كتب - طالب البلوشي -

جاءت ضربة البداية مع منتخب قطر الذي استحوذ على المباراة بنسبة بلغت (54%) مقابل (46%) لصالح منتخبنا الوطني وقد ساهم التمركز الجيد للاعبي منتخب قطر وانسجامهم منذ فترة طويلة في زيادة نسبة الاستحواذ على الكرة والتمرير الجيد في ظل الانتشار في أرضية الملعب، حيث بلغت نسبة التمرير الجيد ما يعادل (60%) مع استغلال المساحات والصراعات الثنائية على الكرة من خلال المراوغة والتمويه على منتخبنا الوطني الذي ظهر بشكل جيد في ظل الظروف التي مر بها المنتخب خلال الفترة المنصرمة والتي سبقت خوض التصفيات المزدوجة والمؤهلة إلى كأس العالم وبطولة أمم آسيا.

وقد شكلت نسبة الاستحواذ العالية للمنتخب القطري عاملا جيدا في استلام وتسليم الكرة والتغطية الدفاعية ومنع مهاجمي منتخبنا الوطني من بلوغ مرمى حارس منتخب قطر، ورغم ذلك فقد شهدت إحصائيات المباراة أفضلية لمنتخبنا الوطني في العديد الجوانب والتي جاءت نتيجة المحاولات المتكررة نتيجة رغبة منتخبنا الوطني في حصد نقاط المباراة الثالث أو الخروج بالتعادل من هذه المباراة المهمة.

تكتيك

اعتمد منتخبنا الوطني على طريقة لعب 4 / 4 / 2 وهي خطة التوازن في كرة القدم على مستوى الخطوط والتحول إلى 4 / 3 / 1 / 2 مع تمركز مهاجمين حيث تأخر اللاعب محسن الغساني عن اللاعب عبدالعزيز المقبالي والذي تمركز داخل الصندوق، فيما تكون خط الوسط من أربعة لاعبين وهم اللاعب حارب السعدي واللاعب صلاح اليحيائي واللاعب عبدالله فواز واللاعب زاهر الأغبري وفي خط الدفاع أربعة مدافعين منهم ظهيرين أيمن وأيسر يتمركزان على الأطراف واستمر منتخبنا الوطني نفس طريقة اللعب ولم يجرِ المدرب برانكو تبديلات هجومية سوى التبديل مركز بمركز رغم حاجته للفوز أو الخروج من المباراة بنقطة التعادل.

بينما اعتمد منتخب قطر على طريقة لعب 3 / 4 / 2 والتي تتميز بمرونتها التكتيكية، حيث سمحت التشكيلة بتحول كل من اللاعب مصعب خضر واللاعب عبدالكريم حسن على طرفي بالتحول لجناحين هجوميين مما أضاف ضغطًا هجوميًا إلى جانب قلبي الهجوم اللاعب المعز علي واللاعب محمد مونتاري، مع الاعتماد الجانبين في المساند الدفاعية والتحول من الدفاع إلى الهجوم، مما دفع بالمدرب فلكس شانزيز بتغير اللاعب مصعب خضر ودخول اللاعب إسماعيل محمد في الدقيقة 39 من عمر الشوط الأول واستمر منتخب قطر بالنهج ذاته حتى الدقيقة 81 والتي شهدت خروج اللاعب خوجي بو علام للإصابة وعد بدون بديل.

التبديلات

استنزف مدرب منتخب قطر التبديلات في وقت مبكر مما أثر على سير المباراة وجعل وهدد نتيجة الفوز الذي جاءت من ضربة الجزاء، وذلك بعدما أجرى التبديل الرابع بدخول اللاعب همام أحمد واللاعب محمد وعد دفعة واحد في الدقيقة (75) مما جعله يلعب منقوص العدد منذ الدقيقة (81) وقد أجرى منتخب قطر التبديل الأول في الشوط الأول وتحديدا في الدقيقة (35) وذلك بخروج اللاعب مصعب خضر ودخول اللاعب إسماعيل محمد الذي ساهم في زيادة الفاعلية الهجومية على منتخبنا الوطني خلال الشوط الأول، وجاء التبديل الثاني بخروج حسن الهيدوس مصابًا ودخول عبدالله الأحراق في الدقيقة (61) وفي الدقيقة نفسها دخل العائد من الإصابة اللاعب أكرم عفيف بديلًا للاعب محمد مونتاري وذلك لتدعيم خط الهجوم، فيما انتظر منتخبنا الوطني حتى الدقيقة (50) لإجراء التغيير الأول بدخول اللاعب خالد الهاجري بديلًا للاعب محسن الغساني وفي الدقيقة (71) زج مدرب منتخبنا الوطني بكل من اللاعب عصام الصبحي وأمجد الحارثي لزيادة الفاعلية الهجومية وتشكيل خطورة على مرمى حارس منتخب قطر سعد الشيب، فيما كان التبديل الأخير بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بدخول اللاعب خالد البريكي بديلًا للاعب حارب السعدي في الدقيقة (90) من عمر المباراة.

الأخطاء

ارتكب منتخب قطر عددًا أكبر من الأخطاء حيث تشير إحصائيات المباراة على احتساب حكم المباراة لـ(13) خطأ مقابل (8) أخطاء على منتخبنا الوطني وإنذار كل من اللاعب عبدالعزيز حاتم في الدقيقة (51) وإنذار آخر اللاعب حسن الهيدوس في الدقيقة (53) وشهدت المباراة العديد من الأخطاء ولكن أبرزها وهو ما أثر على نتيجة المباراة وهو دخل اللاعب عبدالله فواز على اللاعب خوخي بو علام في (39) داخل منطقة الجزاء والتي جاءت منها ضربة الجزاء بعد أن احتسبها حكم المباراة ضربة جزاء سجل من خلالها اللاعب حسن الهيدوس هدف المباراة الوحيد، فيما الأخطاء المتبقية كانت بسبب قطع الكرة ومنع المهاجمين من تشكيل خطورة على حارس المرمى، حيث لم يحتسب الحكم سوى خطأين استحقا إشهار البطاقة الصفراء لارتكابهما مخالفة العرقلة، وحصل منتخبنا الوطني على عدد كبير من الركلات الحرة والتي بلغت (13) ركلة حرة مقابل (7) ركلات لمنتخب قطر.

التسديد

شهدت المباراة تسديدات من قبل المنتخبين مع أفضلية للمنتخب القطري الذي سدد كثيرًا على مرمى الحارس فايز الرشيدي، فيما افتقد منتخبنا الوطني التسديدات على مرمى سعد الشيب وفي كثير من المحاولات كان العودة إلى الخلف هي الخيار الأفضل لمنتخبنا الوطني وذلك لبناء هجمة جديدة والعودة مجددًا لتهديد مرمى المنتخب القطري وقد سجلت إحصائيات المباراة (7) تسديدات خارج المرمى للمنتخب القطري، فيما بلغ عدد التسديدات لمنتخبنا الوطني (4) تسديدات ولعل الإحصائية هنا تشير إلى ضرورة وجود نهج التسديدات في قاموس منتخبنا الوطني الذي حاول الاختراق والتوغل من العمق والعمل على الأطراف أكثر من التسديد على المرمى حتى مع وجود النقص العددي في صفوف المنتخب القطري منذ الدقيقة (81) بعد خروج اللاعب خوخي بو علام مصابًا وعدم وجود بديل بسبب استنزاف التبديلات مما اضطر من منتخب قطر خوض باقي المباراة وهو منقوص العدد.

الركنيات

حظي منتخبنا الوطني بأفضلية نسبية في عدد الركلات الركنية والتي بلغ عددها (5) ركلات جاءت معظمها في الشوط الثاني نتيجة المحاولات المتكررة والفرص المهدرة في ظل الرغبة الجامحة للعود إلى المباراة والحصول على نقطة واحدة من متصدر المجموعة الذي حصل (4) ركلات معظمها جاءت في الشوط الأول من المباراة، الذي شهد محاولات أكثر للمنتخب القطري مقارنة بمحاولات منتخبنا الوطني خلال هذا الشوط.

التصديات

تشاطر الحارسان نسبة التسديدات التي تم التصدي لها، حيث تصدى كل من الحارس فايز الرشيدي حارس منتخبنا الوطني والحارس سعد الشيب حارس منتخب قطر لـ(3) تسديدات مما ساهم في قلة الأهداف في المباراة رغم العدد القليل الذي شهدته المباراة نت التسديدات، حيث لم يأتِ الهدف إلا من ضربة الجزاء التي تمكن من خلالها اللاعب حسن الهيدوس من إسكان الكرة في شباك حارس منتخبنا فايز الرشيدي في الدقيقة (40) من عمر المباراة التي انتهت بهذا الهدف الوحيد، وبذلك يعتبر أداء الحارسين جيدا مقارنة بعد التسديدات والخطوة التي شكلتها الفرص السانحة خلال هذه المباراة التي شهدت العديد من التقلبات في رتم ونسق المباراة.

التماس

شهدت المباراة عدد كبير من رميات التماس للمنتخبين مما ساهم بشكل كبير في توقع المباراة وانخفاض نسبة اللاعب الفعلي في المباراة، حيث بلغ عدد الرميات المسجلة لصالح منتخبنا الوطني (19) رمية تماس، فيما بلغ عدد رميات التماس المحتسبة لصالح منتخب قطر (15) رمية وتأتي الأفضلية لصالح منتخبنا نتيجة محاولات منتخب قطر إبعاد الكرة بعد الدقيقة (81) بسبب النقص العديد ووجود ضعف في كبح جماح المحاولات المتكررة خلال هذه الدقائق، فيما بلغت ركلات المرمى لصالح منتخبنا الوطني (11) ركلة وشهدت نسبة منتخب قطر انخفاض بنسبة كبيرة بلغت (7) ركلات مرمى وهو ما يعادل نصف العدد الذي حصل عليه منتخبنا الوطني.

التسللات

توازنت الكفة بين المنتخبين حيث بلغ (3) لكل منتخب والتي بدأت مع منتخب قطر في الدقيقة (9) وتكرر في الدقيقة (33)، بينما كأن التسلل الأول على منتخبنا الوطني في الدقيقة (38) واحتسب التسلل الثاني في الدقيقة (70) فيما حرم التسلل الثالث منتخبنا الوطني من تعديل النتيجة في الدقيقة (89) والذي تم من خلالها الإلغاء الهدف لصالح منتخبنا الوطني والذي سجله اللاعب خالد الهاجري، فيما كان التسلل الثالث على منتخب قطر في الدقيقة (83) ويعتبر التسلل الثالث على منتخبنا الوطني في وقت صعب أثر تأثيرًا كبيرًا على نتيجة المباراة.