صحافة

«بريطانيا بيضاء» ... عاصفة ثلجية وحشية تشل الحياة:

ضربت موجة الصقيع والعواصف الثلجية القادمة من سيبيريا، بريطانيا والقارة الأوروبية، وأطلق عليها عدة أسماء حسب البلد الذي ضربته. ففي فرنسا أطلق عليها «موسكو-باريس» في إشارة إلى قدومها من نواحي موسكو. وفى هولندا «دب سيبيريا»، وفى السويد «مدفع الثلج»، وفى بريطانيا «وحش الشرق». أما عن خسائرها بحسب التقارير الصحفية فقد تسببت في مصرع 60 شخصا على الأقل في أوروبا منهم 10 في بريطانيا بينهم طفلة تبلغ من العمر 7 سنوات. كما أعلنت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية حالة الطوارئ باللون الأحمر، وهى أعلى درجات التحذير في جنوب غرب البلاد بسبب تساقط الثلوج بكثافة فيها. كذلك في أيرلندا أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الأيرلندية أيضا، تمديد حالة الطوارئ باللون الأحمر بسبب الطقس السيئ. ولقيت هذه «القنبلة الجوية الوحشية» اهتماما كبيرا من السلطات والمسؤولين، وتغطية واسعة من جميع الصحف. فمن جانبه حث عمدة لندن، صديق خان، المواطنين على التعاون فيما بينهم ومساعدة المسنين بالتأكد من سلامتهم وأن لديهم مخزونا كافيا من الأغذية والأدوية ومن قدرتهم على إبقاء منازلهم دافئة». وإعلاميا أشارت صحيفة «ديلي اكسبريس» إلى ما أحدثته تلك الفوضى الثلجية من شلل لبريطانيا، مشيرة إلى أنها «اكتسحت» بريطانيا طولا وعرضا. كما حذرت من عاصفة «إيما» المصاحبة للعاصفة الثلجية، وأنها ستكون أبرد انفجار جوي خلال 27 عاما، وأن درجات الحرارة ستنخفض إلى 15 درجة مئوية تحت الصفر في بعض أجزاء من البلاد، مما سيتسبب في تعطل السفر والطاقة وحتى إشارات الهاتف المحمول، وتجمد مياه البحر. ونشرت الصحيفة صورة تبين تجمد مياه البحر على طول شاطئ وستون سوبر ماري. ومن جانبها نشرت صحيفة «آي» صورة للثلج الكثيف مع تقرير بعنوان: «بريطانيا البيضاء»، في إشارة إلى افتراش الشوارع والحدائق وأسطح المنازل بـ«حصيرة» من الثلوج البيضاء. مع الإشارة لرفع اسكتلندا حالة التأهب إلى اللون الأحمر للمرة الأولى، وهي حالة التحذير القصوى التي تعني أن هناك خطرا محتملا على الحياة. وقالت الصحيفة إن درجة التجمد وصلت فيها درجة الحرارة إلى 11 تحت الصفر، وهو ما لم يحدث منذ 27 عاما، مما تسبب في وفاة 10 أفراد من بينهم طفلة عمرها 7 سنوات. وهي العاصفة الأسوأ خلال جيل كامل. وإن السلطات استدعت الجيش للتدخل، كما اضطرت الممرضات للمبيت في المستشفيات، واستخدمت سيارات الدفع الرباعية لإحضار الأطباء إلى المستشفيات. أما صحيفة «الصن» فقالت إن بريطانيا كانت في حالة انهيار، وإن هذه العاصفة الثلجية أثارت الذعر لدى المواطنين في شراء الاحتياجات، وأثارت الفوضى في السفر بالقطارات والطائرات، وأنها تركت الشوارع والحدائق يعلوها 20 بوصة من الثلوج، مشيرة إلى أن يوم الخميس كان أبرد يوم من شهر مارس في بريطانيا منذ عقود. وكان العنوان الرئيسي لصحيفة «ديلي ستار» غريبا إذ يقول: «نكتة الثلج»، وقالت إن الإزعاج الذي أحدثته العاصفة الثلجية «مثير للشفقة»، وإن الثلوج أصابت بعض المتسوقين بالذعر فهرعوا لشراء حاجياتهم مما أفرغ أرفف المحلات من الخبز والحليب وخشب الوقود. وذكرت أن موجة البرد القاتل ستستمر حتى عيد الفصح» وأن بريطانيا في طريقها لنفاذ الغاز.