سالم بن حمد الجهوري - [email protected] - بقيت كل هذه السنوات عين الكسفة على حالها، ليقترب هذا الحال من نصف قرن هو عمر النهضة ، باستثناء ما نفذ حولها من بعض الأعمال البسيطة جدا. وتمثل العين في الواقع موردا ماليا إذا احسنّا استغلالها ، كمياه دافئة استشفائية لما تتميز به من خصائص ، يمكن أن تكون مركزا صحيا ، ومزارا سياحيا ، وموقعا طبيعيا. وهذه المقومات الأساسية يمكن البناء عليها مشروعا عالميا ، فليس من المستحب أن تترك هذه الثروة هكذا مهدرة دون تطوير يذكر ، لنخسر معها يوميا موردا ماليا يمكن يضيف رقما الى خزينة الدولة. إذا كان العذر عدم توفر موازنة مالية طوال الـ 47 سنة لتطوير هذا المرفق ، فإن البدائل متوفرة ، لعل أولها ان تطرح كمشروع عالمي في استثمار المكان ، وكمصحة للاستشفاء ومرفق سياحي أمام الشركات العالمية لاسيما من أوروبا الشرقية كالتشيك وسلوفاكيا ورومانيا الى جانب إسبانيا مثلا، من خلال اتفاقية امتياز لعدد من السنوات ، يتم فيها تقاسم الأرباح من بعد تغطية التكلفة التي ستأتي من رسوم الدخول والعلاج الاستشفائي، وارتياد الفئات العمرية للمرفق ، أو قضاء السياح لبعض الليالي في فندق إقامة ،أو المشاركة في الفعاليات التي ينظمها المرفق. أو الدخول بالشراكة بين الحكومة والجهة المستثمرة. هناك العديد من أوجه الاستثمار الدولي وليس المحلي لمشروع عين الكسفة ولا يمكن أن يتحول المشروع الى حالة تحسين المكان فقط من خلال مشروع هزيل لا يحقق عوائد مالية تذكر. ندرك أن عشرات الاقتراحات قدمت في هذا الجانب، لكن علينا أن ندرك أن الوقت يمر ومعه نهدر ملايين الريالات سنويا من العوائد المضمون تحقيقها . الأمر الأسوأ أن ما يحدث حاليا في الكسفة لشيء مؤسف للغاية من الحال الذي وصلت له في عدم وجود متابعة للذين يقومون بالاستحمام وتلويث المياه ورمي المخلفات وعدم اتباع الإرشادات وتكدس السيارات وندرة المواقف الكافية وقلة النظافة وعدم وجود مراقبة معظم ساعات اليوم على المكان ومرتاديه، وكما ينطبق هذا على أماكن استحمام الرجال كذلك في مكان النساء . نحتاج الى عقول تبتكر وتبدع في استثمار الموارد الطبيعية التي لدينا ، والى من يقدر أن وجود عين الكسفة وغيرها من العيون الطبيعية هي ثروة ومشروع عوائد مالية . فقط علينا أن نبني المشروع وأن نجوّد الخدمة فيه وأن نهتم بالتفاصيل وأن نضعه على خارطة السياحة العالمية فسنجد أن زوارا من العالم قد أتوا إليه ويبحثون عنه . والتجربة أمامنا شاهدة في كهف الهوته ، حيث أتذكر العام الماضي حيث ذهبت لزيارته، وكان معي ضيف من خارج السلطنة وفوجئت بالأعداد الهائلة من الزوار تقف في طوابير طويلة للدخول الى الكهف. وخلال حواري مع الموظف بشباك التذاكر اعتذر عن طلبي وقال إن أولوية الدخول اليوم للسياح الذين حجزوا مبكرا عبر الموقع، وعدت أدراجي بعد أن قطعت قرابة 400 كيلو متر.