كـوكـو .. الإمسـاك بالحـلم مـرتـين
الاثنين / 16 / جمادى الآخرة / 1439 هـ - 22:01 - الاثنين 5 مارس 2018 22:01
1267792
كتبت - بشـاير بنت حـبراس :-
لم يكن مفاجئا فوز فيلم Coco للمخرج لي أونكريتش صباح أمس بجائزة الأوسكار ٢٠١٨ عن أفضل فيلم أنيميشن، فقبل أن نعلم بترشيحه للجائزة كنا نردد أغنياته متسائلين عن هذه اللكنة التي لا تبدو إنجليزية خالصة، إلى أن عرفنا أن فيها كلمات إسبانية، فضلا عن أن الإنجليزية كانت بلكنة إسبانية.
ونزولا من اسم الفيلم إلى المشهد الأول الذي يبدأ بصبي يركض يظنه المشاهد -بلا شك- «كوكو»، قبل أن يفاجأ بأن كوكو ليست سوى امرأة عجوز! فما الذي يمكن أن يدور حولها أكثر من كونها مجرد فرد في العائلة، وجدة غير مباشرة للصبي «ميغيل»، بالإضافة إلى جلوسها طوال الوقت على كرسي متحرك، وفوق ذلك مصابة بالزهايمر، وبالكاد تتكلم أو ترد أو تتفاعل إلا حين تسمع أغنية remember me، وهي الأغنية الفائزة بجائزة الأوسكار أيضا لأفضل أغنية، وهي التي بشكل أو بآخر تؤكد أن النبش في الذكريات قد يشفي أولئك المصابين بالزهايمر كما حدث مع كوكو في نهاية الفيلم.
يصور الفيلم عالم الأموات بطريقة ساحرة، فهم مهتمون بالفن، والمسارح، والمسابقات الغنائية، والحفلات الموسيقية، ويلبسون ملابس جميلة. وهم بخير ويمارسون سعاداتهم غير النهائية ما دامت صورهم معلقة على جدران أقاربهم الأحياء يتذكرونهم بها ويجددونها في ليلة معينة من العام -تسمى ليلة الذكرى- لتكون فرصة لتذكر المرفوعة صورهم، ورفع صورة ميت حديث، أو ميت نسيه أهله فيما مضى فنسيه الجدار، لتكون الصور المرفوعة بذلك جواز عبور لاجتياز الأموات الجسر نحو حياة ما قبل الموت الأبدي أو التلاشي الأخير، وفي ليلة الذكرى ينتظر الأحياء أثير أقاربهم الأموات ليشاركوهم الرقص والغناء والطعام والحب.
وبإشارة مدهشة ومربكة في آن يرينا الفيلم أن الميت يعيش في العالم الآخر في السن التي مات عنها، فإكتور الذي مات شابا يستقبل -في نهاية الفيلم- ابنته العجوز كوكو في عالم الأموات في لقطة مترعة بالأسئلة العميقة، لا سيما وهي تناديه بابا في وقت بدا فيه وكأنه حفيدها، بينما والداها يقبلانها ويداعبانها كطفلة في الخامسة كما تركها أبوها آخر مرة قبل أن يختفي ويموت. هكذا كان يلهث «ميجيل» خلف خطى جده ، وطارد حلم أن يكون موسيقارًا ومغنيًا حتى أمسك بحلمه كما أمسك الفيلم اليوم بالأوسكار.