ميساء الهوتية: السلطنة تزخر بتنوع بيئي فريد في الأحياء البرية والبحرية -

التركيز على اكتشاف الجمال الطبيعي النادر الذي تتمتع به محافظة ظفار -

يستمر تصوير فيلم وثائقي عن السلطنة وبيئتها الساحرة والحياة الفطرية فيها بالتعاون مع قناتين عالميتين وعدد من الجهات الحكومية والخاصة الراعية للمشروع، حيث زار الفريق العالمي جزيرة مصيرة ليواصل سبر أغوار هذه الجزيرة، وأكدت ميساء بنت فهد الهوتية المشرف العام على مشروع «عُمان تحت المجهر» أن الفريق العالمي تمكن من توثيق مجموعة من الأنواع البحرية والطيور، وكما يعلم الجميع أن جزيرة مصيرة بها وفرة من الحياة البرية والبحرية وأبرزها السلاحف والتي تنقسم لـ5 أنواع من السلاحف تغطي شواطئ الجزيرة وهناك العديد من الأحياء البرية والبحرية التي قام الفريق باكتشافها، وبلا شك أنه لا يزال هناك الكثير مما يجب القيام به لتعزيز تقليل أشكال التلوث المختلفة بالجزيرة من أجل حماية الأحياء البحرية.

ثراء بيئي وجغرافي

وأضافت المشرفة العامة على مشروع «عُمان تحت المجهر»: تتمتع السلطنة بكنوز بيئية وجمالية أخاذة غير مكتشفة، ومن هذا المنطلق جاءت النسخة الثالثة من مبادراتنا البيئية تحت عنوان (لم تُكتشف بعد)، حيث نسعى لإيجاد طرق ابتكارية نكتشف ونبرز من خلالها الثراء البيئي والجغرافي للسلطنة، مما يسهم في جذب السياح سواء من الباحثين عن الاسترخاء أو من عشاق الطبيعة والمغامرات من مختلف أنحاء العالم، ولا يخفى على الجميع حجم القاعدة الجماهيرية للقنوات والشبكات التلفزيونية التي ستنقل هذا الفيلم حول العالم، الأمر الذي سيكون له دور بالغ في ترويج اسم عُمان وكنوزها الطبيعية والبيئية لشريحة واسعة جدا من المشاهدين على مستوى العالم أجمع، ونتقدم بالشكر لجميع شركائنا على دعمهم وتعاونهم المثمر لإنجاح هذه المبادرة، ونخص بالشكر مجموعة عُمران على تقديمها للدعم اللوجستي من خلال استضافة القائمين على إعداد وتصوير وإخراج الفيلم في عدد من الأصول الفندقية المميزة التابعة لها.

تنوع تضاريسي وأحيائي

وأشارت ميساء الهوتية إلى أن فريق مشروع «عُمان تحت المجهر» يطمح إلى إلهام الإنسان من مواطنين ومقيمين وزائرين ومهتمين بالسلطنة بأهمية المشاركة الإيجابية في حفظ البيئة وحفظ الكوكب للأجيال القادمة؛ إذ سيجوب الفريق أرجاء السلطنة وسيغطي جوانب متعددة من التنوع التضاريسي والأحيائي للسلطنة، ويعكف على تصوير الحياة البرية والبحرية والطيور التي ترسم للسلطنة نمطاً أحيائيا فريداً لا يشبهه أحد، وسيتم بث الفيلم الوثائقي النهائي على عدد من القنوات العالمية المعروفة. وكما يعلم الجميع بأن السلطنة تزخر بتنوع بيئي فريد أوجد تنوعاً في الأحياء البرية والبحرية بالرغم من البيئة القاحلة التي قد تتراءى للزائر في أول نظرة، فقد تكيفت العديد من الحيوانات على هذه البيئة مثل المها العربية في صحراء محافظة الوسطى، والسلاحف والدلافين التي وجدت بيئات مثالية للتعشيش والتكاثر في السواحل العُمانية، فضلاً عن الحيتان التي تجوب مياه خليج عُمان، ولا ننسى الحياة البرية الفريدة في الأراضي الرطبة والأودية في السلطنة.

تجدر الإشارة إلى أن مشروع «عُمان تحت المجهر» هو امتداد لمشروع «لم تكتشف بعد» وهو مشروع ممتد من مشاريع سابقة بين عامي 2014 و2015م، حيث ركز المشروع الأول على الإنسان والتنوع في التضاريس، في حين ركز المشروع الثاني على حياة أعماق البحار، وسيقدّم المشروع الحالي للمشاهدين صورة أشمل للطبيعة الفريدة للسلطنة وحيواناتها. وسيغطي مشروع «عُمان تحت المجهر» 12 وجهة سياحية بارزة تحت عنوان «لم تُكتشف بعد». حيث سيتضمن إنتاج فيلم وثائقي يبرز الشواطئ الساحرة التي تتميز بها السلطنة، إضافة إلى سلسلة وثائقية تتكون من جزئيين تسلط الضوء على الحياة البرية وعناصرها المتنوعة، الأمر الذي سيجول بالمشاهدين في رحلة منقطعة النظير تبرز المكونات الجمالية للسلطنة بمختلف تضاريسها وسماتها الجمالية، ومن المؤمل أن يُبث الفيلم على مجموعة من القنوات التلفزيونية وشبكات البث العربية والعالمية.

توثيق خريف صلالة

وأضافت المشرفة العامة على مشروع «عُمان تحت المجهر»: مع أن مصطلح الخريف المعروف هو الفصل الذي تتساقط فيه أوراق الأشجار بعد اخضرار، إلا أنه في السلطنة يعني شيئاً آخر تماماً؛ فالخريف هنا وفي محافظة ظفار تحديداً يعني الطبيعة الخضراء نتيجة الرياح الموسمية التي تحوّل المنطقة إلى جنّة تُشدّ إليها الرحال وتهوي إليها الأفئدة من شتى بقاع الأرض، ومع استمرار زخّات الرذاذ والأمطار على الجبال، ما تلبث الأرض أن تتحول من اللون البنيّ الشاحب إلى غطاء عشبي كثيف الخضرة، وتمتلئ الأودية بالمياه، وتنساب الشلّالات من أعالي الجبال، وليس هذا وحسب، بل إن الرياح الجنوبية الغربية التي تبدأ بالهبوب في شهر مايو الماضي تترك أثراً على الحياة البحرية، فمع هيجان البحر، تتدفق المياه الباردة المحمّلة بالغذاء من الأعماق إلى السطح، وتأتي معها ملايين العوالق النباتية (البلانكتونات) وغيرها من الكائنات الدقيقة التي تعتبر الغذاء المثالي للكثير من الأسماك الصغيرة، والتي بدورها تصبح غذاء لأسماك أكبر ضمن سلسلة الغذاء الطبيعية، حيث سينطلق فريق مشروع «عُمان تحت المجهر» في رحلة ممتعة لتوثيق هذه التغيّرات من بداياتها وحتى النهاية، ويستعرض للعالم هذا الجمال الطبيعي النادر الذي تتمتع به السلطنة.

السحالي والبرمائيات

وأوضحت الهوتية أن هناك الكثير من الناس قد يرى أن السلاحف هي أشهر الزواحف في السلطنة، ولكنها حتماً ليست الوحيدة، فهناك العديد من أشكال الزواحف التي وجدت في بيئة السلطنة ملاذاً آمنا للعيش والتكاثر، وأحد هذه الزواحف المدهشة هي الحرباء، إذ تشتهر بقدرتها العجيبة على تغيير لونها، وحركة عينيها المتعاكسة، وقدرتها على الإمساك بفرائسها بلسانها الطويل.وأضافت: خلافاً للمعلومة الشائعة، فإن الحرباء لا تغير لونها لأجل التخفي والانسجام مع محيطها فحسب، بل هي وسيلة فاعلة أيضاً للتعبير عن المزاج، ولجذب الأزواج، وتأكيد السيطرة على الموقع. كما يُعتقد أن قدرة الحرباء على تغيير اللون تتأثر بالظروف الجوّية مثل درجة الحرارة، والإضاءة والرطوبة، كما أن نظام الرؤية لدى الحرباء يعتبر من الأنظمة النادرة في الكائنات الحيّة، فلديها عينان قادرتان على الحركة في اتجاهات متعاكسة ويتسع مجال رؤيتها بزاوية 360 درجة بما يساعدها على رصد الفرائس والضواري في نفس الوقت، ولا يخفى على الجميع بأن بيئة السلطنة تشتهر بأنواع مختلفة من الأفاعي والعناكب والعقارب، ولعل أشهرها العنكبوت الجملي الكبير الذي ينتشر في المناطق الصحراوية من السلطنة، وهي ليست عنكبوتا بالفعل وإنما حيواناً من رتبة «العناكب الجملية» أو «المعتزلات» من طائفة العنكبيات، ويندرج تحتها أكثر من 1000 صنف، وهي ليست سامة أو ضارة للإنسان، ولكنها قد تعض بقوة إذا شعرت بالخطر.

خطة الفريق القادمة

وتابعت ميساء الهوتية حديثها حول خطة الفريق خلال المرحلة القادمة والمحافظات التي سيقوم الفريق العالمي بزيارتها، حيث قالت: خلال المرحلة التالية من مشروع «عُمان تحت المجهر»: سنواصل في تغطية محافظات السلطنة من الشمال إلى الجنوب وسنزور مواقع مختلفة لتصوير مجموعة واسعة من الحياة البرية التي تعيش في السلطنة وتشكل الحيوانات مثل السلاحف والنسور والمها والوعل والحيوانات المفترسة جميعها النظام البيئي الحيوي المتنوع في السلطنة والتي سنعمل على التركيز على هذه الكائنات خلال المرحلة التالية.

اتفاقيات شراكة

وحول أهمية توقيع اتفاقيات مع الجهات الحكومية والخاصة خلال الفترة الماضية، قالت ميساء بنت فهد الهوتية المشرفة العامة على مشروع «عُمان تحت المجهر»: حظي عمان تحت المجهر بشرف التمتع بدعم مختلف المؤسسات الحكومية أو الخاصة، وأن هذا المشروع ما كان ليرى النور دون الدعم الذي تلقيناه من كلا القطاعين العام والخاص، حيث كان الدعم كبيرا وإضافة حقيقية لنجاح المشروع، ونقدم الشكر للشريك الرئيسي في المشروع وهي الشركة العمانية العالمية للتنمية والاستثمار (أومنفست)، كما نقدم الشكر للرعاة الاستراتيجيين وهم مكتب حفظ البيئة وديوان البلاط السلطاني ووزارة السياحة ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه وهيئة البيئة ووزارة الإعلام وصحار الدولي وشركة تنمية نفط عمان وشركة أو كيو والطيران العماني والشركة العمانية للتنمية السياحية (عمران)، كما نقدم الشكر للرعاة البلاتيني وهم المنطقة الاقتصادية الخاصة (الدقم) والموج مسقط وشركة مزون للألبان والشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة (بيئة)، وأيضا الشكر للرعاة الفضيين وهم شركة عمان للسياحة البحرية والبنك الأهلي والشركة العمانية الهندية للسماد (أوميفكو) والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال وجمعية البيئة العمانية واللولو، وقد ساهم كل هؤلاء الرعاة والشركاء بشكل كبير في المشروع حتى الآن، مما أتاح لنا الوصول إلى بعض المواقع النائية في السلطنة ثم توثيق الحياة البرية هناك، وسنعلن قريبًا عن المزيد من الرعاة.