كلمة عمان

مركز الابتكار الصناعي وإسهام يستحق التشجيع

من المؤكد انه ليس من المبالغة في شيء القول بأن اليوم هو من الأيام التي ينبغي الاحتفاء بها ، ليس فقط لأنها ترتبط بواحد من اهم المجالات التي تحظى باهتمام كبير ومتواصل من جانب حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - وهو مجال الابتكار ، الذي نشجع أبناءنا وبناتنا على الاقتراب منه والدخول إليه بثقة وعقليات مفتوحة وتفكير علمي للتعامل مع مختلف القضايا والمشكلات التقنية ، ولكن أيضا لأن هذا اليوم سيشكل في الواقع، ما يمكن اعتباره نقطة تحول في هذا المجال ، وذلك من خلال الفعاليات التي تتم اليوم في مركز الابتكار الصناعي ، والتي يرعاها معالي الدكتور فؤاد بن جعفر الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية . واذا كانت طريق الألف ميل ، يبدأ بخطوة ، فإن الاحتفال بتخريج مائة اختصاصي ابتكار صناعي من شبابنا ، هو امر يثلج الصدر ، لأنه يعني انه تم ويتم بالفعل العمل لتحويل الآمال الى واقع ، أو على الأقل التهيئة لذلك ، بإعداد ابنائنا وبناتنا بشكل علمي ليقودوا ، وليسهموا بشكل ملحوظ ، في جهود الابتكار الصناعي وغيره أيضا ، ومن اجل تعميق وتوسيع نطاق التكامل والتعاون بين الأنشطة الصناعية و بين الجهود العلمية والأكاديمية ، وبين مؤسسات الحكومة والمجتمع المدني المعنية أيضا ، من اجل الدفع نحو تشجيع جهود الابتكار والعامل بأفكار من خارج الصندوق في المجالات التقنية وغيرها . وفي هذا الإطار أيضا تدشين البرامج الأربعة لمركز الابتكار الصناعي اليوم ، هو أمر بالغ الأهمية ، لأن هذه البرامج تشمل تأهيل مائة اختصاصي ابتكار ، و إنشاء مؤسسات صناعية - شركة ناشئة للابتكار ، ودعم شركات قائمة تعمل في هذا المجال ، ودعم القطاع الصناعي . وكما أشار معالي الدكتور علي بن مسعود السنيدي وزير التجارة والصناعة ، فإن تحويل مركز الابتكار الصناعي الى شركة ، وتقديم الدعم المالي الحكومي لها ، يأتي ضمن مبادرات البرنامج الوطني لدعم التنويع الاقتصادي « تنفيذ» ، وتفعيل منظومة الابتكار الصناعي ، وهو ما يصب في النهاية في تحفيز الصناعات العمانية والإسهام في تطويرها لتكون اكثر قدرة على التنافسية والإسهام في تنويع الاقتصاد الوطني . ومع إدراك أهمية وضرورة تحقيق اكبر و أوسع نطاق ممكن من التعاون والتكامل بين مركز الابتكار الصناعي ، والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية المعنية بهذا المجال ، ومنها حاضنات الأعمال ، فان توفير الإمكانات والخامات والوسائل التقنية اللازمة لتحويل الأفكار والمبتكرات الى حقائق وتطبيقات ومنتجات عملية ، والانتقال بها من الحيز النظري ، الى المجال التطبيقي ، يحتاج الى مساندة كبيرة ، والى إسهام أطراف عدة مثل وزارة التجارة والصناعة ، والمؤسسات الصناعية ، وحاضنات الأعمال ، ومجلس البحث العلمي ، وغيرها من الجهات الأخرى الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني ، لحفز وتشجيع ابنائنا وبناتنا على تحقيق مزيد من التطور والسير نحو غد افضل للوطن والمواطن ، بقدرات وعقول وابتكارات أبنائه في مختلف المجالات .