منذ بداياته الأولى على يد المدرسة الحديثة في مصر (1925-1950) مرورًا بازدهار القصة وتوهجها الكبير في الأربعينيات وما تلاها وحتى الثمانينيات وصولًا إلى الأشكال الأكثر جدة وحداثة وتجريبًا طوال الأعوام الثلاثين الماضية.
وسأتوقف أمام ثلاثة نماذج من كتب هذه المختارات نلقي الضوء عليها، وعلى ما تضمنته من نماذج قصصية ممتازة، وأسباب اختيارها لهذه النماذج، ومنهج الاختيار.. إلخ. هذه المحاولات بالترتيب؛ هي:
عن الدهشة والألم (50 قصة عربية بأقلام عربية)؛ وصدرت عن سلسلة كتاب العربي الشهيرة، (وزارة الإعلام الكويتية، مجلة (العربي)، سلسلة كتاب (العربي)، العدد (68)، أبريل 2007). ثم «المختار من روائع القصة العربية الحديثة» الصادر عن مكتبة الأسرة المصرية (الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 2000). وأخيرًا المجموعة الضخمة المختارة تحت عنوان «من عيون القصة المصرية» التي صدرت عن المجلس الأعلى للثقافة في ثلاثة أجزاء كبار؛ (من إعداد وتحرير د.حسين حمودة، تقديم خيري شلبي، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 2009).
- 2 -
وسأبدأ بهذه المجموعة الممتازة «المختار من روائع القصة العربية الحديثة»، مكتبة الأسرة (سلسلة الروائع)، تضم هذه المجموعة الممتازة من المختارات 20 قصة قصيرة من روائع الإبداع القصصي العربي خلال الفترة من 1925 وهي السنة التي ظهرت فيها المدرسة الحديثة في مصر على يد محمود طاهر لاشين وأقرانه، وحتى ثمانينيات القرن الماضي؛ أي أن هذه المختارات تغطي مساحة زمنية تقارب ثلاثة أرباع القرن تطورت فيها القصة تطورًا مذهلًا منذ نشأتها وظهورها في الأدب المصري في الربع الأول من القرن العشرين (محمود طاهر لاشين، ومحمود تيمور)، مرورًا بريادة كتاب الثلاثينيات والأربعينيات (حسين هيكل، وطه حسين، وإبراهيم المازني، وتوفيق الحكيم)، ثم مرحلة ازدهارها الكبير في الخمسينيات والستينيات (يحيى حقي، محمود البدوي، شكري عياد، سهير القلماوي، وعبد الحميد جودة السحار، وإحسان عبد القدوس، ويوسف السباعي، وعبد الرحمن الشرقاوي، ونجيب محفوظ، ويوسف إدريس)، ووصولا إلى آفاق القصة الحداثية والتجريبية، ومغامرات الشكل والبحث عن لغة قصصية جديدة وفريدة في السبعينيات والثمانينيات (لطيفة الزيات، ورشاد رشدي، ولطفي الخولي، ويحيى الطاهر عبد الله).
عشرون قصة رائعة اختارها معدّ هذه المختارات ومحررها بعناية (المترجم البارع والمثقف القدير الدكتور محمد عناني)؛ واضعًا نصب عينيه هدفًا واضحًا محددًا «الهدف من تقديم هذه الروائع من القصص العربية، هو إمتاع القارئ العربي بما أثمرته قرائح الكتاب الذين لمعوا وأضاءوا سماء القرن العشرين، وأصبح لهم تراث منوع بالغ الثراء، سواء أكان ذلك في المادة القصصية نفسها التي تفاوتت تفاوتًا شاسعًا من كاتبٍ لكاتب، ومن مرحلة زمنية إلى مرحلة أخرى على امتداد القرن العشرين، أم في الأسلوب والصنعة الأدبية بوجه عام، في البناء والنسج والنغمة، بحيث يستطيع القارئ أن يجد شتى الألوان التي زخر بها مجال القصة العربية حتى نهاية القرن».
- 3 -
وسوف يجد القارئ في هذه المجموعة جهود رواد القصة واضحة، أولئك الذين طوعوا اللغة العربية لمقتضيات فن القصة العربية، إلى جانب جهود الجيل أو الأجيال التالية لهم، ممن طوروا تلك اللغة فمزجوها إما بالعامية المصرية أو باللغة الشاعرة أو اللغة الرامزة الحافلة بالإيحاء والدلالة، ومن ثم سيجد القارئ أن المعاصرين من عباقرة كتاب القصة قد وجدوا الطريق معبدًا إلى حد ما، وإذا كان بعضهم قد تفوق على الرواد فلا نستطيع مطلقًا إنكار فضل هؤلاء الرواد وإذا كان بعضهم قد تفرد بصوره الخاصة، ورؤيته الخاصة، وأسلوبه المميز له، فإنه يمثل في الواقع امتدادًا لا ينكر للحركة الأدبية الزاخرة التي لم تتوقف يومًا على امتداد قرن كامل.
وبالإضافة إلى تمثيل الشكل الفني وتنوعاته، واللغة القصصية وتبايناتها؛ على أهميتها، سيجد قارئ هذه المختارات صورًا متفاوتة للحياة في مصر تنبض أيضًا بالتنوع والثراء؛ فالقرون العشرون هو قرن عودة الروح، وقرن التحرر الوطني والأحلام الغالية، وهو كذلك قرن التأمل واستكشاف الذات واستنطاقها بحثًا عن الجوهري، وتمييزًا له عن العارض. ولقد أثبت رواد القصة الأوائل أنهم كانوا شديدي الوعي بذلك التيار الوطني الذي كان يتجلى أحيانًا في الاتكاء على الخصوصية، واستلهام كل ما هو مصري صميم، ولذلك كانت الخيوط الفكرية أو التيمات المبثوثة في ثنايا هذه المجموعة تجتمع وتشتبك لتنسج نسيجًا متجانسًا، مهما يكن من تعدد ألوانه والنقوش الظاهرة فيه.
وإذا كان فن القصة القصيرة؛ بصورتها المحددة، فنًّا حديثًا لم ينشأ في أوروبا إلا في القرن التاسع عشر، فإن الفن القصصي العربي له صوره المتعددة الضاربة التي تضرب في أعماق تاريخنا الحافل، والصورة الحديثة للقصص العربي قد تكون متأثرة بالفن القصصي العالمي، ولكنها قد بدأت تنزع إلى الاستقلال والتميز، والفضل يعود إلى امتزاج جهود رواد القصة بجهود الأجيال التي تبعتهم، وطوَّرت من طرائقهم للتعبير عن رؤاها الخاصة، وهذا ما سوف يجده القارئ في شتى قصص هذه المجموعة من المختارات.
- 4 -
بعد تسع سنوات من صدور هذه المختارات التمثيلية لمسيرة القصة القصيرة في الأدب العربي، جاءت مجموعة المختارات القصصية الجامعة «من عيون القصة ـ مختارات قصصية»، من إعداد وتحرير وتقديم الناقد الدكتور حسين حمودة. المختارات التي توزعت عبر أجزاء ثلاثة (متوسط الجزء الواحد منها قرابة الـ 650 صفحة)، ضمّت حوالى 200 قصة قصيرة للعدد نفسه من الأدباء وكتاب القصة المصرية، بدءاً من محمد تيمور، الذي يُنسب إليه افتتاح ذلك الفنّ الأدبي في مصر، وصولًا إلى الأدباء الشبان من الأجيال الجديدة. هكذا، تُقدِّم المجلدات الثلاثة -عبر مجموع صفحات يقترب من الألفين- مشهدًا تاريخيًا للقصة القصيرة العربية عبر قرن من الزمن، تتجاور فيه أسماء؛ نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وإبراهيم أصلان، إلى جانب الأسماء الحديثة؛ مثل: طارق إمام، ومحمد صلاح العزب، ومحمد عبد النبي، وكاتبات رائدات؛ مثل لطيفة الزيات، وجاذبية صدقي، بجوار شابات؛ منهن مي خالد، ومنصورة عز الدين، ونجلاء علام.
كلاسيكيون إلى جانب تجريبيّين، حكواتيون إلى جوار ذهنيين، أجيال وتيارات وأزمنة تتسابق وتتقافز من هنا إلى هناك، لا تتحرك بانسيابيةٍ بل حركة متوترة تصعد وتهبط خلال الصفحات. عن هذا العمل الموسوعي الكبير، يقول الكاتب والقاص القدير أحمد الخميسي: «يحاول الكتاب بابتكارٍ وجهد واضح بذله د.حسين حمودة أن يقدم لنا جدارية رائعة من أبدع ما يمكن لفن القصة القصيرة المصرية؛ في تجلياته وتطوراته الفنية والتاريخية، منذ ظهوره، وحتى اللحظة التي جمعت فيها المختارات».
أهمية الكتاب، كما يقول الخميسي: ليست في أنه الأول من نوعه فحسب، لكن أيضًا في أنه بعث تاريخ ذلك الفن السردي، وأحياه، ووضعه كاملًا تقريبًا، متأججًا بأرواح كتابه، عبر أزمنة مختلفة، في جدارية فريدة مشعة وغير مسبوقة.