«وكالات»: أسدل الستار على مهرجان كان، أكبر مهرجانات السينما في العالم بالريفييرا الفرنسية بعد توقفه عام 2020 بسبب جائحة فيروس كورونا.

ومن بين الفائزين الكبار الآخرين الليلة ليوس كاراكس الذي حصل على جائزة أفضل مخرج عن الفيلم الموسيقي (أنيت).

وفازت رينات راينسفي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم (ذا وورست بيرسون إن ذا وورلد) للمخرج يواكيم ترير وهو فيلم كوميدي رومانسي معاصر لاقى نجاحًا كبيرًا لدى النقاد.

وفاز كاليب لاندري جونز الذي لعب دور البطولة في الفيلم الأسترالي (نترام) بجائزة أفضل ممثل. وذهبت جائزة لجنة التحكيم إلى فيلمين وهما (أهيدز ني) للمخرج ناداف لابيد و(ميموريا) للمخرج التايلاندي أبيشاتبونج ويراسيتاكول.

وتقاسم جائزة التميز الكبرى فيلم (كومبارتمنت نمبر6) للمخرج جوهو كوزمانن والذي تدور أحداثه حول امرأة تنطلق في رحلة بالقطار عبر روسيا وفيلم (هيرو) للمخرج الإيراني أصغر فرهادي ويحكي قصة سجين يواجه مأزقًا أخلاقيًا.

واحتل المناخ حيّزًا أكثر أهمية من أي وقت مضى في هذه الدورة، مع مجموعة خاصة للأفلام عن البيئة، كما الحال مع أيسي مايغا التي استعرضت تاريخ عائلتها مع فيلم «المشي على الماء» الذي يعالج قضية النفاذ إلى هذا المورد الحيوي. ويبقى الموضوع المناخي مسألة مهمة للمهرجان الذي لا يزال أمامه طريق طويل للاستمرار في الحدّ من بصمته البيئية.

كما شكلت الحفلة الختامية مناسبة لمنح سعفة فخرية للمخرج الإيطالي ماركو بيلوكيو الذي قدّم فيلمًا وثائقيًا شخصيًا للغاية بعنوان «ماركس يمكن أن ينتظر»، بعد خمسة عقود من العمل الملتزم، لم يتوان فيها عن انتقاد المؤسسات العسكرية والدينية. وبعد تقديم الجوائز، يعرض مهرجان كان في الختام أكثر الأفلام الفرنسية المنتظرة هذا العام «أو اس اس 117، أليرت روج أون أفريك نوار» للمخرج نيكولا بيدوس مع جان دوجاردان وبيار نيني وفاتو ندياي.

وكان المهرجان منح جائزته عن فئة «نظرة ما» إلى الروسية كيرا كوفالينكو عن فيلمها «أنلنشينغ ذي فيستس» الذي يروي قصة شابة في مجتمع منغلق في أوسيتيا الشمالية.

ثاني مخرجة تفوز بالسعفة الذهبية في تاريخ المهرجان - جوليا دوكورنو تفوز عن فيلمها «تيتان»

كان - «وكالات»: توّج مهرجان كان جوليا دوكورنو عن فيلمها المعاصر «تيتان»، مما جعل السينمائية الفرنسية ثاني مخرجة تفوز بالسعفة الذهبية في تاريخ المهرجان الذي اختتم دورته الرابعة والسبعين بعد غيابه العام الماضي بسبب جائحة «كوفيد-19».

فلجنة التحكيم كافأت دوكورنو البالغة 37 عاما، أصغر المخرجين المشاركين في المسابقة. وحصلت المخرجة الفرنسية على السعفة الذهبية بعد 28 عاماً من منحها لجين كامبيون عن فيلمها «ذي بيانو».

وشكرت جوليا دوكورنو للجنة التحكيم «إدراكها للحاجة الماسة والعميقة إلى عالم أكثر مرونة وشمولية»، و«دعوتها إلى مزيد من التنوع في تجاربنا السينمائية وفي حياتنا». وأضافت «شكرًا أيضًا للجنة التحكيم لسماحها للوحوش بالدخول».

وأضافت «أدرك أن النقص أزمة، وأن الوحشية التي تخيف البعض ويركز عليها عملي هي بمثابة سلاح وقوة لزحزحة جدران المعيارية التي تحبسنا وتفصلنا».

ويشكّل منح دوكورنو هذه الجائزة رسالة بالغة الأهمية للصناعة السينمائية التي تشهد أكثر من أي وقت مضى إعادة نظر منذ أربع سنوات في ما يتعلق بمكانة المرأة والمساواة بين الجنسين، على إثر قضية المنتج السينمائي السابق هارفي واينستين ثم حركة «مي تو».

واقتصر عدد الأفلام التي أخرجتها نساء على أربعة فحسب من أصل 24 عملًا كانت تتنافس على السعفة الذهبية.

أما على المستوى الفني، فاختار المهرجان مجددًا، من خلال تتويجه «تيتان» الذي يتسم بأسلوب معاصر ينطوي على أكبر قدر من العنف والسوداوية والتوجهات النسوية، منح الجائزة لأحد الأعمال المعروفة بـ«أفلام النوع»، بعد تتويجه عام 2019 فيلم «باراسايت» للكوري الجنوبي بونغ جون.

وقد أثار الفيلم صدمة لدى المتابعين في المهرجان هذا العام لكونه الأعنف بين الأعمال المشاركة في المنافسة، كما أنه لم يحظ باستحسان نقاد كثر.

وكانت المخرجة تركت أثرًا قويًا في مهرجان كان بفيلمها الطويل الأول «رو»، وهو قصة صادمة عن طالبة في الطب البيطري تستحيل من آكلة لحوم البشر. وقد جعل هذا العمل من دوكورنو الاسم الأبرز في هذه الفئة من الأفلام السوداوية في فرنسا.

وفي الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، حظيت المخرجة بدعم نايت شيامالان، أحد أبرز الأسماء في مجال أفلام الرعب، وهو كلفها إخراج حلقتين من مسلسله «سيرفانت».

وتدور أحداث فيلم (تيتان) في أجواء خيالية ويتناول قصة سفاح. وأثار انقساما بين النقاد حيث أشاد البعض بما فيه من إبداع بينما انتقده آخرون بسبب أسلوبه الأهوج والفوضوي.

الأمريكي كاليب لاندري والنرويجية رينات رينسفي يفوزان بجائزتي التمثيل -

«وكالات»: فاز الممثل الأمريكي كاليب لاندري جونز بجائزة أفضل ممثل والنروجية رينات رينسفي بجائزة أفضل ممثلة في اختتام الدورة الرابعة والسبعين لمهرجان كان السينمائي.

وحصل كاليب لاندري جونز على الجائزة عن فيلم «نيترام»، حيث يؤدي دور شاب يعاني اضطراب الشخصية الحدية يستعد لارتكاب إحدى أفظع جرائم القتل الجماعي في تاريخ أستراليا.

وقال الممثل البالع 31 عامًا الذي سبق أن برز خصوصًا في الأفلام الأمريكية المستقلة: «أنا متأثر جدًاً. شكرًا».

أما رينات رينسفي فنالت جائزة أفضل ممثلة عن أدائها في فيلم «ذي وورست برسن إن ذي وورلد» الذي تجسد فيه دور شابة تبحث عن ذاتها.ويستكشف الفيلم شتى المسائل التي تشغل بال بطلة العمل جولي، من الرغبة إلى الإخلاص مرورا بالأمومة والعلاقة مع الوالدين والاختلافات بين الأجيال ... وتقام كل هذه المعالجات على ضوء الموضوعات الرئيسية المعاصرة: مكانة المرأة في المجتمع، والبيئة، والغزو الرقمي.

وقالت الممثلة البالغة 33 عامًا التي اكتشفها الجمهور في المهرجان وهي تبكي: «هذه الجائزة هي لكثيرين». وأضافت: «لقد كانت تجربة رائعة وجميلة»، مشيدة بلجنة التحكيم إذ قالت: إنها تكنّ لها «إعجابًا كبيرًا».

وقد أفرد المهرجان هذا العام مساحة كبيرة للسينمائيين الشباب على حساب أسماء آخرين مخضرمين، بعضهم يعمل خلف الكاميرا منذ سبعينيات القرن الماضي مثل بول فيرهوفن الذي أثار فيلمه «بينيديتا» عن راهبة مثلية في القرون الوسطى، خيبة أمل لدى المتابعين، أو ناني موريتي الذي كان يطمح لنيل السعفة الذهبية للمرة الثانية مع فيلمه «تري بياني»، لكنه خرج من المنافسة خالي الوفاض.

أما على صعيد الممثلين الذكور، فقد منحت لجنة التحكيم جائزة أفضل ممثل للأمريكي كاليب لاندري جونز (31 عاما) عن أدائه في فيلم «نيترام» الذي يجسد فيه دور شاب يعاني اضطراب الشخصية الحدية يستعد لارتكاب إحدى أفظع جرائم القتل الجماعي في تاريخ أستراليا.

الجائزة الكبرى للإيراني أصغر فرهادي والفنلندي يوهو كووسمانن بالتساوي -

كان (فرنسا) - «أ ف ب»: شدد المخرج الإيراني أصغر فرهادي السبت على ضرورة «تعزيز الوعي» في إيران، خلال تسلمه الجائزة الكبرى في الدورة الرابعة والسبعين لمهرجان كان، وهي ثاني أهم جائزة بعد السعفة الذهبية، وقد نالها مناصفة مع الفنلندي يوهو كووسمانن.

وحصل فرهادي على الجائزة عن فيلمه «إيه هيرو» (بطل) عن مجتمع إيراني ينهشه انعدام الثقة بين أفراده.

وبعد تجربتين عالميتين لم تقنعا النقاد عبر فيلمي «ذي باست» (2013) و«إيفريبادي نوز» (2018)، عاد المخرج إلى بلاده وموضوعاته المفضلة المتمثلة في إحصاء الشرور التي تعترض طريق التحرر والسعادة في المجتمع، مع فيلم روائي طويل جديد مدته ساعتان.

وقال فرهادي البالغ 49 عامًا لدى تسلمه جائزته: إنه لم يفعل «شيئًا سوى كتابة الأفلام» وتصويرها «رغم كل العراقيل والصعوبات والضغوط والعقبات التي كان من الممكن» أن تثنيه عن ذلك.

وأضاف: «ما زلت آمل، من خلال إثارة الأسئلة، في أن أتمكن من المساعدة في تحسين الأمور».

وتابع قائلا: «ما يمكن أن ينقذ بلدي ويحسنه هو تعزيز الوعي».

ونال فرهادي الجائزة بالتساوي مع الفنلندي يوهو كووسمانين الذي أخرج فيلم «كومبارتمنت نمبر 6»، عن لقاء بين فنلندية وروسي خلال رحلة بالقطار بين موسكو ومورمانسك في شمال الدائرة القطبية الشمالية.

ليوس كاراكس أفضل مخرج -

كان (فرنسا) - «أ ف ب»: فاز المخرج الفرنسي بجائزة أفضل مخرج عن فيلم أوبرا الروك الغنائي «أنيت» الذي يتولى بطولته آدم درايفر وماريون كوتيار.

وحصل كاراكس البالغ الستين على الجائزة بعد تسع سنوات على فيلمه الأخير «هولي موتورز»، وقد شاركته فرقة «سباركس» الأمريكية الشهيرة في كتابة سيناريو وموسيقى «أنيت» الذي عُرض في افتتاح المهرجان.

وتسلم الجائزة أحد الموسيقيين وهو رون مايل نظرًا إلى غياب المخرج. وقال عنه: إنه «ليس مخرجا فرنسيا عظيما فحسب، بل هو صانع أفلام ضخم».

وأضاف «للأسف لم يستطع ليوس كاراكس الحضور بيننا».

وتابع قائلا «كان يعاني مشكلة في أسنانه. لكننا سعداء بفوزه بهذه الجائزة ونحن متأثرون جدًا بمشاركتنا في فيلم ليوس كاراكس».

ويتمحور «أنيت» على الحب والمجد والسقوط، من خلال قصة زوجين حققا النجومية في لوس أنجلوس.