بعد نجاح إصلاح ترامب الضريبي - ارتفع مؤشر الثقة في الأعمال التجارية الصغيرة في عام 2018 بالولايات المتحدة حيث ساد التفاؤل بين رجال الأعمال الصغيرة بعد حزمة الإصلاح الضريبي التي أطلقت أخيرًا، وذلك وفقًا لما جاء في الاستطلاع الأخير الذي أجراه سي إن بي سي وموقع سيرفي مونكي Survey Monkey المتخصص في الاستبيانات هذه النوعية من الأعمال. وأشارت الإحصائيات الأولى في الربع السنوي الأول إلى أن مؤشر الثقة في الأعمال الصغيرة شهد ازديادًا بمقدار خمس نقاط ، من 57 إلى 62 نقطة ، وهو رقم قياسي يعد الأكبر عبورا من ربع سنوي إلى ربع سنوي آخر منذ أن بدأت سي إن بي سي وسيرفي مونكي Survey Monkey في قياس المؤشر منذ العام الماضي. ويعتبر هذا الاستطلاع هو الأول الذي يتم إجراؤه منذ تصديق الرئيس دونالد ترامب على قانون تخفيض الضرائب وفرص العمل لتفعيلهما قضائيًا في 22 من ديسمبر الماضي. وفي الربع السنوي الرابع، تساوى أصحاب الأعمال الصغيرة في السؤال الأساسي الذي تم طرحه حول تأثير السياسة الضريبية على أعمالهم. فقد تغيرت الآراء بشكل ملحوظ؛ وتتوقع الأغلبية في الوقت الحالي أن تغييرات السياسة الضريبية سيكون لها أثر إيجابي وليس سلبيا على أعمالهم. وقال 46 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع إن السياسة الضريبية الجديدة سيكون لها أثر إيجابي، وبذلك ارتفعت نسبة الآراء الإيجابية بعد أن كانت 38 في المائة. أما بالنسبة للذين يقولون إن التغييرات في السياسة الضريبية سيكون لها أثر سلبي، فقد انخفض عددهم بشكل حاد ، من 36 في المائة في الربع السنوي الرابع إلى 23 في المائة في آخر استطلاع. ويتوقع نصف أصحاب الأعمال التجارية الصغيرة أن يجدوا تخفيضا في الضرائب خلال العام الجاري. وارتفع مؤشر الثقة كذلك بين جميع المجموعات الديموجرافية تقريبًا، حيث إن أغلب النسب المتزايدة جاءت من الشركات التي يقارب عدد موظفيها خمسة وتسعة موظفا، وكذلك من أصحاب الأعمال الصغيرة الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و44 سنة وبين 55 و64 سنة. وتؤكد بيانات الاستطلاع على مساهمات أخرى عززت نتائجه من جماعات الضغط، بما في ذلك مجموعة الضغط المُحافظِة وهي الاتحاد الوطني للأعمال المستقلة. فقد أوضح آخر تقرير شهري للاتحاد في يناير الماضي أن هناك تفاؤلا، وأظهر كذلك ثاني أعلى معدل من العاطفة منذ تولي ترامب منصبه. وسجل التقرير أعلى متوسط ​​سنوي له على الإطلاق في عام 2017. قال جوانيتا دوجان، الرئيس والمدير التنفيذي للاتحاد الوطني للأعمال المستقلة، لشبكة سي إن بي سي: «هذه الأرقام مرتفعة ارتفاعًا تاريخيًا». وأضاف: «هذا يبين أن أصحاب الأعمال الصغيرة أكثر من مجرد متفائلين، فهم مستعدون لتكبير أعمالهم». كما أصدرت الرابطة الوطنية للأعمال الصغيرة، وهي جماعة ضغط غير حزبية، تقريرها الاقتصادي الأخير لنهاية عام 2017، الذي أشار إلى أن أكثر من نصف أصحاب الأعمال الصغيرة يشعرون بأن الاقتصاد الأمريكي يحقق أداءً أفضل مما كان عليه قبل ستة أشهر فقط. وما يؤكد ذلك هو المقارنة بين نسبة 43 في المائة الذين أفادوا بالرأي نفسه في ديسمبر 2016 و20 في المائة فقط في ديسمبر 2015. وبالإضافة إلى ذلك، قال 59 في المائة إنهم يتوقعون أن يحدث توسع اقتصادي في العام المقبل. وقال أكثر من ثلث أصحاب الأعمال الصغيرة إنهم يشعرون بثقة كبيرة جدًا في مستقبل أعمالهم الخاصة، وهو أعلى مستوى من النسب الإيجابية على مدار أكثر من عقد من الزمان. وقالت مولي داي، نائبة رئيس الشؤون العامة في الرابطة الوطنية للأعمال الصغيرة: أعتقد أن القفزة في التفاؤل ليست فقط بسبب الإصلاح الضريبي، ولكن إلى حد كبير بسبب أداء الاقتصاد بشكل أفضل. بالتأكيد سياسة الإصلاح الضريبي ساعدت في الوضع الاقتصادي، ولكن في الواقع أعتقد أن الأعمال الصغيرة بدأت الآن في استيعاب ما تهدف إليه . وعلى الرغم من النظرة المتفائلة، لا تزال هناك تحديات في الشارع. إذ يتطلع أصحاب الأعمال الصغيرة إلى أن تتقدم واشنطن في قضايا أخرى، بما فيها إصلاح الرعاية الصحية. وأوضح استطلاع سي إن بي سي وسيرفي مونكي Survey Monkey أن 30 في المائة من أصحاب الأعمال يقولون إنهم يريدون من الكونجرس أن يتبنى قضية إصلاح الرعاية الصحية ، فكل 2 من 10 الآن يشيران إلى أن تكلفة الرعاية الصحية للموظفين هي القضية الأكثر أهمية التي تواجه أعمالهم. كما تشير بيانات الاتحاد الوطني للأعمال المستقلة إلى أن تكلفة التأمين الصحي هي التحدي الأكبر أهمية لنمو وبقاء الشركات الصغيرة في المستقبل. وقالت داي: «أعتقد أنه بسبب تكلفة الرعاية الصحية، فإن التوظيف في أصغر الشركات لن يتغير بشكل كبير». وأضافت أنه بحسب رأي الاتحاد الوطني للأعمال المستقلة فإن الإصلاح الضريبي لم يتم بعد. كما أوضحت: «لقد كان هناك خفض في الضرائب، ولكن تم إنجاز القليل جدًا من حيث تكافؤ الأعمال التجارية الصغيرة مع الأعمال الكبيرة. ولم يتم المساس بعد بمشكلة التعقيد، والأعباء الإدارية بشأن الرعاية الصحية التي هي في الواقع مشكلة للشركات الصغيرة أكبر من مشكلة التكلفة المالية للضرائب». وأضافت: «الديون المتزايدة لا تزال مصدر قلق كبير لأصحاب الأعمال الصغيرة». ومن مصادر القلق الأخرى التي تساور الشركات الصغيرة إيجاد القوى العاملة الماهرة وفقًا لبيانات الاتحاد الوطني للأعمال المستقلة. فجودة القوى العاملة هي أكثر قضية يهتمون بشأنها الآن. ويعد التوظيف من التحديات، والكثير من الشركات ترفع الأجور من أجل التعاقد مع العمال لديهم. ويذكر تقرير الاتحاد الوطني للأعمال المستقلة أن تعويضات العمال بلغت أعلى معدل لها منذ عام 2000. وأجري استطلاع سي إن بي سي وسيرفي مونكي Survey Monkey عبر الإنترنت من 29 يناير الماضي إلى 5 فبراير الجاري بين قطاع محلي من 2080 شخصًا من أصحاب الأعمال التجارية الصغيرة التي تم إنشاؤها ذاتيًا والذين تتراوح أعمارهم بين 18 فما فوق. وعبر مجموعة واسعة من الصناعات. وتم اختيار الإجابات مما يقرب من 3 ملايين شخص ممن يستجيبون للاستطلاعات دائمًا على منصة سيرفي مونكي Survey Monkey كل يوم باستخدام منهجية التصويت على الإنترنت. وتحملت الإجابات هامشًا من الأخطاء بلغت نسبتها أكبر أو أقل من 3.5 نقطة مئوية. ويتم احتساب مؤشر ثقة الأعمال الصغيرة على مقياس من 0 - 100 وتستند الإجابة على ثمانية أسئلة رئيسية. ويشير الرقم صفر إلى عدم الثقة، بينما يشير الرقم 100 إلى الثقة التامة. سي إن بي سي