كلمة عمان

العودة إلى المدارس بشكل مختلف!

oman-logo-new
 
oman-logo-new
جرت العادة أن نستقبل موسم العودة إلى المدارس بطقوس عديدة وتقاليد مستمرة ألفتها الأسر من التسوق الذي يسبق هذا الموسم والاستعداد الكبير بتجهيز الملابس المدرسية والأغراض المختلفة وحيث تجد كل أسرة في حالة من التأهب العام. لكن هذه السنة الاستثنائية تأتي غير ما هو مألوف للأسباب المعلومة من انتشار الجائحة الصحية التي تؤثر على كل دول العالم منذ حوالي العام. بدأ الوضع الغريب منذ أن كان قدرا أن ينتهي العام الدراسي الماضي قبل موعده المحدد حفاظا على الأبناء الطلبة والطالبات، وحيث كان لابد من التشديد في مثل هذه الظروف التي كانت قاسية بالفعل. الآن يعود العام متأخرا بقرابة شهرين عن موعده الأساسي، ويأتي في ظروف أيضا ليست بالطبيعية من حيث غياب تلك الروح المعتادة، فالفيروس لا يزال موجودا والإصابات لا زالت عالية والوفيات والوضع بشكل عام يثير القلق، لكن ثمة ضريبة أيضا وراء الاستمرار في إغلاق المدارس، غير أن فتح المدرسة يأتي وفق معايير وبروتوكولات صارمة وضعتها وزارة التربية والتعليم بالاستناد إلى موجهات اللجنة العليا المكلّفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد19) في السلطنة. هذا العام الاستثنائي بكل تأكيد سوف يشكل محطة تاريخية ينظر إليها في المستقبل، برغم ما فيه من الاختلاف وغياب المعتاد، فربما فتح الأفق لبدايات جديدة في رؤية العملية التعليمية برغم كل التحديات والتعقيدات المدركة بخصوص الوقاية الصحية والالتزام بها أو من حيث عملية التعليم عن بعد وكل ما يكتنف هذا الطريق من عقبات، سيكون تجاوزها عبر الالتزام والقدرة على مواجهة التحدي والتشارك بين الجميع من الأسر والآباء والأمهات والمدارس بكوادرها من المعلمين والمعلمات والإداريين وكل المشاركين في العملية التعليمية. إن رسالة التعليم مقدسة والحاجة إلى كل دقيقة من العام الدراسي مهمة لأجل بناء أجيال الغد الذين سوف يشيدون هذه البلاد في المستقبل ويستمرون في إنجاز مسيرة البناء والتنمية والتطوير والتحديث، وهذا يجعل الاستمرار في التعلم فرضا وواجبا، بعيدا عن كل الاستثناءات. وهذا يعني رغم كل ظرف طارئ ومعوقات وتحديات وغيرها فالأمل أن تشكل هذه التجربة فرصة حقيقية للوعي والدروس التي يستفاد منها في المستقبل في إطار عملية التعليم بشكل عام. إن تجربة التعليم المدمج الذي يجمع بين الحضور بنسب معينة للمدارس، والتعلم عن بعد عن طريق الوسائط الحديثة والإنترنت، كل ذلك سوف يشكل محطة جديدة في التجربة تعمل على تشكيل لبنة تستحق الدراسة والمراجعة المستمرة، بما يعود بالنفع العام على الجميع. يجب أن ندرك أن ظروف الجائحة الصحية قد ألقت بالظلال على كل شيء، كما في الجوانب الاقتصادية وتأثر الكثيرين، بالإضافة إلى المسائل الإنسانية والنفسية، وغيرها. الخلاصة نحن أمام اختبار كبير مستمر ويجب أن ننجح فيه بالتعاون والتضافر الجماعي واليقين التام بأن النجاح الحقيقي سيكون عبر هذه الروح الجماعية المنشودة لعبور هذه المرحلة.