متابعة - فيصل بن سعيد العلوي -
على كافة الأصعدة نمت الفكرة، وتوطدت العلاقة وينعت المحبة منذ الأزل، هي لا تشرق شمس جديدة لأول مرة لكنها تشرق متجددة تحمل في شروقها أوجه تلك الفكرة والمحبة والعلاقة لتبسطها واقعًا أكثر إشراقًا، وتحقق أحلاما متبادلة بين طرفين يمثلان رغبة شعبين تربطهما من العلاقة الأخوية المتينة الضاربة في القدم ما يربطهما..
وعلى كافة الأصعدة نتقدم وتتقدم الآمال المتجددة والتطلعات نحو آفاق أرحب في مختلف المجالات ليست السياسة أولهما فحسب، إنما السمو بالإنسان من خلال مجالات الإعلام والثقافة والفنون التي تعمّق أواصر القربى وتنمي العقول من أجل بناء الأوطان.. أنسنة تلك المقومات لتكون قيمة حقيقية لمبدأ الشراكة ولبنة أساسية في السعي لتطوير مسارات وأوجه الحياة المتعددة شكلًا ومضمونًا.
وتأتي الزيارة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة منفتحة على آفاق جديدة ورحبة من التعاون المشترك في شتى المجالات للمزيد من الازدهار في البلدين الشقيقين.
في هذه المساحة يستعرض عدد من الإعلاميين والمثقفين تميز العلاقة بين البلدين ويرسمون آمالهم وتطلعاتهم في المجالات المختلفة عموما و-لا شك- أن «الإعلامي والثقافي» أحد أبرز تلك المجالات المهمة المؤمل أن تزدهر خلال الفترة المقبلة...
يؤكد بداية المستشار والإعلامي السعودي علي الخضيري المذيع في الـ«أم بي سي» على تميز العلاقات السعودية-العمانية قائلا: هذه العلاقة وهي تتخطى بعمرها نصف قرنٍ من التعاون والاحترام المتبادل بين القيادتين والتفاهم حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، فيما تجمع أبناء الشعبين أواصر المحبة والأخوة ويتوجها التاريخ المشترك والعادات والتقاليد العربية الأصيلة والموروث الشعبي، والحال كذلك مع بقية الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي.
وتلتقي إقليميًا جهود المملكة العربية السعودية والسلطنة مع أشقائهم تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفق رؤى وأهداف استراتيجية مشتركة، تحقيقًا للتنسيق والتكامل بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات، وتتسع أدوارهما ضمن جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومع الأسرة الدولية في الأمم المتحدة دعمًا لجهود السلم والأمن.
وتأتي زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - للسعودية تلبية لدعوة أخيه خادم الحرمين الشريفين في أول محطة خارجية لجلالته منذ توليه مقاليد الحكم في يناير2020م، تأكيدًا لمكانة الشقيقة الكبرى وقيادتها على المستويين السياسي والشعبي في عُمان، وبما تشكله من عمق استراتيجي، ورقم مؤثر في الساحتين الإقليمية والدولية، يقابلها تقدير واحترام من قيادة وشعب المملكة العربية السعودية رسّخته مبادئ وحدة الأخوة والدين وحسن الجوار.
ويعكس لقاء القيادتين السعودية والعُمانية في هذا التوقيت للتشاور والتنسيق في مختلف الشؤون التي تخدم مصلحة البلدين والمنطقة واستقرارها، لما يتمتعان به من حكمة وبعد نظر في التعامل مع مستجدات الأحداث وتطوراتها إقليميًا ودوليًا، وبما يعود على شعبي البلدين بالخير والرفاه والنماء من خلال المشروعات المشتركة في جميع المجالات الاقتصادية والصحية والثقافية والفنية لتحقيق «رؤية السعودية 2030» و«رؤية عمان 2040».
تعاون فني ثري
من جانبه قال يوسف الحربي مدير الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فرع الدمام: إن السعودية تعيش ازدهارًا وتطورًا إبداعيًا معتزة بهويتها وثقافتها والذي أكسبها تميزًا خاصًا ومنحها حضورًا نموذجيًا في المنطقة، وأضاف للاتصال الثقافي مع دول الجوار مرونة.
وكان التبادل السعودي العماني وما زال له وقعه الخاص في كل التعاملات، لكن برز التبادل الثقافي في الأنشطة والبرامج سواء على مستوى الفنون البصرية أو السينما والمسرح والموسيقى أو الملتقيات، كما لم يتوقف التبادل من سنوات طويلة والتفاعل التجريبي والتبادل على جميع الأصعدة التنظيمية خاصة أن السلطنة فضاء رحب لعرض تجارب سعودية فنية، بالإضافة إلى ذلك مكّنت فنانين كثرا من إظهار أسلوبهم ودعمت التميز والابتكار والذي بدوره فرض الحضور بهويته وتراثه، ولا ننسى الكثير من البرامج والمهرجانات المشتركة بين المملكة والسلطنة.
وأضاف «الحربي»: التعاون السعودي-العماني ثقافيًا مكّن من إيجاد الفائدة العامة والمتنوعة والمتصاعدة جماليًا خاصة أنها لم تتوقف عند العرض والمشاركة بل التعاون والنظام والابتكار والتبادل على مستوى المؤسسات الثقافية، كما أنها امتدت وفتحت منافذها على العالم، ولا ننسى المشاركة العمانية خلال الشهر الماضي في مهرجان أفلام السعودية في الدمام في دورته السابعة، ومشاركة الفنانين في ملتقى الفيديو آرت الدولي، والكثير من المشاركات المسرحية والفنية والأدبية والثقافية المتبادلة خلال السنوات الماضية.
أمسيات ثقافية مشتركة
يقول الإعلامي السعودي خيرالله زربان: تعتبر العلاقات السعودية-العمانية علاقة قوية وراسخة وتأتي زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق إلى المملكة العربية السعودية في أولى محطاته الخارجية ولقائه أخاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظهما الله - دليلا كبيرا على العلاقات المتينة والقوية بين البلدين ما يعزز ويساهم في نهضة واستقرار المنطقة، وهذه المبادرة أتمنى أن يعقبها المزيد من المبادرات وخصوصا في الجوانب الفنية والثقافية من من خلال إقامة الأمسيات الثقافية بين البلدين من ندوات في مجال الشعر والقصة والرواية وإقامة المعارض التشكيلية بين فناني البلدين وإقامة حلقات العمل الفنية لتبادل الخبرات بين الفنانين وخصوصًا أن المملكة والسلطنة تضمان نخبة من كبار التشكيليين على المستوى العربي وقد سبق أن أقيمت العديد من الفعاليات بين البلدين وحققت نجاحات كبرى ويتطلع المجتمع الثقافي للمزيد من اللقاءات التي سوف يكون لها أثر إيجابي في الفترة القادمة.
روابط متينة وأسس استراتيجية
ويثني الدكتور عبدالله المغلوث عضو الجمعية السعودية للاقتصاد على مسيرة العلاقات السعودية-العمانية التي امتدت منذ الدولة السعودية الأولى وحتى وقتنا الحاضر، حيث تأسست تلك العلاقات على روابط الجوار عمومها، إلى جانب المواقف السياسية والاقتصادية المتبادلة بين القيادتين، إضافة إلى أن هاتين الدولتين من مؤسسي مجلس التعاون الخليجي في عام 1981م.
ويقول «المغلوث»: يعزز العلاقات السعودية-العمانية الأساس الاستراتيجي الذي يتجاوز المراحل الوقتية حيث تنطلق تلك العلاقات من روابط متينة من خلال موقع استراتيجي مهم على البحار المفتوحة حيث يقع البلدان على تماس مواقع إقليمية ودولية.. إذ تطل السعودية على البحر الأحمر في غربها وعلى الخليج العربي في شرقها، بينما تشرف سلطنة عمان على أحد أهم المضايق البحرية في العالم وشريان الطاقة للعالم وهو مضيق هرمز في أقصى شمال السلطنة وهناك المحيط الهندي وبحر العرب في شرق وجنوب السلطنة علاوة على بحر عمان والخليج العربي.
ومن خلال الموقع الاستراتيجي للبلدين الشقيقين تكونت الرؤية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبرزت التحركات المثمرة بين قيادتي البلدين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظهما الله - علاوة على المشاورات والزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين خلال الأشهر الأخيرة لتوثيق تلك العلاقات، ومن العوامل التي أوجدت تناغمًا سياسيًا واقتصاديًا بين البلدين الشقيقين ما تم رصده من تحركات دبلوماسية واقتصادية في كافة المجالات علاوة على زيارات لوزيري خارجية البلدين على مدى المرحلة الأخيرة.
وتمثل زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله - إلى المملكة العربية السعودية ولقاؤه بأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأيضًا سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان دلالة وأهمية كبيرة، وهذا يعود إلى عدة عوامل من أبرزها أن هذه الزيارة هي الأولى الرسمية منذ توليه الحكم في يناير من العام الماضي، ومن هنا فإن هذا الحدث يمثل قيمة سياسية خاصة أن زيارة جلالة السلطان إلى بلد مهم واستراتيجي كالسعودية تمثل منعطفًا مهمًا من خلال وجود «رؤية عمان 2040» وأيضًا وجود «رؤية السعودية 2030».
ويضيف عضو الجمعية السعودية للاقتصاد: هذا اللقاء هو تتويج لعلاقات تاريخية ولمكانة البلدين الاستراتيجية على صعيد عدد من الملفات الاستراتيجية سواء فيما يخص علاقات البلدين اقتصاديًا وتجاريًا وفي مجال الاستثمار والتكامل اللوجستي والصناعي أو فيما يخص التنسيق السياسي الذي شهدته المرحلة الأخيرة سواءً كان في إيجاد حلول بشأن اليمن أو فيما يتعلق بالمنطقة بشكل عام مما يهدف إلى حماية الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربية بشكل خاص أو على مستوى العالم، بالإضافة إلى ما تهدف إليه النظرة المشتركة والحوار العميق لتحقيق مصالح دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وتكنّ السعودية كل تقدير واحترام لسلطنة عمان كدولة شقيقة وعضو في مجلس التعاون الخليجي، ويسعى البلدان إلى تعزيز العلاقات الثنائية بينهما في مختلف المجالات، وتطوير أوجه التعاون المشترك، بما يتناسب مع رؤية قيادتي البلدين وتطلعات شعبيهما، ويؤكد اختيار السلطان هيثم بن طارق المملكة العربية السعودية كأول محطة في جدول زياراته الخارجية الرسمية، أهمية السعودية بالنسبة للعمانيين كشقيقة كبرى وعمق استراتيجي، تعززه الوشائج الأخوية وأواصر القربى والجوار بين الشعبين، ووحدة المصير المشترك بين البلدين.
ويعمل البلدان الشقيقان على تعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما، والتعاون المشترك في مجال التجارة والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة، بما يخدم توجهات البلدين لتحقيق «رؤية السعودية 2030» و«رؤية عمان 2040»، وما تتضمنه الرؤيتان من مستهدفات ومبادرات للتنوع الاقتصادي، كما يتطلع البلدان لأن يسهم تأسيس مجلس التنسيق السعودي-العماني في وضع رؤية مشتركة لتعميق واستدامة العلاقات بينهما، ورفعها إلى مستوى التكامل في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية، وكذلك في مجالات الاقتصاد والتنمية البشرية، بما يخدم أهداف البلدين، ويحقق آمال وتطلعات القيادتين والشعبين الشقيقين.
وتعمل المملكة والسلطنة على استكمال مشروع المنفذ البري الذي يربط بين البلدين، ومن المتوقع أن يسهم المنفذ بعد افتتاحه في زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، كما أن هذا المنفذ سيفتح المجال أمام حركة البضائع من السعودية مرورًا بالطرق البرية في السلطنة، وصولًا إلى موانئها التي ستسهل تصدير البضائع السعودية للعالم.
وعلى المستوى الاقتصادي، تحافظ السعودية وعُمان على علاقة متينة يعززها وجود البلدين كعضوين في مجلس التعاون الخليجي الذي يتبنى مبادرات مشتركة لتعزيز اقتصادات دوله.
وقد شهدت الفترة الأخيرة زيارات متبادلة حيث تضمنت النقاش بين المسؤولين حول فرص الاستثمار بين البلدين، في محادثات تناولت تنويع الاقتصادات والقطاعات ذات الفرص الاستثمارية.
ثقل تاريخي وثقافي
من جانبه يقول حميد العنزي عضو الجمعية السعودية لكتاب الرأي حول الزيارة السامية: زيارة السلطان هيثم بن طارق تلبية لدعوة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية في ضوء التقارب في الرؤى والأفكار ولا سيما الجانب الثقافي والفني بين البيت الخليجي عمومًا والبيت السعودي-العماني خصوصًا وتعزيزًا للعلاقات المتميزة بين البلدين.
ويضيف «العنزي»: تزخر كلا الدولتين بثقل تاريخي وثقافي وفني متقارب أيضا في العادات والتقاليد والمورث الشعبي مما يؤهلهما للعمل معًا بما يخدم شعبيها وبما يخدم التطور الثقافي الكبير الذي نراه حاليا في الوقت الراهن في المنطقة الخليجية.. ويتضح ذلك جليًا في الافتتاح القريب للمنفذ البري الذي يربط الدولتين الشقيقتين وسوف ينعكس ذلك بما يخدم الانفتاح الثقافي والفني حيث تتقارب الرؤى بين البلدين فيما يتمثل في «رؤية السعودية 2030» والانفتاح الثقافي الكبير على البيت الخليجي وكذلك «رؤية عمان 2040» وما يواكبهما من نهضة وحراك ثقافي وفني.. ومنذ تولي السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان مقاليد الحكم في يناير2020 عكف جلالته على تعزيز العلاقات الاستراتيجية العمانية-السعودية بما يخدم البيت الخليجي ويدل ذلك على حكمة جلالته خصوصًا في الوقت الذي يعاني فيه العالم من توترات سياسية واقتصادية.
مرحلة متجددة
ويشير الكاتب الصحفي سفر العتيبي إلى أن هذه الزيارة ستعزز المكانة بين البلدين، باعتبار أن الزيارة سوف تؤرخ لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين الشقيقين، وإطلاق حزمة من الاتفاقيات والبروتوكولات في مجال التعاون الثنائي في مختلف المجالات، مما يعطي مؤشرًا لحجم وقوة وثقل الدولتين، ومكانتهما إقليميًا وعربيًا، حيث تعكس الزيارة عمق العلاقات السعودية-العمانية في مختلف المجالات.
ويقول «العتيبي»: المملكة والسلطنة تتمتعان بعلاقات وطيدة وروابط دينية وثقافية واجتماعية بحق الجوار، ومن هنا تبرز أهمية العلاقات الاقتصادية والاستثمارية المشتركة، حيث تطمح القيادتان إلى رفع مستوى التبادل التجاري بينهما إلى مستوى أعلى، والاستفادة من مقومات البلدين في هذا الإطار، وتفعيل أعمال اللجنة السعودية-العمانية المشتركة، لتطوير أوجه التعاون المشترك، بما يتناسب مع رؤية البلدين، من خلال الاستفادة من مقومات البلدين في هذا الإطار، ولعل افتتاح الطريق البري قريبا سينشّط التعاون والعلاقات الاقتصادية والتجارية وسيسهل الكثير من الأمور وينشّط العديد من الجوانب المهمة لكلا البلدين بالنظر إلى علاقاتهما الطيبة منذ الأزل.
غايات منشودة
ومرحبًا بالزيارة وما سيثمر عنها يقول عادل بن سعد الذكر الله مدير هيئة الصحفيين السعوديين بالإحساء في المملكة العربية السعودية ونائب رئيس تحرير صحيفة الحوار: نسعد في المملكة العربية السعودية اليوم قيادة وشعبًا بالزيارة الرسمية الميمونة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ولقاء أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظهما الله.
وتأتي هذه الزيارة انطلاقًا من حرص قيادتي بلدينا على توثيق الروابط المشتركة التي تجمع المملكة والسلطنة الشقيقتين، وتؤكد على عمق العلاقات التاريخية بين المملكة والسلطنة، ويثق شعبا الدولتين بأن اللقاء سيثمر خيرًا وبركة للمنطقة من خلال بحث العاهلين الكريمين جوانب التعاون التي من شأنها أن ترتقي بالبلدين إلى المستويات التي تلبي تطلعات أبنائهما وتحقق الأهداف المرسومة والغايات المنشودة في كافة المجالات وصولًا لنتائج تخدم المصالح المشتركة للبلدين، وتكفل حاضرًا ومستقبلًا أكثر ازدهارًا ورخاءً وإشراقًا في مجالات عديدة والتي تترجم من خلال التمثيل الرسمي للبلدين وستظهر في رعاية العاهلين تفاهمات واتفاقات في مجالات ومنها التنسيق الأمني والصناعي والاستثماري والاقتصادي والتعليمي والثقافي والفني والإعلامي.
تفعيل التكامل والشراكة
وترى الإعلامية جوهرة الغامدي المتخصصة في العلاقات العامة أن زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى المملكة العربية السعودية، تشكل أهمية كبيرة لكلا البلدين فهي تأتي في ظل ظروف إقليمية ودولية دقيقة، كما أنها تشكل رافدًا مهمًا لتاريخ العلاقات الأخوية بين البلدين، والترحيب بهذه الزيارة أخذ أبعادا كبيرة في السعودية سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي حيث عمّت عبارات الترحيب وسائل التواصل الاجتماعي، والجميع يترقب نتائج هذه الزيارة التي تحمل معها بمشيئة الله الخير للبلدين.
وتضيف «الغامدي»: البلدان الشقيقان لديهما الكثير في سبيل تعزيز العلاقات وتفعيل التكامل والشراكة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، لا سيما أن هناك تطابقًا تجاه كثير من القضايا والموضوعات وكلا البلدين لديهما تطلع للمستقبل ورؤية ذات أبعاد تنموية فالمملكة تعيش مرحلة «رؤية السعودية 2030»، والسلطنة أطلقت «رؤية عمان 2040»، والفرص واسعة والرؤى متقاربة والروابط وثيقة، وأمام كل هذه المشتركات تشكل هذه الزيارة انطلاقة جديدة للعلاقات وسيكون هناك تواصل وتنسيق وأعمال مشتركة أكثر عمقًا وشمولًا بعد هذه الزيارة، والمملكة والسلطنة لديهما الكثير من المزايا النسبية سواء على مستوى الجغرافيا وقرب تدشين الخط البري بين البلدين، أو على مستوى الفرص في كل المجالات بما فيها الثقافية والفنية وتبادل الفرص واستثمارها سيحمل مزيدا من الرفاهية والعيش الكريم للشعبين الشقيقين في ظل القيادة الحكيمة للبلدين الشقيقين.
بُعد نظر وحجر أساس
وفي الختام تعبّر الإعلامية السعودية منيرة حسن المشخص عن سعادتها بهذه الزيارة وتقول: قلوبنا تصافح قلوب أهل السلطنة قبل أيادينا وبلا شك أن هذا ما سنلمسه أثناء زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - لأخيه العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله. وتعد هذه الزيارة الخارجية الرسمية الأولى وهذا إن دل على شيء فهو يدل على بعد النظر الذي يتمتع به جلالته بأنه يستهل زيارته لزيارة شقيقه الأكبر الملك سلمان بن عبدالعزيز وهي رسالة واضحة للجميع على تبادل البلدين منذ قديم الأزل الاحترام والتقدير وأنهما حجر الأساس الذي تم منذ بداية العلاقة بينهما ولن يزعزعهما أي أمر ونحن نعلم أن السلطنة بلد له إرثه التاريخي القديم ويضم شخصيات معروفة قد يجهل البعض منا أنها عمانية.
فقد يكون القله منا يعرف أن القائد المهلب بن أبي صفرة وأبي الأسود الدؤلي والملاح أحمد بن ماجد هم عمانيين.. هذه حقائق التاريخ. وتم مؤخرا ادراج خمس شخصيات عمانية ضمن برنامج اليونسكو للذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالمياً وهي: الخليل بن أحمد الفراهيدي والطبيب راشد بن عميرة والشيخ نور الدين السالمي والطبيب والفيزيائي العماني ابن الذهبي أبو محمد عبدالله الأزدي والشاعر العماني ناصر بن سالم الرواحي.
والمملكة العربية السعودية بحكم مركزيتها في العالمين الإسلامي والعربي لديها إرث مشرف ضخم لشخصيات مؤثرة في كافة المجالات قديما وحديثا.
لذا أتمنى أن يكون ضمن الاتفاقيات والتي ستكون كما علمنا بين البلدين في مجالات عده أن يكون للثقافة منها نصيب خاصة أن السعودية تحتضن كل عام معرض الرياض الدولي للكتاب ونتمنى أن تكون سلطنة عمان ضيف شرف هذا العام والذي سيقام في أكتوبر احتفاء بهذه الزيارة الميمونة.
وتضيف: نكرر جميعنا ترحيبنا بزيارة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق والوفد الكريم المرافق له رغم أن الأخ لا يرحب به في بيت ووطن أخيه ولكن فرحتنا بهذا الاجتماع واللقاء التاريخي الهام بين قائدين لدولتين مؤثرتين على كافة الأصعدة سواء سياسيه أو أمنيه أو اقتصاديه يجعلنا نعبر عن ذلك، كتب الله للقائدين والوطنين العزة والشموخ ودوام الأخوة.
على كافة الأصعدة نمت الفكرة، وتوطدت العلاقة وينعت المحبة منذ الأزل، هي لا تشرق شمس جديدة لأول مرة لكنها تشرق متجددة تحمل في شروقها أوجه تلك الفكرة والمحبة والعلاقة لتبسطها واقعًا أكثر إشراقًا، وتحقق أحلاما متبادلة بين طرفين يمثلان رغبة شعبين تربطهما من العلاقة الأخوية المتينة الضاربة في القدم ما يربطهما..
وعلى كافة الأصعدة نتقدم وتتقدم الآمال المتجددة والتطلعات نحو آفاق أرحب في مختلف المجالات ليست السياسة أولهما فحسب، إنما السمو بالإنسان من خلال مجالات الإعلام والثقافة والفنون التي تعمّق أواصر القربى وتنمي العقول من أجل بناء الأوطان.. أنسنة تلك المقومات لتكون قيمة حقيقية لمبدأ الشراكة ولبنة أساسية في السعي لتطوير مسارات وأوجه الحياة المتعددة شكلًا ومضمونًا.
وتأتي الزيارة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة منفتحة على آفاق جديدة ورحبة من التعاون المشترك في شتى المجالات للمزيد من الازدهار في البلدين الشقيقين.
في هذه المساحة يستعرض عدد من الإعلاميين والمثقفين تميز العلاقة بين البلدين ويرسمون آمالهم وتطلعاتهم في المجالات المختلفة عموما و-لا شك- أن «الإعلامي والثقافي» أحد أبرز تلك المجالات المهمة المؤمل أن تزدهر خلال الفترة المقبلة...
يؤكد بداية المستشار والإعلامي السعودي علي الخضيري المذيع في الـ«أم بي سي» على تميز العلاقات السعودية-العمانية قائلا: هذه العلاقة وهي تتخطى بعمرها نصف قرنٍ من التعاون والاحترام المتبادل بين القيادتين والتفاهم حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، فيما تجمع أبناء الشعبين أواصر المحبة والأخوة ويتوجها التاريخ المشترك والعادات والتقاليد العربية الأصيلة والموروث الشعبي، والحال كذلك مع بقية الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي.
وتلتقي إقليميًا جهود المملكة العربية السعودية والسلطنة مع أشقائهم تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفق رؤى وأهداف استراتيجية مشتركة، تحقيقًا للتنسيق والتكامل بين الدول الأعضاء في مختلف المجالات، وتتسع أدوارهما ضمن جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومع الأسرة الدولية في الأمم المتحدة دعمًا لجهود السلم والأمن.
وتأتي زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - للسعودية تلبية لدعوة أخيه خادم الحرمين الشريفين في أول محطة خارجية لجلالته منذ توليه مقاليد الحكم في يناير2020م، تأكيدًا لمكانة الشقيقة الكبرى وقيادتها على المستويين السياسي والشعبي في عُمان، وبما تشكله من عمق استراتيجي، ورقم مؤثر في الساحتين الإقليمية والدولية، يقابلها تقدير واحترام من قيادة وشعب المملكة العربية السعودية رسّخته مبادئ وحدة الأخوة والدين وحسن الجوار.
ويعكس لقاء القيادتين السعودية والعُمانية في هذا التوقيت للتشاور والتنسيق في مختلف الشؤون التي تخدم مصلحة البلدين والمنطقة واستقرارها، لما يتمتعان به من حكمة وبعد نظر في التعامل مع مستجدات الأحداث وتطوراتها إقليميًا ودوليًا، وبما يعود على شعبي البلدين بالخير والرفاه والنماء من خلال المشروعات المشتركة في جميع المجالات الاقتصادية والصحية والثقافية والفنية لتحقيق «رؤية السعودية 2030» و«رؤية عمان 2040».
تعاون فني ثري
من جانبه قال يوسف الحربي مدير الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فرع الدمام: إن السعودية تعيش ازدهارًا وتطورًا إبداعيًا معتزة بهويتها وثقافتها والذي أكسبها تميزًا خاصًا ومنحها حضورًا نموذجيًا في المنطقة، وأضاف للاتصال الثقافي مع دول الجوار مرونة.
وكان التبادل السعودي العماني وما زال له وقعه الخاص في كل التعاملات، لكن برز التبادل الثقافي في الأنشطة والبرامج سواء على مستوى الفنون البصرية أو السينما والمسرح والموسيقى أو الملتقيات، كما لم يتوقف التبادل من سنوات طويلة والتفاعل التجريبي والتبادل على جميع الأصعدة التنظيمية خاصة أن السلطنة فضاء رحب لعرض تجارب سعودية فنية، بالإضافة إلى ذلك مكّنت فنانين كثرا من إظهار أسلوبهم ودعمت التميز والابتكار والذي بدوره فرض الحضور بهويته وتراثه، ولا ننسى الكثير من البرامج والمهرجانات المشتركة بين المملكة والسلطنة.
وأضاف «الحربي»: التعاون السعودي-العماني ثقافيًا مكّن من إيجاد الفائدة العامة والمتنوعة والمتصاعدة جماليًا خاصة أنها لم تتوقف عند العرض والمشاركة بل التعاون والنظام والابتكار والتبادل على مستوى المؤسسات الثقافية، كما أنها امتدت وفتحت منافذها على العالم، ولا ننسى المشاركة العمانية خلال الشهر الماضي في مهرجان أفلام السعودية في الدمام في دورته السابعة، ومشاركة الفنانين في ملتقى الفيديو آرت الدولي، والكثير من المشاركات المسرحية والفنية والأدبية والثقافية المتبادلة خلال السنوات الماضية.
أمسيات ثقافية مشتركة
يقول الإعلامي السعودي خيرالله زربان: تعتبر العلاقات السعودية-العمانية علاقة قوية وراسخة وتأتي زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق إلى المملكة العربية السعودية في أولى محطاته الخارجية ولقائه أخاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظهما الله - دليلا كبيرا على العلاقات المتينة والقوية بين البلدين ما يعزز ويساهم في نهضة واستقرار المنطقة، وهذه المبادرة أتمنى أن يعقبها المزيد من المبادرات وخصوصا في الجوانب الفنية والثقافية من من خلال إقامة الأمسيات الثقافية بين البلدين من ندوات في مجال الشعر والقصة والرواية وإقامة المعارض التشكيلية بين فناني البلدين وإقامة حلقات العمل الفنية لتبادل الخبرات بين الفنانين وخصوصًا أن المملكة والسلطنة تضمان نخبة من كبار التشكيليين على المستوى العربي وقد سبق أن أقيمت العديد من الفعاليات بين البلدين وحققت نجاحات كبرى ويتطلع المجتمع الثقافي للمزيد من اللقاءات التي سوف يكون لها أثر إيجابي في الفترة القادمة.
روابط متينة وأسس استراتيجية
ويثني الدكتور عبدالله المغلوث عضو الجمعية السعودية للاقتصاد على مسيرة العلاقات السعودية-العمانية التي امتدت منذ الدولة السعودية الأولى وحتى وقتنا الحاضر، حيث تأسست تلك العلاقات على روابط الجوار عمومها، إلى جانب المواقف السياسية والاقتصادية المتبادلة بين القيادتين، إضافة إلى أن هاتين الدولتين من مؤسسي مجلس التعاون الخليجي في عام 1981م.
ويقول «المغلوث»: يعزز العلاقات السعودية-العمانية الأساس الاستراتيجي الذي يتجاوز المراحل الوقتية حيث تنطلق تلك العلاقات من روابط متينة من خلال موقع استراتيجي مهم على البحار المفتوحة حيث يقع البلدان على تماس مواقع إقليمية ودولية.. إذ تطل السعودية على البحر الأحمر في غربها وعلى الخليج العربي في شرقها، بينما تشرف سلطنة عمان على أحد أهم المضايق البحرية في العالم وشريان الطاقة للعالم وهو مضيق هرمز في أقصى شمال السلطنة وهناك المحيط الهندي وبحر العرب في شرق وجنوب السلطنة علاوة على بحر عمان والخليج العربي.
ومن خلال الموقع الاستراتيجي للبلدين الشقيقين تكونت الرؤية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبرزت التحركات المثمرة بين قيادتي البلدين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظهما الله - علاوة على المشاورات والزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين خلال الأشهر الأخيرة لتوثيق تلك العلاقات، ومن العوامل التي أوجدت تناغمًا سياسيًا واقتصاديًا بين البلدين الشقيقين ما تم رصده من تحركات دبلوماسية واقتصادية في كافة المجالات علاوة على زيارات لوزيري خارجية البلدين على مدى المرحلة الأخيرة.
وتمثل زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله - إلى المملكة العربية السعودية ولقاؤه بأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأيضًا سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان دلالة وأهمية كبيرة، وهذا يعود إلى عدة عوامل من أبرزها أن هذه الزيارة هي الأولى الرسمية منذ توليه الحكم في يناير من العام الماضي، ومن هنا فإن هذا الحدث يمثل قيمة سياسية خاصة أن زيارة جلالة السلطان إلى بلد مهم واستراتيجي كالسعودية تمثل منعطفًا مهمًا من خلال وجود «رؤية عمان 2040» وأيضًا وجود «رؤية السعودية 2030».
ويضيف عضو الجمعية السعودية للاقتصاد: هذا اللقاء هو تتويج لعلاقات تاريخية ولمكانة البلدين الاستراتيجية على صعيد عدد من الملفات الاستراتيجية سواء فيما يخص علاقات البلدين اقتصاديًا وتجاريًا وفي مجال الاستثمار والتكامل اللوجستي والصناعي أو فيما يخص التنسيق السياسي الذي شهدته المرحلة الأخيرة سواءً كان في إيجاد حلول بشأن اليمن أو فيما يتعلق بالمنطقة بشكل عام مما يهدف إلى حماية الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربية بشكل خاص أو على مستوى العالم، بالإضافة إلى ما تهدف إليه النظرة المشتركة والحوار العميق لتحقيق مصالح دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وتكنّ السعودية كل تقدير واحترام لسلطنة عمان كدولة شقيقة وعضو في مجلس التعاون الخليجي، ويسعى البلدان إلى تعزيز العلاقات الثنائية بينهما في مختلف المجالات، وتطوير أوجه التعاون المشترك، بما يتناسب مع رؤية قيادتي البلدين وتطلعات شعبيهما، ويؤكد اختيار السلطان هيثم بن طارق المملكة العربية السعودية كأول محطة في جدول زياراته الخارجية الرسمية، أهمية السعودية بالنسبة للعمانيين كشقيقة كبرى وعمق استراتيجي، تعززه الوشائج الأخوية وأواصر القربى والجوار بين الشعبين، ووحدة المصير المشترك بين البلدين.
ويعمل البلدان الشقيقان على تعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما، والتعاون المشترك في مجال التجارة والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة، بما يخدم توجهات البلدين لتحقيق «رؤية السعودية 2030» و«رؤية عمان 2040»، وما تتضمنه الرؤيتان من مستهدفات ومبادرات للتنوع الاقتصادي، كما يتطلع البلدان لأن يسهم تأسيس مجلس التنسيق السعودي-العماني في وضع رؤية مشتركة لتعميق واستدامة العلاقات بينهما، ورفعها إلى مستوى التكامل في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية، وكذلك في مجالات الاقتصاد والتنمية البشرية، بما يخدم أهداف البلدين، ويحقق آمال وتطلعات القيادتين والشعبين الشقيقين.
وتعمل المملكة والسلطنة على استكمال مشروع المنفذ البري الذي يربط بين البلدين، ومن المتوقع أن يسهم المنفذ بعد افتتاحه في زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، كما أن هذا المنفذ سيفتح المجال أمام حركة البضائع من السعودية مرورًا بالطرق البرية في السلطنة، وصولًا إلى موانئها التي ستسهل تصدير البضائع السعودية للعالم.
وعلى المستوى الاقتصادي، تحافظ السعودية وعُمان على علاقة متينة يعززها وجود البلدين كعضوين في مجلس التعاون الخليجي الذي يتبنى مبادرات مشتركة لتعزيز اقتصادات دوله.
وقد شهدت الفترة الأخيرة زيارات متبادلة حيث تضمنت النقاش بين المسؤولين حول فرص الاستثمار بين البلدين، في محادثات تناولت تنويع الاقتصادات والقطاعات ذات الفرص الاستثمارية.
ثقل تاريخي وثقافي
من جانبه يقول حميد العنزي عضو الجمعية السعودية لكتاب الرأي حول الزيارة السامية: زيارة السلطان هيثم بن طارق تلبية لدعوة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية في ضوء التقارب في الرؤى والأفكار ولا سيما الجانب الثقافي والفني بين البيت الخليجي عمومًا والبيت السعودي-العماني خصوصًا وتعزيزًا للعلاقات المتميزة بين البلدين.
ويضيف «العنزي»: تزخر كلا الدولتين بثقل تاريخي وثقافي وفني متقارب أيضا في العادات والتقاليد والمورث الشعبي مما يؤهلهما للعمل معًا بما يخدم شعبيها وبما يخدم التطور الثقافي الكبير الذي نراه حاليا في الوقت الراهن في المنطقة الخليجية.. ويتضح ذلك جليًا في الافتتاح القريب للمنفذ البري الذي يربط الدولتين الشقيقتين وسوف ينعكس ذلك بما يخدم الانفتاح الثقافي والفني حيث تتقارب الرؤى بين البلدين فيما يتمثل في «رؤية السعودية 2030» والانفتاح الثقافي الكبير على البيت الخليجي وكذلك «رؤية عمان 2040» وما يواكبهما من نهضة وحراك ثقافي وفني.. ومنذ تولي السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان مقاليد الحكم في يناير2020 عكف جلالته على تعزيز العلاقات الاستراتيجية العمانية-السعودية بما يخدم البيت الخليجي ويدل ذلك على حكمة جلالته خصوصًا في الوقت الذي يعاني فيه العالم من توترات سياسية واقتصادية.
مرحلة متجددة
ويشير الكاتب الصحفي سفر العتيبي إلى أن هذه الزيارة ستعزز المكانة بين البلدين، باعتبار أن الزيارة سوف تؤرخ لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين الشقيقين، وإطلاق حزمة من الاتفاقيات والبروتوكولات في مجال التعاون الثنائي في مختلف المجالات، مما يعطي مؤشرًا لحجم وقوة وثقل الدولتين، ومكانتهما إقليميًا وعربيًا، حيث تعكس الزيارة عمق العلاقات السعودية-العمانية في مختلف المجالات.
ويقول «العتيبي»: المملكة والسلطنة تتمتعان بعلاقات وطيدة وروابط دينية وثقافية واجتماعية بحق الجوار، ومن هنا تبرز أهمية العلاقات الاقتصادية والاستثمارية المشتركة، حيث تطمح القيادتان إلى رفع مستوى التبادل التجاري بينهما إلى مستوى أعلى، والاستفادة من مقومات البلدين في هذا الإطار، وتفعيل أعمال اللجنة السعودية-العمانية المشتركة، لتطوير أوجه التعاون المشترك، بما يتناسب مع رؤية البلدين، من خلال الاستفادة من مقومات البلدين في هذا الإطار، ولعل افتتاح الطريق البري قريبا سينشّط التعاون والعلاقات الاقتصادية والتجارية وسيسهل الكثير من الأمور وينشّط العديد من الجوانب المهمة لكلا البلدين بالنظر إلى علاقاتهما الطيبة منذ الأزل.
غايات منشودة
ومرحبًا بالزيارة وما سيثمر عنها يقول عادل بن سعد الذكر الله مدير هيئة الصحفيين السعوديين بالإحساء في المملكة العربية السعودية ونائب رئيس تحرير صحيفة الحوار: نسعد في المملكة العربية السعودية اليوم قيادة وشعبًا بالزيارة الرسمية الميمونة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ولقاء أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظهما الله.
وتأتي هذه الزيارة انطلاقًا من حرص قيادتي بلدينا على توثيق الروابط المشتركة التي تجمع المملكة والسلطنة الشقيقتين، وتؤكد على عمق العلاقات التاريخية بين المملكة والسلطنة، ويثق شعبا الدولتين بأن اللقاء سيثمر خيرًا وبركة للمنطقة من خلال بحث العاهلين الكريمين جوانب التعاون التي من شأنها أن ترتقي بالبلدين إلى المستويات التي تلبي تطلعات أبنائهما وتحقق الأهداف المرسومة والغايات المنشودة في كافة المجالات وصولًا لنتائج تخدم المصالح المشتركة للبلدين، وتكفل حاضرًا ومستقبلًا أكثر ازدهارًا ورخاءً وإشراقًا في مجالات عديدة والتي تترجم من خلال التمثيل الرسمي للبلدين وستظهر في رعاية العاهلين تفاهمات واتفاقات في مجالات ومنها التنسيق الأمني والصناعي والاستثماري والاقتصادي والتعليمي والثقافي والفني والإعلامي.
تفعيل التكامل والشراكة
وترى الإعلامية جوهرة الغامدي المتخصصة في العلاقات العامة أن زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى المملكة العربية السعودية، تشكل أهمية كبيرة لكلا البلدين فهي تأتي في ظل ظروف إقليمية ودولية دقيقة، كما أنها تشكل رافدًا مهمًا لتاريخ العلاقات الأخوية بين البلدين، والترحيب بهذه الزيارة أخذ أبعادا كبيرة في السعودية سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي حيث عمّت عبارات الترحيب وسائل التواصل الاجتماعي، والجميع يترقب نتائج هذه الزيارة التي تحمل معها بمشيئة الله الخير للبلدين.
وتضيف «الغامدي»: البلدان الشقيقان لديهما الكثير في سبيل تعزيز العلاقات وتفعيل التكامل والشراكة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، لا سيما أن هناك تطابقًا تجاه كثير من القضايا والموضوعات وكلا البلدين لديهما تطلع للمستقبل ورؤية ذات أبعاد تنموية فالمملكة تعيش مرحلة «رؤية السعودية 2030»، والسلطنة أطلقت «رؤية عمان 2040»، والفرص واسعة والرؤى متقاربة والروابط وثيقة، وأمام كل هذه المشتركات تشكل هذه الزيارة انطلاقة جديدة للعلاقات وسيكون هناك تواصل وتنسيق وأعمال مشتركة أكثر عمقًا وشمولًا بعد هذه الزيارة، والمملكة والسلطنة لديهما الكثير من المزايا النسبية سواء على مستوى الجغرافيا وقرب تدشين الخط البري بين البلدين، أو على مستوى الفرص في كل المجالات بما فيها الثقافية والفنية وتبادل الفرص واستثمارها سيحمل مزيدا من الرفاهية والعيش الكريم للشعبين الشقيقين في ظل القيادة الحكيمة للبلدين الشقيقين.
بُعد نظر وحجر أساس
وفي الختام تعبّر الإعلامية السعودية منيرة حسن المشخص عن سعادتها بهذه الزيارة وتقول: قلوبنا تصافح قلوب أهل السلطنة قبل أيادينا وبلا شك أن هذا ما سنلمسه أثناء زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - لأخيه العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله. وتعد هذه الزيارة الخارجية الرسمية الأولى وهذا إن دل على شيء فهو يدل على بعد النظر الذي يتمتع به جلالته بأنه يستهل زيارته لزيارة شقيقه الأكبر الملك سلمان بن عبدالعزيز وهي رسالة واضحة للجميع على تبادل البلدين منذ قديم الأزل الاحترام والتقدير وأنهما حجر الأساس الذي تم منذ بداية العلاقة بينهما ولن يزعزعهما أي أمر ونحن نعلم أن السلطنة بلد له إرثه التاريخي القديم ويضم شخصيات معروفة قد يجهل البعض منا أنها عمانية.
فقد يكون القله منا يعرف أن القائد المهلب بن أبي صفرة وأبي الأسود الدؤلي والملاح أحمد بن ماجد هم عمانيين.. هذه حقائق التاريخ. وتم مؤخرا ادراج خمس شخصيات عمانية ضمن برنامج اليونسكو للذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالمياً وهي: الخليل بن أحمد الفراهيدي والطبيب راشد بن عميرة والشيخ نور الدين السالمي والطبيب والفيزيائي العماني ابن الذهبي أبو محمد عبدالله الأزدي والشاعر العماني ناصر بن سالم الرواحي.
والمملكة العربية السعودية بحكم مركزيتها في العالمين الإسلامي والعربي لديها إرث مشرف ضخم لشخصيات مؤثرة في كافة المجالات قديما وحديثا.
لذا أتمنى أن يكون ضمن الاتفاقيات والتي ستكون كما علمنا بين البلدين في مجالات عده أن يكون للثقافة منها نصيب خاصة أن السعودية تحتضن كل عام معرض الرياض الدولي للكتاب ونتمنى أن تكون سلطنة عمان ضيف شرف هذا العام والذي سيقام في أكتوبر احتفاء بهذه الزيارة الميمونة.
وتضيف: نكرر جميعنا ترحيبنا بزيارة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق والوفد الكريم المرافق له رغم أن الأخ لا يرحب به في بيت ووطن أخيه ولكن فرحتنا بهذا الاجتماع واللقاء التاريخي الهام بين قائدين لدولتين مؤثرتين على كافة الأصعدة سواء سياسيه أو أمنيه أو اقتصاديه يجعلنا نعبر عن ذلك، كتب الله للقائدين والوطنين العزة والشموخ ودوام الأخوة.