الاقتصادية

«ممكن» رؤية عصرية بتقنية «سيج فوكس» لخدمات أنترنت الأشياء

1199248
 
1199248
تستهدف 8 قطاعات وباشرت بتطبيقات في الكهرباء والماء والنفايات - أجرى الحوار: عبدالله بن سيف الخايفي - يتشكل مفهوم “أنترنت الأشياء” من خلال عملية ربط الأجهزة بالمستشعرات والمجسات لتكوين أداة متواصلة للذكاء الاصطناعي وذلك عن طريق الكثير من أدوات التواصل سواء بواسطة شرائح الاتصال” السم كارد” أوالوايفاي أوتقنية الزج بي أو البلوتوث أو غيرها من التقنيات المتطورة . “ممكن” شركة عصرية لأنترنت الأشياء تسعى لتطبيق مفهوم وأسلوب تقني جديد يستخدم الطاقة المخفضة لخدمة المؤسسات والأفراد بواسطة تقنية فرنسية جديدة اسمها سيج فوكس. ما هي “ممكن”؟ وما هي تقنية سيج فوكس؟ وكيف يمكن ان تطور أنترنت الأشياء أسلوب حياتنا من خلال هذه التقنيات ؟ وما هي القطاعات والخدمات التي يمكن ان تنشط فيها ؟ عمان تكشف أبعاد هذه التقنية ودور شركة “ممكن “ في تقديم خدمات عصرية بأسلوب تقنية أنترنت الأشياء من خلال اللقاء التالي مع سلطان بن أمين الزدجالي رئيس الدائرة التجارية في الشركة.. تقنية الطاقة المخفضة تطل “ممكن” كشركة “تختص بأنترنت الأشياء من خلال رؤية تحاول جعل كل شيء ممكنا عبر تطبيق مفهوم وأسلوب تقني جديد في تقديم الخدمات” يقول سلطان الزدجالي الذي يضيف : إن هذا المسعى ليس عملية سهلة ولهذا وقعت عمانتل في 2016 اتفاقية مع شركة فرنسية بحيث تتولى التشغيل الحصري لتقنية سيج فوكس للطاقة المخفضة وعلى ضوء ذلك تم اتخاذ قرار آخر بإنشاء شركة تنظر في تطبيق هذا المفهوم في السلطنة فولدت “ممكن” ومنها بدأت مرحلة اخرى لتحديد دورها في السوق المحلي باستخدام تقنية سج فوكس بالإضافة الى التقنيات الأخرى. وقال إن مفهوم أنترنت الأشياء مضت عليه فترة من الزمن معتمدا على تقنيات محددة مثل استخدام شرائح الاتصال “سم كارد” لكن تقنية سيج فوكس ووجود شركة تضم كل هذه التقنيات وتقدم حلول أنترنت الأشياء فتعتبر”ممكن” الأولى في السلطنة. مفهوم سيج فوكس وأوضح ان مفهوم سيج فوكس جاء من خلال مجسات منخفضة الطاقة عوضا عن المجسات التي تعتمد على السم كارد أو شرائح الاتصال والتي تستهلك طاقة اكثر وتعيش فترة اقل. وقال إنها مبنية على تقنية “ لورا” أو الطاقة المنخفضة حيث ترسل رسائل بناء على الإعدادات المبنية عليها كل فترة معينة، بحيث تنشط فقط وقت الحاجة بدون ان يكون بها مصدر مباشر من الكهرباء ودون ان تعمل بشكل متواصل كما يحدث في تقنية شرائح الاتصال التي تستمر في العمل على مدار الساعة سواء كانت هناك حاجة لعملها أو لم تكن وبالتالي استهلاك اقل للطاقة وفترة عمر أطول للجهاز. من جهة اخرى قال: إن تقنية الطاقة المخفضة توفر التكلفة ففي الأجهزة المستخدمة لشرائح الاتصال لا بد من دفع ايجار للبيانات التي تستخدم إما في تقنية سيك فوكس فالتكلفة تقتصر فقط على وقت استخدام الشبكة فلا توجد بيانات كثيرة كما هو الحال في نظام شرائح الاتصال، مشيرا الى ان سيج فوكس تحتاج شبكة مختلفة عن شبكة الجي اس ام ولكن من السهل تثبيت الأجهزة المختصة بهذه التقنية كبنية أساسية. 8 قطاعات وقال الزدجالي: إن “ممكن” تنظر الى ثمانية قطاعات في السوق منها الصناعة والطاقة والبيئة والزراعة والقطاع العام بكل تفاصيله وقطاع الخدمات والمدن الذكية والأفراد والصحة، بحيث توفر حلولا تخدم الأفراد والمؤسسات على حد سواء، مشيرا الى نجاح “ممكن” في تغطية ما بين 81 الى 85 % من نسبة السكان في السلطنة حتى الآن وباشرت في تطبيقات لخدمات الكهرباء والماء وإدارة النفايات. وأوضح أن الشركة توجهت فعليا للسوق المحلي مطلع 2017 ولكنها تواجه تحديا في ظل الوضع الاقتصادي الحالي في كيفية إقناع الناس بإمكانية توفير حلول تساعدهم في تخفيض التكلفة سواء تكلفة عملياتية أو في خفض الطاقة أو حتى على مستوى كيفية تقديم الخدمة، مشيرا الى جهود في التوعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمناسبات والفعاليات لغرس هذا المفهوم ونقله للآخرين. الإقبال الحكومي لا يزال محدودا واعتبر الزدجالي ان القطاع الخاص اكثر حيوية في التفاعل مع تطبيقات “ ممكن” لأنترنت الأشياء بينما لا يزال الإقبال الحكومي محدودا جدا، مؤكدا ان التوجه الى تطبيقات على ارض الواقع رهن بالأفراد والمؤسسات لكن هناك حلولا كثيرة على مستوى المؤسسات والأفراد وفوائد جمة تتعلق بالتخطيط والمعرفة والبحوث لافتا الى أهمية البيانات لصناع القرار، مشيرا الى ان “ممكن” تركز على تقنية السيج فوكس لكنها ليست محصورة بتقنية واحدة فأحيانا تدمج عددا من التقنيات في سبيل التوصل للحلول التي تقدمها. خدمات الماء والكهرباء وعن خدمات “ممكن” على المستوى المؤسسي قال: لدينا قطاعات كبيرة مثل قطاع الخدمات في كل ما يتعلق بعدادات الكهرباء والماء، معتبرا ان وجود التقنية قد يفتح آفاقا كبيرة تتجاوز تقنية العداد الآلي بنظام شرائح الاتصال. وتحدث الزدجالي عن فائدة هذه التقنية الجديدة في حياتنا المعاصرة فقال: إن من التحديات التي قد يواجهها البعض في المنازل إذا لم يكن هناك ماء حكومي هو معرفة كمية المياه في الخزان خاصة إذا كان السكن في بناية متعددة الطوابق لكن أنترنت الأشياء تحل هذه المشكلة من خلال مستشعر يتم تثبيته في الخزان فيقيس مستوى الماء ويرسل تنبيها بانخفاض الماء دون المستوى المحدد وبالتالي يستطيع المستخدم ان يرسل للموزع لإعادة ملء الخزان واذا كان الجهاز مرتبطا مباشرة بالموزع فانه يرسل رسالة مباشرة لشركة التوزيع لملء الخزان . وبالنسبة للجهات الحكومية فان استفادة المشترك تكون من خلال تمكنه من معرفة قراءة العداد والفوترة وفي حالة وجود تسرب أو نفاد الماء بسبب انخفاض منسوب المياه المزود لبعض المناطق بينما كمستفيد إذا لم يكن على اطلاع فلن يعرف ان هناك مشكلة إلا عند وقوعها فعليا عند انقطاع الماء ووجود مثل هذه التقنيات تجعل المشترك على تواصل مسبق ويجعله مطلعا بما يحدث . إنارة الطرق وتحدث الزدجالي عن إنارة الطرق وقال: بناء على الإحصائيات التي تمت باستخدام تقنية السيج فوكس في فرنسا وجد وفق البحوث أنها خلال اربع سنوات أمكنها ان توفر 60% من الطاقة المستخدمة. وأوضح ان ما يحدث الآن ان الإنارة تفتح من بعد غروب الشمس وحتى شروقها ولكن الحقيقة ان في كثير من الأحيان هناك طرق ليس بها حركة وأخرى الحركة بها اقل وقال: إنه يمكن ضبط وقت الإنارة فمثلا ان يكون مستواها من المغرب وحتى 12 ليلا بنسبة 80% وليس بالضرورة ان تكون بنسبة 100% وبعد 12 ليلا يمكن تخفيض قوة الإنارة الى 60% لأن الحركة اقل ثم من بعده وحتى الفجر بنسبة 30% وبالتالي نكون قد وزعنا قوة الطاقة ووفرنا مبالغ مالية مهمة. وأضاف: كما يمكن ربط الإنارة في بعض الأماكن بمستوى حركة السيارات فكلما قل عدد السيارات المستخدمة للطريق في نطاق معين تنخفض الإضاءة في ذلك النطاق وتتوقف أو تضاء وفق وجود الحركة أو انعدامها. وقال: إن هذه التقنيات توفر طاقة كبيرة ومبالغ مالية، ومن ناحية ميدانية فهناك فرق عمل تتحرك باستمرار في سبيل التأكد من استمرار الإنارة أو انقطاعها عن طريق تلقي البلاغات بينما بواسطة هذه التقنية تكون هناك رسائل إشعار أولا بأول بأي خلل أو عطل ومعرفة موقعه وبالتالي تتحرك فرق العمل فقط بناء على البلاغات الحقيقية وهذا يعني توفير السيارة والوقود والجهد وصيانة السيارة ووقت الفنيين الذي يمكن استثماره في أعمال اخرى..كما ان عملية الإنارة والإطفاء لا تكون من خلال محطات موزعة وإنما بواسطة زر واحد من محطة مركزية. المرور والصحة وتحدث الزدجالي عن تطبيقات نفذتها الشركة بتقنية فوكس منها بعض الحلول في عدادات الماء وفي إدارة النفايات من خلال مجسات تثبت على الحاويات. وفي مجال الصحة قال: هناك الكثير من الأجهزة التي ترتبط بالمعدات الطبية يمكن توفيرها فبعض الأجهزة تحتاج الى صيانة مستمرة وكوادر تتابع سير عملها بانتظام والتقنية يمكنها ان توفر مجسات مرتبطة بتلك الأجهزة الطبية لضمان عملها بطريقة صحيحة ومنتظمة. وقال: هناك الكثير من الحلول الممكنة في الجانب المروري والحوادث والاسعاف مشيرا الى ان90% من الجهات تواصلت معها الشركة بينما المبادرة من الجهات نفسها لطلب الخدمة لم يتجاوز 10% فقط معتبرا ان القطاع الخاص اكثر حيوية من القطاع الحكومي في التفاعل وطلب الخدمة والأكثر حضورا في إدارة الأصول مثل الحاويات والمخازن. المنازل الذكية وعلى مستوى المنازل الذكية قال: هناك حلول كثيرة في تقنية إنترنت الأشياء فمثلا المكيفات يمكن ان توصل بمجسات تقيس الحرارة وترتبط بالريموت في سبيل ضبط حرارة الغرفة دون الحاجة للتشغيل أو الإغلاق بالإضافة الى مجسات تحدد حاجة المكيف للصيانة فترسل إشارات وفق الإعدادات، بحيث ترتبط بصاحب العقار أو بشركة الصيانة دون الانتظار حتى تقع المشكلة حيث يمكن وضع نظام لإدارة المبنى من خلال أجهزة ومجسات تتلقى بيانات ومعلومات يتم على أساسها اتخاذ الاجراءات سواء بيانات للصيانة أو استخدام المواقف أو استهلاك الطاقة واستهلاك الماء وهذه أمور تفيد صاحب البناية أو العقار كما تفيد شركة الصيانة أيضا. المعرفة لصناع القرار واعتبر الزدجالي أن تكلفة أنترنت الأشياء تقاس بما تقدمه من فائدة على المدى البعيد فيجب ان ننظر إليها كاستثمار معتبرا أنها الأقل تكلفة مقارنة بحلول اخرى عندما نعتبرها أمرا استراتيجيا تخطيطيا من خلال التوفير سواء كتكلفة عملياتية مباشرة أو عائد مادي مؤكدا على أهمية توفير البيانات والمعرفة للمخططين وصناع القرار فكل القرارات اليوم تبنى عليها. وأوضح ان البنية أساسية لا تمثل عائقا لتطبيق تقنية أنترنت الأشياء لكنه اكد على أهمية توفر قواعد البيانات لدى الجهات أو المؤسسات واعتبر ان عملية التنظيم والقوانين فيما يخص إدخال تقنيات جديدة تتطور لمواكبة هذا التطور العالمي لكن الحذر مطلوب في مسألة التشريع إلا انه لا يمثل تحديا كبيرا. جيل تقني وقال: إن تقنية أنترنت الأشياء لن تحتكر من قبل جهات معينة بل سيكون المستفيد منها الفرد والمؤسسات على حد سواء وان جيل اليوم هو جيل تقني بحت وينظر الى ما هو جديد، واذا كان من الصعب تحديد زمن معين لانتشار تقنية أنترنت الأشياء في المجتمع لكنه اكد أنها تقنية آتية لا محالة وواقع حاصل وسيأتي بقوة. وتوقع ان يكون هناك إقبال كبير لتكون منازلنا ذكية وقال: اليوم الناس تنظر لكل الأمور من منظور الأجهزة الذكية ولديهم الوعي والرؤية لبناء منازل ذكية مشيرا الى ان “ ممكن” تتجه الى إقناع المجتمع سواء مؤسسات أو أفراد بأن الحلول موجودة وسيتم في الفترة المقبلة التركيز على قطاع الخدمات وخاصة الكهرباء والماء.