العرب والعالم

اتفاقات تعاون عسكري وأمني بين السودان وتركيا

1205670
 
1205670
في ختام زيارة أردوغان - الخرطوم- (أ ف ب) - وقع السودان وتركيا اتفاقات للتعاون العسكري والأمني خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان التي قام بها من الأحد حتى الثلاثاء بهدف تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين. وأعلن اردوغان أن نظيره السوداني عمر البشير وافق على أن تتولى تركيا لفترة محددة إعادة إعمار وترميم جزيرة سواكن التي تكتسي أهمية رمزية وتاريخية كبرى لانقرة. وأعلن وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور امس في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاوش اوغلو انه تم توقيع عدة اتفاقات مع تركيا أول أمس الاثنين بينها «إنشاء مرسى لصيانة السفن المدنية والعسكرية». وقال إن «وزارة الدفاع السودانية منفتحة على التعاون العسكري مع أي جهة ولدينا تعاون عسكري مع الأشقاء والأصدقاء ومستعدون للتعاون العسكري مع تركيا» ، وأضاف «وقعنا اتفاقية يمكن أن ينجم عنها أي نوع من أنواع التعاون العسكري». من جهته، قال وزير الخارجية التركي انه «تم توقيع اتفاقيات بخصوص أمن البحر الأحمر»، مؤكدا ان تركيا «ستواصل تقديم كل الدعم للسودان بخصوص أمن البحر الأحمر». وأضاف تشاوش اوغلو الذي تحدث باللغة التركية عبر مترجم في المؤتمر الصحفي ان انقرة مهتمة بأمن افريقيا والبحر الأحمر، وقال «نحن مهتمون بأمن السودان وإفريقيا وأمن البحر الأحمر». وتابع «لدينا قاعدة عسكرية في الصومال ولدينا توجيهات رئاسية لتقديم الدعم للأمن والشرطة والجانب العسكري للسودان، ونواصل تطوير العلاقات في مجال الصناعات الدفاعية». بدأ الرئيس التركي الأحد زيارته الى السودان في إطار جولته الإفريقية، وتم توقيع إجمالي 21 اتفاقية بين الطرفين أبرزها اتفاق حول إنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي. ووقعت 12 اتفاقية في اليوم الأول من الزيارة فيما وقع رجال أعمال من البلدين تسعة اتفاقات لإقامة مشاريع زراعية وصناعية إضافة الى بناء مطار في العاصمة السودانية يوم الاثنين. كما اعلن اردوغان مساء الاثنين انه طرح على البشير «إعادة إعمار وترميم جزيرة سواكن على نحو يناسب شكلها الأصلي، خلال فترة محددة، وهو وافق على ذلك». وزار أردوغان برفقة نظيره السوداني سواكن حيث تنفذ وكالة التعاون والتنسيق التركية «تيكا» مشروعا لترميم الآثار العثمانية، وتفقد الرئيسان خلالها مبنى الجمارك والمسجدين الحنفي والشافعي التاريخيين في الجزيرة. وقال أردوغان «الأتراك الذين يريدون الذهاب للعمرة (في السعودية) سيأتون إلى سواكن ومنها يذهبون إلى العمرة في سياحة مبرمجة». وتضم الجزيرة آثارا من عهد السلطنة العثمانية وحكمها للسودان ومنطقة جنوب البحر الأحمر في الفترة من 1821 الى 1885، وكانت سواكن مقر الحاكم العثماني لجنوب البحر الأحمر. وميناء سواكن هو الأقدم في السودان ويستخدم في الغالب لنقل المسافرين والبضائع الى ميناء جدة في السعودية، وهو الميناء الثاني للسودان بعد بور سودان الذي يبعد 60 كلم الى الشمال منه. من جهته أكد وزير الخارجية السوداني تخصيص المنطقة التاريخية خارج الميناء للاستثمار. وقال خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره التركي «بالنسبة لسواكن، الرئيس التركي اردوغان زار بالأمس جزيرة سواكن التاريخية وفيها آثار تركية، وهي خارج سواكن الحالية وطلب من الرئيس البشير ان تمنح تلك المنطقة للجانب التركي في سبيل الاستثمار لتكون للسياحة وللحُجّاج» ، وأضاف «هذه شراكة استراتيجية بين البلدين». وأشار أستاذ العلوم السياسية السوداني عبد اللطيف البوني الى الأهمية التاريخية لسواكن بالنسبة لتركيا التي قال إنها تسعى كذلك لتوطيد نفوذها في هذه المنطقة. وقال لفرانس برس «سواكن مهمة جدا لتركيا ولها رمزية تاريخية فعندما كانت الدولة العثمانية تحكم هذه المنطقة، كانت سواكن تتبع مباشرة للخليفة العثماني في الأستانة وليس للحاكم في السودان او مصر». لكن وزير الخارجية السوداني نفى من جانب آخر نية الخرطوم الدخول في محاور إقليمية. وقال غندور إن «السودان لم ولن يكون يوما جزءا من أي محور ونحن منفتحون على كل دول العالم لتبادل المصالح، وتركيا دولة شقيقة ولنا معها تاريخ طويل». وأضاف إن «السودان مهتم بأمن البحر الأحمر وننسق مع جيراننا في ذلك، وتركيا موجودة في البحر الأحمر ولها قاعدة عسكرية في الصومال لتدريب الجيش الوطني الصومالي». والسودان لديه ساحل على البحر الأحمر يمتد على اكثر من 700 كلم ويعتبر البحر الأحمر ممرا مهما للتجارة العالمية. وأكد عبد اللطيف البوني ان اهتمام تركيا بأمن البحر الأحمر «يقرأ في إطار بحثها عن نفوذ إقليمي ودولي وتوجيه رسالة سياسية لدول الخليج بانها موجودة في الساحل الغربي للبحر الأحمر». وأضاف البوني إن «اتفاق التعاون العسكري وربطه بالاهتمام بأمن البحر الأحمر يعكس بحث تركيا عن نفوذ لها في هذه المنطقة المهمة من العالم ولتأكيد دورها في منطقة الشرق الأوسط وفي إطار التنافس بين مختلف الدول التي تسعى الآن لإنشاء قواعد لها في المنطقة».