خسر منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم نقاط مواجهته مع مضيفه المنتخب القطري التي دارت رحاها مساء أمس على أرضية استاد جاسم بن حمد بملعب نادي السد في العاصمة القطرية الدوحة ضمن مباريات المجموعة الخامسة من التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2022 بقطر وكأس أمم آسيا 2023 بالصين. وحسم المنتخب القطري المواجهة لمصلحته بهدف دون رد في الظهور الرسمي الأول لمنتخبنا الوطني تحت قيادة المدرب الكرواتي برانكو ايفانكوفيتش وبهذه النتيجة ضمن المنتخب القطري صعوده رسميا إلى نهائيات كأس أمم آسيا 2023 بالصين مؤكدا تربعه على عرش صدارة مجموعته الخامسة في التصفيات التأهيلية المشتركة.

وتدين قطر بفوزها في مباراة أمس إلى قائدها حسن الهيدوس الذي أحرز هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 40 من ركلة جزاء مشكوك في صحتها أقل ما يقال عنها إنها سينمائية من فضاء هوليوود، وهو الفوز الذي أبقى قطر في صدارة المجموعة، بينما ظل منتخبنا الوطني في وصافة المجموعة محافظا على آماله القائمة بشكل كامل في التأهل إلى المرحلة النهائية من التصفيات الآسيوية المزدوجة ضمن حسبة أفضل خمسة منتخبات تحتل المركز الثاني في المجموعات الثماني.

ولعبت المجزرة التحكيمية المؤثرة التي ارتكبها حكم اللقاء السريلانكي بيريرا دورا كبيرا في توجيه نتيجة اللقاء لمصلحة المنتخب القطري، حيث حرم منتخبنا الوطني من هدف صحيح بذريعة التسلل كما حرمه من ركلة جزاء صحيحة لا غبار عليها في الشوط الثاني كانت كفيلة بعودة الأحمر في اللقاء وخروجه بنقطة التعادل على أقل تقدير ليدفع منتخبنا ضريبة أخطاء بيريرا الفادحة ويخسر بالتالي نقاط مواجهته مع قطر في عقر دار الأخير.

مبادرة هجومية حمراء

دخل منتخبنا الوطني شوط المباراة الأول بتركيز ذهني عال جدا وامتلك زمام المبادرة الهجومية، حيث هدد مرمى المنتخب القطري مبكرا منذ الدقيقة الثانية عبر كرة رأسية لعبد العزيز المقبالي إثر تمريرة عرضية نموذجية أرسلها زاهر الأغبري من الجهة اليسرى وعاد زاهر الأغبري ليشكيل الخطورة من الجبهة اليسرى بعدما أرسل كرة عرضية ولكنها افتقدت للدقة والتركيز المطلوب في التوجيه لتذهب أدراج الرياح في الدقيقة 4.

واستمر منتخبنا الوطني في ضغطه الهجومي المتواصل وكسب مهاجم منتخبنا الوطني محسن الغساني خطأ لصالحه في الدقيقة 5 انبرى من خلالها علي البوسعيدي لتنفيذ ركلة حرة جانبية بيد أنه لم يحسن استثمار الموقف وأرسل كرة عشوائية سهلة بلا عنوان لم يجد الحارس القطري صعوبة في السيطرة عليها.

وشكل زاهر الأغبري خطورة بالغة على الرواق الأيسر بفضل تحركاته المثالية التي أزعجت وأرهقت الدفاعات القطرية وزعزعت خطوطها الخلفية نظير ذكاء الأغبري ومرونته العالية في التحرك بين الخطوط الثلاثة وقدرته العالية على استلام وتسليم الكرة في المناطق الأمامية مستفيدا من سرعته الانتقالية ومهاراته الفردية الفائقة في التوغل والاختراق.

ردة فعل قطرية

وفي أول ردة فعل هجومية للمنتخب القطري صوب الظهير الأيسر الطائر عبد الكريم حسن كرة قوية من خارج منطقة الجزاء بيد أنها اصطدمت بجدار دفاعات منتخبنا الوطني وتحولت إلى ركلة ركنية لم تسفر عن شيء في الدقيقة 10 وعاد ذات اللاعب عبد الكريم حسن لتشكيل الخطورة على مرمى منتخبنا الوطني بعدما أرسل كرة عرضية نموذجية ارتطمت بمدافع منتخبنا الوطني عبد العزيز الغيلاني وتحولت إلى ركلة ركنية لم تثمر شيئا في الدقيقة 13 وانقضت بعدها فترة جس النبض على وقع التعادل السلبي. وأرسل صلاح اليحيائي تمريرة بينية دقيقة اخترقت عمق الدفاع القطري لم يصل إليها زاهر الأغبري ليتدخل حارس مرمى المنتخب القطري في التوقيت المناسب ويذود عن عرينه ببسالة مبعدا الخطر عن مرماه في الدقيقة 16.

العنابي يرمم صفوفه

وهدأ إيقاع اللعب قليلا من الجانبين قبل أن يستعيد المنتخب القطري تنظيم صفوفه ويرتب أوراقه الهجومية وسط حالة إيجابية انتعش من خلالها أداء أصحاب الأرض ممزوجة بتقارب وتناغم خطوطه الثلاثة في الوقت الذي عاب فيه على منتخبنا الوطني حالة التراجع الغير مبرر والانكماش في خطوطه الخلفية بيد أنه استمر في انضباطه التكتيكي الرفيع جدا فوق أرضية الميدان مما صعب على المنتخب القطري المأمورية في اختراق وفك شفرة التنظيم الدفاعي الجيد لمنتخبنا الوطني.

تراجع غير مبرر

إلى ذلك افتقد منتخبنا الوطني للتركيز وخسر كرات كثيرة خاصة في وسط الميدان بسبب العشوائية في الانتشار بمساحات الملعب وحالة الارتباك التي غلفت أداء منتخبنا الوطني وقد تجلى ذلك في صعوبة بناء الهجمات والخروج بالكرة من المناطق الخلفية، حيث تعسر على منتخبنا التدرج السليم بالكرة في ظل التقوقع الدفاعي والتحفظ التكتيكي الذي فرضه المدرب برانكو على أفراد كتيبة المنتخب الوطني.

وفي المقابل بدا المنتخب القطري أكثر هدوءا وتركيزا في عملية تنسيق الهجمات ونقل الكرات وتبادل التمريرات القصيرة والطويلة عطفا على فتح مساحات الملعب والجودة في المناولات الهجومية بالمساحات الضيقة. وانطلق زاهر الأغبري مجددا من الرواق الأيسر وتوغل بنجاح مرسلا كرة عرضية غاية في الإتقان والإجادة بالدقيقة 31 ولكن لسوء الطالع لم يتمكن محسن الغساني من اللحاق بها. وحل اللاعب إسماعيل محمد بديلا لزميله المصاب مصعب الخضر في تشكيلة المنتخب القطري بحلول الدقيقة 34 في تغيير اضطراري أجراه المدرب الأسباني فيليكس سانشيز.

فرصة خطرة

وبعدها بدقيقة وتحديدا في الدقيقة 35 فوت المهاجم القطري المعز علي فرصة افتتاح باب التسجيل وزيارة شباك فايز الرشيدي عقب تبادل تمرير رائع للكرة مع إسماعيل مونتاري داخل منطقة الجزاء ولكنه أطاح بها برعونة بالغة وبمنأى عن الخشبات الثلاث نظير افتقاده للدقة والتركيز في تصويب وتوجيه الكرة على النحو المطلوب.

هدف قطري

وحصل المنتخب القطري على ركلة جزاء مشكوك في صحتها أقل ما يقال عنها إنها سينمائية من هوليوود عند الدقيقة 39 احتسبها الحكم السريلانكي بيريرا إثر سقوط المدافع خوخي بو علام داخل المنطقة المحرمة بعد وجود تلامس واحتكاك بسيط يكاد لا يذكر مع لاعب خط وسط منتخبنا عبدالله فواز، انبرى لتنفيذها بنجاح حسن الهيدوس مودعا الكرة على يسار حارس مرمى منتخبنا الوطني فايز الرشيدي في الدقيقة 40.

انكماش دفاعي

واستمر منتخبنا الوطني في انكماشه الدفاعي الغير مبرر في الردهات الأخيرة من الشوط الأول وبينما كان الشوط يلفظ أنفاسه الأخيرة صوب متوسط ميدان المنتخب القطري عبد العزيز حاتم كرة يمينية قوية من على مشارف منطقة الجزاء مرت بردا وسلاما على مرمى حارس منتخبنا الوطني فايز الرشيدي عند الدقيقة 45.

مجزرة تحكيمية

الشوط الثاني أبى إلا أن يتصدر مشهده ويخطف أضواءه الحكم السريلانكي بيريرا بماجزره التحكيمية الكارثية التي لا تغتفر بعد جملة إسقاطات مريعة مارسها على منتخبنا الوطني خلال مجريات هذا الشوط متجردا من أدنى مبادئ النزاهة والأمانة التحكيمية، حيث برع في الخروج عن نص المباراة في حالات فنية كثيرة وتقمص دور الجاني والمتعمد في إلحاق الضرر بمنتخبنا الوطني مساهما في حرمانه من الخروج بنقطة التعادل المستحقة على أقل تقدير.

فداحة أخطاء بيريرا كانت بمثابة نقطة تحول حاسمة في اللقاء رجحت من خلالها كفة المنتخب القطري بشكل أو بآخر ومنحته النقاط الثلاث على غير وجه حق نتيجة الوازع التحكيمي الفضفاض الذي غلف أداء الحكم السريلانكي المهزوز.

ولعبت الأخطاء التحكيمية المؤثرة دورا بارزا في حرمان منتخبنا الوطني من هدف صحيح للمهاجم البديل خالد الهاجري في الرمق الأخير من اللقاء بعدما أقدم الحكم السريلانكي بيريرا على إلغاء هدف الهاجري بحجة وقوف الظهير الأيمن لمنتخبنا أمجد الحارثي في موقف تسلل عقب إرساله لكرة عرضية ناجحة من الرواق الأيمن قابلها المتربص خالد الهاجري بنجاح وتابعها في المرمى مسكنا الكرة في شباك الحارس سعد الشيب بعد ارتدادها منه ولكن بيريرا كان له رأي آخر مطبقا المثل الدارج (خالف تعرف) فقام على الفور بإلغاء الهدف الصحيح زاعما وقوع الحارثي في مصيدة التسلل بحسب ادعائه وتقديره رغم وضوح اللقطة تماما أمام ناظري عينيه وقربه منها وكأنه قصد عمدا التجني على منتخبنا الوطني رغم أن الإعادات التلفزيونية أثبتت صحة ومشروعية الهدف.

ولم يكتف بيريرا بهذا القدر بل وحرم منتخبنا الوطني من ركلة جزاء صريحة ومستحقة لخالد الهاجري يكاد يراها الأعمى من شدة وضوحها والأغرب من ذلك هو قرب الحكم من اللقطة الجدلية بعد عرقلة حارس مرمى المنتخب القطري سعد الشيب لمهاجم منتخبنا خالد الهاجري داخل منطقة الجزاء إثر التحام واشتراك هوائي عال نتج عنه دفع واضح من الشيب على جسم خالد الهاجري أسقطه أرضا في لقطة لا تحتاج إلى أدنى تأويل أو تفسير، حيث إن ركلة الجزاء واضحة للعيان ولا غبار عليها.

عنجهية وتمرد!

عنجهية قرارات بيريرا وأخطاؤه التحكيمية المؤثرة في هذه المباراة أدخلته في قاموس العار التحكيمي الذي سيلاحق سمعته أينما حل وارتحل بعدما أخل بميثاق النزاهة والشرف في الأعراف التحكيمية وباتت توضع عليه آلاف علامات الاستفهام نظير أخطائه الكارثية التي لا يرتكبها حتى مجرد حكم بدائي هاوٍ، فما بالك بحكم يصنف ضمن نخبة وصفوة الحكام في أكبر قارات العالم على الإطلاق وتوكل إليه مهمة إدارة مباريات مفصلية حاسمة في التصفيات الآسيوية المزدوجة فضلا عن إدارته لمباريات دوري أبطال آسيا.

وبلا شك إن ما حدث في هذه المباراة يعد انتهاكا لحقوق منتخبنا الوطني، حيث سرقت منه المباراة وسلب حقه في أكثر من لقطة تستدعي إنصافا ولو بسيطا من قبل حكم المباراة بيريرا الذي ارتكب فضيحة كروية بجلاجل في ملعب استاد جاسم بن حمد بنادي السد شهدت ابشع التجاوزات والممارسات التحكيمية الدنيئة متجردا من الوازع التحكيمي الحيادي وضاربا بمبادئ النزاهة التحكيمية عرض الحائط. منتخبنا الوطني خسر نقاط هذه المواجهة بفعل فاعل وبسيناريو هوليوودي مثير للجدل بطله حكم المباراة السريلانكي بيريرا أسرف وتفنن من خلالها في إيذاء منتخبنا الوطني مصيبا إياه في مقتل بعدما نحره من الوريد إلى الوريد وقدمه كقربان وطريدة للمنتخب القطري. خسرنا ظلما وبهتانا وبفضيحة تحكيمية مجلجلة دوت في محيط استاد جاسم بن حمد بنادي السد الذي كان شاهدا على مجازر بيريرا وتواطئه الغير مبرر في ساحة المواجهة ولكن رجال أحمرنا الغالي كسبوا الأداء المشرف وقاتلوا حتى الرمق الأخير رغم تعرضهم للمجزرة التحكيمية.

كفاح العودة

الشوط الثاني برمته شهد أحداثا وتفاصيل أبرزها حصول المدافع القطري عبدالكريم حسن على بطاقة صفراء في الدقيقة 50 عقب تجنيه بالتدخل على قدم صانع ألعاب منتخبنا الوطني صلاح اليحيائي وبعدها بدقيقة مباشرة حل مهاجم منتخبنا الوطني خالد الهاجري بديلا للمصاب محسن الغساني الذي لم يستطع إكمال المباراة عقب تعرضه للإصابة مطلع الشوط الثاني. وأهدر عبد العزيز المقبالي فرصة تعديل النتيجة في الدقيقة 70 بعدما استلم كرة بينية أمامية دقيقة مررها له بدهاء وخبث كروي كبير زاهر الأغبري في عمق دفاعات المنتخب القطري بيد أنه لم يحسن استغلالها بالشكل المطلوب ليتعثر ويفقد توازنه قبل أن ترقى الكرة على مرحلة الخطورة البالغة على مرمى سعد الشيب.

وأجرى مدرب منتخبنا الوطني برانكو ايفانكوفيتنش تبديلين دفعة واحدة في الدقيقة 71 حينما زح بورقة عصام الصبحي بدلا من عبدالعزيز المقبالي وأقحم أمجد الحارثي بديلا لعبدالله فواز.

ومن أول لمسة أرسل البديل امجد الحارثي كرة عرضية من الجهة اليمنى تصدى لها سعد الشيب قبل أن تصل إلى رأس مهاجم منتخبنا خالد الهاجري في الدقيقة 72 وشكل خالد الهاجري تهديدا حقيقيا فعليا على مرمى المنتخب القطري بمجرد نزوله إلى بساط المستطيل الأخضر، حيث ارتقى لكرة رأسية أرسلها له الظهير الطائر على البوسعيدي فتطاول لها لينسل بين الدفاعات القطرية ويغرسها برأسه بيد أنها اعتلت العارضة ببضع سنتيميترات قليلة في الدقيقة 74.

وشهدت الدقائق الأخيرة السيناريوهات الجدلية المثيرة والأحداث المشبوهة التي أطلق لها العنان الحكم السريلانكي بيريرا متسببا في حرمان منتخبنا الوطني من ركلة جزاء صريحة لخالد الهاجري علاوة على إلغاء هدف صحيح سجله خالد الهاجري بداعي التسلل .