صحافة

الرسالة:جدار غزة والتغيير الاستراتيجي

في زاوية أقلام وآراء كتب إبراهيم المدهون مقالا بعنوان: جدار غزة والتغيير الاستراتيجي، جاء فيه:أكثر من مليار دولار تكلفة الجدار الأمني الذي يقيمه الاحتلال الإسرائيلي لمحاربة الإنفاق، هذا الرقم وحده يكشف مدى تراجع قوة الاحتلال واستنزافه بسبب المقاومة الفلسطينية ومدى خوف ورعب الاحتلال من أي مواجهة عسكرية قادمة على جبهة غزة، ويؤكد أن جيش الاحتلال تلقى هزيمة حقيقية أو على الأقل ضربات موجعة ومؤثرة في العصف المأكول جعلته يراجع حساباته واستراتيجياته العسكرية وينتقل من حالة الهجوم والتوغل والتغول لحالة الدفاع والتراجع والتقهقر والعزلة. تكلفة الجدار المالية قد تصل إلى 4 مليارات شيكل، أي ستتخطى حاجز المليار دولار، وتم تشييد مصانع خاصة بالجدران الخراسانية المستخدمة في عملية بناء الجدار الذي سيصل طوله إلى 6 أمتار فوق الأرض، وعشرات الأمتار أسفلها، وقد شهدت تغييرات في المنطقة الحدودية، حيث أقيمت مصانع للأسمنت، وتم استجلاب عمال من بلاد مختلفة، في حين تعمل شركات على تسوية المنطقة الحدودية، إضافة إلى إقامة أكوام ترابية لتحجب العمال العاملين في المنطقة. ويرتدي العمال سترات واقية للرصاص منعا لأي عمليات قنص من قبل المقاومة. ويتم العمل في 40 موقعا منتشرة على طول الحدود، ونحو ألف عامل في المنطقة يعملون على مدار الساعة، باستثناء السبت، لاستكمال هذا الجدار في أسرع وقت ممكن وهم يحاولون خلال 2018. كما سيتبعه بناء سياج حديدي إلى الداخل من الحدود على بعد عشرات الأمتار من الجدار الخراساني بارتفاع مماثل يصل إلى 6 أمتار. بحيث سيتم وضع أكوام ترابية وشق طرق ما بين الجدارين ونشر دبابات وآليات ودوريات. لا شك ان هذا الجدار خطير ويحتاج دراسة وهو استكمالا لسياسة الجدر الإسرائيلية والتحصينات ودليل على انكفاء المشروع الصهيوني، واعتقد أن بناءه يحمل بُعدًا نفسيا واعلاميا، وتطمينيا للجمهور أكثر منه بعدا أمنيا. ومن الواضح أنَّ المشروع له أهداف اقتصادية لها علاقة باستجلاب مزيد من الدعم الأمريكي للقطاع العسكري لدى الكيان، ولإبقاء موازنات جيش الاحتلال في تصاعد وللعلم، فكرة الجدار تحاول معالجة وسيلة واحدة من وسائل المقاومة قد أثبتت نجاعتها، إلا أنها تستنزف قوة الكيان ماليا وعسكريًا، في الوقت الذي تُعد فيه المقاومة لمزيد من المفاجآت. قد يكتشف الاحتلال فجأة أن هذا الجدار لن يحمي جنوده حينما يتدفق مئات الآلاف من أهالي قطاع غزة وبشكل عفوي وتلقائي فيتم تجاوز الحدود والجدر والموانع وهم عائدون إلى بيوتهم وديارهم في حملة كبرى بدأ التفكير بها والدعوات لها تتصاعد في ظل الحصار الخانق والمتراكم.