صحافة

القدس: لا حل بدون القدس ولا تفاوض حول القدس .. فما العمل؟

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالاً بعنوان: لا حل بدون القدس ولا تفاوض حول القدس .. فما العمل؟، جاء فيه: منذ قرار الرئيس ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ازدادت الهجمة الاستيطانية والتوسعية ضد المدينة المقدسة، وضد الضفة الغربية عموما، هم يخططون لبناء مليون وحدة استيطانية فيما يسمونه القدس الكبرى، أي القدس والمستوطنات المحيطة بها وبالضفة الغربية ويقتحمون الأحياء الفلسطينية خاصة القريبة من استيطانهم ومخططاتهم، كما يحدث في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى من هدم لمنشآت تجارية وإخطارات بالهدم والاستيلاء على ممتلكات بذرائع مختلفة حيث استولوا، مثلا على محل في عقبة الخالدية باستخدام قانون «الجيل الثالث» من العائلات التي تعيش فيه، وكذلك الاستيلاء على مساحات واسعة من الأرض بدعوى أنها أملاك غائبين. وقبل أيام أيضا قرروا بناء مجموعة من الوحدات الاستيطانية قرب حائط البراق الذي يسمونه المبكى وأطلقوا عليها اسم ترامب وكذلك قرروا إنشاء سكة حديد للمساهمة في تهويد القدس وأسموها ترامب أيضا تقديرا منهم لمواقف الرئيس الأمريكي. وفوق كل هذا فهم يحاولون تشريع قانون يحظر التفاوض على القدس وسيقترحون الأحد القادم تشريع قانون آخر من خلال الكنيست يقضي بالسيطرة على الضفة كلها والسيطرة لا تعني الضم لكل المناطق وإنما للمستوطنات والأراضي التي يريدونها بدون السكان. المخططات ازدادت وضوحها منذ اعتراف ترامب بالقدس عاصمة إسرائيل، لأنهم منذ البداية يقيمون المستوطنات ويصادرون الأرض ويعملون على تهجير المواطنين وقد ازدادوا شراسة وعدوانية في الأيام الأخيرة. نحن في المقابل نقف جميعا يدا واحدة وقلبا واحدا وموقفا واحدا في رفض كل هذه الممارسات كما أن قرار ترامب أثار غضبا شعبيا ورسميا واسعا يستمر منذ ثلاثة أسابيع ومرشح للاستمرار. كما أن العالم العربي والإسلامي خاصة على المستوى الشعبي يقف معنا نصرة للقدس ورفضا للقرار الأمريكي والإجراءات الإسرائيلية. أكثر من مسؤول فلسطيني ابتداء من الرئيس حتى أصغر مسؤول يؤكدون أن لا سلام ولا مفاوضات بدون القدس وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس على حدود 4 يونيو 1967، وفي الوقت نفسه فإن كل المسؤولين يؤكدون أن الحل قد مات وأن أمريكا لم تعد الوسيط المقبول أو النزيه. الإسرائيليون يقولون لا تفاوض حول القدس، ونحن نقول: لا حل بدون القدس، ما العمل وما المطلوب فلسطينيا لمواجهة هذه المعضلة المدمرة، على اعتبار أن العرب والمسلمين عموما غير قادرين أو غير راغبين رسميا بالتحرك الجدي للدفاع عن القدس والمقدسات والحقوق الفلسطينية. إن القرار بيدنا أولا وقبل الجميع، وقد استنفدنا كل المساعي السياسية والتحركات والخطوات الدبلوماسية وحققنا إنجازات في الأمم المتحدة وعلى مستوى العالم كله حتى وصلنا إلى ما نواجهه اليوم من غطرسة إسرائيلية وتدمير كلي لحل الدولتين وتهويد يتسع للقدس وبناء متزايد للمستوطنات. الجواب لدى القيادة وهي المطالبة باتخاذ القرارات اللازمة والحاسمة في هذه المرحلة المصيرية .. !!