العرب والعالم

الأسد: دمشق ترحب بأي دور أممي في مراقبة الانتخابات السورية

1197724
 
1197724
روسيا تشدد على التفتيش بدلا من الاتهامات بشأن الكيماوي بسوريا - دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات :- قال الرئيس السوري بشار الأسد، أمس: إن دمشق ترحب بأي دور للأمم المتحدة في مراقبة الانتخابات المستقبلية في سوريا، بشرط أن يكون هذا الدور مرتبطًا بالسيادة السورية. جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها الأسد لعدد من وسائل الإعلام، بعد استقباله الوفد الحكومي والاقتصادي الروسي برئاسة نائب رئيس الوزراء دميتري روغوزين. وذكّر الأسد أن «سوريا هي عضو مؤسس في الأمم المتحدة، فعندما تأتي الأمم المتحدة لتلعب دورًا في هذه الانتخابات، أي دور، يجب أن يكون مبنيًا على ميثاق الأمم المتحدة المبني بدوره على سيادة سوريا، وعلى ما يقرره شعبها، لذلك نحن لا نقلق من أي دور للأمم المتحدة، ونستطيع القول إننا نرحب بأي دور للأمم المتحدة بشرط أن يكون مرتبطًا بالسيادة السورية. أي شيء يتجاوز هذه السيادة مرفوض.هذا الكلام يجب أن يكون واضحًا اليوم ولاحقًا، وفي أي وقت». وحول موقف فرنسا والدول الغربية التي حملت الوفد الحكومي، وليس مجموعات المعارضة، مسؤولية فشل الجولة الثامنة من محادثات جنيف، قال الرئيس السوري: إن هذا الموقف «طبيعي»؛ لأن هذه المجموعات «تعمل لصالحهم». وقال الأسد: «من الطبيعي أن يقوموا بهذا العمل لكي لا يحمّلوا المسؤولية لمجموعات هي تعمل لصالحهم». وأضاف: «هذه التصريحات الفرنسية أو غيرها من الدول الغربية تؤكد أن هذه المجموعات تعمل لصالحهم وليس لصالح سوريا أو لصالح الوطن، طبعا بالنسبة لنا هذه المجموعات لا نستطيع حتى أن نحملها مسؤولية فشل جنيف لسبب بسيط، لأنها مجموعات صوتية تعمل بالدولار». وأعرب الأسد عن استيائه لنتائج عملية جنيف، مصرحا بأنه يفضل عليه المؤتمر المرتقب في مدينة سوتشي الروسية، وقال: «بكل تأكيد نعتقد بأن أي شيء أفضل من جنيف لأنه بعد ثلاثة أعوام لم يُحقق شيئا..الفارق الأساسي بين جنيف و(مؤتمر) سوتشي الذي نعمل عليه مع الأصدقاء الروس يستند أولا إلى نوعية الأشخاص أو الجهات المشاركة فيه، بالمقابل في جنيف الأشخاص الذين نفاوضهم كما هو معروف لا يعبّرون عن الشعب السوري..ربما لا يعبرون حتى عن أنفسهم ببعض الحالات». كما انتقد الرئيس السوري التركيز الدولي المفرط على أهمية القضاء على تنظيم «داعش» دون تنظيمات إرهابية أخرى تحظى بدعم الغرب، قائلا: «القضاء على المراكز الرئيسية لـ«داعش» في سوريا هو مرحلة هامة وانتصار كبير، ولكن علينا أن ننتبه إلى أن الهدف من تركيز العالم على «داعش» فقط، هو تشتيت الأنظار عن أن الإرهاب وفي مقدمته جبهة النصرة مازال موجودًا، وبدعم غربي، «داعش» جزء من الإرهاب ولكنها ليست كل الإرهاب». والتقى نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري راغوزين، الذي يزور سوريا، كل من الرئيس بشار الأسد، ووزير الخارجية، وليد المعلم، في العاصمة دمشق. كذلك زار نائب رئيس الوزراء الروسي القاعدة العسكرية الروسية في حميميم، وعقد اجتماعا مع الطيارين والعسكريين الروس. وقال راغوزين: «أجريت اجتماعًا كبيرًا ومهمًا مع الطيارين الروس والتقنيين، الذين يراقبون استخدام السلاح الروسي وما يمكن إضافته للتقنيات الروسية، لتكون أكثر اكتمالا». وأضاف راغوزين: إن سوريا حكومة وشعبا تنظر إلى روسيا بـ«أمل ودفء كبير»، مشيرًا إلى أن معنويات السوريين ليست نفسها، التي كانت قبل سنتين ونصف، عندما كانوا يفكرون في إنقاذ ما بقي من سوريا آنذاك خارج سيطرة الإرهابيين. وقال: «الآن الوضع مختلف، وهم (السوريون) في انتظار النصر النهائي، وكيفية المضي إلى الأمام نحو حياة يعمها السلام». وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن المستشارين العسكريين الإيرانيين الموجودين في سوريا بطلب من حكومتها الشرعية سيواصلون تقديم خدماتهم حتى القضاء على جميع التنظيمات فيها. ورفض التحالف الدولي بقيادة واشنطن تصريحات وزارة الدفاع الروسية بشأن تواطؤ التحالف الدولي مع بقايا مسلحي «داعش» في سوريا. ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية أمس عن متحدث باسم التحالف قوله إن تصريحات المسؤولين الروس السابقة كانت «للأسف» غير دقيقة أكثر من مرة، مشددًا على أن الإعلان عن إقامة التحالف معسكرًا لتدريب بقايا مسلحي «داعش» في محافظة الحسكة باطل تماما. وأشار المتحدث إلى أن التحالف الدولي ينشر دائما تقارير بشأن غاراته الجوية، مما يدل، إلى جانب نجاحات حلفائه الواضحة على الأرض، على فعالية الحملة التي أطلقها ضد «داعش». وأعلنت الرئاسة الروسية أن موسكو لا تملك معلومات بشأن احتجاز زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي في العراق ونقله إلى قاعدة أمريكية في سوريا. وجاء ذلك على لسان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أثناء مؤتمر صحفي عقده امس في معرض تعليقه على أنباء نشرتها صحيفة Yeni Safak التركية نقلا عن «مصادر سورية»، وتتحدث عن احتجاز البغدادي في العراق ونقله إلى قاعدة أمريكية في محافظة الحسكة السورية. وقال بيسكوف: لا أستطيع التعليق على ما نشرته الصحيفة التركية لأنني لا أعرف المصادر التي تعتمد عليها». وقالت وزارة الخارجية الروسية إنه «لا يوجد دليل على إخفاء دمشق أي جزء من الأسلحة الكيماوية. وأفاد مدير قسم عدم الانتشار والرقابة على التسلح في وزارة الخارجية الروسية، ميخائيل أوليانوف بقوله أنه «لا دليل على أن دمشق قد أخفت أي جزء من الأسلحة الكيماوية»، مشددًا على أنه «إذا كانت هناك شكوك في هذا الشأن فمن الضروري اللجوء إلى عمليات التفتيش، بدلا من التصريح باتهامات لا أساس لها». وتابع أوليانوف، انه «ليس هناك تأكيد واحد بأن السلطات السورية قد أخفت أي جزء من الأسلحة الكيماوية.إذا كان هناك طرف ما لديه شكوك حول هذا، فإن اتفاقية الأسلحة الكيماوية تنص على إجراء التفتيش عند الطلب، وينبغي أن تستخدم (هذه المادة) بدلا من رمي دمشق باتهامات لا أساس لها». وأضاف المسؤول الروسي أنه «في مسألة تدمير دمشق للأسلحة الكيماوية، فسوريا فمثل أي بلد آخر، يجب أن يكون هناك مبدأ «المتهم بريء حتى تثبت إدانته» في التعامل معها»، قائلا: «في مثل هذه الحالات، فيما يتعلق بدمشق، فمثل أي دولة أخرى، يجب أن يكون هناك افتراض البراءة».